الصور

تقليص

لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

قضية للمناقشة: لماذا قالت الملائكة:"أتجعل فيها من....."

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • المساوي
    كاتب مسجل
    • May 2007
    • 68

    قضية للمناقشة: لماذا قالت الملائكة:"أتجعل فيها من....."

    بسم الله الرحمن الرحيم
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته إخوتي الأفاضل رواد المربد العامر

    أطرح بين أيدي كل الإخوة المربديين الكرام هذا الموضوع قصد جمع أكبر قدر ممكن من الآراء أو التفسيرات أو القراءات الممكنة التي حاولت الإحاطة بهذه القضية الجوهرية في فهم وصياغة أقدم قصة في العالم وهي قصة بدء الخليقة وخصوصا خلق أبينا آدم عليه السلام من خلال أعظم كتاب في الوجود هو القرآن الكريم..
    ولقد تناول هذه القضية مجموعة من المفسرين والباحثين والدارسين وإن كانوا جميعهم لا يخرجون حسب ما أعلم عما راج في كتب التفسير القديم اللهم إلا ما كان من الدكتور عبدالصبور شاهين الذي حاول أن يقرأ بعين النظريات العلمية المعاصرة..
    على كل حال أحبتي في الله أتمنى أن أجد هطولا من منقولاتكم وغيثا من أفكاركم ومطرا مدرارا من اجتهاداتكم..
    فإن لي في القضية رأيا أرجو أن لا أكون إليه مسبوقا..
    وأحب أن يكون لمربدنا الزاهر قصب السبق في نشره دراسة تامة كاملة تحت عنوان "لماذا قالت الملائكة أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء" في إطار الدراسة المطولة المعنونة بـ: "قراءة جديدة للسرد القصصي في الخطاب القرآني" والتي نشرت بعض أجزائها من قبل..
    والله الموفق..

    القضية هي:
    لماذا قالت الملائكة لرب العزة والجلال كما جاء في سورة البقرة:
    **++ ... أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ... ++**
    بعد أن أعلن لهم سبحانه وتعالى:
    **++ ... إني جاعل في الأرض خليفة... ++**
  • أبو شامة المغربي
    السندباد
    • Feb 2006
    • 16639


    #2
    رد: قضية للمناقشة: لماذا قالت الملائكة:"أتجعل فيها من....."



    سلام الله عليك أخي الكريم
    المساوي
    ورحمته جل وعلا وبركاته
    وبعد ...
    لك من أخيك أبي شامة المغربي غيث الشكر وفيض التقدير على ما بادرت إليه من سؤال قديم جديد في آن واحد، وهو من بين الأسئلة التي بعثت ذوي الألباب على محاولة معرفة أجوبتها الكافية الشافية، وشجعتهم على بذل الجهد من أجل إعمال التفكير في محتوياتها ودلالاتها وحقائقها، وهي بالفعل أسئلة تستحق من الفرد المسلم تمام العناية ومنتهى الإهتمام، ولتكن هذه الصفحة في رحاب المربد الزاهر مجرى مشاركات أهل المربد الكرام ومرساها بعون الله وتوفيقه ...
    حياك الله

    د. أبو شامة المغربي
    kalimates@maktoob.com

    تعليق

    • أبو شامة المغربي
      السندباد
      • Feb 2006
      • 16639


      #3
      رد: قضية للمناقشة: لماذا قالت الملائكة:"أتجعل فيها من....."



      يقول الله عز وجل في سورة البقرة
      بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
      وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ: إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً، قَالُواْ: أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء، وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ، قَالَ: إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا، ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلاَئِكَةِ، فَقَالَ: أَنبِئُونِي بِأَسْمَاء هَؤُلاء إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ قَالُواْ: سُبْحَانَكَ لاَ عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا، إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ قَالَ: يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَآئِهِمْ، فَلَمَّا أَنبَأَهُمْ بِأَسْمَآئِهِمْ قَالَ: أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ، وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ ...
      صدق الله العظيم

      حياكم الله

      د. أبو شامة المغربي
      kalimates@maktoob.com

      تعليق

      • أبو شامة المغربي
        السندباد
        • Feb 2006
        • 16639


        #4
        رد: قضية للمناقشة: لماذا قالت الملائكة:"أتجعل فيها من....."



