الكوارث النووية الأمريكية والحشيش
أعلن مسؤولون في سلاح الجو الأمريكي هذه الأيام، عن تسريح 9 من جنرالات الأجنحة النووية في قاعدة مالمستروم الجوية في مونتانا ، وكان ذلك لغش هؤلاء القادة في اختبارات الصواريخ ربما تسريب أسئلة الامتحانات، أو استخدام الجوال ، وقد يكون الرجل الذي نقلهم الأجوبة الصحيحة ضابط أمريكي صغير من أصل باكستاني أو هندي .
وتم هذا الاكتشاف بالصدفة أثناء قيام المحققين العسكريين بتحقيقات حول مزاعم استخدام المخدرات بين عناصر جناح الصواريخ النووية، لكن هذه الحادثة ليست الأولى من نوعها في القواعد الأمريكية.
في 21 كانون الثاني 1968 أقلعت قاذفة قنابل من طراز ب 52 في دورية بمحاذاة الاتحاد السوفيتي ، وطارت تحلق عبر قوس هائل في سماء الأطلسي وتمر فوق لابرادور ، وفجأة ظهرت على شاشة الرادار كنقطة مضيئة بالقرب من قاعدة تولى القطبية الجوية الأمريكية في غرينلاد ، وشب حريق على متنها وكسهم ناري أضاء الليل القطبي في غرينلاند هوت الطائرة حاملة القنابل الهيدروجنية على طبقات الجليد السميك عند الساحل وأحدثت فجوة عميقة اختفت بداخلها، وقد تسربت نسبة عالية من المواد المشعة في منطقة تولى وخاصة المياه مع وجود تيارات جوفية قادرة على نقل الإشعاع إلى مساحات شاسعة.
- في أواخر الستينات انتشرت أنباء عن انتشار تعاطي المخدرات والمسكرات بشكل خطير للغاية في قطعات قوات البنتاغون الضاربة الاستراتيجية ، وقد وشى بعض الجنود أن الجنود الأمريكان بمن فيهم بحارة الغواصات الذرية الصاروخية مدمنون على تعاطي الأفيون في قاعدة هولى
فكتبت الصحافة " إذا كانوا يتعاطون الحشيشة في القاعدة نفسها فما الذي يمنعهم من هذا الوباء أثناء الحملات أو عندما يزودون الغواصات بالصواريخ.
وبعد التحقيق اتضح أن لا قاعدة أمريكية في العالم تخلو من هذه العلة
وقد سربت الصحفية فلورا لويس خبر طلب أحد الضباط بنقله من قاعدة هولي لوخ للغواصات الذرية الحاملة للصواريخ ، وبرر طلبه بعدم رغبته بالبقاء بين بحارة أغلبهم يتعاطون المخدرات.
ذلك أنه بوسع المدمن على المخدرات أن يضع أصبعه بكل سهولة على زر إطلاق السلاح النووي، والأكثر من ذلك اتضحت عدة حالات كان بحارة الغواصات الذرية قد تناقشوا حول إمكان الاستيلاء على الغواصة ثم إطلاق الصواريخ القتالية.
- حين عادت الغواصة الذرية القتالية " ناثان هايل" تعرض كل طاقمها لفحص طبي للتأكد من مسألة تعاطي المخدرات، فتبين أن الطاقم كله ما عدا ثلاثة يتعاطون الماريجوانا والهيروين والكوكائين و ل س د .
- إن ما يكشف من التحقيقات لا يعد جزأ ضئيلاً من الحالات المتفشية بين الجنود الأمريكان ، ولقد كشف الكاتب الإنجليزي المعروف جيمس أولدج إلى أن هذا المناخ منتشر في كل السفن الحربية الأمريكية .
- لا شك أن الباعث الحقيقي لهذا الانحلال الأخلاقي الشديد هو عدم الإيمان بعدالة القضية التي تضطر مئات الآلاف من الجنود والبحارة الأمريكان إلى قضاء سنوات عديدة بعيداً عن الوطن، فهم يدركون أنهم تحولوا إلى وحوش بشرية تمارس القتل بشتى أنواع الأسلحة المتطورة، لكن بغض النظر على عدالة القضية فهناك مئات القرى والمدن عانت من عشرات الكوارث النووية ، وحوادث القتل والاغتصاب والسرقة والاضطهاد نتيجة معاملة الجنود الأمريكان في أي مكان يحلون فيه، ولعل كثيراً من الحوادث الجوية الأمريكية بين طائراتهم أو تعرض قطعهم للنار تحت مسمى نيران صديقة، لم يكن إلا تحت مسمى نيران مدمن صديق.
