الصور

تقليص

لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

قراءة اولية في انتفاضة مستمرة

تقليص
X
تقليص
  •  

  • قراءة أولية في انتفاضة مستمرة

    قراءة أولية في انتفاضة مستمرة
    معن بشور*
    17/10/2015
    اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	تنزيل (1).jpg 
مشاهدات:	1 
الحجم:	2.4 كيلوبايت 
الهوية:	190068
    حين كتبنا قبل أشهر"ويسألونك: لماذا فلسطين"، وفي معرض تفسيرنا لسبب تركيز انشطتنا على عناوين قضية فلسطين، كانت تحركنا قناعة راسخة انه كلما تراجع النفوذ الصهيوني في فلسطين، أصيب المشروع الصهيوني – الأمريكي في المنطقة كلها بالارتباك، وهو المسؤول الأول عن كل ما نراه من دماء ودمار، من غلو وتوحش، من انسداد أفق وإغلاق مسارات، مستفيداً بالطبع من أخطاء وخطايا في أدائنا، وثغرات وعثرات في علاقاتنا، وخلل وضعف في بنيتنا السياسية والاجتماعية والاقتصادية.
    وحين كتبنا قبل أسبوعين "فلسطين تنتفض.. كيف نواكبها" كان يمتلكنا إحساس جارف إن ما يجري من مواجهات بطولية في ساحات المسجد الأقصى بين مرابطات ومرابطين وبين مستوطنين وسلطات الاحتلال، سيتسع إلى كل حواري القدس وأحيائها، والى كل مدن فلسطين ومخيماتها وبلداتها، ذلك لأن حجم الاحتقان الفلسطيني من ممارسات المحتل، ومن انتهاكاته للمقدسات، ومن جرائم مستوطنيه ضد أطفال فلسطين وعائلاتها، قد شارف على الانفجار، بل كان ما نملكه من معلومات عن معنويات الشباب وحراكه واستعداداتهم كان يبشرنا بهذا التحرك العظيم.
    واليوم بعد أن بدا إن ما يجري في فلسطين، كل فلسطين، ينذر بتحولات كبرى داخل الأرض المحتلة وعلى مستوى الأمة بأسرها، يمكننا القول أن الانتفاضة الفلسطينية في مرحلتها الجديدة بعناوينها وأدواتها وآليات عملها قد حققت حتى اليوم جملة انجازات.
    أول الانجازات إننا أمام قضية حيّة لا تستطيع كل المناورات والمفاوضات والرهانات الخائبة، ولا كل الحروب والانقسامات داخل فلسطين وخارجها، أن تدفع بها إلى طي النسيان، أو تتمكن من تصفيتها، وهو انجاز يمكن أن يبني عليه كل شرفاء الأمة واحرار العالم استراتيجياتهم وخطط عملهم.
    ثاني الانجازات إن وحدة الشعب الفلسطيني في الميدان، قد أثبتت انه شعب عصي على القسمة وانه قادر على إسقاط كل انقسام في الجغرافيا أو في الديموغرافيا أو في كل شأن أخر.
    ثالث الانجازات إن مشهد تراكض جنود العدو ومستوطنيه هاربين امام شباب فلسطين، وخلو العديد من شوارع القدس وحافلات النقل من هؤلاء المجرمين خوفاً من تسلل شباب الحراك اليها، هو تأكيد على أن شعب فلسطين قادر على أن يبتكر لنفسه أدوات نضاله البسيطة (حجارة، سكاكين، دهس بالسيارة)، وهي قادرة على تعطيل التفوق الهائل في إمكانات العدو العسكرية وذلك في ترجمة رائعة لأبسط قوانين حرب الشعب في مواجهة الاحتلال والطغيان.
    رابع الانجازات إن هذه الانتفاضة التي جاءت رداً على وحشية العدو وهمجيته قد كشفت أيضاً عبر مواجهات أبنائها مع العدو عن فائض الوحشية الذي يستعمله الصهاينة في تصديهم لإرادة الشعب الفلسطيني بعد ان ظنوا أن تصعيد وحشيتهم وهمجيتهم هو طريقهم لإخماد النار الفلسطينية المشتعلة بدلاً من أن ينصاعوا مع داعيمهم للمطالب الملحة للشعب الفلسطيني التي تبدأ من التراجع عن مشاريع الهيمنة على الأقصى المبارك وتقسيمه ولا تنتهي إلا عند الجلاء الكامل غير المشروط عن الأرض الفلسطينية المحتلة.
