الصور

تقليص

لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

وداعاً أيها الضيف الكريم

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • مروان قدري عثمان مكانسي
    كاتب مسجل
    • Oct 2005
    • 398

    وداعاً أيها الضيف الكريم

    وداعاَ أيها الضيف الكريم
    لم أرَ في حياتي ضيفاً دمث الأخلاق ، خفيف الظل ، لطيف المعشر ، كضيفنا اليوم .
    فما أن يطلُّ علينا بطهره وصفائه ، ويحلّ حبائله ليقيم بيننا ، حتى يعود ثانية لحزم أمتعته ، ويعزم على المغادرة .
    ضيفنا اليوم حلو المعشر ، كثير الحياء ، عذب اللسان ، فصيح البيان ، خلوت به لما رأيته يستعد للرحيل ، وكان لنا هذا اللقاء :
    • أيها الضيف الحبيب : أراك قد قررت مفارقتنا ، فهل آذاك أحدٌ منا أثناء إقامتك ؟
    • لا يا عزيزي ، وإنما هي سنة الله في خلقه ، فلكل بداية نهاية ولكل مخلوق أجل ، وقد حانت ساعتي ولا بدَّ من الرحيل .
    • أفهم من حديثك أنَّك لم تكن ضيفنا العام المنصرم ، وأنت مخلوق جديد ؟
    • بالطبع ، فما من يومٍ ينشقُّ فجره إلا وينادي : يا ابن آدم ، أنا مخلوق جديد ، وعلى عملك شهيد ، فاغتنم مني ، فإني لا أعود إلى يوم القيامة .
    • وهل أحسن المسلمون استقبالك ؟
    • الخير باقٍ في أمة المصطفى صلى الله عليه وسلم إلى يوم القيامة ... هناك من أحسن الاستقبال فكافأتهم مكافأة سخيَّة ، والبعض ـ هداهم الله ـ استغنى عن الهبات والعطايا ، وحرم نفسه منها .
    • من حقِّ الضيف علينا أنْ يُكرَمَ لا أنْ يُكرِم ، فبماذا أكرمت محبيك ؟
    • لقد حملت إليهم بشائر الرحمة والمغفرة والعتق من النار ، وجعلت لهم دعوة مستجابة يرفعونها إلى خالقهم عند فطرهم ، أما حسناتهم فهي مضاعفة ..
    • وماذا عن التائه المستغني ، هل له من أوبةٍ إلى الله ؟ هل يمكن أن يتدارك ما فاته ؟
    • لا زالت هناك بضعة أيامٍ على رحيلي ، فمن أراد لنفسه الخير ، وصحا من غفوته ، فربما يحظى بشيء من عطاء الله وكرمه ، فباب الله مفتوح دائماً ، ولا يُغلقُ إلا في وجه مَنْ صدَّ عنه .
    • ما الذي أعجبك فينا ؟
    • أمورٌ كثيرةٌ لعلَّ من أبرزها عكوف الأمة على تلاوة القرآن الكريم ، و محافظتهم على صلواتهم ، وتزاورهم فيما بينهم ، وصلتهم لأرحامهم ، وإعانة فقرائهم ، ومذاكرة أمور دينهم و..
    • وما الذي لم يعجبك ؟
    • تحريف أهم صفاتي .
    • لم أفهم . أرجو التوضيح .
    • إنما جعلني الله موسماً للعبادة وقهر النفس ، لكني رأيت البعض ينام نهاري ويسهر ليلي ، وعند الإفطار تعجُّ مائدته بأنواع عديدة من المأكولات والمشروبات ، فكيف يحسُّ بآلام الفقير وهذه هي حالته ؟
    • ( وقد رأيت أني أثقلت عليه بطرح أسئلتي ) هل من كلمة أخيرة تقولها أنهي بها لقاءنا ؟
    • لقد تعود الكثير أثناء إقامتي بينكم عل عادات طيبة مباركة ، وأرجو أن يستمروا عليها ، فإن ربَّ رمضان هو ربُّ سائر الشهور ، وهو مطَّلع على أعمال العباد . فهل من متَّعظ ؟
يعمل...