في إحدى حلقات سيدنا سليمان عليه السلام؛ حضر رجل غريب عن القوم، وكان يلاحظ أحدهم باستمرار، فتفطّن له الرجل، ولما انقضت الحلقة قال الرجل لسليمان عليه السلام: من ذلك الرجل الذي كان يطيل إليّ النظر؟
فقال سليمان: إنه ملك الموت.
فقال الرجل: ويلي ويلي إنه يريد قبضي.
وكان لسليمان بساط يحمله الريح بما يشبه الطائرة اليوم.
فقال له الرجل: ابعث بي إلى الهند لأهرب من الموت، لأن ملك الموت لا يقبض روحي إلا حيث أمره الله، وبما أنه هنا فسوف يقبض روحي ها هنا.
فبعث به سليمان عليه السلام إلى الهند.
وبعد مدة جاء ملك الموت إلى سليمان فسأله عن خبر الرجل وهل قبض روحه ولم كان يطيل النظر إليه؟
فقال ملك الموت: كنت أطيل النظر إليه متعجبا من أمره لأن الله أمرني أن أقبض روحه في الهند بعد ساعة فقلت في نفسي وكيف يكون هذا الرجل بعد ساعة في الهند والمسافة لا تُقطع إلا في شهر؟ ولكن لما دنا الأجل وجدتُ الرجل في سماء الهند فوق البساط في المكان المحدد فقبضتُ روحه! حيث مال البساط فهوى كالصخر إلى البحر فوق قارب فيه أناس فغرقوا جميعا.
ولقد نظّمتُ هذه القصة شعرا فقلتُ:
الرجل:
سليمان! مذ كنتُ عندك
وضيفك يرنو إليّا..
ترى ما وراه..
ترى ما دهاه..
وحيرته بالمحيّا؟!
سليمان:
ملاك يروم هلاكك
ويوما سيأتي إليّا..
ومن قد رآه..
إذن قد رماه..
وما أخطأ السهمُ حيّا
الرجل:
سليمان! ابسط بساطك
ومُرْهُ يحطّ بهند..
لتفويت قبضي..
فما الهند أرضي..
ولا موت يدنو ببعدي
سليمان:
تعال وسافر لحتفك
فقبضك في أرض هند
فعيش بأرض..
وموت بأرض..
وكم مات في الهند سندي
ملك الموت:
لقد كنتُ أرقب عندك
عبدا إلى الهند يسري
لقبض جماعه..
بعيد ساعه..
عليهم سيهوي كصخر
سليمان:
فكنتُ على الأمر عونك
والعبد ما كان يدري
فالموتُ راعه..
فرام صراعه..
فراح إلى الحتف يجري.
عبد المجيد الجوزي