الصور

تقليص

لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

نشيد الجبار ... للشابي

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • حسن العويس
    كاتب مسجل
    • Aug 2009
    • 268

    نشيد الجبار ... للشابي

    في هذه الأيام بيت من الشعر كان مادة إعلامية بامتياز وهذا البيت لأبي القاسم الشابي :
    إذا الشعب يوماً أراد الحياة .....فلا بدَّ أن يستجيب القدر
    ولكن للشابي قصائد أجمل وأروع وتحاكي نفس الفكرة .
    فقصيدة نشيد الجبار البديعة بشعرها لا تخلو من نقد لاذع لمنظومة مجتمعية وأخلاقية . وكنت قد قرأتها العام الماضي مرات عديدة . وما آلت إليه التغييرات في تونس تذكرت تيك القصيدة وقد نقلتها من أحد المواقع .
    وقد كان والد الشاعر الشابي قاضياً وما لفت انتباهي أن وزير العدل في حكومة الغنوشي ــ الغير مرضي عنها ــ من بيت ( الشابي ) .
    وإليكم القصيدة :

    نشيد الجبار


    سأعـيـش رغـــم الـــداء iiوالأعـــداء
    كالـنـسـر فـــوق الـقـمّـة الـشـمـاءِ
    أرنو إلى الشمس المضيئة ... iiهازئاً
    بالـسـحـب ، والأمـطــار ، والأنــــواءِ
    لا أرمــق الـظـلّ الكئـيـب... ولا iiأرى
    مــا فــي قـــرار الـهــوّةِ iiالـســوداء
    وأسير فـي دنيـا المشاعـر حالمـاً ii،
    غـرداً -- وتلـك سـعـادة iiالشـعـراء--
    أٌصغي لموسيقى الحيـاة ، iiووحيهـا
    وأذيــب روح الـكـون فــي إنشـائـي
    وأصـيـخ للـصـوت الإلاهــي iiالـــذي
    يـحـيـي بقـلـبـي مـيــت iiالأصــــداءِ
    وأقـــول لـلـقـدر الـــذي لا iiيـنـثـنـي
    عـــن حـــرب آمـالــي بـكــلّ iiبـــلاءِ
    لا يطفيء اللهب المؤجج في iiدمي
    مــوج الأســى ، وعـواصــف iiالأرزاءِ
    فاهدم فؤادي ما أستطعـت ، iiفإنـه
    سيـكـون مـثـل الصـخـرة iiالـصـمـاءِ
    لا يعـرف الشـكـوى الذليـلـة والبـكـا
    وضــراعــة الأطــفــال iiوالـضـعـفــاء
    ويـعـيـش جـبــاراً ، يـحــدق iiدائـمــاً
    بالفجـر ...، بالفجـر الجميـل iiالنـائـي
    واملأ طريقي بالمخاوف ، والدجى ii،
    وزوابــــع الأشــــواك ، iiوالـحـصـبـاء
    وانشـر عليـه الرعـب ، وانثـر iiفوقـه
    رجـم الــردى ، وصـواعـق iiالبـأسـاء
    سأظـل أمشـي رغـم ذلـك ، عازفـاً
    قـيـثـارتــي ، مـتـرنـمــاً بـغـنــائــي
    أمـشـي بـــروح حـالــم ، iiمـتـوهـجٍ
