الصور

تقليص

لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

إهــــداء شعـــري إلى أهــــل المــــربد الشذي

تقليص
هذا الموضوع مغلق.
X
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • أبو شامة المغربي
    السندباد
    • Feb 2006
    • 16639


    إهــــداء شعـــري إلى أهــــل المــــربد الشذي

    مشاهد من يوم القيامة
    *****
    وقفت جميع مشاعري تتأمل*

    وفمي عن النطق المبين معطل
    ما كنت في حلم ولا في يقظة*
    بل كنت بين يديهما أتململ
    أرنو إلى الأفق البعيد فما أرى*
    إلا دخانا تائهـا يتجول
    وحشود أسئلة تجر ذيولها*
    نحوي وباب الذهن عنها مقفل
    أحسست أن إرادتي مسلوبة*
    وشعرت أن مخاوفـي تترهل
    وشعرت أني في القيامة واقف*
    والناس في ساحاتها قد هرولوا
    يسعون كالموج العنيف عيونهم*
    مشدوهـة وعقولهـم لا تعقـل
    والكون من حولي ضجيج مرعب*
    والأرض من حولي امتداد مذهل
    قد أخرجت أثقالها وتأهبـت*
    للحشر وانكسر الرتاج المقفـل
    والناس أمثال الفراش تقاطروا*
    من كل صوب هاهنا وتكتلـوا
    كل الجبال تحولت من حولهم*
    عهنا وكل الشامخـات تزلـزل
    وجميع من حولي بما في نفسهم*
    لاه فلا معـط ولا متفضــل
    كل الخلائق في صعيد واحـد*
    جمعت فسبحـان الذي لايغفـل
    وأقيم ميزان العدالـة بينهـم*
    هـذا بـه يعلـو وذلك يـنزل
    وتجمعت كل البهائم بعضهـا*
    يقتص من بعض وربـك أعـدل
    حتى إذا فرغ الحساب وأنصفت*
    من بعضها نزل القضاء الأمثـل
    كوني ترابا يا بهائم عندهـا*
    صاح الطغاة وبالأماني جلجلـوا
    يا ليتنا كنـا ترابـا مثلهــا*
    يا ليتنا عـن أصلنـا نتحـول
    هيهات لا تجدي الندامة بعدما*
    نصب الصراط لكم وقام الفيصل
    ومضيت أقرأ في الوجوه حكاية*
    إجمالهـا عنـد الذكي مفصـل
    ورأيت ما لا كنت أحلم أن أرى*
    حولي وقد كشف الستار المسدل
    هذا هو النمرود يندب حظـه*
    والدمع مـن هول المصيبة يهطل
    وهناك فرعون المألـه نفسـه*
    يسعى بغـير بصيرة ويولول
    وهناك كسرى تـاه عند إيوانه*
    مترنـح فـي سـيره متملمـل
    وهناك قيصر نفسـه مكسورة*
    وبقـلبـه ممـا يعانـي مرجـل
    وهنا أبو جهل يراجع نفسـه*
    عينـاه توحـي أنـه يتـوسـل
    يارب أرجعنا لنعمـل صالحـا*
    غير الذي كنـا نقـول ونعمـل
    هيهات قد طوي الكتاب ألم يكن*
    فيكـم نـبي بالهدايـة مرسـل
    سبحان ربك هؤلاء جميعهـم*
    كانـت لهـم دار هنـاك تبجـل
    لكنهم كفروا بمن أعطاهــم*
    ملكـا وعاثوا في البـلاد وقتلـوا
    ورموا بشرع الله خلف ظهورهم*
    عزلوه عن حكم الزمان وعطلـوا
    جمع الطغاة هنا وقد هانوا علـى*
    ربـي وعـد المؤمـن المتبتـل
    وقفوا وآلاف الضحايا حولهـم*
    فاليوم ينظر في الأمور ويبطل
    واليوم يسعـد مؤمـن بيقينـه*
    واليوم يشقى الفاسق المتحلل
    واليوم يمتد الصراط فمسـرع*
    نحو النعيم وزاحف متمهل
    ومحمل بالذنب زلـت رجلـه*
    فهوى ونار جهنم تستقبل
    فأجلت طرفي ساعة فرأيت من*
    أمر القيامة ما يروع ويذهل
    هذا أب يسعى إلـيه وحيـده*
    وبمقلته ترقب وتـوسل
    أبتاه أرهقني المسـير وحاجـتي*
    شيء يسير لا يمض ويثقل
    شيء من الحسنات ينقذني وقـد*
    خفت موازيني وفيك أؤمل
    أنت الذي عودتني فيما مضـى*
    بذلا ومثلك في المصائب يبذل
    وإزور وجه أبيه عنه مـرددا*
    نفسي أحق بما تقول وأمثـل
    ومضى كسيف البال يسأل نفسه*
    ماذا جرى لأبي أهذا يعقل؟
    وبدت له بين الجموع حليلة*
    كانت تفضله وكـان يفضـل
    وغدا يناديها رويدك زوجتي*
    فأنا الحبيب وليس مثلك يجهل
    ريحانتي أنسيت أيام الصبا*
    أيام كنا من هوانـا ننهـل؟
    أنا من وهبتك في فؤادي منزل*
    ما كان فيه لغير حبك منزل
    شيء من الحسنات ينقذني وقد*
    خفت موازيني وفيك أؤمـل