    خامس الانجازات إن هذه الانتفاضة (التي حاولت حكومة العدو تجاهلها بداية الأمر، وحاول الكثير من وسائل الإعلام العربية والعالمية تهميشها وعدم تسليط الأضواء عليها، وحاول النظام الرسمي العربي – كعادته حين يكون الأمر متعلقاً بفلسطين وشعبها – أن يدير ظهره للدماء الفلسطينية المهدورة، وللمقدسات المنتهكة) ، قد نجحت في أن تفرض نفسها أمراً واقعاً بالنسبة لحكومة نتنياهو التي اجتمعت بشكل طارئ لتقرر اتخاذ خطوات قمعية جديدة بحق الشعب الفلسطيني، ولواشنطن التي تحرك أخيرا رئيسها ليتحدث عن عنف في "إسرائيل" دون تمييز بين الضحية والجلاد، كما تحرك وزير خارجيتها ليزور المنطقة ويعقد – كما ورد في الأنباء – اجتماعاً ثلاثياً في عمّان مع الرئيس عباس ونتنياهو وليمارس بالطبع المزيد من الضغوط على السلطة الفلسطينية من أجل وقف الانتفاضة.
    فما كان بالأمس ممكناً تجاهله أو القفز فوقه، لم يعد ممكناً اليوم مع قوافل الشهداء المتواصل من أبطال فلسطين وأطفالها.
    سادس الانجازات هو أن هذه الانتفاضة الرائعة التي أكدت حيوية الشعب الفلسطيني إنما ضخت أيضاً الحيوية في الشارع العربي والعالمي بعد أن بدا وكأن صمت رهيب قد خيّم عليهما في الأيام الأولى للانتفاضة.
    إن عواصم ومدناً كبرى في العالم بدءا من التشيلي والسويد وصولاً إلى واشنطن والعديد من المدن الأمريكية، مروراً بعواصم ومدن في أوروبا وآسيا وأفريقيا والأمريكيتين، قد شهدت تحركات متعاظمة يدرك الصهاينة أكثر من غيرهم خطورتها وهم يلاحظون إن حبل العزلة الشعبية الدولية يشتد حول أعناقهم بعد ان كان تعاطف الرأي العام الدولي معهم أحد أبرز دعائم وجودهم ومشروعهم.
    أما الحراك الخجول في الشارع العربي فليس مرده بالتأكيد ضعف حماسة المواطن العربي لما يجري في فلسطين فهو مشدود إلى أخبار انتفاضتها وبطولات أبنائها ساعة بساعة، بل هو مرتبط بما تشهده أقطار عربية رئيسة من بلاء الاحتراب فيها والحروب عليها، كما بما يشهده الشارع العربي من تداعيات الانقسام الكبير الذي أصاب العلاقة بين تيارات الأمة الرئيسية التي كان لقاؤها، قبل ما يسمى "بالربيع العربي"، في الشارع كما في المؤتمرات والملتقيات والمنتديات، سبباً رئيسياً لحراك مليوني كان يهز الأمة والعالم من اجل فلسطين والعراق ولبنان اثر كل مواجهة مع الاحتلال.
    ولعل استعادة اللقاء بين هذه التيارات، لا سيّما القومي والإسلامي، على قاعدة المراجعة النقدية لتجربة السنوات الخمس الأخيرة، وما رافقها من أوهام وصراع محموم على السلطة، وتقديرات خاطئة لموازين القوى، هو الخطوة الأولى على طريق استعادة الحيوية لشارعنا العربي المتحفز انتصاراً لفلسطين، بل لاستعادة المبادرة في هذا المعركة التي بدأت منذ أسبوعين ونيّف ولا يبدو أنها ستتوقف قريباً، بل هي مستمرة بإذن الله وبإرادة الشعب حتى دحر المحتل عن القدس وكل أرضنا المحتلة.