    فـــــــي ظــلـــمـــة الآلام iiوالأدواء
    النـور فـي قلـبـي وبـيـن جوانـحـي
    فعلام أخشى السير في iiالظلمـاء؟
    إنــي أنــا الـنـاي الــذي لا iiتنـتـهـي
    أنـغـامـه ، مـــا دام فـــي iiالأحـيــاء
    وأنـا الخضـم الرحـب ، ليـس iiتـزيـده
    إلا حـــيـــاةً ســـطـــوة iiالأنـــــــواء
    أمـاّ إذا خمـدت حيـاتـي ، وانقـضـى
    عمـري ، وأخـرسـت المنـيـة iiنـأئـي
    وخبا لهيب الكون فـي قلبـي iiالـذي
    قـد عـاش مـثـل الشعـلـة iiالحـمـراء
    فـأنــا السـعـيـد بـأنـنــي iiمـتـحٌــولّ
    عــــن عــالــم الآثــــام iiوالـبـغـضـاء
    لأذوب في فجر الجمـال iiالسرمـدي
    وأرتـــوي مـــن مـنـهــل iiالأضــــواء
    وأقــول للجـمـع الـذيــن iiتجـشـمـوا
    هـدمــي وودّوا لـــو يـخــر iiبـنـائــي
    ورأوا علـي الأشـواك ظلـي iiهـامـداً
    فتخـيـلـوا أنـــيّ قـضـيـت iiذمـائــي
    وغــدوا يشـبـون اللهيــب بـكـل iiمــا
    وجـدوا... ليشـووا فـوقـه iiأشـلائـي
    ومـضـوا يـمـدون الـخــوان iiليـأكـلـوا
    لحمـي ، ويرتشفـوا علـيـه iiدمـائـي
    إني --أقول لهم-- ووجهي iiمشـرق
    وعلى شفاهـي بسمـة استهـزاء--
    إن الـمـعــاول لا تــهـــد iiمـنـاكـبــي
    والـنـار لا تـأتــي عـلــى iiأعـضـائـي
    فارموا إلى النار الحشائش .. والعبوا
    يـا معشـر الأطفـال تحـت iiسمـائـي
    وإذا تـمـردّت الـعـواصـف وانـتـشـى
    بـالـهـول قــلــب الـقـبّــة iiالــزرقــاء
    ورأيـتـمـونــي طـــائـــراً iiمـتـرنــمــاً
    فوق الزوابـع ، فـي الفضـاء iiالنائـي
    فارموا على ظلي الحجارة iiواختفـوا
    خـــوف الـريــاح الــهــوج iiوالأنــــواء
    وهنـاك فـي أمـن البيـوت تطاحـنـوا
    غـــــث الـحــديــث ومـــيـــت iiالآراء
    وترنمـوا -- مـا شئتـم -- iiبشتائمـي
    وتجاهـروا -- مـا شئتـم -- iiبعـدائـي
    أمــا أنــا فأجيبـكـم مـــن iiفـوقـكـم
    والشمس والشفـق الجميـل iiإزائـي
    من جـاش بالوحـي المقـدس iiقلبـه
    لــــم يـحـتـفـل بـحـجــارة iiالـفـلـتـاء
  • عبد الله نفاخ
    كاتب
    • Mar 2010
    • 808
    • ربما عابوا السمو الأدبي بأنه قليل ، ولكن الخير كذلك . وبأنه مخالف ، ولكن الحق كذلك ، وبأنه محير ، ولكن الحسن كذلك، وبأنه كثير التكاليف ، ولكن الحرية كذلك
      إمام الأدب العربي (الرافعي)

