

إهداء شعري إلى الأخ الكريم
طارق شفيق حقي

رعى اللَه أيام الطفولة

رعى اللَـه أيـام الطفولـة إنهـا/
على جهلها أحلـى وأهنـأ ماليـا
ليالي أظن الكـون إرثـي وأننـي/
أعير النجوم الزهر نـور بهائيـا
وأحسب بطن الأرض واليم والدجى/
مثاوي للجـن المخـوف خوافيـا
أفيض على ما تأخذ العين جرمـه/
وأفضـي إليـه بالشعـور حياتيـا
إذا أذيت نفسي صرخت ولم أبـل/
وداويت نفسي في الأسـى ببكائيـا
وما كانت أدري الهم كيف مذاقـه/
ولا كان شيءٌ عازباً عن رجائيـا
ولا كنت أكسو النفس ثوب مخاوفي/
وأزعجها من حيث تنشي الأمانيـا
يضاحك ثغري كـل ثغـر تـوددا/
ويبدي حناناً مـن يرانـي شاكيـا
ويلقى بي الناس السـرور كأنمـا/
برا اللَه من كـل القلـوب فؤاديـا
ولي سهمة من كـل لهـو كأنمـا/
تباري الورى أن يبلغوني مراديـا
فيا رب أوزعني على ما سلبتنـي/
وأبدلتني صبراً يـوازي مصابيـا
فقد بزت الأيـام عنـي مطاريـا/
وقد هدمت أيدي الخطـوب بنائيـا
وأغرفني فـي لجـة بعـد لجـةٍ/
من اليأس دهـرٌ لا يبالـي بلائيـا
ويوشك أن يخبـو شهـابٌ شببتـه/
إذا ما خبا لم يلف في الدهر واريا
وأثقلنـي همـي وأقعدنـي فـمـا/
أصعد طرفي مـرةً فـي سمائيـا
بليت كما تبلى الطلول وهل تـرى/
على عنت الأيام يـا قلـب ناجيـا
إبراهيم عبد القادر المازني


د. أبو شامة المغربي