        مما جاء في تفسير
        ابن كثير
        "وَإِذْ قَالَ رَبّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنّي جَاعِلٌ فِي الأرْضِ خَلِيفَةً، قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدّمَآءَ وَنَحْنُ نُسَبّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدّسُ لَكَ، قَالَ إِنّيَ أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ"
        يخبر تعالى بامتنانه على بني آدم بتنويهه بذكرهم في الملأ الأعلى قبل إيجادهم, فقال تعالى: {وإذ قال ربك للملائكة} أي واذكر يا محمد إذ قال ربك للملائكة واقصص على قومك ذلك, وحكى ابن جرير عن بعض أهل العربية وهو أبو عبيدة أنه زعم أن إذ ههنا زائدة وأن تقدير الكلام وقال ربك, وردّه ابن جرير, قال القرطبي وكذا رده جميع المفسرين حتى قال الزجاج هذا اجتراء من أبي عبيدة {إني جاعل في الأرض خليقة} أي قوماً يخلف بعضهم بعضاً قرناً بعد قرن وجيلاً بعد جيل كما قال تعالى: {هو الذي جعلكم خلائف الأرض} قال: {ويجعلكم خلفاء الأرض} وقال: {ولو نشاء لجعلنا منكم ملائكة في الأرض يخلفون} وقال: {فخلف من بعدهم خلف} وقرى في الشاذ: {إني جاعل في الأرض خليقة} حكاها الزمخشري وغيره, ونقل القرطبي عن زيد بن علي وليس المراد ههنا بالخليفة آدم عليه السلام فقط كما يقوله طائفة من المفسرين, وعزاه القرطبي إلى ابن عباس وابن مسعود وجميع أهل التأويل وفي ذلك نظر بل الخلاف في ذلك كثير حكاه الرازي في تفسيره وغيره والظاهر أنه لم يرد آدم عيناً إذ لو كان ذلك لما حسن قول الملائكة: {أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء} فإنهم أرادوا أن من هذا الجنس من يفعل ذلك وكأنهم علموا ذلك بعلم خاص أو بما فهموه من الطبيعة البشرية, فإنه أخبرهم أنه يخلق هذا الصنف من صلصال من حمإ مسنون أو فهموا من الخليفة أنه الذي يفصل بين الناس ما يقع بينهم من المظالم ويردعهم عن المحارم والمآثم, قاله القرطبي: أو أنهم قاسوهم على من سبق كما سنذكر أقوال المفسرين في ذلك, وقول الملائكة هذا ليس على وجه الاعتراض على الله ولا على وجه الحسد لبني آدم كما قد يتوهمه بعض المفسرين, وقد وصفهم الله تعالى بأنهم لا يسبقونه بالقول أي لا يسألونه شيئاً لم يأذن لهم فيه, وههنا لما أعلمهم بأنه سيخلق في الأرض خلقاً, قال قتادة: وقد تقدم إليهم أنهم يفسدون فيها, فقالوا: {أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء} الاَية, وإنما هو سؤال استعلام واستكشاف عن الحكمة في ذلك يقولون: يا ربنا ما الحكمة في خلق هؤلاء مع أن منهم من يفسد في الأرض ويسفك الدماء, فإن كان المراد عبادتك فنحن نسبح بحمدك ونقدس لك أي نصلي لك كما سيأتي. أي ولا يصدر منا شيء من ذلك, وهلا وقع الاقتصار علينا ؟ قال الله تعالى مجيباً لهم عن هذا السؤال: {إني أعلم مالا تعلمون} أي إني أعلم من المصلحة الراجحة في خلق هذا الصنف على المفاسد التي ذكرتموها مالا تعلمون أنتم فإني جاعل فيهم الأنبياء وأرسل فيهم الرسل ويوجد منهم الصديقون والشهداء والصالحون والعباد والزهاد والأولياء والأبرار والمقربون والعلماء والعاملون والخاشعون والمحبون له تبارك وتعالى المتبعون رسله صلوات الله وسلامه عليهم, وقد ثبت في الصحيح أن الملائكة إذا صعدت إلى الرب تعالى بأعمال عباده يسألهم وهو أعلم: كيف تركتم عبادي ؟ فيقولون: أتيناهم وهم يصلون وتركناهم وهم يصلون. وذلك لأنهم يتعاقبون فينا ويجتمعون في صلاة الصبح وفي صلاة العصر, فيمكث هؤلاء ويصعد أولئك بالأعمال كما قال عليه الصلاة والسلام: «يرفع إليه عمل الليل قبل النهار وعمل النهار قبل الليل» فقولهم: أتيناهم وهم يصلون وتركناهم هم يصلون من تفسير قوله لهم: {إني أعلم ما لا تعلمون}, وقيل معنى قوله تعالى جواباً لهم: {إني أعلم ما لا تعلمون} إني لي حكمة مفصلة في خلق هؤلاء والحالة ما ذكرتم لا تعلمونها, قيل إنه جواب {ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك} فقال: {إني أعلم ما لا تعلمون} أي من وجود إبليس بينكم وليس هو كما وصفتم أنفسكم به. وقيل بل تضمن قولهم: {أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك} طلباً منهم أن يسكنوا الأرض بدل بن آدم, فقال الله تعالى لهم: {إني أعلم ما لا تعلمون} من أن بقاءكم في السماء أصلح لكم وأليق بكم. ذكرها الرازي مع غيرها من الأجوبة, والله أعلم.

        حياكم الله

        د. أبو شامة المغربي

        kalimates@maktoob.com

        تعليق

        • المساوي
          كاتب مسجل
          • May 2007
          • 68

          #5
          رد: قضية للمناقشة: لماذا قالت الملائكة:"أتجعل فيها من....."

          وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ومغفرته
          أخي المفضال الدكتور أبا شامة المغربي
          أحيي فيك حسن الاهتمام ويسر الاستجابة
          ولك مني كامل الاحترام وتمام التقدير
          ولك من الله كل الخير
          أحسن الله إليك ووفقك لما يحب ويرضى
          إنه سميع مجيب
          وأرجو أن تكون هذه البداية مطرية رحموية
          والله من وراء القصد

          تعليق

          • أبو شامة المغربي
            السندباد
            • Feb 2006
            • 16639


            #6
            رد: قضية للمناقشة: لماذا قالت الملائكة:"أتجعل فيها من....."