    #2
    ما شاء الله ...
    أحب هذه القصيدة منذ زمن ...
    لكنني لم أقرأها هذه القراءة يوماً ، و أنتم أستاذي فتحتم لها باباً جديداً للتأويل أظنه كان خفياً على الكثيرين ....
    فقد كنت أراها أنا مثلاً و كثيرون مثلي دليلاً على نزوع الشابي الرومانسي ، و أنتم أخذتم كذلك المنحى الرومنسي بمعناه الواسع الثوري ..
    بارك الله بكم أستاذي و سلمكم

    تعليق

    • مصطفى البطران
      شاعر سوري- مشرف
      • Jun 2007
      • 1125

      #3

      أمـشـي بـــروح حـالــم ، مـتـوهـجٍ
      فـــــــي ظــلـــمـــة الآلام والأدواء

      النـور فـي قلـبـي وبـيـن جوانـحـي
      فعلام أخشى السير في الظلمـاء؟

      إنــي أنــا الـنـاي الــذي لا تنـتـهـي
      أنـغـامـه ، مـــا دام فـــي الأحـيــاء

      وأنـا الخضـم الرحـب ، ليـس تـزيـده
      إلا حـــيـــاةً ســـطـــوة الأنـــــــواء

      أمـاّ إذا خمـدت حيـاتـي ، وانقـضـى
      عمـري ، وأخـرسـت المنـيـة نـأئـي

      وخبا لهيب الكون فـي قلبـي الـذي
      قـد عـاش مـثـل الشعـلـة الحـمـراء

      فـأنــا السـعـيـد بـأنـنــي مـتـحٌــولّ
      عــــن عــالــم الآثــــام والـبـغـضـاء



      قصيدة تقول الكثير بفلسفة رائعة
      إنها تدندن عند حقيقة الحياة
      وكنه الحياة الحرة الكريمة
      إنها تغرد في أجواء الإنسان بكل حب وإنسانية
      وترسم الدرب الصحيح للخلاص بكل تضحية وغيرية
      ماشاء الله عليك يا أبا أحمد ... دمت مميزاً
      تستحق عليها الكثيررررررررررر وأزود كما عهدتك ترفل بأثواب قل نظيرها
      ... أخوك: البطران لكن ... بدون ولا اي بطر



      التعديل الأخير تم بواسطة مصطفى البطران; 01-21-2011, 12:49 AM.

      تعليق

      • طارق شفيق حقي
        المدير العام
        • Dec 2003
        • 11929

        #4
        يا أخي تثبت التجربة أن مثل هؤلاء الشعراء عظماء
        وهذا الشعر لعمري مخيف لمن كان له قلب وقرأ الشابي قبل سقوط حكومته

        تعليق

        • حسن العويس
          كاتب مسجل
          • Aug 2009
          • 268

          #5
          بسم الله الرحمن الرحيم وبعد
          أريد أن أتحدث بلغة أدبية لأن قدري أن وضعتُ مع أدباء ومختصين في الأدب والشعر .
          إن الجمال له فلسفة خاصة ، وأعتقد أن له لغته الخاصة أيضاً ، والناس فيما يعشقون مذاهب ، أما أنني إذا نظرتُ إلى زهرة جميلة ، فكأنما أسمعها تُسبِّحُ بِحمد خالقها بأن خلقها على هذه الشاكلة . وقد تُعجَبُ بزهورٍ لا رائحة لها ، ولكن قوامها وقدها يجعل الجمال كأنه لها .
          وقد أعجب من يقطف الزهرة ، إنه إعدامٌ لِكائنٍ حيٍّ يبعثُ على بسط النفس .
          وقد قيل في النساء : أن أجمل النساء مَنْ إذا ودَّعتها عُدتَ إليها متلهفاً . وما أدراك في الأريام والغزلان ، فلوسألنا : لماذا يُسمّى الغزالُ رشاء..وريم و..ورشا الاسم المُتعارف عليه ؟ وذلك لأن الغزال يسحرُكَ بِجمال عيونه ، وكأنما هناك حبل بين عين الناظر وعين الغزال ، من أجل أن الناظر لا يستطيع أن يرفع بصره عن عين الغزال لِجمالها . والرشاء ( الرّشَ) هكذا تُلفظ في الخليج ، عن الحبل الذي الذي يتعلق بالدلو لسحب الماء من الجب (البئر) . وسُمّيت الرشوة بهذا لأنك تضع حبلاً تستطيع من خلاله أن تصل للمطلوب .
          وهذه القصيدة التي نحن نكتب على صفحتها للشابي ، كأنما هي رشا من جمالها .
          وقد قرأتها كثيراً ولا أمَلُّ منها . وهي كتلة مُتكاملة من التدفق الشعري البديع ، فلا تستطيع أن تجتزئ بيتاً وتقول : كم هو رائع !!؟ .
          تحياتي لمن مرّووا على هذه القصيدة العجيبة ، لكن عتبي على أبا مسعود ولِمَ لا تثبت هذه الأبيات في تعليقك :
          فارموا على ظلي الحجارة iiواختفـوا
          خـــوف الـريــاح الــهــوج iiوالأنــــواء

          وهنـاك فـي أمـن البيـوت تطاحـنـوا
          غـــــث الـحــديــث ومـــيـــت iiالآراء


          وترنمـوا -- مـا شئتـم -- iiبشتائمـي
          وتجاهـروا -- مـا شئتـم -- iiبعـدائـي