طارق شفيق حقي
2014-3-28
وتم هذا الاكتشاف بالصدفة أثناء قيام المحققين العسكريين بتحقيقات حول مزاعم استخدام المخدرات بين عناصر جناح الصواريخ النووية، لكن هذه الحادثة ليست الأولى من نوعها في القواعد الأمريكية.
في 21 كانون الثاني 1968 أقلعت قاذفة قنابل من طراز ب 52 في دورية بمحاذاة الاتحاد السوفيتي ، وطارت تحلق عبر قوس هائل في سماء الأطلسي وتمر فوق لابرادور ، وفجأة ظهرت على شاشة الرادار كنقطة مضيئة بالقرب من قاعدة تولى القطبية الجوية الأمريكية في غرينلاد ، وشب حريق على متنها وكسهم ناري أضاء الليل القطبي في غرينلاند هوت الطائرة حاملة القنابل الهيدروجنية على طبقات الجليد السميك عند الساحل وأحدثت فجوة عميقة اختفت بداخلها، وقد تسربت نسبة عالية من المواد المشعة في منطقة تولى وخاصة المياه مع وجود تيارات جوفية قادرة على نقل الإشعاع إلى مساحات شاسعة.
- في أواخر الستينات انتشرت أنباء عن انتشار تعاطي المخدرات والمسكرات بشكل خطير للغاية في قطعات قوات البنتاغون الضاربة الاستراتيجية ، وقد وشى بعض الجنود أن الجنود الأمريكان بمن فيهم بحارة الغواصات الذرية الصاروخية مدمنون على تعاطي الأفيون في قاعدة هولى
فكتبت الصحافة " إذا كانوا يتعاطون الحشيشة في القاعدة نفسها فما الذي يمنعهم من هذا الوباء أثناء الحملات أو عندما يزودون الغواصات بالصواريخ.
وبعد التحقيق اتضح أن لا قاعدة أمريكية في العالم تخلو من هذه العلة
وقد سربت الصحفية فلورا لويس خبر طلب أحد الضباط بنقله من قاعدة هولي لوخ للغواصات الذرية الحاملة للصواريخ ، وبرر طلبه بعدم رغبته بالبقاء بين بحارة أغلبهم يتعاطون المخدرات.
ذلك أنه بوسع المدمن على المخدرات أن يضع أصبعه بكل سهولة على زر إطلاق السلاح النووي، والأكثر من ذلك اتضحت عدة حالات كان بحارة الغواصات الذرية قد تناقشوا حول إمكان الاستيلاء على الغواصة ثم إطلاق الصواريخ القتالية.
- حين عادت الغواصة الذرية القتالية " ناثان هايل" تعرض كل طاقمها لفحص طبي للتأكد من مسألة تعاطي المخدرات، فتبين أن الطاقم كله ما عدا ثلاثة يتعاطون الماريجوانا والهيروين والكوكائين و ل س د .
- إن ما يكشف من التحقيقات لا يعد جزأ ضئيلاً من الحالات المتفشية بين الجنود الأمريكان ، ولقد كشف الكاتب الإنجليزي المعروف جيمس أولدج إلى أن هذا المناخ منتشر في كل السفن الحربية الأمريكية .
- لا شك أن الباعث الحقيقي لهذا الانحلال الأخلاقي الشديد هو عدم الإيمان بعدالة القضية التي تضطر مئات الآلاف من الجنود والبحارة الأمريكان إلى قضاء سنوات عديدة بعيداً عن الوطن، فهم يدركون أنهم تحولوا إلى وحوش بشرية تمارس القتل بشتى أنواع الأسلحة المتطورة، لكن بغض النظر على عدالة القضية فهناك مئات القرى والمدن عانت من عشرات الكوارث النووية ، وحوادث القتل والاغتصاب والسرقة والاضطهاد نتيجة معاملة الجنود الأمريكان في أي مكان يحلون فيه، ولعل كثيراً من الحوادث الجوية الأمريكية بين طائراتهم أو تعرض قطعهم للنار تحت مسمى نيران صديقة، لم يكن إلا تحت مسمى نيران مدمن صديق.
طارق شفيق حقي
2014-3-28