
نشرنا الشهر الماضي تقريرا نقلا عن أحد الباحثين المشاركين في الدورة العاشرة لمؤتمر هرتزليا للأبحاث الأمنية في إسرائيل، حول وصول قواذف " شيبون 300" إلى أيدي مسلحي "الجيش الإسلامي الحر" في سوريا ، استغرب الكثيرون الأمر ، وربما استهجنوه واعتبروه دسا على هذا"الجيش" الذي يقوده العميل رياض الأسعد.
مسلحو رياض الأسعد استخدموا قذائف فوسفورية إسرائيلية لضرب المدرعات السورية
فهؤلاء ، ورغم عشرات التقارير الغربية التي صدرت حتى الآن ، وعن مراكز أبحاث شهيرة مثل " ستراتفور"، تكشف علاقة هذا التكوين العسكري الإجرامي بدوائر الاستخبارات الأجنبية، لا يزالون يعتقدون أنه " ثوار تشي غيفارا" الذين كانوا يقاتلون في جبال " سييرا ماستييرا" في الخمسينيات ضد قوات الدكيتاور باتيستا! ولمن لا يصدق ، بإمكانه مراجعة ما كتبته عنه الروائية السورية سمر يزبك من هذيانات قبل أيام على صفحتها في موقع "فيسبوك"!
ما حصل يوم أول أمس في ضاحية " بابا عمرو" في حمص ، وفي حي الانشاءات الملاصق له ، لم يؤكد هذه المعلومات فقط ، بل كشف أن ما دار هناك في ساعة مبكرة جدا من صباح أول أمس ، رغم أن معظمه لم يزل طي الكتمان، يكشف أن ما يدور على الأراضي السورية هو "حرب عالمية" بالمعنى الحرفي للكلمة ، لاسيما لجهة ما يتعلق باختبار وتجريب تكنولوجيات غربية وإسرائيلية لم تزل قيد التطوير. علما بأن بعض ما استخدم من تقنيات حديثة ، ورغم أنه أصبح مستخدما من قبل بعض الجيوش ، لا يزال محصورا امتلاكه بعدد من الدول تعد على أصابع اليد الواحدة!
كشفت مصادر أن السلطة ، وبعد أن قررت "الحسم العسكري" في المنطقة المشار إليها ، دفعت عند الساعة الثالثة فجرا بالتوقيت المحلي سرية مدرعات خفيفة ( عربات BMP و BRDM ) كانت مهتمتها تنفيذ ما يسمى في التكتيك العسكري "استطلاع بالنار" ، إلا أنها فوجئت ـ مجرد أن تقدمت بضع عشرات من الأمتار في أحد المحاور الرئيسية في الحي ـ بقذائف صاروخية موجهة أصابت واحدة منها إحدى تلك العربات إصابة مباشرة ، ما أدى إلى انصهارها وتحولها إلى أثر بعد عين خلال ثوان! وكان واضحا منذ اللحظة الأولى أن القذائف ليست قذائف تقليدية من النوع المتعارف عليه (أر بي جي) ، بل قذائف فوسفورية. ويعتبر احتراق الفوسفور من أكثر أشكال الاحتراق تميزا.
هذه "المفاجاة"عرقلت عملية السلطة لبضع ساعات ، وتحديدا إلى أن أحضرت دبابات "تي 72" من الجيل الجديد المدرع ضد نوع معين من الحشوات الفوسفورية. وبعد قدوم كتيبة من هذه المدرعات فقط تمكنت القوات المهاجمة من التوغل في الحي!
يشار في هذا السياق إلى أن القذائف الفوسفورية المضادة للدبابات كانت إسرائيل طورتها خلال الأعوام الأخيرة استنادا إلى تكنولوجيا ألمانية من أجل استخدامها في قواذف "شيبون" من الأجيال الجديدة! وكان الجيش الإسرائيلي سرّب في العام 2010 شريطا يظهر عملية اختبار لهذه القذائف الفوسفورية على دبابة سورية مفترضة.
مفاحآت المسلحين في "بابا عمرو" لم تقف عند هذا الحد. فقد كانت المفاجأة الثانية من العيار الثقيل ، إذ تبين أنهم استخدموا في العتمة ( عند الثالثة صباحا) أسلحة نارية متطورة جدا كانت قادرة على اصطياد العسكريين المهاجمين بدقة متناهية حتى وهم في قمرات المدرعات ولا يظهر منهم سوى رؤوسهم وخوذاتهم ، بما في ذلك اختراق الخوذات الفولاذية نفسها! ولم تعرف ماهية هذه الأسلحة إلا لاحقا ، حين تمكنت "القوات الخاصة"، التي جرى استدعاؤها لتولي عملية الدهم والاقتحام إلى جانب كتائب الدبابات الأخرى، من الوصول إلى أحد الأماكن التي كانت تطلق منها النيران في إحدى البنايات و السيطرة عليها. وتبين أن النيران التي كانت تصطاد العسكريين في العتمة ليست سوى قناصات تعمل بنظام " الرؤية الحرارية" Thermal Sniper Scope! ويعتمد هذا النوع من القناصات ، كبقية أنواع " الأسلحة الاحرارية" ، على تحديد الفرق في درجة الحرارة بين الهدف المقصود ( هنا الجندي المستهدف) والبيئة المحيطة به ، بما في ذلك الأشياء والأجسام الأخرى . وذلك مهما كن الفرق صغيرا ، وفي مختلف الظروف المناخية و ومختلف الأوقات ( حرارة الصيف ، الليل الدامس ، النهار ، الثلج ، العواصف .. إلخ). كما أنها تستطيع التمييز بين أعضاء الجسم نفسه ( القلب ، الرئتين ، الأوعية الدموية .. إلخ) . وغني عن البيان أن عددا محدودا جدا من جيوش العالم يستحوذ على هذا النوع من القناصات ، أبرزها الجيش الأميركي الذي استخدمها على نحو واسع في العراق ، و شركة " بلاك ووتر" الأمنية الأميركية. علما بأن الشركة المذكورة تعمل الآن تحت اسم Xe Services LLC في الإمارات العربية ، وتقوم بتدريب مسلحين لصالح " الجيش الحر" و "المجلس الوطني السوري" في منطقة صحراوية سرية تابعة لإمارة " أبو ظبي". ويتولى رجل أعمال سوري ( شقيق أحمد رمضان ، عضو قيادة "المجلس الوطني السوري") ترتيب هذه العملية ، مستفيدا من خبراته السابقة في العمل مع الشركات الأمنية الإسرائيلية شمال العراق!
