رفع كلفة الاحتلال
د. مروان المعشر
marwan.mouasher@alghad.jo
الأراضي الفلسطينية اليوم على أبواب انتفاضة فلسطينية ثالثة، إن لم تكن قد بدأت بالفعل. إذ لم يعد من الممكن إبقاء الشعب الفلسطيني ساكناً، وقد سدت في وجهه الآفاق كافة من أجل تحقيق حلمه في إقامة دولته المستقلة، على ترابه الوطني، فما بالك، فوق ذلك، والاستفزازات الإسرائيلية في المسجد الأقصى تحديداً قد تجاوزت كل الحدود!
من يتحدث مع الفلسطينيين والفلسطينيات داخل الأراضي المحتلة اليوم، يدرك أن الحراك الفلسطيني بدأ يتجه في تفكيره نحو الحقوق الأساسية اليومية، بعيداً عن المطالبة بالحلول الكبرى؛ كحل الدولتين وحتى حل الدولة الواحدة. ولا يعني هذا، بالطبع، تخلي الفلسطينيين عن حقوقهم الوطنية، لكنه يعني فقدان الأمل بكل الجهود الدولية لتحقيق هذه الحقوق، والاستعاضة عن ذلك مرحلياً بالعمل على الأرض ومحاولة فرض حقائق جديدة، والمطالبة ببعض الحقوق الأساسية واليومية؛ من تعليم وصحة وغيرهما.
عنوان المرحلة اليوم ليس عملية السلام، ولا استئناف المفاوضات التي لم يعد الشارع الفلسطيني أو العربي مؤمناً بها. فعقود من المحاولات والمفاوضات المضنية، كان لي شرف المشاركة فيها، بقيت تصطدم بتعنت إسرائيلي وعدم الجدية في إنهاء الاحتلال وإقامة دولة فلسطينية على أساس حدود 1967، تكون قابلة للحياة، وتتضمن القدس الشرقية. عنوان المرحلة اليوم لدى الشارع الفلسطيني، هو رفع كلفة الاحتلال، والمطالبة بالحقوق الأساسية. أما الأفق البعيد، فلم يعد يحظى بالاهتمام الآني للشارع.
حملة المقاطعة للبضائع الإسرائيلية تُقرأ من هذه الزاوية. فبعد أن كانت على هامش الحراك الفلسطيني لدى إطلاقها العام 2005، أصبحت هذه الحملة اليوم قضية محورية في هذا الحراك، تتمتع بتأييد أكثر من 80 % من المجتمع الفلسطيني، وبتأييد متزايد لدى المجتمع الدولي. بعبارة أخرى، هذه الحملة ترفع من كلفة الاحتلال.
قبول السلطة الوطنية الفلسطينية كعضو في المحكمة الجنائية الدولية، تُقرأ من هذه الزاوية أيضاً، لأنها ستضع المسؤولين الإسرائيليين تحت التهديد المستمر بإمكانية ملاحقتهم جنائياً أمام المحكمة، كلما سافروا للخارج، ما يفسر قلق إسرائيل الحقيقي من هذه الخطوة. وبغض النظر عن مدى جدية السلطة الوطنية الفلسطينية في مثل هذه الملاحقة، فإن مجرد إمكانية ذلك يثير قلق إسرائيل. مرة ثانية، يرفع الانضمام للمحكمة كلفة الاحتلال.
الانتفاضة الفلسطينية الثالثة يجب أن تُقرأ وتدعم كذلك من زاوية رفع كلفة الاحتلال، لكي يكتب لها الاستمرار، حتى إن توقفت الاستفزازات الإسرائيلية الحالية. لأن استمرار الانتفاضة سيجبر إسرائيل على مغادرة دائرة التراخي لديها، كما قد يجبر السلطة الوطنية الفلسطينية على ترك دائرة تراخيها أيضاً، لأن هذه الانتفاضة قد لا تتوقف عند حدود سلطة الاحتلال. والمرجو أن تكون الانتفاضة سلمية قدر المستطاع، لأن الانتفاضة الثانية المسلحة كانت نتائجها، وباعتراف الفلسطينيين أنفسهم، سلبية. كما أنها، بسبب التفجيرات الانتحارية، لم تتمتع بتأييد دولي كبير.
