الصور

تقليص

لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

قـــــــم للمعلـــــــم

تقليص
X
  •  
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • أبو شامة المغربي
    السندباد
    • Feb 2006
    • 16639


    قـــــــم للمعلـــــــم

    قـــم للمعلـــم
    *****
    قُـمْ للمعلّمِ وَفِّـهِ التبجيـلا //
    كـادَ المعلّمُ أن يكونَ رسولا
    أعلمتَ أشرفَ أو أجلَّ من الذي//
    يبني وينشئُ أنفـساً وعقولا
    سـبحانكَ اللهمَّ خـيرَ معـلّمٍ//
    علَّمتَ بالقلمِ القـرونَ الأولى
    أخرجـتَ هذا العقلَ من ظلماتهِ//
    وهديتَهُ النـورَ المبينَ سـبيلا
    وطبعتَـهُ بِيَدِ المعلّـمِ، تـارةً//
    صديء الحديدِ، وتارةً مصقولا
    أرسلتَ بالتـوراةِ موسى مُرشداً//
    وابنَ البتـولِ فعلَّمَ الإنجيـلا
    وفجـرتَ ينبـوعَ البيانِ محمّداً//
    فسقى الحديثَ وناولَ التنزيلا
    علَّمْـتَ يوناناً ومصر فزالـتا//
    عن كلّ شـمسٍ ما تريد أفولا
    واليوم أصبحنـا بحـالِ طفولـةٍ//
    في العِلْمِ تلتمسانه تطفيـلا
    من مشرقِ الأرضِ الشموسُ تظاهرتْ//
    ما بالُ مغربها عليه أُدِيـلا
    يا أرضُ مذ فقدَ المعلّـمُ نفسَه//
    بين الشموسِ وبين شرقك حِيلا
    ذهبَ الذينَ حموا حقيقـةَ عِلمهم//
    واستعذبوا فيها العذاب وبيلا
    في عالَـمٍ صحبَ الحيـاةَ مُقيّداً//
    بالفردِ، مخزوماً بـه، مغلولا
    صرعتْهُ دنيـا المستبدّ كما هَوَتْ//
    من ضربةِ الشمس الرؤوس ذهولا
    سقراط أعطى الكـأس وهي منيّةٌ//
    شفتي مُحِبٍّ يشتهي التقبيـلا
    عرضوا الحيـاةَ عليه وهي غباوة//
    فأبى وآثَرَ أن يَمُوتَ نبيـلا
    إنَّ الشجاعةَ في القلوبِ كثيرةٌ//
    ووجدتُ شجعانَ العقولِ قليلا
    إنَّ الذي خلـقَ الحقيقـةَ علقماً//
    لم يُخـلِ من أهلِ الحقيقةِ جيلا
    ولربّما قتلَ الغـرامُ رجالَـها//
    قُتِلَ الغرامُ، كم استباحَ قتيلا
    أوَ كلُّ من حامى عن الحقِّ اقتنى//
    عندَ السَّـوادِ ضغائناً وذخولا
    لو كنتُ أعتقدُ الصليـبَ وخطبَهُ//
    لأقمتُ من صَلْبِ المسيحِ دليلا
    أمعلّمي الوادي وساسـة نشئـهِ//
    والطابعين شبابَـه المأمـولا
    والحامليـنَ إذا دُعـوا ليعلِّمـوا//
    عبءَ الأمانـةِ فادحـاً مسؤولا
    وَنِيَتْ خُطـَى التعليمِ بعـد محمّدٍ//
    ومشى الهوينا بعد إسماعيـلا
    كانت لنا قَدَمٌ إليـهِ خفيفـةٌ//
    ورَمَتْ بدنلوبٍ فكان الفيـلا
    حتّى رأينـا مصـر تخطـو إصبعاً//
    في العِلْمِ إنْ مشت الممالكُ ميلا
    تلك الكفـورُ وحشـوها أميّةٌ//
    من عهدِ خوفو لم تَرَ القنديـلا
    تجدُ الذين بـنى المسلّـةَ جـدُّهم//
    لا يُحسـنونَ لإبرةٍ تشكيلا
    ويُدَلّـلون َ إذا أُريـدَ قِيادُهـم//
    كالبُهْمِ تأنسُ إذ ترى التدليلا
    يتلـو الرجـالُ عليهمُ شهواتـهم//
    فالناجحون أَلَذُّهـم ترتيـلا
    الجهـلُ لا تحيـا عليـهِ جماعـةٌ//
    كيفَ الحياةُ على يديّ عزريلا
    واللـهِ لـولا ألسـنٌ وقرائـحٌ//
    دارتْ على فطنِ الشبابِ شمـولا
    وتعهّـدتْ من أربعيـن نفوسـهم//
    تغزو القنـوط وتغـرسُ التأميلا
    عرفتْ مواضعَ جدبـهم فتتابعـتْ//
    كالعيـنِ فَيْضَـاً والغمامِ مسيلا
    تُسدي الجميلَ إلى البلادِ وتستحي//
