الصور

تقليص

لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

البرلمان يبرىء سعادته

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • مروان قدري عثمان مكانسي
    كاتب مسجل
    • Oct 2005
    • 398

    البرلمان يبرىء سعادته

    البرلمان يبرئ سعادته
    هنيئاً لك – من الأعماق – يا صاحب السعادة بحكم البراءة الذي مُنحته فجاء شبيهاً بصك الغفران الذي ابتدعه مَن جاء قبلك .
    هنيئاً لك – من سويداء القلب – انتصارك الساحق هذا على خصومك ، واستردادك لهيبتك في المجتمعات ، وإرجاعك لكرامتك التي اهتزت بعض الشيء يوم أن تفوهت بما تفوهت ، وقلت في الحجاب رأيك الناصع بحكمتك الثاقبة التي عزَّ نطيرها .
    هنيئاً لك – من صميم الفؤاد – فوزك المبين على الغوغاء والدهماء التي أرادت تأخير تطور الأمة وإرجاعها إلى الحقب السالفة السادرة في غيها وضلالها ، ورفضتْ تحرير المرأة – بوحشية وهمجية لم يسبق لها مثيل - وطالبت – بصفاقة وسذاجة – محاكمتك أو اعتذارك ، وهي لم تدرك – بما أوتيتْ من ضحالة التفكير – أنك مجدد لأفكار الأمة ، مطور لآرائها ، مبدع في آمالها ، ناسف لآلامها ، محقق لرغباتها ، مخطط لمصالحها .
    ولكن هل تسمح لي أن أرجع بك إلى التاريخ قليلاً ؟ وقبل الرجوع لا بد من أن أُقرَّ لسعادتكم أن قصدي من الرجوع لا يرمي إلى الاستفادة منه ، فمعاذ الله أن أحيلك إلى القديم وأنت ترفضه وتستاء منه ، وإني لا أرغب بالإساءة إلى سعادتكم – ولم أعتد ذلك مع أحد قبلك - ولكن الرجوع إليه بقصد التسلية والترفيه لا غير :
    عندما نجا الخليل – عليه السلام – من نار النمرود بن كنعان ، بقول : (( يا نار كوني برداً وسلاماً على إبراهيم )) اهتزَّت صورة الأخير في أعين شعبه ، فنصحه بعض المخلصين من مستشاريه أن يناظر إبراهيم عليه السلام أمام الملأ ليهزمه من جهة وليستعيض بعض ما فقده من احترام ، فعقدتْ له جلسة برلمانية كالتي عقدت لسعادتك وكان الحوار ساخناً ، أجتزئ منه الشاهد :
    قال له : من ربك ؟ قال إبراهيم : ربي الذي يحيي ويميت . قال النمرود : هذا أمر هيِّن ، فأنا أحيي وأميت ، ثم دلل على ذلك بأن جاءه باثنين من عبيده وحكم عليهما بالإعدام ، ثم قال : هذان في حكم الميتين ، فأعدم الأول وقال : لقد أمته ، وعفا عن الثاني وقال : لقد أحييته ... فصفق له القضاة والمستشارون وهُيئ له أنه كسب الجولة وفاز بالمعركة ..
    وإني سائلك : هل معركتك التي فزت بها شبيهة بتلك المعركة ؟
    إذا خلوت إلى نفسك يا صاحب السعادة وأنت الممتشق لاسم عظيم أعزَّ اللهُ به الدين في أول أمره ، فحاسب نفسك ، سلها هل كل الذي قلته ينفعك يوم العرض على الله؟
    هل أنت راض عن الفتنة التي أحدثتها في صفوف الأمة ؟
    لا يغرنك بريق السلطة وتواطؤ القضاء ، فإذا أودعتَ اللحد ـ وما أظنه عنك ولا عن أي مخلوق ببعيد ـ فإن الملكين سيقعدانك ويسألانك ، فهل أعددت لأسئلتهما الجواب ؟
    إني – وايم الله – مشفق عليك ، وراجٍ لك التوبة ، فهل تتوب ؟
يعمل...