    ------------------
    *معن بشور: رئيس المركز العربي الدولي للتواصل والتضامن، الأمين العام السابق للمؤتمر القومي العربي.

    • حسين الحمداني
      #1
      حسين الحمداني تم التعليق
      تعديل التعليق
      تحيه طيبه ,مقال رائع موسوم بالحقائق التي يدركها العرب من قريب ومن بعيد ونتمنى من الله أن تعيد هذه الأنتفاضه العرب الى قيمها وأنسانتيها وألأبتعاد عن التناحر لآرضاء الرب الأمريكي والرب الصهيوني وهم المعبود البديل للوثنية السياسيه الجديد ه
    لا يمكن إضافة تعليقات.

article_tags

تقليص

Latest Articles

تقليص

  • من ألفونس دو لامارتين
    بواسطة طارق شفيق حقي
    لفونس دي لامارتين. (بالفرنسية: Alphonse de Lamartine )‏ ؛ (21 أكتوبر 1790 - 28 فبراير 1869) شاعر وسياسي فرنسي. يُعدّ أحد أكبر شعراء المدرسة الرومانسية الفرنسية. خاض غمار السياسة، فتولى رئاسة الحكومة المؤقتة، بعد ثورة 1848. من أشهر أعماله "تأملات شعرية" (1820)، و "جوسلين" (1836)، و "سقوط ملاك" (1838). و من أشهر قصائده قصيدة البحيرة التي ترجمها للعربية نقولا فياض.

    حياته
    كان كثير السفر وأقام مدة في إزمير في تركيا. وقد كان لامارتين ينتمي
    ...
    08-23-2023, 03:27 PM
  • خطبة الأعرابي المسترفد في المسجد الحرام
    بواسطة طارق شفيق حقي
    خطبة الأعرابي المسترفد في المسجد الحرام

    قال القالي في أماليه‏:‏ حدَّثنا أبو بكر بن الأنباري قال‏:‏ أخبرنا أبو حاتم قال‏:‏ أخبرنا أبو زيد قال‏:‏ بَيْنَا أنا في المسجد الحرام إذْ وَقَف علينا أعرابي فقال‏:‏ يا مسلمون؛ إنَّ الحمدَ للَّه والصلاةَ على نبيه، إني امرؤ من أهل هذا المِلْطاط...
    07-26-2021, 01:20 AM
  • قصة سالم والخليفة الاموي
    بواسطة طارق شفيق حقي
    قصة سالم والخليفة الاموي
    حج الخليفة الأموي "سليمان بن عبدالملك " ذات مرة ،
    و بينما هو يطوف بالبيت رأى سالماً بن عبد الله بن عمر بن الخطاب
    و حذاؤه المقطعة في يده وعليه ملابس لاتساوي ثلاثة دراهم ...
    ...
    01-20-2021, 01:34 AM
  • هل العلمانية وحدها هي الحل؟
    بواسطة طارق شفيق حقي
    هل العلمانية وحدها هي الحل؟
    صبحي غندور*
    لم تكن العلمانية في نشأتها الأساسية بأوروبا مذهباً فكرياً مضاداً للدين بل يمكن اعتبار العلمانية كمذهب ديني دخل على المسيحية ونشأ معها ولم يدخل التجارب الإنسانية إلا بها. فقد ارتبطت نشأة العلمانية بصراع بين مؤسسة دينية كاثوليكية أوروبية احتكرت كل شؤو...
    10-28-2020, 01:15 AM
  • حين يجوع التاريخ - راشد حسين
    بواسطة طارق شفيق حقي
    حين يجوع التاريخ(*)
    الشاعر الشهيد راشد حسين(**)

    المصدر: مجلة الفجر، العدد12، تشرين أول 1959.

    التاريخ كالذئبة يأكل إذا جاع أبناءه؛ وتاريخ الحزب الشيوعي يتمطّى اليوم غولاً ليأكل هذا الحزب. فهو يأكله في كل بلد عربي، وهو يأكله أيضاً في إسرائيل. والتاريخ لا يخطئ. والتاريخ لا يجرم، وإنما يخطئ أحياناً صانعوه...
    09-07-2020, 11:49 PM
  • قصة الفنانة ماري روبرتسون موسى
    بواسطة طارق شفيق حقي
    قصة الفنانة ماري روبرتسون موسى

    تعطلت سيارته ليلاً فطرق باب سيدة عجوز في السبعين وإستأذن منها إجراء مكالمة هاتفية وبعد أن أتم مكالمته وقع نظره على لوحات فنية كثيرة معلقة على الحائط فأبدى إعجابه وانبهاره بها ..

    وسأل العجوز مندهشا من رسمها فأجابت العجوز: أنا ..
    فسألها إن كانت قد حاولت أن تعرض لوحاتها فى معارض فنيه ?!

    فقالت: لا .. إن زوجي الراحل قال لي انني لا أصلح إلا للمنزل و لتربية الابناء فقط ! وأنا كنت...
    02-25-2020, 12:16 AM
يعمل...