الصور

تقليص

لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

باقة ورود شذية للأخوات المربديات هدية

تقليص
هذا الموضوع مغلق.
X
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • أبو شامة المغربي
    السندباد
    • Feb 2006
    • 16639


    باقة ورود شذية للأخوات المربديات هدية

    باقة ورود شذية للأخوات المربديات هدية
    *****


    كم ذا يكابد عاشق ويعاني

    *****
    كَم ذا يُكابِدُ عاشِقٌ وَيُلاقي//
    في حُبِّ مِصرَ كَثيرَةِ العُشّاقِ
    إِنّي لَأَحمِلُ في هَواكِ صَبابَةً//

    يا مِصرُ قَد خَرَجَت عَنِ الأَطواقِ
    لَهفي عَلَيكِ مَتى أَراكِ طَليقَةً//

    يَحمي كَريمَ حِماكِ شَعبٌ راقي
    كَلِفٌ بِمَحمودِ الخِلالِ مُتَيَّمٌ//
    بِالبَذلِ بَينَ يَدَيكِ وَالإِنفاقِ
    إِنّي لَتُطرِبُني الخِلالُ كَريمَةً//

    طَرَبَ الغَريبِ بِأَوبَةٍ وَتَلاقي

    وَتَهُزُّني ذِكرى المُروءَةِ وَالنَدى//

    بَينَ الشَمائِلِ هِزَّةَ المُشتاقِ
    ما البابِلِيَّةُ في صَفاءِ مِزاجِها//
    وَالشَربُ بَينَ تَنافُسٍ وَسِباقِ
    وَالشَمسُ تَبدو في الكُئوسِ وَتَختَفي//
    وَالبَدرُ يُشرِقُ مِن جَبينِ الساقي
    بِأَلَذَّ مِن خُلُقٍ كَريمٍ طاهِرٍ//
    قَد مازَجَتهُ سَلامَةُ الأَذواقِ
    فَإِذا رُزِقتَ خَليقَةً مَحمودَةً//
    فَقَدِ اِصطَفاكَ مُقَسِّمُ الأَرزاقِ
    فَالناسُ هَذا حَظُّهُ مالٌ وَذا//
    عِلمٌ وَذاكَ مَكارِمُ الأَخلاقِ
    وَالمالُ إِن لَم تَدَّخِرهُ مُحَصَّناً//
    بِالعِلمِ كانَ نِهايَةَ الإِملاقِ
    وَالعِلمُ إِن لَم تَكتَنِفهُ شَمائِلٌ//
    تُعليهِ كانَ مَطِيَّةَ الإِخفاقِ

    لا تَحسَبَنَّ العِلمَ يَنفَعُ وَحدَهُ//
    ما لَم يُتَوَّج رَبُّهُ بِخَلاقِ
    كَم عالِمٍ مَدَّ العُلومَ حَبائِلاً//
    لِوَقيعَةٍ وَقَطيعَةٍ وَفِراقِ
    وَفَقيهِ قَومٍ ظَلَّ يَرصُدُ فِقهَهُ//
    لِمَكيدَةٍ أَو مُستَحَلِّ طَلاقِ

    يَمشي وَقَد نُصِبَت عَلَيهِ عِمامَةٌ//
    كَالبُرجِ لَكِن فَوقَ تَلِّ نِفاقِ

    يَدعونَهُ عِندَ الشِقاقِ وَما دَرَوا//
    أَنَّ الَّذي يَدعونَ خِدنُ شِقاقِ
    وَطَبيبِ قَومٍ قَد أَحَلَّ لِطِبِّهِ//

