الصور

تقليص

لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

حب في المطعم الصيني

تقليص
X
تقليص
  •  

  • حب في المطعم الصيني - طارق شفيق حقي

    حب في المطعم الصيني
    اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	3188080801-200956.jpg 
مشاهدات:	1 
الحجم:	39.4 كيلوبايت 
الهوية:	189974

    في كل مرة أنتظرها ، كنت أحاول أن أكتب شيئاً ما، تعلمت أن الكلمات إذا ضلت الطريق عني كنت سألهو بالرسم، كان الرسم منقذي الوحيد بينما كانت الكلمات تعذبني كثيراً خاصة حين كنت أعود إليها بعد رحيلها.

    لازلت أذكر السجن الذي بنيته لحواسي الخمس
    وحده قلمي حين الرسم كان يحررني
    في دائرة الساعة الرتيبة تبقى عيناي تلاحقان العقارب في دورانهم ، كم كنت غبياً إذ فكرت في جدوى الصبر على امرأة تتذاكى حيث تطيل انتظاري.

    - بين همهمات رواد المطعم من حولي كانت أذناي تسترقان السمع تحاولان تمييز صوت خطواتها رغم ارتفاع صوت الموسيقا.

    - بين شتى أنواع العطور كان أنفي يتحسس كل عطر، ربما يتحسس عطرها فور دخولها فأبادرها بالتفاتي نحوها معلنا تصفيق روحي لحضورها.

    - ربما ملني النادل وأنا أطلب منه فنجاناً جديداً من القهوة أعلن استنفاراً بكثرة المنبهات، وحدها تلك الخطوط والدوائر التي كنت أرسمها كانت تعيدني لذاتي فلا أشعر إلا وهي أمامي بنظرتها المحيرة، فأطيل تأملها ثم أقف وأسلم عليها وأسحب الكرسي بكل لطف حتى تجلس.

    - طوال مدة جلوسنا الطويلة كنت أحبس يدي بمسك أطراف أصابعها.

    - انظر في عينيها أقول: يا ملاكاً ضائعاً بين البشر ، تبتسم نصف ابتسامة ثم تغيض روحها عني.

    - نظرت خارجاً كنا نجلس بجانب النافذة دائماً، قلت لها هل أفتح النافذة حبيبتي؟

    - - هزت برأسها ببرود.

    - عاجلتنا نسمات الشتاء الباردة، سارعت بالإشارة للنادل فأطلق أغنية يتكرر فيها اسمها أكثر من مرة.

    - ثم أشرت له فجلب طاقة زهر تسحر الألباب ، وضعها على الطاولة ...، نظرت فيها وأخذت تلمس أطرافها.

    - بعد برهة افترشت المأكولات الصينية الطاولة ، فأشعلت شمعتين وبدأت أقرأ لها بصوت مرتفع القصيدة التي كتبت وعلى مسمع الجميع.

    -
    أنهيت قصيدتي بقولي : اشهدوا أيها الكرام أني أحبها أحبها أحبها.

    - قالت لي حين جلست : يا مجنون.
    - رن هاتفي ، كان صديقي من مكتبه السياحي.
    - قلت بسرعة، أين تريدين قضاء شهر العسل حبيبتي ؟.
    - قالت لم أفكر بعد.

    - قلت : ما رأيك أن نسافر إلى هاوي ، ثم نستقل مركباً لمدة أسبوع في قلب المحيط.
    - قالت: جميلة هي هاوي.

    - حسنا لتكن إذن هاوي صديقي.

    - كان الهواء يتسلل بارداً جداً وحبات المطر بدأت تهطل، حينذاك جلس شاب وفتاة أسفل النافذة على الرصيف.
    - بعد لحظة قالت الفتاة : هيا لندخل لهذا المطعم، أنا جائعة لم أتناول طعام الغداء بعد.

    - قال الشاب: يا كاذبة ألم تقولي أن حماتي طبخت لكم الرز بالفول، ضحكت الفتاة ملياً.

    - لكن لا بأس هيا لنأكل قرنين من الذرة المسلوقة، ثم انصرفا.
    - نظرت فيَّ خطيبتي طويلاً وقالت: حبيبي قل لي ولو مرة واحدة كلمة صادقة.

    - نظرت فيها وقلت: يا كاذبة.
    - فما كان منها إلا أن احمرت ورمت الخاتم في وجهي وانصرفت معلنة إطلاق سراحي منها ومن الطعام الصيني.

