قراءة نقدية لنص(همسات في آذان البحر)للشاعر المغربي عبد اللطيف غسري/ بقلم: الأديب والناقد العراقي عباس باني المالكي
هَمَسَاتٌ في آذان البَحر
لقلبيَ أن يَحْضُنَ المَوْجَ،
أنْ يَسْألَ الوَقتَ كمْ عَدَدُ السَّمَكاتِ اللوَاتِي تـَعِبْنَ
مِنَ الغـَوْصِ فِي عُنـُقِ المَاءِ
أوْ مِنَ مُصَافـَحَةِ البَحْر إثـْرَ أفـُولِ المَرَايا
وَلمْ أسْتطِعْ أنْ أضُمَّ
شِفاهَ التبَاريحِ عنْ كـَشْفِ خَارطـَةِ الشـَّوْقِ
قلتُ لـَهُ تِلكَ أمْنِيَتِي أيُّهَا البَحْرُ؛
أنْ أرْكبَ الرَّمْلَ فوقَ كـَثِيبِ الحَنِينِ
فأنـْثـُرَ بينَ يَدَيْكَ حُبَيْبَاتِ بَوْحٍ سَتـَخْضَلُّ تـَنـُّورَة ُالعِشْقِ
مِنْ زَهْرهَا المُسْتبَاحِ
بـِليْلٍ تـُرَاودُهُ ذِكرَيَاتُ الصَّبَاحِ
وَأمْنِيَتِي أنْ أجـِيئكَ فوقَ جَناحِ السَّنونو،
إناثُ البَلابلِ يَتـْبَعْنـَنِي
قدْ سَكِرْنَ بـِخَمْر الأقاحِي
تـَضِجُّ حَناجـِرُهُنَّ بـِأنـْشُودَةِ الشَّرْْقِ
كمْ ضَاعَ فِي صَمْتِكَ العَذبِ مِنْ حُلـُمٍ أيُّهَا البَحْرُ
لا تـَنـْسَ أنـَّكَ كـُنـْتَ لـَفِيفـًا مِنَ الضَّوْءِ
يَحْمِلُ بَارقـَة َالتـَّوْقِ
نرْسُمُ تحْتَ صَبيبـِكَ أحْلامَنـَا عَنْ عُيُونُ الصَّبَايَا
ونرْتاحُ مِنْ شَبَقِ السَّوْءِ
فوقَ ظِلالِكَ يَوْمَ تـَعِجُّ خَوَاطِرنـَا بـِغـُثاءِ الخَطايَا
وَنمْلأ مِنكَ جِرَارَ انـْتِشَاءٍ
بـِمَاءٍ
جُزَيْئاتـُهُ مِنْ حُرُوفِ النـَّوَايَا
وَفوقَ جَبينِكَ نـَطبَعُ مِنْ شَفـَةِ الدِّفْءِ
ما قدْ يَطِيبُ لنـَا فِي مَقامِ القصِيدَةِ
مِنْ قـُبُلاتِ التـَّأسِّي
أنْ يَسْألَ الوَقتَ كمْ عَدَدُ السَّمَكاتِ اللوَاتِي تـَعِبْنَ
مِنَ الغـَوْصِ فِي عُنـُقِ المَاءِ
أوْ مِنَ مُصَافـَحَةِ البَحْر إثـْرَ أفـُولِ المَرَايا
وَلمْ أسْتطِعْ أنْ أضُمَّ
شِفاهَ التبَاريحِ عنْ كـَشْفِ خَارطـَةِ الشـَّوْقِ
قلتُ لـَهُ تِلكَ أمْنِيَتِي أيُّهَا البَحْرُ؛
أنْ أرْكبَ الرَّمْلَ فوقَ كـَثِيبِ الحَنِينِ
فأنـْثـُرَ بينَ يَدَيْكَ حُبَيْبَاتِ بَوْحٍ سَتـَخْضَلُّ تـَنـُّورَة ُالعِشْقِ
مِنْ زَهْرهَا المُسْتبَاحِ
بـِليْلٍ تـُرَاودُهُ ذِكرَيَاتُ الصَّبَاحِ
وَأمْنِيَتِي أنْ أجـِيئكَ فوقَ جَناحِ السَّنونو،
إناثُ البَلابلِ يَتـْبَعْنـَنِي