            يقول الله عز وجل في سورة البقرة
            بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

            صدق الله العظيم

            حياكم الله

            د. أبو شامة المغربي
            kalimates@maktoob.com

            تعليق

            • أبو شامة المغربي
              السندباد
              • Feb 2006
              • 16639


              #7
              رد: قضية للمناقشة: لماذا قالت الملائكة:"أتجعل فيها من....."



              يقول الله عز وجل في سورة البقرة
              بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

              صدق الله العظيم

              مما جاء في تفسير
              الطبري
              "قَالُوا: أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ"
              الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى: {قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِد فِيهَا وَيَسْفِك الدِّمَاء} قَالَ أَبُو جَعْفَر: إنْ قَالَ قَائِل: وَكَيْفَ قَالَتْ الْمَلَائِكَة لِرَبِّهَا إذْ أَخْبَرَهَا أَنَّهُ جَاعِل فِي الْأَرْض خَلِيفَة: {أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِد فِيهَا وَيَسْفِك الدِّمَاء} وَلَمْ يَكُنْ آدَم بَعْد مَخْلُوقًا وَلَا ذُرِّيَّته، فَيَعْلَمُوا مَا يَفْعَلُونَ عِيَانًا؟ أَعَلِمَتْ الْغَيْب فَقَالَتْ ذَلِكَ؟ أَمْ قَالَتْ مَا قَالَتْ مِنْ ذَلِكَ ظَنًّا؟ فَذَلِكَ شَهَادَة مِنْهَا بِالظَّنِّ وَقَوْل بِمَا لَا تَعْلَم، وَذَلِكَ لَيْسَ مِنْ صِفَتهَا، فَمَا وَجْه قَيْلهَا ذَلِكَ لِرَبِّهَا؟ قِيلَ: قَدْ قَالَتْ الْعُلَمَاء مِنْ أَهْل التَّأْوِيل فِي ذَلِكَ أَقْوَالًا، وَنَحْنُ ذَاكِرُو أَقْوَالهمْ فِي ذَلِكَ، ثُمَّ مُخْبِرُونَ بِأَصَحِّهَا بُرْهَانًا وَأَوْضَحَهَا حُجَّةً، فَرُوِيَ عَنْ ابْن عَبَّاس فِي ذَلِكَ ...
              حَدَّثَنَا بِهِ أَبُو كُرَيْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُثْمَان بْن سَعِيد، قَالَ: حَدَّثَنَا بِشْر بْن عُمَارَة، عَنْ أَبِي رَوْق، عَنْ الضَّحَّاك، عَنْ ابْن عَبَّاس، قَالَ: كَانَ إبْلِيس مِنْ حَيّ مِنْ أَحْيَاء الْمَلَائِكَة، يُقَال لَهُمْ "الْحِنّ" خُلِقُوا مِنْ نَار السَّمُوم مِنْ بَيْن الْمَلَائِكَة، قَالَ: وَكَانَ اسْمه الْحَارِث. قَالَ: وَكَانَ خَازِنًا مِنْ خُزَّانِ الْجَنَّة. قَالَ: وَخُلِقَتْ الْمَلَائِكَة كُلّهمْ مِنْ نُور غَيْر هَذَا الْحَيّ. قَالَ: وَخُلِقَتْ الْجِنّ الَّذِينَ ذُكِرُوا فِي الْقُرْآن مِنْ مَارِج مِنْ نَار، وَهُوَ لِسَان النَّار الَّذِي يَكُون فِي طَرَفهَا إذْ أُلْهِبَتْ. قَالَ: وَخُلِقَ الْإِنْسَان مِنْ طِين، فَأَوَّل مَنْ سَكَنَ الْأَرْض الْجِنّ، فَأَفْسَدُوا فِيهَا وَسَفَكُوا الدِّمَاء، وَقَتَلَ بَعْضهمْ بَعْضًا. قَالَ: فَبَعَثَ اللَّه إلَيْهِمْ إبْلِيس فِي جُنْد مِنْ الْمَلَائِكَة، وَهُمْ هَذَا الْحَيّ الَّذِينَ يُقَال لَهُمْ "الْحِنّ" فَقَتَلَهُمْ إبْلِيس وَمَنْ مَعَهُ حَتَّى أَلْحَقهُمْ بِجَزَائِر الْبُحُور وَأَطْرَاف الْجِبَال. فَلَمَّا فَعَلَ إبْلِيس ذَلِكَ اغْتَرَّ فِي نَفْسه، وَقَالَ: قَدْ صَنَعْت شَيْئًا لَمْ يَصْنَعهُ أَحَد. قَالَ: فَاطَّلَعَ اللَّه عَلَى ذَلِكَ مِنْ قَلْبه، وَلَمْ تَطَّلِع عَلَيْهِ الْمَلَائِكَة الَّذِينَ كَانُوا مَعَهُ، فَقَالَ اللَّه لِلْمَلَائِكَةِ الَّذِينَ مَعَهُ: {إنِّي جَاعِل فِي الْأَرْض خَلِيفَة} فَقَالَتْ الْمَلَائِكَة مُجِيبِينَ لَهُ: {أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِد فِيهَا وَيَسْفِك الدِّمَاء} كَمَا أَفْسَدَتْ الْجِنّ وَسَفَكَتْ الدِّمَاء؟ وَإِنَّمَا بُعِثْنَا عَلَيْهِمْ لِذَلِكَ، فَقَالَ: {إنِّي أَعْلَم مَا لَا تَعْلَمُونَ} يَقُول: إنِّي قَدْ اطَّلَعْت مِنْ قَلْب إبْلِيس عَلَى مَا لَمْ تَطَّلِعُوا عَلَيْهِ مِنْ كِبْره وَاغْتِرَاره ...
              حياكم الله

