الصور

تقليص

لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

تابع(شموخ بعد اإنكسار).

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • بلقاسم
    كاتب مسجل
    • May 2006
    • 139

    تابع(شموخ بعد اإنكسار).

    تابع (شموخ في زمن الإنكسار) وداعاً صديقي الوفي !
    هكذا ودَّعني ، ثم رحل في عجل .
    أمسكت بيده ، رجوته أن يمهلني دقائق لن تطول معه ، فلديَّ ما أقوله له ..
    نزع يده من يدي ، وبحركة عفوية ـ كطبيعته ـ قبَّلني على رأسي ، وقال : أعرف ماذا تريد أن تقول ...
    إنها قائمة الممنوعات الطويلة .. نصائحك القديمة ... تحذيراتك البالية ..ما زلت تُعاملني كطفل صغير ، أينما توجهه لا يأت بخير !
    غدا كالزئبق في يدي ، كلما أردت أن أُمسك به خانتني فروج الأصابع
    صحت فيه : أخاف عليك من نفسك وممن حولك
    وقف كالرمح يخترق كبد السماء ، وقال : لكنه ـ يا صديقي ـ عمر واحد ، وأريد أن استمتع بشبابي كغيري .. أظنك تعرف ما معنى الشباب !
    لا تقلق ، فسأسارع بالإياب ، فهذا سفري الأخير ، أليس لكلِّ أجل كتاب ؟!
    قلت : أجل .. أجل .. حتى يأت الأجل !
    ورحل !
    سرت في أطرافي رعشة كالعاصفة ، ونشبت في حلقي مرارة كالغصَّة ، وأردت أن أدمع ، فغالبت الوجع ، وتناسيت !
    هاتفني ، وقال : سأعود بعد شهر ، وأتمنى أن تكون أول من أراه في المطار .
    انصرمت الأيام كطيف الأحلام ، أكل آخرها أوَّلها ، فوجدتني كلهفتي ، أرتحل بدني إلى المطار ، يسابقني شوقي ، وفرحي ، وخوفي !
    وفي صالة المطار .. أحسست بشيء غريب ، فهؤلاء أقارب صديقي ينتظرون .. واجمون .. جامدون .. صامتون .. كأنما على رؤوسهم الطير !
    وصلت الطائرة ، فقمنا مسرعين نحو بوابة الدخول ..
    هؤلاء أصدقاء صديقي .. يحملون فوق رؤوسهم تابوت الموتى ... ولكن ؛ أين صديقي ؟!
    فهمت الحكاية ... لقد كانت النهاية والسفر الأخير !
    أمسكت بأيديهم بعد أن أسلموا صديقي لأهله ، سألتهم : ماذا كان يصنع ؟!
    لم يجيبوا ... فعرفت الجواب !
    صديقي !
    أردت أن أقول لك شيئاً ، فمنعتني ، فيا ليت شعري ! ماذا قلت ؟ وماذا قيل لك ؟!
يعمل...