فصول " الحرب العالمية التكنولوجية" لم تنته هنا. فقد أكدت مصادر مطلعة أن كومبيوترات دبابات القيادة في الوحدات العسكرية التي تولت عملية اقتحام " بابا عمرو" كانت خزنت منطقة حمص ومحيطها كلها بنظام " جي بي إس" ، فضلا عن جميع مخططات خدمات البنية التحتية للمدينة (مخططات شبكات الصرف الصحي ، شبكات المياه، شبكات الهاتف والكهرباء .. إلخ). وأكدت هذه المصادر أن هذه المعلومات ، وتحديدا منها الأبنية التي تستخدم من قبل المسلحين كمتاريس وتحصينات لإطلاق النار ، يجري تحديثها لحظة بلحظة عن طريق أحد الأقمار الصناعية العسكرية الروسية ، فضلا عن أن خبراء عسكريين من خبراء "قوات التدخل السريع" الروسية ( Spetsanz ) متخصصين في " مكافحة الإرهاب" يقدمون استشاراتهم في الميدان للوحدات العسكرية المشاركة في العملية. إلا أن هذا لم نستطع التثبت منه بشكل كامل.
تبقى الإشارة أخيرا إلى أن السلطة أعلنت منذ فجر يوم أول أمس مدينة حمص "منطقة عسكرية" يمنع الدخول إليها أو الخروج منها إلا بموجب إذن مسبق من النقاط العسكرية التي تتولى إحكام إغلاق جميع الطرق والمحاور المؤدية إلى المدينة والخارجة منها. كما أن قوات كبيرة انتشرت في جميع البساتين والكروم والمناطق الزراعية المحيطة بالمناطق التي تشهد عمليات عسكرية لمنع المسلحين من الفرار خارج المدينة ، وفق ما قاله مصدر ميداني ل. المصدر أكد أن ما لا يقل عن مئة مسلح قتلوا يوم أمس ، فيما جرى أسر واعتقال ما يقارب هذا العدد . كما أن المئات منهم يحاولون الفرار باتجاه مناطق أخرى ، لاسيما نحو وسط المدينة القديمة ( الخالدية ، البياضة ، باب السباع .. إلخ) للتحصن فيها. وتقدر أعداد المسلحين ما بين 1500 إلى ألفي مسلح في منطقة حمص وحدها ، قسم كبير منهم مقاتلون سابقون في العراق وعادوا إلى سوريا بعد إنشاء نظام "الصحوات" على أيدي الجيش الأميركية والمخابرات السعودية والأردنية.
المجهر
فقط منطقة اشعاعات لها ما لها من آثار مدمرة ..أقلها السرطانية
الحرب الداخلية تفتك بكل ابناء الوطن ، موت الجندي خسارة ، موت المدني خسارة ، موت كل ابن للوطن خسارة للوطن و للشعب، تدمير الجيش تدمير السلاح تدمير لدرع الوطن ، و كل تلك الدماء غالية محزن مؤلم سفكها..لا احد يفرح حينما يحترق الجندي ابن البلد بفظاعة تحت لهيب الفوسفور، لا احد يفرح حينما يسقط المدني ابن البلد مقتولا ، لا احد يفرح بإنفجار غادر يحصد الارواح ..كلها ارواح ابناء بلد واحد يتقاسمون نفس المصير نفس الارض ، ما يضر أخوك يضرك عاجلا أو آجلا ، أخوك درع إذا تحطم سوف تتحطم انت ايضا ، مهما ظلمك أخوك ذلك لا يلغي الغيرة في قلبك ، لن تقبل ان يهين الغربي اخاك و يمسح به الارض ، لن تقبل ان يضعه في سجن و يعذبه و يهينه أمام عينك ، لأن الدماء التي فيك هي فيه ، لأنه أخوك لأنك اخوه و لأنه وطنكما معا و حرمتكما معا، أما ذلك الغربي فليس الا عدوا لكما معا منتهكا لحرمتكما معا و لو اظهر لأحدكما ودا و للآخر عداوة ، ليس إلا لصا منافق يريد ان يستغل الفرقة بينكما ليتحكم في الوضع و في مصير بلدكما حسب ما يخدمه ، ذلك الدخيل هو الوحيد الذي يفرح و يستفيد من وضع تسفك فيه الدماء و تنتهك حرمة الوطن
من المؤلم ان ننساق وراء الفتن و لا نستفيق إلا على الغربي و قد دخل بسلاح يمسح أعضاءنا من الدماغ الى الكبد..يكون الأوان حينها قد فات بكل حسرة و مرارة..ماذا ننتظر من الغرب الذي وصل الى مستوى تكنولوجيا متوحشة..وصلها بإحتلال أراضينا و سفك دماء اجدادنا و إستغلال ثرواتنا..