


السؤال
... ثم إني أسألك في المنتهى أيها الفتى، وقد سمعت مني ما قد سمعت، ولا أظن قد أخطأته أذناك، ورأيت ما رأيت مما أنا فيه من حال، وهو حتما مما لم تخطئه عيناك، ثم قرأت ما قرأت مما عرضته عليك مكتوبا على هذه الورقة اليتيمة، وهو لا ريب لم يخطئه لسانك ولم تخطئه عيناك وشفتاك ...
أثمة عبث بعد هذا العبث؟
رفع الفتى رأسه في غير عجلة بعد أن كان مطرقا، فأرسل عينيه إلى حيث استقر وجه الشيخ، ولم ينطق بكلمة واحدة، وظل السؤال معلقا بينهما، ثم سرعان ما انصرف كل منهما إلى حال سبيله ...


د. أبو شامة المغربي

kalimates@maktoob.com
تعليق