مع هذا الوضع المستجد، مطلوب مقاربة عربية جديدة، تتوقف عن معاملة إسرائيل كشريك في السلام، وتساهم هي الأخرى في رفع كلفة الاحتلال. ليس من المنطق الاستمرار في مقاربة مبنية على المفاوضات وحدها، لأن نبل المسعى وكثافة الجهد، وأنا الذي كنت شريكاً في هذا المسعى، لم يحققا الهدف المرجو، بسبب تعنت إسرائيل، وتدني كلفة الاحتلال فلسطينياً وعربياً ودولياً.
استئناف المفاوضات لن يؤدي إلى نتيجة مختلفة؛ إذ ما دام الاحتلال لا يشعر بضغط فلسطيني وعربي ودولي، فإنه لن يغير من سياسته القائمة على التسويف من خلال المفاوضات، بينما يخلق حقائق على الأرض لإدامة الاحتلال.
سقوط خيار المفاوضات لم يترك حقاً للفلسطينيين خياراً آخر غير الميدان. وعنوان الجهد الفلسطيني والعربي اليوم يجب أن يكون رفع كلفة الاحتلال.
من يتحدث مع الفلسطينيين والفلسطينيات داخل الأراضي المحتلة اليوم، يدرك أن الحراك الفلسطيني بدأ يتجه في تفكيره نحو الحقوق الأساسية اليومية، بعيداً عن المطالبة بالحلول الكبرى؛ كحل الدولتين وحتى حل الدولة الواحدة. ولا يعني هذا، بالطبع، تخلي الفلسطينيين عن حقوقهم الوطنية، لكنه يعني فقدان الأمل بكل الجهود الدولية لتحقيق هذه الحقوق، والاستعاضة عن ذلك مرحلياً بالعمل على الأرض ومحاولة فرض حقائق جديدة، والمطالبة ببعض الحقوق الأساسية واليومية؛ من تعليم وصحة وغيرهما.
عنوان المرحلة اليوم ليس عملية السلام، ولا استئناف المفاوضات التي لم يعد الشارع الفلسطيني أو العربي مؤمناً بها. فعقود من المحاولات والمفاوضات المضنية، كان لي شرف المشاركة فيها، بقيت تصطدم بتعنت إسرائيلي وعدم الجدية في إنهاء الاحتلال وإقامة دولة فلسطينية على أساس حدود 1967، تكون قابلة للحياة، وتتضمن القدس الشرقية. عنوان المرحلة اليوم لدى الشارع الفلسطيني، هو رفع كلفة الاحتلال، والمطالبة بالحقوق الأساسية. أما الأفق البعيد، فلم يعد يحظى بالاهتمام الآني للشارع.
حملة المقاطعة للبضائع الإسرائيلية تُقرأ من هذه الزاوية. فبعد أن كانت على هامش الحراك الفلسطيني لدى إطلاقها العام 2005، أصبحت هذه الحملة اليوم قضية محورية في هذا الحراك، تتمتع بتأييد أكثر من 80 % من المجتمع الفلسطيني، وبتأييد متزايد لدى المجتمع الدولي. بعبارة أخرى، هذه الحملة ترفع من كلفة الاحتلال.
قبول السلطة الوطنية الفلسطينية كعضو في المحكمة الجنائية الدولية، تُقرأ من هذه الزاوية أيضاً، لأنها ستضع المسؤولين الإسرائيليين تحت التهديد المستمر بإمكانية ملاحقتهم جنائياً أمام المحكمة، كلما سافروا للخارج، ما يفسر قلق إسرائيل الحقيقي من هذه الخطوة. وبغض النظر عن مدى جدية السلطة الوطنية الفلسطينية في مثل هذه الملاحقة، فإن مجرد إمكانية ذلك يثير قلق إسرائيل. مرة ثانية، يرفع الانضمام للمحكمة كلفة الاحتلال.
الانتفاضة الفلسطينية الثالثة يجب أن تُقرأ وتدعم كذلك من زاوية رفع كلفة الاحتلال، لكي يكتب لها الاستمرار، حتى إن توقفت الاستفزازات الإسرائيلية الحالية. لأن استمرار الانتفاضة سيجبر إسرائيل على مغادرة دائرة التراخي لديها، كما قد يجبر السلطة الوطنية الفلسطينية على ترك دائرة تراخيها أيضاً، لأن هذه الانتفاضة قد لا تتوقف عند حدود سلطة الاحتلال. والمرجو أن تكون الانتفاضة سلمية قدر المستطاع، لأن الانتفاضة الثانية المسلحة كانت نتائجها، وباعتراف الفلسطينيين أنفسهم، سلبية. كما أنها، بسبب التفجيرات الانتحارية، لم تتمتع بتأييد دولي كبير.
