الصور

تقليص

لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

اللحظات الأخيرة

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • بلقاسم
    كاتب مسجل
    • May 2006
    • 139

    اللحظات الأخيرة

    بسم الله الرحمن الرحيم


    الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ، أما بعد .. فقد روى البخاري في صحيحه ، عن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه قال : نظر النبيُ صلى الله عليه وسلم إلى رجل يقاتل المشركين – وكان من أعظم المسلمين غناءً عنهم – فقال : " من أحب أن ينظر إلى رجل من أهل النار فلينظر إلى هذا " فتعبه رجل ، فلم يزل على ذلك حتى جُرح ، فاستعجل الموتَ ، فقال بذبابة سيفه ([1]) فوضعه بين ثديين ، فتحامل عليه حتى خرج من بين كتفيه ( أي أنه قتل نفسه ) ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " إن العبد ليعمل – فيما يرى للناس – عمل أهل الجنة ، وإنه لمن أهل النار ، ويعمل – فيما يرى للناس – عمل أهل النار ، وهو من أهل الجنة ، وإنما الأعمال بالخواتيم " ([2] )

    إن المؤمن حين يقرأ هذا الحديث ليشعره بقشعريرة تسري في كيانه ، يرتجف منها الجنان ، وتهتز لها سائر الجوارح والأركان كيف وقد قال المصطفى صلى الله عليه وسلم : " لن يُدخل أحداً عملُه الجنةَ " ، قالوا : ولا أنت يا رسول الله ؟ ! قال : " ولا أنا إلا أن يتغمدني اللهُ بفضل وحمةٍ " ( [3] )فتأمل قوله : " ولا أنا " [4] وهو القائل صلى الله عليه وسلم : " إن أتقاكم وأعلمكم بالله أنا " وقارن نفسك يا مسكين بسيد الخلق أجمعين ، عندها ستعرف حقيقة نفسك ، ومدى تفريطك في جنب الله ، وكلنا كذلك – لكنا لا نملك إلا أن نقول كما قال الأبوان عليهما السلام : ( ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين ) .

    وبعد : فهذه بعض القصص الواقعية لأناس خُتم لهم بخاتمة السعادة ، وآخرين خُتم لهم بالأخرى ، وهي خاتمة السوء (عياذاً بالله تعالى ) وقد دفعني إلى جمعها قول المصطفى صلى الله عليه وسلم : " أكثروا ذكرَ هاذمِ اللذات ك الموت " [5] . وغفلة الكثيرين عن هذه الحقيقة العظمى ، والفاجعة الكبرى ، سائلاً المولى عز وجل أن يختم لي ولإخواني المسلمين بخاتمة السعادة ، وأن لا يكلنا إلى أنفسنا طرفة عين ، ولا إلى أحد سواه .


    [1] ذباب السيف طرفه الذي يُضرب به .


    [2] أخرجه البخاري في كتاب الرقاق ، باب الأعمال الخواتيم .


    [3] أخرجه البخاري في كتاب المرضى ، باب تمنى المريض الموت .


    ( [4] ) أخرجه البخاري في كتاب الإيمان ،باب قول النبي صلى الله عليه وسلم : " أنا أعلمكم بالله ... " وقوله في الحديث ( أنا ) ليس من باب تزكية النفس وإنما له مناسبة .


    ([5] ) أخرجه الترمذي في الزهد ، باب ما جاء في ذكر الموت ، وأخرجه غيره .



  • أنس الساهر
    قارئ
    • Jun 2006
    • 438
    • أتعبتني صحبة الكلمات
      منذ عمر
      لم أنم إلا على قلق الحروف
      ولم أفق إلا على نزف الخيال
      حسن بعيتي ـ سوريا

    #2
    رد : اللحظات الأخيرة

    أستاذنا الكبير / بلقاسم ،
    أحسنت والله بإطلالتك على هذا الحديث النبوي الشريف ،
    وكان تعليقك عليه فيض رمضاني كريم ،
    وختم الله لنا جميعاً بصالح الأعمال .
    وكل عام وأنت بكل خير
    أنـس

    تعليق

    • بلقاسم
      كاتب مسجل
      • May 2006
      • 139

      #3
      رد : اللحظات الأخيرة

      بورك فيك يابني وكثر الله من أمثالك حفظك الله ورعاك آمين-والسلام عليكم ورحمة الله

      تعليق

      يعمل...