          أمــا أنــا فأجيبـكـم مـــن iiفـوقـكـم
          والشمس والشفـق الجميـل iiإزائـي


          من جـاش بالوحـي المقـدس iiقلبـه
          لــــم يـحـتـفـل بـحـجــارة iiالـفـلـتـاء

          تعليق

          • مصطفى البطران
            شاعر سوري- مشرف
            • Jun 2007
            • 1125

            #6


            أشكرك يا ابا أحمد على ما تفضلت به من تعليق وإضافة
            ولكن لماذا لم أختر الأبيات التي ذكرتها ... اختيارك جميل جدا
            والقصيدة كلها رائعة لكن يبدو أن حاجات في نفس البطران هي التي دفعته لهذا الاختيار
            لم يكن الاختيار اعتباطياً بل أجزم أنك لو أعدت النظر فيما اخترت من قصيدة الشابي لوجدت
            فيها أشياء كثيرة توافق ما أدعو إليه فيما أكتب عموماً ...
            دمت بخير وود أستاذ حسن عويس مع أجمل النسمات المنبجية
            المنعشة ...

            تعليق

            • حسن العويس
              كاتب مسجل
              • Aug 2009
              • 268

              #7
              تحياتي يا أبا مسعود وبعد :
              عتبي عليك لم يكن بمكانه ، وذلك كون القصيدة ( كالعطر ) من أي طرف تشتمُّ منه يأتيك نفس العبق . كل الحق فيما قلتَ
              مسحوب العتاب ، بقي قبوله . تقبل تحياتي .

              تعليق

              • علي أحمد عبود المناع
                كاتب مسجل
                • Jan 2011
                • 10

                #8
                تحية

                تحية خاصة لك أستاذ حسن العويسشكراً لك على هذه الرائعة للشابيمع تحيات أخوك علي عبود المناع منبج

                تعليق

                • سوسنة الكنانة
                  كاتب مسجل
                  • Apr 2010
                  • 82

                  #9
                  دفعة قوية نتحتاجها بشدة والله
                  أكرمك الله
                  واشكرك لكل ما انتابني من مشاعر حالمة جاشت في نفسي وأنا أقرأ
                  فجلعتني أحلق رغم القيود
                  لله در الشابي

                  تعليق

                  • الدكتور طاهر سماق
                    طبيب وشاعر سوري
                    • Dec 2010
                    • 40

                    #10
                    إني --أقول لهم-- ووجهي iiمشـرق
                    وعلى شفاهـي بسمـة استهـزاء--
                    إن الـمـعــاول لا تــهـــد iiمـنـاكـبــي
                    والـنـار لا تـأتــي عـلــى iiأعـضـائـي



                    هي كذلك .. هو حال لسان ذاك البطل الذي فجَّر لهيب ثورة تونس
                    البوعزيزي
                    فلم تأتِ النار على أعضائه بل بقي حياً شهيداً بين الشهداء والصدّيقين

                    تعليق

                    • غير مسجل

                      #11
                      نشيد الكبار

                      سنموت كي تحيا خيوط رجاء***فتحيك نورا ماحي الظلماء

                      تعليق

                      • حسن العويس
                        كاتب مسجل
                        • Aug 2009
                        • 268

                        #12
                        بعد التحية للذين مرّوا وأبدوا من رأي :
                        إن هذه القصيدة جديرة بالقراءة على الدوام ، فقد ظهرت فيها ذاتية الشاعر الغير مؤدلجة ، وظهر فيها الإبداع الإنساني ، فقد حاكى فيها الشاعر الذات ومظاهر رؤية المجتمع من حوله إلى الحياة . فنظر إليها ورأى أن أهداف هذا المجتمع لا تبتعد عن آمال الأطفال ، فرماها ونبذها لأنه هو أكبر مما يطرحه مجتمعه .
                        واقرؤا أول بيت بها فقد بدأ بالتحدي إلى آخر بيت بكونه لم يعد يحتفل بما يرميه فيه الناس كما أسماهم الفلتاء .

                        تعليق

                        يعمل...