    طارق شفيق حقي
    1/4/2009
      لا يمكن إضافة تعليقات.

    article_tags

    تقليص

    Latest Articles

    تقليص

    • ذات زلزال - طارق حقي
      بواسطة طارق شفيق حقي
      ذات زلزال
      لسبب ما تحتاج كل قصة لمن يُخبر أحداثها ،ولسبب نجهله كنا نحن هذا المخبر.
      ورغم كل الألم الذي يعتصر قلوبنا والذي نظن أنه قد وقع على ضحايا الزلزال الذين قضوا تحت ركامه.
      لكننا كنا نصور حجم الألم الذي انسكب في قلوبنا أو تدفق من أرواحنا .
      في اليوم السادس يختنق أمل العثور على ناجين جدد ،وقد تراكمت عدة أسقف وبضع جدران على الزجاجة التي كانوا ينتظرون الخروج منها.
      لم نكن نظن أن الزجاجة التي سنخرج من عنقها يمكن أن تتحطم ذات زلزال.
      نعم لقد تحطمت الزجاجة
      ...
      02-13-2023, 01:07 AM
    • كتب دستوفسكي في زنزانته
      بواسطة طارق شفيق حقي
      قال الشيطان للكاهن :
      ” مرحبا أيها الأب الصغير السمين ! ما الذي جعلك تكذب هكذا على هؤلاء الناس المساكين المضللين؟ أي عذابات من الجحيم صورت لهم؟ ألا تعلم أنهم يعانون أصلاً عذابات الجحيم في حياتهم على الأرض؟ ألا تعلم أنك أنت وسلطات الدولة مندوباي على الأرض؟ إنك أنت من تجعلهم يعانون آلام الجحيم الذي تهددهم به. ألا تعلم هذا؟ حسنا إذاً، تعال معي ! “
      شد الشيطان الكاهن من ياقته، ورفعه عالياً في الهواء، وحمله إلى مكان سبك الحديد في مصنع. وهناك رأى العمال يركضون على عجل ذهاباً وإياباً،يكدحون
      ...
      04-11-2022, 02:19 AM
    • كما لو أني أذكرها - طارق حقي
      بواسطة طارق شفيق حقي
      كما لو أني أذكرها - طارق حقي
      في بعد ما من الأبعاد التي لا يعرفها الفيزيائيون ، تتوق إلى قلبي نبضات من ضوء لم يكتشفها أينشتاين في نسبيته العامة أو الخاصة، ذلك أن هذه النبضات الضوئية تحتاج لنظرية نسبية لخاصة الخاصة.


      في بعد ما من الأبعاد حيث لا بداية للفكرة ولا نهاية للإحساس ، لا مقياس لقياس الجمال أو ميزان للعواطف، في ذلك البعد ما إن تحاول أن تقيس خلجات الروح حتى تفقد قيمتها.


      بشفيف من الإدراك العميق تتحسس هذا العالم مهملاً...
      10-12-2021, 11:45 PM
    • (( السّرير )) قصّة قصيرة / طارق حقّي
      بواسطة طارق شفيق حقي
      (( السّرير )) قصّة قصيرة / طارق حقّي


      حين كنتُ صغيراً كنتُ أحبُّ أن تتدلّى يدي من فوق السَّرير

      فتلامسُ أطرافُ أصابعي برودةَ البلاط ، تتأرجح يدي مع

      تأرجح أفكاري.

      لا أدري كيف تسرَّبت لمخيلتي ذات مرّة أنَّ هناك أفعى تقبعُ

      تحت السّرير أو ربّما أكثر من واحدة، لم أدرك أنّ إيقاظ

      الخيال يؤدّي حقّاً لإيقاظ الخوف، سحبتُ يدي فوراً ، وما

      عدتُ أتركها تتأرجح في مجاهل مخيّلتي.

      لم تنقُصني...
      07-26-2021, 01:37 AM
    • المقامة البغدادية - بديع الزمان الهمذاني
      بواسطة طارق شفيق حقي
      ...
      07-02-2021, 01:02 AM
    • ذات حديث - طارق شفيق حقي
      بواسطة طارق شفيق حقي
      ذات حديث

      استدعى وزير الرقعة بيدقاً وقال له سنشكل خطة لأمن المملكة

      قال البيدق :سأبذل الغالي للمملكة.
      قال الوزير : سنحتاج إلى الانتخابات.
      البيدق : سننتخب من ترونه مناسباً .
      الوزير : سنحتاج معارضة لها .
      ...
      03-28-2020, 11:24 PM
    يعمل...