الصور

تقليص

لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

شهداء طنجة – وقرطاج – وسوق أهراس

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • عبدالسلام زيان
    باحث مربدي
    • Sep 2004
    • 122
    • Abdesslem Zayane
      Tunisie

      كامل مواضيعي :


      http://www.merbad.net/vb/forumdisplay.php?f=28

    شهداء طنجة – وقرطاج – وسوق أهراس

    شهداء طنجة – وقرطاج – وسوق أهراس

    بنو جلدتكم تفشّى فيهم العمى حيث إنهم يرون كل شيء بعيون الغربي .

    بعد قرائتي لملفات المحاكم والتهم الموجهة ضدكم إستنتجت أنكم كلكم رفضتم عبادة الفرد والعنصرية الغربية.

    سأبدأ بأشهركم وهو سبري شهيد قرطاج :

    ناضلت الى آخر لحظة في حياتك من أجل كرامة الإنسان , وقفت فوق المنصة وسط سهل sexti بضواحي قرطاج ورفضت أن تسمح للسفاح أن يضع العصابة فوق عيناك وخلعت معطفك بنفسك , لم تتمكن من تقييد يديك بنفسك فطلبت من كاتبك جوليان أن يقوم بذلك .

    آخر مشهد في حياتك كان الآلاف من البشر , وآخر صوت سمعته كان صياحهم اقطعوا رؤوسنا معه .

    كنت تقول إن الموت تاج سماوي والشهيد يتطهر بدمائه , وتركت الكون ودخلت عالم المجهول حسب فهمك له .

    في يوم 30 أغسطس 257 م قام Paterne باستدعائك بمقر مكتب المستعمر بقرطاج ليقول لك إن القيصران المقدسان Vallerien و Gallien قررا ملاحقة كل من لا يعترف بآلهة الرومان , وقد أخبرتهم عنك فما هو جوابك ؟

    وكان ردك قصيرا : لا أعترف بآلهة غير الله الواحد الحقيقي الذي خلق الأرض والسموات ... إننا نعبده ليل نهار ... إله كل البشر بما فيهم القياصرة .

    طلب منك أن تمده بأسماء المعارضين لروما فرفضت ذلك وقلت له "لا يمكن لي كشف هويتهم وخيانتهم" وختمت كلامك بـ "قم بواجبك" .

    قرّر نفيك الى بمدينة Curube وهي مقرّ ولادتك وأرض أجدادك ( إن لم تخني الذاكرة هناك مدينة إسمها قربة أو قربه بوسط أو شمال تونس ).

    زارك أعيان العالم بمنفاك عندما سمعوا الخبروحاولوا إقناعك بالهروب ورفضت انت ذلك .

    ترك المراقب العام Paterne قرطاج وحل مكانه Galere Maxime وأول ما قام به هو استدعاؤك الى قرطاج يوم 13 سبتمبر 258 م .

    أخذوك الى مكتب المراقب العام الروماني بحي saturne بين شارعي venus و salutaire , علِمت العامة بقدومك وتجمعوا بالآلاف أمام المكتب , طلبت منهم أن لا يتركوا الأطفال بينهم لأنك تعرف مسبقا ماذا سيكون الحكم .

    حاولت روما أن تتخلص من دمائك وأعطتك فرصة أخيرة .

    بلقائك مع Galleri Maxim الذي دام بضع دقائق ,

    - قال لك حرفيا "الامبراطوران المقدسان طلبا منك أن تقدم القربان لآلهة الرومان" .

    - وكان جوابك : لا أفعل ذلك .

    - فكّر مليا ..

    - إفعل ما أمروك به في هذه القضية العادلة , ليس هناك شيء يستحق التفكير.

    بعد المشاورات مع أعضائه بدأ Galleri في قراءة الحكم :

    "لقد عشت طويلا وأنت تدنّس المقدسات , جمّعت حولك الكثيرين الذين ساعدوك في ارتكاب هذه الجرائم , جعلت من نفسك عدوا للآلهة الرومانية وقوانينها المقدسة , قياصرنا الأنقياء والمقدسون , Valerien و Gallien و Augustes و Valerien والنبيل الكبير Cesar .... لتكون مثلا للآخرين , دمائك ستكون عقوبة القوانين" .

    وبعدها قرأ قرار المحكمة وهو الحكم عليك بقطع الرأس بالسيف .

    فكان ردك : رحمتك يا رب

    قامت مظاهرة عارمة وانتشر الشغب بقرطاج وصاحت الناس "إقطعوا رؤوسنا معه" .

    إقتادوك الى سهل sexti بضواحي قرطاج وهناك قطع المستعمر رأسك وغادرت هذا العالم .

    مع هبوط الليل أخذك أنصارك الى مقبرة ماكروبيوس كانديديانوس بشارع les mappales مبّالا بقرطاج وهناك دفنوك , وكانت الناس تحتفل بذكرى موتك قرونا بعد زوالك .

    قامت حركة وطنية بعدك إسمها الحركة الدوناتية وحاربَت روما , إعتمدت هذه الحركة على تأويلاتك وتأويلات ترتول للدين , ورفضت التأويلات الغربية وكانت حركة نصرانية شرقية بحته تعاملت مع النصارى الآخرين ببلاد مصر والشام .