              د. أبو شامة المغربي
              kalimates@maktoob.com

              تعليق

              • هيا الشريف
                مشرف
                • Feb 2007
                • 447

                • الله يرحمك ملء الأرض والسماء





                  عساك للجنـة تقطـف بـــأياديـك
                  ثمارها يا جـــــــــدي مـن كـل نـوع ِ

                #8
                رد: قضية للمناقشة: لماذا قالت الملائكة:"أتجعل فيها من....."

                موضوع مفيد وشيق وهو بحق يحتاج المناقشة
                سلمت بنات افكارك ياالمساوي...وسلمت يمين جهودك أبو شامة
                ....
                لي تعليق آراه بسيط ولا ادعي فيه العلم الجزيل ..

                لكني اقرأ في قوله تعالى "إني جاعل في الارض خليفة"
                معنى خليفة هنا فُسر بمعناه اللغوي:
                أي قوماً يخلف بعضهم بعضاً قرناً بعد قرن وجيلاً بعد جيل
                لكني أرى فيه تخصيصا لهذا الجنس ... أو تعريفا لهم
                وكان الآية تقول أني جاعل في الأرض جيل يخلف بعضهم بعضا لكنهم جنس جديد يختلف عن الملائكة

                لذا بادرت الملائكة بالقول على لسان المقارنة بينها وبين هذا الجنس وكأنها فهمت تماما القصد من قوله "خليفة"
                " أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء.." بينما نحن "ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك"

                ليجيب الله سبحانه وتعالى على ماجاء على لسانهم من مقارنة قُصد بها التعجب والاستنكار
                "أني اعلم مالا تعلمون"

                لماذا قالت الملائكة
                (أتجعل فيها من...)
                لأنها فهمت من قوله تعالى (أني جاعل في الارض خليفة )
                جنسا جديدا مختلفا عنهم ولهم مهام ووظائف جديدة مختلفة عما اعتاد الملائكة على فعله
                .......

                والله ورسوله أعلم

                دمتم

                تعليق

                • أبو شامة المغربي
                  السندباد
                  • Feb 2006
                  • 16639


                  #9
                  رد: قضية للمناقشة: لماذا قالت الملائكة:"أتجعل فيها من....."



                  يقول الله عز وجل في سورة البقرة
                  بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

