الصور

تقليص

لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

زمن الكبجور

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • عماد اليونس
    كاتب مسجل
    • Mar 2009
    • 456

    قصة قصيرة زمن الكبجور

    زمن الكبجور



    كان الشيخ حسين المحمد رجلا فاضلا محسنا محبا لعمل الخير فلم يستعن به احد الا واعانه ولم يستجر به أحد الا وأجاره فكان ديوانه قبلة للمحتاجين يقصدونه لقضاء الحاجات ومنارا للمتسمرين يقصدونه لقضاء لياليهم حيث يروحون بها عن متاعب نهارات مضنية في اعمال الفلاحة الشاقه ويتعلمون فيها ماجهلوه من امور دينهم ودنياهم ومااكثرمن يجهلون في ذلك الزمن حيث كان الشيخ من القليلين الذين يجيدون قراءة القران في المنطقة وكان يطلق على الذي يجيدها لقب "ملا" فاطلق على ديوانه ديوان الملا حسين .
    لم تكن حال الشيخ ميسورة لكنه لم يشعر يوما بالضيق والعسر لان اقرباءه من اهل القرية لم يتركوه ولم يخذلوه فكلما باع احدهم شيئا من غلة زرع اوبهيمة انعام اخرج للديوان وعن طيب خاطر منها سهما أو ما يسمى آنذاك بـ "الكبجور" وهي كلمة اظنها تركية دخيلة على العربية وتعني ظريبة الديوان وقد سمعتها منه اول مرة وكنت فتى يافعا واسكن المدينة ولم أعهد هذه الكلمات حين خاطب ابن عمي سائلا اياه عن سهم الديوان من ثور كان أبوه قد باعه أول امس :
    ـــ ياحميد سلملي على أبيك وقل له اين الكبجور؟
    فقلت له : ياعمي الملا ... ماهو الكبجور؟ فاجاب مازحا
    ـــ الكبجور ياابن اخي هو حصتنا من الثور
    ظل ديوان الملا حسين عامرا يطلق عند السحر صوت النجر كل مساء يدعو الناس للاجتماع وقضاء الاوقات السعيدة وظل يقري الضيوف القادمين من الفجاج البعيدة وظلت مجالس السمر والعلم مستمرة وحتى وفاة الشيخ منتصف الستينيات .
    تغير الزمن وتغيرت معه طبائع المجتمع فاندثرت الالفة والمحبة وانطفأت جذوة التكافل وحسن التعامل وساءت الامور حين انقطع الناس عن دفع الكبجور.
    التعديل الأخير تم بواسطة طارق شفيق حقي; 01-21-2025, 01:04 AM.
يعمل...