تويت
مسجد قبة الصخرة
لأكثر من ألف وثلاثمائة سنة أمتلك المسجد الأقصى مكانة مقدسة في العالم الأسلامي كثالث الحرمين وأولى القبلتين، وهو المكان الذي أسري إليه سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم ليلة الإسراء والمعراج من الحرم المكي، وهو المكان الذي أعرج به منه إلى السماء.
لأكثر من أربعة عشر قرن ظل المسجد الأقصى مركز حجّ للمسلمين من جميع أنحاء العالم، وخلال كل تلك القرون كان مهدّدا من الشعوب الأخرى.
في سنة 638 أنهى الفتح الأسلامي للقدس الألف سنة من الإضطهاد الديني والتعصّب والظلم، وكان الفتح على يد الخليفة عمر بن الخطاب.
متشوّقين للتخلّص من سيادة البيزنطيين، ومدركين لتراثهم المشترك مع العرب، بالإضافة إلى سمعة المسلمين بالرحمة والشفقة، سلّم سكان المدينة القدس للمسلمين بعد حصار قصير،
وفرضوا فقط شرط واحد: وهو أن يتم التفاوض مباشرة مع الخليفة عمر شخصيا، الذي دخل القدس مشيا على الأقدام، ولم يكن هناك إراقة دماء، ولم تكن هناك مذابح.
أولئك الذين أرادوا البقاء سمح لهم بذلك مع كلّ ممتلكاتهم، وكانت لهم الحماية على حياتهم، وأملاكهم، وأماكن العبادة الخاصة بهم،
وقام الخليفة عمر بالتفاوض مع صوفرونيوس، بطريرك المدينة على شروط الإستسلام.
الأقصى وقبة الصخرة
عندما وصل سيدنا عمر ومن معه إلى منطقة الحرم الشريف وجدوه مغطّى بالقمامة، فذهب عمر إلى غرب المكان وفرد العباءة وملأها بالحطام، ففعل الذين معه نفس العمل، فتخلّصوا من كل الأوساج في موقع المسجد الأقصى.
وتضم منطقة الحرم القدسي الشريف أكثر من 35 هكتارا، وتضمّ كذلك الصخرة العظيمة، موقع صعود النبي عليه الصلاة والسلام إلى السماء في ليلة الإسراء والمعراج، وقد كان المكان القبلة الأولى للمسلمين.
بنى مسجد خشبي ضخم يتسع لثلاثة ألاف مصلي في هذا الموقع، موقع المسجد الأقصى الحالي.
بعد ذلك بخمسين سنة، قرب نهاية القرن السابع، أمرالخليفة عبدالملك بن مروان، ببناء واحد من أجمل المساجد في العالم حتى الآن فوق الصخرة نفسها، وسمي مسجد قبة الصخرة.
بعد إكمال قبة الصخرة، بدأ بتجديد المسجد الأقصى على الموقع الأصلي في الطرف الجنوبي من الحرم، ثم إن المسجد الجديد الذي يتسع لأكثر من 5,000 مصلي، أصبح معروفا بالمسجد الأقصى، بالرغم من أن كلّ الحرم القدسي يعتبر المسجد الأقصى.
القرون التالية للدولة الإسلامية كانت مميّزة بالسلام والعدالة والإزدهار، وأصبح الحرم الشريف مركز عظيم للعلّم، فجاء العلماء من جميع أنحاء العالم للعبادة في الأقصى، وللدراسة، والتعليم ضمن مدارسة وأروقتة.
د. أبو شامة المغربي
الملفات المرفقة
تعليق