مع هذا الوضع المستجد، مطلوب مقاربة عربية جديدة، تتوقف عن معاملة إسرائيل كشريك في السلام، وتساهم هي الأخرى في رفع كلفة الاحتلال. ليس من المنطق الاستمرار في مقاربة مبنية على المفاوضات وحدها، لأن نبل المسعى وكثافة الجهد، وأنا الذي كنت شريكاً في هذا المسعى، لم يحققا الهدف المرجو، بسبب تعنت إسرائيل، وتدني كلفة الاحتلال فلسطينياً وعربياً ودولياً.
استئناف المفاوضات لن يؤدي إلى نتيجة مختلفة؛ إذ ما دام الاحتلال لا يشعر بضغط فلسطيني وعربي ودولي، فإنه لن يغير من سياسته القائمة على التسويف من خلال المفاوضات، بينما يخلق حقائق على الأرض لإدامة الاحتلال.
سقوط خيار المفاوضات لم يترك حقاً للفلسطينيين خياراً آخر غير الميدان. وعنوان الجهد الفلسطيني والعربي اليوم يجب أن يكون رفع كلفة الاحتلال.
قدسية القضية
سميح غنادري
Samih.gha@gmail.com
نحو انتفاضة فلسطينية على الطراز الجزائري
ميشيل حنا الحاج
Michelhaj18@gmail.com
من المعلوم أن هناك وجه للتشابه بين كيفية تأسيس اسرائيل على أملاك الغير وهم الفلسطينيون، وتأسيس الدولة الأميركية على أملاك الغير، وهم الهنود الحمر، وبعدهم دولة المكسيك، وكذلك الامبراطورية الاسبانية أيضا التي كانت تسيطر على أجزاء كبرى خصوصا في أميركا الجنوبية انطلاقا من كون مكتشف القارتين كريستوفر كولومبس كان اسبانيا... فالمعلوم أن أميركا قد استولت بالحرب، أو عبر وسائل الضغوط الاقتصادية والمالية، على أجزاء من اراضي المكسيك كولايتي كاليفورنيا وتكساس، وعلى ولاية فلوريدا التي كانت تسيطر عليها الامبراطورية الاسبانية ...ولكن هناك أيضا يضا وجه للتشابه بين أسباب ومبررات انتفاضة.. لا بل ثورة الجزائريين على فرنسا، وأسباب وضرورة الانتفاضة الفلسطينية على الغاصب الصهيوني، مستخدمين الأسلوب والنهج الجزائري لتشابه الأسباب والمعطيات.ففرنسا قد ادعت أن الجزائر الواقعة في القارة الافريقية، هي جزء من فرنسا الواقعة في القارة الأوروبية.... وعلى منوالها سارت الحركة الصهيونية التي ادعت بأن فلسطين هي جزء من أملاكها، (فأملاكها الكاملة هي من النيل الى الفرات)، في وقت كان شعبها اليهودي قد توقف عن الاقامة في تلك الأراضي الفلسطينية منذ أكثر من ألفي عام، أقام خلالها الشعب الفلسطيني على تلك الأراضي لأجيال وأجيال طويلة. فملكية فرنسا للجزائر، كانت كملكية اسرائيل المزعومة لفلسطين، لا تستند الى أسباب قانونية صحيحة.ولو طبقنا فلسفة العودة الى الماضي السحيق، واعادة المواقع الى من كان يتملكها في الماضي البعيد، كمبرر لتملك اسرائيل لفلسطين في مرحلة ما، ان صدق ادعاؤهم بوجود مملكة لهم على بعض تلك الأراضي في مرحلة ما قديمة،، فان المفروض اذن أن تطالب ايطاليا الرومانية سابقا، باستعاضة أجزاء كبيرة من أوروبا ومن تركيا، بل والشرق الأوسط بكامله، وهي الأراضي والأٌقطارالتي سيطرت عليها لبضعة قرون. والآثار الرومانية منتشرة في هذه البلاد وتلك مؤكدة صحة هذه الحقيقة.ومثلها ايران الفارسية التي كانت تسيطر في الماضي البعيد على العراق وعلى أجزاء من الدول الأخرى المحاذية لحدودها الحالية. بل وأن أكثر الشعوب أحقية في استعادة ما كان لها من أملاك في الماضي، هم شعب الهنود الحمر الذين كانوا يتملكون ويسيطرون على أراضي القارتين الأميركيتين بكاملهما، ابتداء من آلاسكا في أقصى شمال قارة أميركا الشمالية، انتهاء بآخر بقعة جنوبية في أقصى القارة الأميركية الجنوبية.