قدْ سَكِرْنَ بـِخَمْر الأقاحِي
تـَضِجُّ حَناجـِرُهُنَّ بـِأنـْشُودَةِ الشَّرْْقِ
كمْ ضَاعَ فِي صَمْتِكَ العَذبِ مِنْ حُلـُمٍ أيُّهَا البَحْرُ
لا تـَنـْسَ أنـَّكَ كـُنـْتَ لـَفِيفـًا مِنَ الضَّوْءِ
يَحْمِلُ بَارقـَة َالتـَّوْقِ
نرْسُمُ تحْتَ صَبيبـِكَ أحْلامَنـَا عَنْ عُيُونُ الصَّبَايَا
ونرْتاحُ مِنْ شَبَقِ السَّوْءِ
فوقَ ظِلالِكَ يَوْمَ تـَعِجُّ خَوَاطِرنـَا بـِغـُثاءِ الخَطايَا
وَنمْلأ مِنكَ جِرَارَ انـْتِشَاءٍ
بـِمَاءٍ
جُزَيْئاتـُهُ مِنْ حُرُوفِ النـَّوَايَا
وَفوقَ جَبينِكَ نـَطبَعُ مِنْ شَفـَةِ الدِّفْءِ
ما قدْ يَطِيبُ لنـَا فِي مَقامِ القصِيدَةِ
مِنْ قـُبُلاتِ التـَّأسِّي
عبد اللطيف غسري
بوجدور / صيف 2009
المغرب
بوجدور / صيف 2009
المغرب
إنالارتقاء بدلالة النص إلى المستوى الذي يحقق انزياحا في تكثيف الصورة الشعرية وفقالاستفادة من الاستعارة الوجودية التي تقارب المشاعر الداخلية ومخاضاتها إلى حركةالطبيعة التي تلتصق بالذات وتقاربها بالمعاناة وكأن الطبيعة هي الرؤى لكل ما نشعربه من مشاعر وأحاسيس ... لهذا يعتمد عمق النص قدرة الشاعر على تقريب مشاعرهالداخلية إلى الطبيعة وما تحققه من تناغم وتمازج إلى حد تصبح الطبيعة والذات كلمنهما يعبر عن الأخر ، حيث تصبح الاستعارة هنا هي النسق المتوالد في توسيع لغةالشاعر وفي نفس الوقت تعطي إلى الشاعر القدرة العالية على تكثيف وترميز النص وفقهذه الاستعارة وكما أكد عليها جاكويسون أن الشعر يتمحور على الاستعارة كتقنيةأسلوبية ..فالاستعارة تعطي الشاعر المحاولات التي توصله إلى اقتناص المسافاتالشاسعة بالتعبير الكامل عن مشاعره الكامنة في لحظة تصادمه مع المحيط حوله ، فالشعركما أعتقد هو محاورة الذات في أقصى أزمتها من أجل الكشف عنها بهذا تبقى نقطةالتمحور بين الذات والتعبير عن أزمتها هي الصياغة الصورية للتقارب الكبير بينالعاطفة وفكرها .. فكل المدركات لا يمكن أن نراها ونجسدها بشكل كبير إذا لم تكن لهاصورة لأن الصورة هي أدراك الموجودات في ذاكرة الأحاسيس ..فنجد أن الشاعر عبد اللطيفغسري قد استفاد من هذه الاستعارة ما جعل نصه هذا بمستوى النضج الصوري وتركيباته حيثنلاحظ الانزياح والتجاذب الصوري بينه والبحر ...
يتبع...