حال بعض المتعدين على الفن والطرب والغناء بهذه الأيام
زعم الحمار بأنه شحرور= إذ راح ينهق والطيور تثور
وأتى بكلب منشد ليعينه= في جوقة والكلب ثم عقور
نهق الحمار مجربا بالنهيقة= وتلاه كلب بالنباح قدير
فتفاخرا وتباعدا في لحظة= جفلت عن الأشجار بها طيور
وعدا على الجحش الفظيع وعضه= من جانبيه صديقه المسعور
فهوى ائتلاف المغنين لغابة= وعلاهما بعد الغناء نكير
يا صاحبي كم من مدع لمواهب= والحال أنه تافه مذعور
أو مدعي ثقافة ماعنده= التمييز من هارون أو نقفور
أو مدعي الشعر ليس يصوغه= إلاّ كخاتم توتياء مكسور
أو مدعي براعة في فنه= والفن دون رواقه مقبور
أو مدعي فصاحة لسانه= في كل حرف قاله مقعور
أو مدعي أصالة إذا أصله= تحت الثرى في حفرة مطمور
قل الحياء فأهله قد ودعوا= دنياهم فتراهم مقبور
يبقى الأرازل لاحياء لديهم= وعقولهم بين الخليقة بور
وكذا الفتى بين العباد مكّرما= مادام فيه للمكارم نور
قم فاتخذ لك من فعالك حلة= إن الفضائل للأكارم سور