    ما لا تُحِلُّ شَريعَةُ الخَلّاقِ
    قَتَلَ الأَجِنَّةَ في البُطونِ وَتارَةً//

    جَمَعَ الدَوانِقَ مِن دَمٍ مُهراقِ

    أَغلى وَأَثمَنُ مِن تَجارِبِ عِلمِهِ//
    يَومَ الفَخارِ تَجارِبُ الحَلّاقِ

    وَمُهَندِسٍ لِلنيلِ باتَ بِكَفِّهِ//

    مِفتاحُ رِزقِ العامِلِ المِطراقِ

    تَندى وَتَيبَسُ لِلخَلائِقِ كَفُّهُ//

    بِالماءِ طَوعَ الأَصفَرِ البَرّاقِ
    لا شَيءَ يَلوي مِن هَواهُ فَحَدُّهُ//

    في السَلبِ حَدُّ الخائِنِ السَرّاقِ

    وَأَديبِ قَومٍ تَستَحِقُّ يَمينُهُ//

    قَطعَ الأَنامِلِ أَو لَظى الإِحراقِ

    يَلهو وَيَلعَبُ بِالعُقولِ بَيانُهُ//
    فَكَأَنَّهُ في السِحرِ رُقيَةُ راقي

    في كَفِّهِ قَلَمٌ يَمُجُّ لُعابُهُ//
    سُمّاً وَيَنفِثُهُ عَلى الأَوراقِ

    يَرِدُ الحَقائِقَ وَهيَ بيضٌ نُصَّعٌ//

    قُدسِيَّةٌ عُلوِيَّةُ الإِشراقِ
    فَيَرُدُّها سوداً عَلى جَنَباتِها//

    مِن ظُلمَةَ التَمويهِ أَلفُ نِطاقِ
    عَرِيَت عَنِ الحَقِّ المُطَهَّرِ نَفسُهُ//
    فَحَياتُهُ ثِقلٌ عَلى الأَعناقِ

    لَو كانَ ذا خُلُقٍ لَأَسعَدَ قَومَهُ//

    بِبَيانِهِ وَيَراعِهِ السَبّاقِ

    مَن لي بِتَربِيَةِ النِساءِ فَإِنَّها//
    في الشَرقِ عِلَّةُ ذَلِكَ الإِخفاقِ

    الأُمُّ مَدرَسَةٌ إِذا أَعدَدتَها//

    أَعدَدتَ شَعباً طَيِّبَ الأَعراقِ

    الأُمُّ رَوضٌ إِن تَعَهَّدَهُ الحَيا//

    بِالرِيِّ أَورَقَ أَيَّما إيراقِ
    الأُمُّ أُستاذُ الأَساتِذَةِ الأُلى//
    شَغَلَت مَآثِرُهُم مَدى الآفاقِ
    أَنا لا أَقولُ دَعوا النِساءَ سَوافِراً//
    بَينَ الرِجالِ يَجُلنَ في الأَسواقِ

    يَدرُجنَ حَيثُ أَرَدنَ لا مِن وازِعٍ//
    يَحذَرنَ رِقبَتَهُ وَلا مِن واقي

    يَفعَلنَ أَفعالَ الرِجالِ لِواهِياً//
    عَن واجِباتِ نَواعِسِ الأَحداقِ
    في دورِهِنَّ شُؤونُهُنَّ كَثيرَةٌ//
    كَشُؤونِ رَبِّ السَيفِ وَالمِزراقِ
    كَلّا، وَلا أَدعوكُمُ أَن تُسرِفوا//
    في الحَجبِ وَالتَضييقِ وَالإِرهاقِ
    لَيسَت نِساؤُكُمُ حُلىً وَجَواهِراً//
    خَوفَ الضَياعِ تُصانُ في الأَحقاقِ
    لَيسَت نِساؤُكُمُ أَثاثاً يُقتَنى//

    في الدورِ بَينَ مَخادِعٍ وَطِباقِ
    تَتَشَكَّلُ الأَزمانُ في أَدوارِها//
    دُوَلاً وَهُنَّ عَلى الجُمودِ بَواقي
    فَتَوَسَّطوا في الحالَتَينِ وَأَنصِفوا//

    فَالشَرُّ في التَقييدِ وَالإِطلاقِ

    رَبّوا البَناتِ عَلى الفَضيلَةِ إِنَّها//
    في المَوقِفَينِ لَهُنَّ خَيرُ وَثاقِ
    وَعَلَيكُمُ أَن تَستَبينَ بَناتُكُم//
    نورَ الهُدى وَعَلى الحَياءِ الباقي
    (حافظ إبراهيم)
    *****
    د. أبو شامة المغربي

يعمل...