                  صدق الله العظيم

                  مما جاء في تفسير
                  القرطبي
                  "قَالُوا: أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ"
                  قَدْ عَلِمْنَا قَطْعًا أَنَّ الْمَلَائِكَة لَا تَعْلَم إِلَّا مَا أُعْلِمَتْ وَلَا تَسْبِق بِالْقَوْلِ، وَذَلِكَ عَامّ فِي جَمِيع الْمَلَائِكَة، لِأَنَّ قَوْله: "لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ" خَرَجَ عَلَى جِهَة الْمَدْح لَهُمْ، فَكَيْف قَالُوا: "أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِد فِيهَا؟" فَقِيلَ: الْمَعْنَى أَنَّهُمْ لَمَّا سَمِعُوا لَفْظ خَلِيفَة فَهِمُوا أَنَّ فِي بَنِي آدَم مَنْ يُفْسِد، إِذْ الْخَلِيفَة الْمَقْصُود مِنْهُ الْإِصْلَاح وَتَرْك الْفَسَاد، لَكِنْ عَمَّمُوا الْحُكْم عَلَى الْجَمِيع بِالْمَعْصِيَةِ، فَبَيَّنَ الرَّبّ تَعَالَى أَنَّ فِيهِمْ مَنْ يُفْسِد وَمَنْ لَا يُفْسِد، فَقَالَ تَطْيِيبًا لِقُلُوبِهِمْ: "إِنِّي أَعْلَم"، وَحَقَّقَ ذَلِكَ بِأَنْ عَلَّمَ آدَم الْأَسْمَاء، وَكَشَفَ لَهُمْ عَنْ مَكْنُون عِلْمه.
                  وَقِيلَ: إِنَّ الْمَلَائِكَة قَدْ رَأَتْ وَعَلِمَتْ مَا كَانَ مِنْ إِفْسَاد الْجِنّ وَسَفْكهمْ الدِّمَاء، وَذَلِكَ لِأَنَّ الْأَرْض كَانَ فِيهَا الْجِنّ قَبْل خَلْق آدَم، فَأَفْسَدُوا وَسَفَكُوا الدِّمَاء، فَبَعَثَ اللَّه إِلَيْهِمْ إِبْلِيس فِي جُنْد مِنْ الْمَلَائِكَة، فَقَتَلَهُمْ وَأَلْحَقَهُمْ بِالْبِحَارِ وَرُءُوس الْجِبَال، فَمِنْ حِينَئِذٍ دَخَلَتْهُ الْعِزَّة، فَجَاءَ قَوْلهمْ: "أَتَجْعَلُ فِيهَا" عَلَى جِهَة الِاسْتِفْهَام الْمَحْض: هَلْ هَذَا الْخَلِيفَة عَلَى طَرِيقَة مَنْ تَقَدَّمَ مِنْ الْجِنّ أَمْ لَا؟ قَالَ أَحْمَد بْن يَحْيَى ثَعْلَب، وَقَالَ اِبْن زَيْد وَغَيْره: إِنَّ اللَّه تَعَالَى أَعْلَمَهُمْ أَنَّ الْخَلِيفَة سَيَكُونُ مِنْ ذُرِّيَّته قَوْم يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْض وَيَسْفِكُونَ الدِّمَاء، فَقَالُوا لِذَلِكَ هَذِهِ الْمَقَالَة، إِمَّا عَلَى طَرِيق التَّعَجُّب مِنْ اِسْتِخْلَاف اللَّه مَنْ يَعْصِيه أَوْ مِنْ عِصْيَان اللَّه مَنْ يَسْتَخْلِفهُ فِي أَرْضه وَيُنْعِم عَلَيْهِ بِذَلِكَ، وَإِمَّا عَلَى طَرِيق الِاسْتِعْظَام وَالْإِكْبَار لِلْفَصْلَيْنِ جَمِيعًا: الِاسْتِخْلَاف وَالْعِصْيَان. وَقَالَ قَتَادَة: كَانَ اللَّه أَعْلَمَهُمْ أَنَّهُ إِذَا جَعَلَ فِي الْأَرْض خَلْقًا أَفْسَدُوا وَسَفَكُوا الدِّمَاء، فَسَأَلُوا حِين قَالَ تَعَالَى: "إِنِّي جَاعِل فِي الْأَرْض خَلِيفَة" أَهُوَ الَّذِي أَعْلَمَهُمْ أَمْ غَيْره؟ وَهَذَا قَوْل حَسَن، رَوَاهُ عَبْد الرَّزَّاق قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَر عَنْ قَتَادَة فِي قَوْله: "أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِد فِيهَا" قَالَ: كَانَ اللَّه أَعْلَمَهُمْ أَنَّهُ إِذَا كَانَ فِي الْأَرْض خَلْق أَفْسَدُوا فِيهَا وَسَفَكُوا الدِّمَاء، فَلِذَلِكَ قَالُوا: "أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِد فِيهَا"، وَفِي الْكَلَام حَذْف عَلَى مَذْهَبه، وَالْمَعْنَى إِنِّي جَاعِل فِي الْأَرْض خَلِيفَة يَفْعَل كَذَا وَيَفْعَل كَذَا، فَقَالُوا: أَتَجْعَلُ فِيهَا الَّذِي أَعْلَمْتنَاهُ أَمْ غَيْره؟ وَالْقَوْل الْأَوَّل أَيْضًا حَسَن جِدًّا، لِأَنَّ فِيهِ اِسْتِخْرَاج الْعِلْم وَاسْتِنْبَاطه مِنْ مُقْتَضَى الْأَلْفَاظ، وَذَلِكَ لَا يَكُون إِلَّا مِنْ الْعُلَمَاء، وَمَا بَيْن الْقَوْلَيْنِ حَسَن، فَتَأَمَّلْهُ.
                  وَقَدْ قِيلَ: إِنَّ سُؤَالَهُ تَعَالَى لِلْمَلَائِكَةِ بِقَوْلِهِ: (كَيْف تَرَكْتُمْ عِبَادِي) - عَلَى مَا ثَبَتَ فِي صَحِيح مُسْلِم وَغَيْره - إِنَّمَا هُوَ عَلَى جِهَة التَّوْبِيخ لِمَنْ قَالَ: أَتَجْعَلُ فِيهَا؟ وَإِظْهَار لِمَا سَبَقَ فِي مَعْلُومه إِذْ قَالَ لَهُمْ: "إِنِّي أَعْلَم مَا لَا تَعْلَمُونَ". قَوْله: "مَنْ يُفْسِد فِيهَا" "مَنْ" فِي مَوْضِع نَصْب عَلَى الْمَفْعُول بِتَجْعَل وَالْمَفْعُول الثَّانِي يَقُوم مَقَامه "فِيهَا".
                  "يُفْسِد" عَلَى اللَّفْظ، وَيَجُوز فِي غَيْر الْقُرْآن يُفْسِدُونَ عَلَى الْمَعْنَى، وَفِي التَّنْزِيل: " وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِع إِلَيْك" [الْأَنْعَام: 25] عَلَى اللَّفْظ، "وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُونَ" عَلَى الْمَعْنَى.
                  وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ

                  عَطْف عَلَيْهِ، وَيَجُوز فِيهِ الْوَجْهَانِ، وَرَوَى أُسَيْد عَنْ الْأَعْرَج أَنَّهُ قَرَأَ: "وَيَسْفِك الدِّمَاء" بِالنَّصْبِ، يَجْعَلهُ جَوَاب الِاسْتِفْهَام بِالْوَاوِ كَمَا قَالَ: أَلَمْ أَكُ جَاركُمْ وَتَكُون بَيْنِي وَبَيْنكُمْ الْمَوَدَّة وَالْإِخَاء وَالسَّفْك: الصَّبّ. سَفَكْت الدَّم أَسْفِكهُ سَفْكًا: صَبَبْته، وَكَذَلِكَ الدَّمْع، حَكَاهُ اِبْن فَارِس وَالْجَوْهَرِيّ. وَالسَّفَّاك: السَّفَّاح، وَهُوَ الْقَادِر عَلَى الْكَلَام. قَالَ الْمَهْدَوِيّ : وَلَا يُسْتَعْمَل السَّفْك إِلَّا فِي الدَّم , وَقَدْ يُسْتَعْمَل فِي نَثْر الْكَلَام يُقَال سَفَكَ الْكَلَام إِذَا نَثَرَهُ . وَوَاحِد الدِّمَاء دَم , مَحْذُوف اللَّام . وَقِيلَ : أَصْله دَمِي . وَقِيلَ دَمِي , وَلَا يَكُون اِسْم عَلَى حَرْفَيْنِ إِلَّا وَقَدْ حُذِفَ مِنْهُ , وَالْمَحْذُوف مِنْهُ يَاء وَقَدْ نُطِقَ بِهِ عَلَى الْأَصْل , قَالَ الشَّاعِر : فَلَوْ أَنَّا عَلَى حَجَر ذُبِحْنَا جَرَى الدَّميَانِ بِالْخَبَرِ الْيَقِين.
                  وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ

                  أَيْ نُنَزِّهك عَمَّا لَا يَلِيق بِصِفَاتِك . وَالتَّسْبِيح فِي كَلَامهمْ التَّنْزِيه مِنْ السُّوء عَلَى وَجْه التَّعْظِيم , وَمِنْهُ قَوْل أَعْشَى بَنِي ثَعْلَبَة : أَقُول لَمَّا جَاءَنِي فَخْره سُبْحَان مِنْ عَلْقَمَة الْفَاخِر أَيْ بَرَاءَة مِنْ عَلْقَمَة . وَرَوَى طَلْحَة بْن عُبَيْد اللَّه قَالَ : سَأَلْت رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ تَفْسِير سُبْحَان اللَّه فَقَالَ : ( هُوَ تَنْزِيه اللَّه عَزَّ وَجَلَّ عَنْ كُلّ سُوء ) . وَهُوَ مُشْتَقّ مِنْ السَّبْح وَهُوَ الْجَرْي وَالذَّهَاب , قَالَ اللَّه تَعَالَى : " إِنَّ لَك فِي النَّهَار سَبْحًا طَوِيلًا " [ الْمُزَّمِّل : 7 ] فَالْمُسَبِّح جَارٍ فِي تَنْزِيه اللَّه تَعَالَى وَتَبْرِئَته مِنْ السُّوء . وَقَدْ تَقَدَّمَ الْكَلَام فِي " نَحْنُ " , وَلَا يَجُوز إِدْغَام النُّون فِي النُّون لِئَلَّا يَلْتَقِي سَاكِنَانِ . مَسْأَلَة : وَاخْتَلَفَ أَهْل التَّأْوِيل فِي تَسْبِيح الْمَلَائِكَة , فَقَالَ اِبْن مَسْعُود وَابْن عَبَّاس : تَسْبِيحهمْ صَلَاتهمْ , وَمِنْهُ قَوْل اللَّه تَعَالَى : " فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنْ الْمُسَبِّحِينَ " [ الصَّافَّات : 143 ] أَيْ الْمُصَلِّينَ . وَقِيلَ : تَسْبِيحهمْ رَفْع الصَّوْت بِالذِّكْرِ , قَالَهُ الْمُفَضَّل , وَاسْتَشْهَدَ بِقَوْلِ جَرِير : قَبَّحَ الْإِلَه وُجُوه تَغْلِب كُلَّمَا سَبَّحَ الْحَجِيج وَكَبَّرُوا إِهْلَالَا وَقَالَ قَتَادَة : تَسْبِيحهمْ : سُبْحَان اللَّه , عَلَى عُرْفه فِي اللُّغَة , وَهُوَ الصَّحِيح لِمَا رَوَاهُ أَبُو ذَرّ أَنَّ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُئِلَ : أَيّ الْكَلَام أَفْضَل ؟ قَالَ : ( مَا اِصْطَفَى اللَّه لِمَلَائِكَتِهِ أَوْ لِعِبَادِهِ سُبْحَان اللَّه وَبِحَمْدِهِ ) . أَخْرَجَهُ مُسْلِم . وَعَنْ عَبْد الرَّحْمَن بْن قُرْط أَنَّ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَة أُسْرِيَ بِهِ سَمِعَ تَسْبِيحًا فِي السَّمَوَات الْعُلَا : سُبْحَان الْعَلِيّ الْأَعْلَى سُبْحَانه وَتَعَالَى ذِكْره الْبَيْهَقِيّ . قَوْله تَعَالَى " بِحَمْدِك " أَيْ وَبِحَمْدِك نَخْلِط التَّسْبِيح بِالْحَمْدِ وَنَصِلهُ بِهِ . وَالْحَمْد : الثَّنَاء , وَقَدْ تَقَدَّمَ . وَيُحْتَمَل أَنْ يَكُون قَوْلهمْ : " بِحَمْدِك " اِعْتِرَاضًا بَيْن الْكَلَامَيْنِ , كَأَنَّهُمْ قَالُوا : وَنَحْنُ نُسَبِّح وَنُقَدِّس , ثُمَّ اِعْتَرَضُوا عَلَى جِهَة التَّسْلِيم , أَيْ وَأَنْتَ الْمَحْمُود فِي الْهِدَايَة إِلَى ذَلِكَ . وَاَللَّه أَعْلَم .
                  وَنُقَدِّسُ لَكَ

