الفقير والحكيم


الفقير:
أتيت لأشــكو.. إليك افتــقاري
لعلك تـدعو.. ألـست تجـابْ
أو النصح أرجو.. وعيل اصطباري
فبالنصح يصحو.. فهل من خطابْ

الحكيم:
أراك غــنيا.. تثـير الحـسودا
تأمل مـليا.. وطف في الرحابْ
تجدك سـويا.. ولست عــبيدا
تجدك قـويا.. تدك الصــعابْ

الفقير:
ألست تـراني.. ألست بصــيرا
وفقر بـراني.. كقـيد الرقـابْ
رقاعا كساني.. فرشت الحصيرا
وجوع طواني.. كـطيّ الكـتابْ

الحكيم:
لأنت البـصيرُ.. وأنت السمـيع
وشم كـثير..ُتفـوق الكــلابْ
وأيـد تُــديرُ.. رحى أو تـبيع
ورجل تسيرُ.. وتبـدي الخـطابْ

الفقير:
أليس العـبادُ.. لـهم ما لــديّا
حواس حــدادُ.. وعـقل لـبابْ
وليس السدادُ.. بمـجد لـــديّا
ويجري الشـدادُ.. وراء السـرابْ

الحكيم:
ترى لو عُميت.. وكنت غــنيا
أكنت اشتـريت.. عـيون العقابْ
كذا لو خُرست.. وكنت عــييّا
كذا لو بـُترت.. وزال الشــبابْ

الفقير:
أعيش فقــيرا.. ولكن سلـيما
سميعا بصـيرا.. وما من مصابْ
أسـير كثــيرا.. أشــمّ نسـيما
أنـام قــريرا.. ولو في الخرابْ

الحكيم:
أترضى بفقر.. وكلك مــال؟
ألا اسع بفكر.. ولِج كلّ باب
تجمّل بصبر.. إذا ساء حال
وألهج بشكر.. إذا ما استطاب

عبد المجيد الجوزي