الادعاء الاسرائيلي اذن، لا يقوم على أسس سليمة في مفهوم القانون الدولي، الا اذا أردنا أن نقلب خارطة الدول الحديثة رأسا على عقب، ونعيد رسم خارطة الدول كلها على أساس ما كان قائما قبل واحد وعشرين قرنا من الزمان... كل ذلك من أجل ارضاء اليهود الصهاينة الذين يزعمون بأنه من حقهم استعادة أرض ربما كانت لهم لمرحلة ما، ولفترة قصيرة لا تقاص بعمر الممالك والامبراطوريات الأخرى التي كانت قائمة آنئذ أو في أوقات متقاربة، ومنها الرومانية والفارسية والبابلية والفرعونية والفينيقية والآشورية وغيرها من الممالك والامبراطوريات القديمة التي عفا عليها الزمان.ومن هنا يتبين لنا أنه اذا كانت الوسيلة الأكثر اقناعا التي استخدمها الجزائريون قبل ستين عاما أو أكثر، لايقاظ الفرنسيين من سباتهم العميق، واقناعهم بأن الجزائر ليست فرنسية، كانت تلك الانتفاضة، بل الثورة على الجبروت الفرنسي الذي حكم الجزائر بالحديد والنار لمائة واثنين وثلاثين عاما... فان الوسيلة المثلى أمام الشعب الفلسطيني، وقياسا على الثورة الجزائرية التي جابهت وضعا مشابها للوضع في فلسطين، هي الانتفاضة ..انتفاضة بعد أخرى، لاقناع الاسرائيليين بأن فلسطين ليست اسرائيل، ولو اضطرهم الأمر، أي اضطر الفلسطينيين، لأن يقدموا الشهيد تلو الشهيد، تأكيدا للاسرائليين الصهاينة، بأن فلسطين ليست يهودية، بل عربية..عربية..عربية.عربية.فالنضال من أجل تحرير فلسطين، ينبغي أن يأخذ المنحى الجزائري في النضال الدامي، حتى لو اقتضى الأمر أن يقدم الشعب الفلسطيني مليوني شهيد في سبيل تحقيق هذا الهدف النبيل الذي لا يسعى الا الى احقاق الحق واعادة الأمور الى نصابها، ومنها اقناع الصهاينة بأن فلسطين ليست أرضهم، كما أقنع الجزائريون الفرنسيين، عبر نضالهم الدامي الطويل، بأن الجزائر ليست أرضهم، بل لم تكن قط ولن تكون. بداوالواقع أنني مندهش من تصميم اسرائيل على ادعائها ذاك، في وقت كان فيه بوسع يهود أميركا، وما زال، أن يسموا واحدة من الولايات الأميركية بولاية اسرائيل، وان يجعلوها موقعا ملائما لانشاء دولتهم اليهودية التي يتطلعون اليها، طالما أنهم يسعون لانشاء دولة ما لهم.ففي الولايات المتحدة يعيش كما كبيرا من اليهود قد يتجاوز عددهم الست ملايين يهودي، وهو عدد يقارب عدد اليهود المقيمين في فلسطين التي يحاولون تسميتها باسرائيل، ان لم يكن يتجاوزهم. وهم يتملكون، بل ويسيطرون هناك على أسواق المال من بنوك وغيرها، كما يسيطرون على جزء هام من الاقتصاد الزراعي والصناعي، خصوصا الصناعة العسكرية منها، اضافة الى وسائل الاعلام والانتاج السينمائي وغيرها من وسائل توجيه العقول والسيطرة على قناعاتها. فلما يحتاجون اذن الى أرض فلسطين ليقيموا عليها دولتهم، مستندين الى ادعاءات تلمودية ووعود الهية لا يعلم الا الله متى اطلقها لهم، وكيف أطلقها.. ومن أطلقها؟ هل اطلقها حقا الاله العادل الذي نعرفه ويؤمن به ملايين البشر، والذي كما نعرفه، ويعرفه المؤمنون في العالم وهم بالمليارات، ما كان سيطلق وعدا تبنى على أساسه دولة غير عادلة على أراضي الآخرين، متسببة بالتهجير للملايين، والقتل لعشرات الآلاف، والتصفية لأعداد كبيرة منهم بوسيلة أو بأخرى؟ أم ترى هو اله آخر خاص بهم، لا نعلم عنه شيئا.هذا الحلم أو الوهم الغريب الذي عاش اليهود على الايمان به لألفي عام أو أكثر، وظلوا يتبادلون الأنخاب ويحلمون به في كل عام منها، وخصوصا في أعيادهم ولدى قرع الكؤوس لتبادل تلك الأنخاب: "العام القادم في أورشليم"، ربما تحول الى أمنية مرضية جنونية، لا يمكن معالجتها الا عبر ايقاظهم بصفعات قوية على الوجه، أو بصدمات كهربائية، علهم يصحون من حلم تحول الى كابوس بالنسبة للشعب الفلسطيني. ولا بد من ايقاظهم من سطوة ذاك الكابوس الخبيث، عبر ثورة نارية دموية تذكرهم بحقيقة الأمر الواقع، وهي أن فلسطين للفلسطينيين، وهي كذلك منذ مئات السنين.
