الصور

تقليص

لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

شكوى بين عامين

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • بلقاسم
    كاتب مسجل
    • May 2006
    • 139

    شكوى بين عامين

    شكوى بين عامين
    شعر: العمري
    فجرٌ بَدَا.. وهِلالُ عامٍ غَابَا = وكأنَّ قلبي لابثٌ أحْقابَا
    تتوَاردُ النُذُر الفِصَاحُ بأعيني = واللهُ يُحْصي مَا عليَّ كتابا
    وأتيهُ في دُنيا السَّرابِ وكلمَا = أغلقتُ بابا أشْرعتْ أبوابا
    أنّى تنالُ النفسُ منها رغبة ً = إلاَّ وتنشدُ رغبة ً ورِغابا
    لا يرتوي العَطشانُ من رشافاتِها = ومعَ لذاذتِها سَرَتْ أوْصَابا
    دعني أبوحُ بمَا يمزّقُني، فقدْ = تـُسْلي الشكاة ُ فؤادي الوَثـّابا
    أستغفرُ الله العظيمَ بحكمه = أجرى الأمورَ.. وسبّبَ الأسبابا
    لولا عُرى الإيمانُ تعقدُ مُهْجتي = لوأدتُ قلبي.. أو قصدتُ يَبَابا
    لولا عُرى الإيمانِ تبعثُ عزمتي= لتصوغ َ منها مجدَنا الخلاّبا
    لولا عُرى الإيمان لم ترَ بسمة ً = أو تسق ِ غرسا.. أو تذقْ أعنابا..
    هذي السنونُ تصرّمتْ أيامُها = فمضتْ.. ولمْ نملكْ لهنَّ إيابا
    كمْ من حبيبٍ غيّبته.. وكم منىً = تُقنا لها دهرا.. فكـُنَّ سرابا
    ولكمْ تجندلَ ماجدٌ عن عرشِهِ = فحثتْ عليهِ جنادلا وترابا
    وهنا المُعافى.. آمنٌ في سربِهِ = أضحى يكابدُ غربة ً وعذابا
    وهنا عروسٌ سُجّيتْ في عُرسِها = في حينِ كان السَّعدُ منها قابا
    وهناك زلزالٌ أناخَ فلم يدعْ = لحما ولا عظما ولا أعصابا
    وهناكَ موجٌ هادرٌ غمرَ الرُّبا.. = واللاعبين.. وغيّبَ الألعابا
    فإذا المدائنُ صرن قاعا صفصفا = والصمتُ ينعى حُسنها الخلاّبا
    وهنا الصحارى المقفراتُ شواهقٌ = طُلْنَ السحاب.. وكنَّ قبلُ يبابا
    والحرُّ أضحى العبدَ في أوطانِهِ = وبيوتُ إخواني غدونّ خرابا
    والطفلُ زادُ الطيرِ من أشلائهِ = والأمُّ يُبقرُ بطُنها إرهابا
    وإذا الحليمُ –من البليّةِ – حائرٌ = يدعو.. ويمسحُ دمعه المنسابا:
    يا ليت أمي لم تلدنِ.. وليتني = ياربُ –قبل اليوم- كنتُ ترابا
    وهنا العميلُ المستكنُّ بحقدِهِ = لبسَ العمامةَ واعتلى المحرابا
    أذكارُهُ لعــنٌ.. وطعــنٌ وعظُهُ = وإذا تنفـّــلَ يمّمَّ الســــردابا ..
    خانَ المكارم.. واستباحَ جوارَهُ = وقلى الصِحابَ.. وقبّلَّ الأغرابا
    والقدسُ ثكلى.. والعراقُ أسيرةٌ = والخطبُ في الصومالِ عزَّ مصابا
    وانظر فلولَ الغرب أضحتْ أمّة ً = والحزبُ أضحى عندنا أحزابا
    وهناك سمسارُ الرذيلة ما خلا = يئدُ الحياءَ.. ويطعنُ الآدابا
    في كفّه قمرٌ كسيفٌ أسحمٌ = أغوى شيوخا.. واستجالَ شبابا
    والمسلمُ الغربيُّ في عزماتِهِ = نصرَ النبيّ ومجّدَ الأصحابا
    وابنُ العروبةِ سادرٌ في غيّهِ = والكهلُ في لجج الهوى يتصابى!!
    واسترجلتْ بنتُ الخدورِ فمزّقّتْ = حُللَ الحياء ِ.. تعففا وحجابا!!
    واستأنثَ الشبّانُ فارْمُقهمْ بدوا = -أو قل بدينَ – كواعبا أترابا!!
    وهنا صريعُ الاكتتابِ وقد هوى = والسهمُ أنفذ َ .. قشرة ً.. ولُبابا
    كانت لهم خضراءَ باردة الصَبَا = فإذا بها نارا لهـــم وعــــذابا
    فافهم دروسَ الدهرِ في دورانِهِ = فالدهرُ أبلغُ حجّة ً وخطابا
    واعمل لمثواك القريب فربما = وقفَ المفوّهُ لا يحيرُ جوابا
    يا أمتي: هذا مقامُك فانهضي = فالحكمُ حكمكِ سنّة ً وكتابا
    ترنو لكِ الدنيا فقودي خطوها = واشفي السقيمَ وبصّري المرتابا
    آن الأوانُ لأمة الإسلامِ أنْ = تبني الحياة هداية ً ومتابا
    يا فجرَ أمتِنا تجلّ على المدى = واكسُ الزمانَ تفاؤلا وشبابا
    شقّْ الســوادَ فللمخاضِ تألـُّم ٌ = والصبحُ من كنف الظلامِ انسابا
    آمنتُ أنّ اللهَ منجـــزُ وعــدِهُ = والمرجفون رجاؤهم قد خابا....
    جريدة المدينة- ملحق الرسالة
يعمل...