

ماء العين

إن راقك الغيث الهطول فرقرقا*
فاكتب بماء العين، واسكب ما سقى
لغة رقت بين الكلام مراقيا*
وسمت بهاء، واستنارت منطقا
شاد السرور لها بكل أزيهر*
أفراحها مذ كان في أرض التقى
إن تحمدوا لغة، فذي أجدى لكم*
دون الخصال بأن تجل وتنتقى
خير الحروف حروفها يحفظن*
ألوان البهاء، ويلبسون المشرقا
هي نعمة للعينين سخية*
يتجملان بها، ولا يريا شقا
لاحت سناء للنجوم وصدرها*
رحب فرات، رائق لمن استقى
يا سعد ناديها وشوق جليسه*
قد باح شدو الطير فيه وأشرقا
وتزاورت أشعاره بين الربى*
فرحا، فخلدت القصيد الشيقا
حيث ارتحلت ينير دربك طيفه*
وإليه يرحل كل خير أورقا
يا حبذا إكرام روضتها التي*
أضحى خفي الهمس فيها مشرقا
وتناشدت زهراتها وتسامقت*
ما بينها تقفو الجبال السمقا
نثرت مباسمها على أحبائها*
فعلا النعيم حبورهن وشوقا
قد أبدعت أفضالها في مدحها*
لما سما ذاك الجمال وأغدقا
كم بسمة للقلب فيها قد روت*
وحنت على جري المداد فأشفقا
ما الكاتب العربي إلا قصة*
فيها، تراه بالتواضع مطرقا
هي هامنا أعلى العزيز سنامها*
ولها أمد القدير نصرا خافقا
لم ترج عيني غيرها من مشهد*
ولذا ترى سمعي بها متعلقا
أبو شامة المغربي


د. أبو شامة المغربي

kalimates@maktoob.com
تعليق