فلم ينجح في ايقاظ الفرنسيين من حلم اليقظة الذي عاشوا فيه لمائة واثنين وثلاثين عاما مقنعين أنفسهم بأن الجزائر فرنسية، الا الثورة الجزائرية الدامية. فالثورة لا بد أن تكون دامية... بل ودامية جدا، لاحقاق الحق وايقاظ المريض بالوهم المغرق في مرضه، سعيا لفتح عيونه المغمضة العاجزة عن رؤية حقيقة الواقع. فلا ولن يفتحها الا صدمة كبرى توقظه من سباته.وأنا شخصيا أكره الدماء، كما يكرهها الفلسطينيون كافة، وكرهها من قبلهم الجزائريون. ولكن للضرورة حالات تبيح أكل الميتة، وتجعل من المحرم أو المكروه مباحا.فمرحبا بانتفاضة .. بل بثورة تقدم الشهيد تلو الآخر. واذا كانت أنخابهم الحالمة، أي "أوراشليم في العام القادم"، كانت أنخاب كؤوس من الخمر، فان أنخاب الفلسطينيين ستكون، مجبرين، بكؤوس من الدماء يعلم الله أنهم يتمنون ألا يضطروا الى اجتراعها، أو اضطرار حتى أعدائهم لاجتراعها. لكن غطرسة الصهيوني، واستغراقه في الحلم الكابوسي الذي يصفه بالتوراتي، والتوراة براء منه، قد يضطر الفلسطيني الى سلوك الدرب الصعب والدامي.
وليكن دربا اسمه الثورة الحمراء على طريقة الثورة الجزائرية التي كانت حمراء دامية بكل معنى الكلمة.
فلم ينجح في ايقاظ الفرنسيين من حلم اليقظة الذي عاشوا فيه لمائة واثنين وثلاثين عاما مقنعين أنفسهم بأن الجزائر فرنسية، الا الثورة الجزائرية الدامية. فالثورة لا بد أن تكون دامية... بل ودامية جدا، لاحقاق الحق وايقاظ المريض بالوهم المغرق في مرضه، سعيا لفتح عيونه المغمضة العاجزة عن رؤية حقيقة الواقع. فلا ولن يفتحها الا صدمة كبرى توقظه من سباته.وأنا شخصيا أكره الدماء، كما يكرهها الفلسطينيون كافة، وكرهها من قبلهم الجزائريون. ولكن للضرورة حالات تبيح أكل الميتة، وتجعل من المحرم أو المكروه مباحا.فمرحبا بانتفاضة .. بل بثورة تقدم الشهيد تلو الآخر. واذا كانت أنخابهم الحالمة، أي "أوراشليم في العام القادم"، كانت أنخاب كؤوس من الخمر، فان أنخاب الفلسطينيين ستكون، مجبرين، بكؤوس من الدماء يعلم الله أنهم يتمنون ألا يضطروا الى اجتراعها، أو اضطرار حتى أعدائهم لاجتراعها. لكن غطرسة الصهيوني، واستغراقه في الحلم الكابوسي الذي يصفه بالتوراتي، والتوراة براء منه، قد يضطر الفلسطيني الى سلوك الدرب الصعب والدامي.
وليكن دربا اسمه الثورة الحمراء على طريقة الثورة الجزائرية التي كانت حمراء دامية بكل معنى الكلمة.