    قالت له والهـم يشعـل قلبهـا*
    لهبا وفي أحشائهـا يتغلغـل
    عذرا فـأنت رفيق عمري إنمـا*
    نفسي أحق بما تقول وأمثـل
    ومضى كسيف البال حتى لاح في*
    وسط الزحام خيال من لا يبخل
    أم رؤوم راح يركـض نحوهـا*
    جذلا وهل بعد الأمومة موئل؟
    حملته في أحشائهـا وتحملـت*
    من أجل راحته الذي لايحمـل
    أمـاه يا أمـاه مـدي لي يـدا*
    فلكم بذلت إذا أتيتك أسـأل
    شيء من الحسنات ينقذني وقد*
    خفت موازيني وفيـك أؤمـل
    قالت له والدمع يغلب صـبرها*
    نفسي أحق بما تقـول وأمثـل
    ونقلت طرفي لحظة فرأيت مـا*
    لا تستريح له النفـوس وتقبـل
    بشر كأنهم الحوامل قد مشـوا*
    مشيا ثقيـلا والمصيـبة أثقـل
    من هؤلاء؟ فقال من يدري بهم*
    أهل الربا بئس المقام المخجـل
    أكلوا الربا جهرا ولم يتورعـوا*
    عن أكله ومشوا إليه وأرملـوا
    ماصدهم عن أكلـه بطلانـه*
    وكذاك باطل كـل قـوم يبطـل
    وأخذت ناحية أفكـر بالـذي*
    يجري وأرسل ناظـري وأنقـل
    ماذا أرى رجل يحيـط برأسـه*
    طوق وفي رجليه قيـد محجـل
    من ذلك الرجل التعيس؟ فقال لي*
    من عنده خـبر يقـين ينقـل
    هذا الذي خان العهود وعاش في*
    دنياه يغتصب الحقوق ويأكـل
    يسطوا على مال الضعيف وأرضه*
    واليوم يجـني ماثـراه ويحمـل
    الشبر في الدنيـا يقابلـه هنا*
    سبع من الأرضين بئس المحمـل
    ورأيت قومـا يدعسون كأنـهم*
    نمل وقد ذاقـوا الهوان وجللـوا
    من هؤلاء البائسـون أراهـم*
    هانوا ومن كتب الكرامة أعقلوا
    فأجابني: هم كل مختـال لـه*
    فيما مضى كـبر عليـه يعـول
    وذهلت عنهم حين أبصر ناظري*
    رجل يساق الى الجحيم ويعتــل
    ووراءه امرأة يحيـط بجيدهـا*
    حبل يلف مـن الجحيـم ويفتـل
    من ذلك الرجل الشقي وهذه*
    تجـري علـى أعقابـه وتولـول
    هذا أبو لهب وزوجتـه الـتي*
    كانت تجول على النـبي وتجهـل
    وأخذت ناحية فـلاح لناظـري*
    روض وأزهـار ونـور مقبـل
    غرف بطائنهـا الحريـر وتربها*
    مسك بماء المكرمـات مبلـل
    ونساؤهـا حور فوجه مشـرق*
    كالشمس ساطعة وطرف أكحل
    أنهارهـا عسـل وخمـر لـذة*
    للشاربـين وشربهـا لا يثمـل
    وبناؤها من فضـة من فوقهـا*
    ذهب وعند الله ما هو افضـل
    أقـل من فيهـا نصيبا حظـه*
    أضعاف دنيانا وربـك يجـزل
    رأيت فيها الساكنين ربوعهـا*
    نحو الجنان وفي المنازل أنزلـوا
    على الأرائك يجلسون حديثهم*
    مستبشرين بما رأوه وحصلـوا
    يتذكرون حوادث الدنيا الـتي*
    صمدوا لها وعلى الإله توكلـوا
    طوبى لكم هذي منازلكم فمـا*
    خابـت مساعي من يجد ويعمل
    أجلت طرفي في الوجوه فـلاح لي*
    وجه بدا وكأنما هـو مشعـل
    وجه الرسول يشع نورا صادقـا*
    قد جاء في حلل السعادة يغفل
    ورأيت أصحاب الرسول وقد مضوا*
    نحو الجنان وفي المنازل أنزلـوا
    ورأيت مؤمن آل فرعون الـذي*
    نبذوا وصفحة وجهه تتهلل
    والكوثر الرقراق لاتسـأل فمـا*
    مثلي يجيب وليس مثلي يُسأل
    نهر كأن الـدر يجـري بينـه*
    أو أنه النور الذي يتسلسـل
    سبحـان ربك هاهنا حصل الذي*
    ماكان لولا فضل ربك يحصل
    ورفعت طرفي لحظة فرأيت مـن*
    لا شيء يشبهـه وليس يمثـل
    نور تجلـى للخـلائـق كلهـا*
    فتواضعـوا لجلالـه وتذللوا
    وقعوا سجودا يلهجون بذكـره*
    والكون بالصمت المهيب مكلل
    سجدوا وأما المبطلون فحاولـوا*
    أن يسجدوا لكنهم لم يفعلـوا
    وصحوت من حلمي ونفسي بالذي*
    شاهدت مؤمنة وعيني تهمـل
    وشعرت أن مظاهر الدنيا الـتي*
    لهوى مظاهر نشوة لا تكمـل
    وعلمت ان الله يمهـل عبــده*
    عطفـا عليـه وأنـه لا يهمـل
    وهنا وقفت وفي فؤادي دوحـة*
    تحنـو علي غصونهـا وتظلـل
    هي روضة الإيمان يجري نهرها*
    عذبـا ويشدوا في رباها البلبل

    *****
    د. أبو شامة المغربي



يعمل...