    بعد موتك بحوالي قرنين صعد إلى الساحة روماني عدو لدود لسكان المنطقة والمشرق ككل إسمه أوغسطين , يتخذه بنو جلدتك الآن كزعيم روحي . لقد وجدت أن هذا الثرثار المتناقض في كتابه الأول بالجزء الأول الذي شن فيه حربا كبقية أكثر كتبه ضد النصارى الوطنيين قال : الدوناتيون أخذوك كمرجع ديني ولا حق لهم في ذلك بل إنك تمثل الكنيسة الغربية , لكنه تكلم عنك بكل إحترام لأنه كان واع بمدى شعبيتك وحب الناس لك بشمال افريقيا , لكن بكتابه الثالث غيّر رأيه وقال في أكثر كتبه إن تأويلاتك كانت خاطئة , وكتب عنك الكثير . في البداية كان يقول القديس سبري , لكن لأسباب غير واضحة حذف كلمة قديس وصار يقول سبري فقط .

    قلت إنك يوميا كنت تقرأ لصديقك حكيم قرطاج ترتول لتشعر بالراحة والإطمئنان , ومن لا يشعر بالراحة عندما يرى كيف يحارب ترتول الوطني بلسانه الحاد الأفكار المستوردة والعنصرية والاستعمار ويحارب المتعقربين , الشاذين ..الخ مثلما كان يقول عن الخونة ؟ لكن ترتول كان فيلسوفا ثائرا وعلاقته بالدين غير واضحة وأظن أنه استغل الدين لضرب روما وتحريك العامة وتحريرها من الإستعمار ويقال أنه مات مانويّا .

    لقد كنت متواضعا .. رسائلك أراها مرجع هام جدا لمن يريد أن يعرف حال المجتمع في عهدك , وأظن أن رسالتك الثانية تثبت أن مفهومك للإنسان وحريته أسمى من مفهوم كنائس اليوم وإنسان اليوم , فمثلا عندما سألوك عن معلم بمدرسة إبتدائية كان يرتدي لباس نساء ويتصرف مثل النساء ويطلب من الأولاد الصغار أن يفعلوا ذلك كان ردك واضحا :

    "ما يقوم به هذا المعلم اللعين وسط الصغار هو عمل إجرامي ومخالف للقوانين المقدسة" , لكنك لم تطلب حرقه أو صلبه مثلما فعلت الكنائس حتى في الأزمنة الأخيرة , بل طلبت من الكنيسة أن تمده بالطعام واللباس طول حياته كبقية الفقراء وأن لا تطرده , وعرضت عليه أن يدرّس مادة أخرى بكنيستك لخدمة الرب ويتخلى عن تدريس الأطفال .

    في رسالتك لصديقك لوقيان تسأله فيها عن حاله كنت تقول له إنك صغير ( رسالة 21 )

    وفي كتابك ( سيرة العذروات 1 ) تكلمت عن المرأة والإخلاق وقلت : "أنا أصغر وآخر الكهنة , وآخر من سيتكلم عن الإخلاق" .. الخ لكن كنت فعلا تؤمن بالمساواة بين الجنسين .

    حاربت تسلط الرجل واستعماله العنف ضد المرأة , وكنت ترى أن المرأة يجب عليها أن ترتدي لباسا محتشما , وأن لا ترى نفسها مخلوقة لإشباع رغبة الرجل .

    إنتقدت النساء الثريات اللواتي يتباهين بأموالهن أمام الجميع إنتقادا لاذعا , وقلت إن الأموال والثراء وسخ الدنيا . (ما أعجب له أنه على ما يبدو كان للمرأة نفوذ كبير في ذلك العهد حيث نرى مثلا أن فيلسوف سوق أهراس أبو ليج تزوج بامرأة ثرية جدا , وهناك عدة نساء لعبن دورا كبيرا في الثورة ضد المستعمر .

    بكتابك ( vanite des idoles ) حاربت عبادة الفرد والملوك , ولقبت من يعبدهم بفظ وبليد وتكلمت عن روما وقلت إن الحظ الأعمى هو الذي لعب دوره لتصبح قوة عظمى وتضرب قرطاج , وكشفت لنا أسرارا حول الأساطير وكيف صُنعت .

    سأرجع لك ولكتبك عدة مرات وسأرجع لرفضكم جميعا للفكر الهلليني الذي دخل على النصرانية .

    رغم الإستعمار آمنتم بأن الأفكار لا يمكن استيرادها كما هي , وآمنتم بأن أيا كان يمكن له أن يتحرر من قيود العنصرية والعبودية .

    سبري لو كنت على قيد الحياة في زمننا هذا لقطعوا رأسك مليون مرة ليتأكدوا من موتك , لأنك حاربت عبادة الفرد والملك .

    سبري لو كنتَ غربيا , سواء كنت وثنيا أو عبدت الشياطين , إني واثق من أنهم كانوا سيعطوا إسمك لشوارع وميادين لتخليد ذكراك , لكن شوارع وميادين بني جلدتك تحمل اليوم أسماء من قام باستعمارنا وإذلالنا .

    ...........................

    يتبع شهداء طنجة بالمغرب وقرطاج وسوق أهراس ومصير بعض الأفراد وكيف كانت حياتهم في أيامهم الأخيرة .



    ::::::::::::::::::::::::::


    يوسف لسمود قام بتصحيح المقال
  • طارق شفيق حقي
    المدير العام
    • Dec 2003
    • 11929

    #2
    رد : شهداء طنجة – وقرطاج – وسوق أهراس

    أكتشف معك دائماً ما لا أعرف من أركان المعرفة

    زدنا زادك الله

    تعليق

    يعمل...