    من أن تُكافـأَ بالثنـاءِ جميـلا
    ما كـانَ دنلـوبٌ ولا تعليمـُه//
    عند الشدائـدِ يُغنيـانِ فتيـلا
    ربُّوا على الإنصافِ فتيانَ الحِمـى//
    تجدوهمُ كهفَ الحقوقِ كُهـولا
    فهوَ الـذي يبني الطبـاعَ قـويمةً//
    وهوَ الذي يبني النفوسَ عُـدولا
    ويقيم منطقَ كلّ أعـوج منطـقٍ//
    ويريه رأياً في الأمـورِ أصيـلا
    وإذا المعلّمُ لم يكـنْ عدلاً مشى//
    روحُ العدالةِ في الشبابِ ضـئيلا
    وإذا المعلّمُ سـاءَ لحـظَ بصيـرةٍ//
    جاءتْ على يدِهِ البصائرُ حُـولا
    وإذا أتى الإرشادُ من سببِ الهوى//
    ومن الغرور ِ فسَمِّهِ التضـليلا
    وإذا أصيـبَ القومُ في أخلاقِـهمْ//
    فأقـمْ عليهـم مأتماً وعـويلا
    إنّي لأعذركم وأحسـب عبئـكم//
    من بين أعباءِ الرجـالِ ثقيـلا
    وجدَ المساعـدَ غيرُكم وحُرِمتـمُ//
    في مصرَ عونَ الأمهاتِ جليـلا
    وإذا النسـاءُ نشـأنَ في أُمّـيَّةٍ//
    رضـعَ الرجالُ جهالةً وخمولا
    ليـسَ اليتيمُ من انتهى أبواهُ من//
    هـمِّ الحـياةِ، وخلّفاهُ ذليـلا
    فأصـابَ بالدنيـا الحكيمـة منهما//
    وبحُسْنِ تربيـةِ الزمـانِ بديـلا
    إنَّ اليتيمَ هـوَ الذي تلقـى لَـهُ//
    أمّاً تخلّـتْ أو أبَاً مشغـولا
    مصـرٌ إذا ما راجعـتْ أيّامـها//
    لم تلقَ للسبتِ العظيمِ مثيـلا
    البرلـمانُ غـداً يـمدّ رواقَـهُ//
    ظلاً على الوادي السعيدِ ظليلا
    نرجو إذا التعليم حرَّكَ شجـوَهُ//
    إلاّ يكون َ على البـلاد بخيـلا
    قل للشبابِ اليومَ بُورِكَ غرسكم//
    دَنتِ القطوفُ وذُلّـِلَتْ تذليـلا
    حَيّـوا من الشهداءِ كلَّ مُغَيّـبٍ//
    وضعوا على أحجـاره إكليـلا
    ليكونَ حـظَّ الحيّ من شكرانكم//
    جمَّـاً وحظّ الميتِ منه جزيـلا
    لا يلمس الدستورُ فيكم روحَـه//
    حتّى يـرى جُنْديَّـهُ المجهـولا
    ناشدتكم تلك الدمـاءَ زكيّـةً//
    لا تبعثـوا للبرلمـانِ جهـولا
    فليسألنَّ عن الأرائـكِ سائـلٌ//
    أحملنَ فضـلاً أم حملنَ فُضـولا
    إنْ أنتَ أطلعتَ الممثّلَ ناقصـاً//
    لم تلقَ عند كمالـه التمثيـلا
    فادعوا لها أهلَ الأمانـةِ واجعلوا//
    لأولي البصائر منهُـمُ التفضيلا
    إنَّ المُقصِّرَ قد يحول ولن تـرى//
    لجهالـةِ الطبـعِ الغبيِّ محيـلا
    فلرُبَّ قولٍ في الرجالِ سمعتُـمُ//
    ثم انقضى فكأنـه ما قيـلا
    ولكَمْ نصرتم بالكرامـة والـهوى//
    من كان عندكم هو المخـذولا
    كَـرَمٌ وصَفْحٌ في الشبـابِ وطالمـا//
    كَرُمَ الشبابُ شمائلاً وميـولا
    قوموا اجمعوا شُعَبِ الأُبُوَّةِ وارفعوا//
    صوتَ الشبابِ مُحبَّبَاً مقبولا
    أدّوا إلى العـرشِ التحيّةَ واجعلـوا//
    للخالقِ التكبيرَ والتهليـلا
    ما أبعـدَ الغايـاتِ إلاّ أنّنـي//
    أجِدُ الثباتَ لكم بهنَّ كفيـلا
    فكِلُوا إلى اللهِ النجـاحَ وثابـروا//
    فاللهُ خيرٌ كافلاً ووكيـلا
    *******
    د. أبو شامة المغربي

المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
إدراج: مصغرة صغير متوسط كبير الحجم الكامل إزالة  
أو نوع الملف مسموح به: jpg, jpeg, png, gif, webp

رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

صورة التسجيل تحديث الصورة
يعمل...