                  أَيْ نُعَظِّمك وَنُمَجِّدك وَنُطَهِّر ذِكْرك عَمَّا لَا يَلِيق بِك مِمَّا نَسَبَك إِلَيْهِ الْمُلْحِدُونَ , قَالَ مُجَاهِد وَأَبُو صَالِح وَغَيْرهمَا . وَقَالَ الضَّحَّاك وَغَيْره : الْمَعْنَى نُطَهِّر أَنْفُسنَا لَك اِبْتِغَاء مَرْضَاتك وَقَالَ قَوْم مِنْهُمْ قَتَادَة : " نُقَدِّس لَك " مَعْنَاهُ نُصَلِّي . وَالتَّقْدِيس : الصَّلَاة . قَالَ اِبْن عَطِيَّة : وَهَذَا ضَعِيف . قُلْت : بَلْ مَعْنَاهُ صَحِيح , فَإِنَّ الصَّلَاة تَشْتَمِل عَلَى التَّعْظِيم وَالتَّقْدِيس وَالتَّسْبِيح , وَكَانَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول فِي رُكُوعه وَسُجُوده : ( سُبُّوح قُدُّوس رَبّ الْمَلَائِكَة وَالرُّوح ) . رَوَتْهُ عَائِشَة أَخْرَجَهُ مُسْلِم . وَبِنَاء " قَدَّسَ " كَيْفَمَا تَصَرَّفَ فَإِنَّ مَعْنَاهُ التَّطْهِير , وَمِنْهُ قَوْله تَعَالَى : " اُدْخُلُوا الْأَرْض الْمُقَدَّسَة " [ الْمَائِدَة : 21 ] أَيْ الْمُطَهَّرَة . وَقَالَ : " الْمَلِك الْقُدُّوس " [ الْحَشْر : 23 ] يَعْنِي الطَّاهِر , وَمِثْله : " بِالْوَاد الْمُقَدَّس طُوًى " [ طَه : 12 ] وَبَيْت الْمَقْدِس سُمِّيَ بِهِ لِأَنَّهُ الْمَكَان الَّذِي يُتَقَدَّس فِيهِ مِنْ الذُّنُوب أَيْ يُتَطَهَّر , وَمِنْهُ قِيلَ لِلسَّطْلِ : قَدَس ; لِأَنَّهُ يُتَوَضَّأ فِيهِ وَيُتَطَهَّر , وَمِنْهُ الْقَادُوس . وَفِي الْحَدِيث : ( لَا قُدِّسَتْ أُمَّة لَا يُؤْخَذ لِضَعِيفِهَا مِنْ قَوِيّهَا ) . يُرِيد لَا طَهَّرَهَا اللَّه , أَخْرَجَهُ اِبْن مَاجَهْ فِي سُنَنه . فَالْقُدْس : الطُّهْر مِنْ غَيْر خِلَاف , وَقَالَ الشَّاعِر : فَأَدْرَكْنَهُ يَأْخُذْنَ بِالسَّاقِ وَالنَّسَا كَمَا شَبْرَقَ الْوِلْدَان ثَوْب الْمُقَدَّس أَيْ الْمُطَهَّر . فَالصَّلَاة طُهْرَة لِلْعَبْدِ مِنْ الذُّنُوب , وَالْمُصَلِّي يَدْخُلهَا عَلَى أَكْمَل الْأَحْوَال لِكَوْنِهَا أَفْضَل الْأَعْمَال , وَاَللَّه أَعْلَم .
                  قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ

                  " أَعْلَم " فِيهِ تَأْوِيلَانِ , قِيلَ : إِنَّهُ فِعْل مُسْتَقْبَل . وَقِيلَ : إِنَّهُ اِسْم بِمَعْنَى فَاعِل , كَمَا يُقَال : اللَّه أَكْبَر , بِمَعْنَى كَبِير , وَكَمَا قَالَ : لَعَمْرك مَا أَدْرِي وَإِنِّي لَأَوْجَل عَلَى أَيّنَا تَعْدُو الْمَنِيَّة أَوَّل فَعَلَى أَنَّهُ فِعْل تَكُون " مَا " فِي مَوْضِع نَصْب بِأَعْلَم , وَيَجُوز إِدْغَام الْمِيم فِي الْمِيم . وَإِنْ جَعَلْته اِسْمًا بِمَعْنَى عَالِم تَكُون " مَا " فِي مَوْضِع خَفْض بِالْإِضَافَةِ . قَالَ اِبْن عَطِيَّة : وَلَا يَصِحّ فِيهِ الصَّرْف بِإِجْمَاعٍ مِنْ النُّحَاة , وَإِنَّمَا الْخِلَاف فِي " أَفْعَل " إِذَا سُمِّيَ بِهِ وَكَانَ نَكِرَة , فَسِيبَوَيْهِ وَالْخَلِيل لَا يَصْرِفَانِهِ, وَالْأَخْفَش يَصْرِفهُ . قَالَ الْمَهْدَوِيّ : يَجُوز أَنْ تُقَدِّر التَّنْوِين فِي " أَعْلَم " إِذَا قَدَّرْته بِمَعْنَى عَالِم , وَتَنْصِب " مَا " بِهِ , فَيَكُون مِثْل حَوَاجّ بَيْت اللَّه . قَالَ الْجَوْهَرِيّ : وَنِسْوَة حَوَاجّ بَيْت اللَّه , بِالْإِضَافَةِ إِذَا كُنَّ قَدْ حَجَجْنَ , وَإِنْ لَمْ يَكُنْ حَجَجْنَ قُلْت : حَوَاجّ بَيْت اللَّه , فَتَنْصِب الْبَيْت , لِأَنَّك تُرِيد التَّنْوِين فِي حَوَاجّ . قَوْله تَعَالَى " مَا لَا تَعْلَمُونَ " اِخْتَلَفَ عُلَمَاء التَّأْوِيل فِي الْمُرَاد بِقَوْلِهِ تَعَالَى : " مَا لَا تَعْلَمُونَ " . فَقَالَ اِبْن عَبَّاس : كَانَ إِبْلِيس - لَعَنَهُ اللَّه - قَدْ أُعْجِبَ وَدَخَلَهُ الْكِبْر لَمَّا جَعَلَهُ خَازِن السَّمَاء وَشَرَّفَهُ , فَاعْتَقَدَ أَنَّ ذَلِكَ لِمَزِيَّةٍ لَهُ , فَاسْتَخَفَّ الْكُفْر وَالْمَعْصِيَة فِي جَانِب آدَم عَلَيْهِ السَّلَام . وَقَالَتْ الْمَلَائِكَة : " وَنَحْنُ نُسَبِّح بِحَمْدِك وَنُقَدِّس لَك " [ الْبَقَرَة : 30 ] وَهِيَ لَا تَعْلَم أَنَّ فِي نَفْس إِبْلِيس خِلَاف ذَلِكَ , فَقَالَ اللَّه تَعَالَى لَهُمْ : " إِنِّي أَعْلَم مَا لَا تَعْلَمُونَ " [ الْبَقَرَة : 30 ] . وَقَالَ قَتَادَة : لَمَّا قَالَتْ الْمَلَائِكَة " أَتَجْعَلُ فِيهَا " [ الْبَقَرَة : 30 ] وَقَدْ عَلِمَ اللَّه أَنَّ فِيمَنْ يُسْتَخْلَف فِي الْأَرْض أَنْبِيَاء وَفُضَلَاء وَأَهْل طَاعَة قَالَ لَهُمْ "إِنِّي أَعْلَم مَا لَا تَعْلَمُونَ " . قُلْت: وَيُحْتَمَل أَنْ يَكُون الْمَعْنَى إِنِّي أَعْلَم مَا لَا تَعْلَمُونَ مِمَّا كَانَ وَمِمَّا يَكُون وَمِمَّا هُوَ كَائِن, فَهُوَ عَامّ.
                  حياكم الله

                  د. أبو شامة المغربي

                  kalimates@maktoob.com

                  تعليق

                  • أبو شامة المغربي
                    السندباد
                    • Feb 2006
                    • 16639


                    #10
                    رد: قضية للمناقشة: لماذا قالت الملائكة:"أتجعل فيها من....."



                    يقول الله عز وجل في سورة البقرة
                    بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

                    صدق الله العظيم

                    مما جاء في تفسير
                    الجلالين
                    "قَالُوا: أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ"
                    وَاذْكُرْ يَا مُحَمَّد إذْ "قَالَ رَبّك لِلْمَلَائِكَةِ إنِّي جَاعِل فِي الْأَرْض خَلِيفَة" يَخْلُفنِي فِي تَنْفِيذ أَحْكَامِي فِيهَا وَهُوَ آدَم "قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِد فِيهَا" بِالْمَعَاصِي "وَيَسْفِك الدِّمَاء" يُرِيقهَا بِالْقَتْلِ كَمَا فَعَلَ بَنُو الْجَانّ، وَكَانُوا فِيهَا، فَلَمَّا أَفْسَدُوا أَرْسَلَ اللَّه عَلَيْهِمْ الْمَلَائِكَة فَطَرَدُوهُمْ إلَى الْجَزَائِر وَالْجِبَال "وَنَحْنُ نُسَبِّح" مُتَلَبِّسِينَ "بِحَمْدِك" أَيْ نَقُول سُبْحَان اللَّه "وَنُقَدِّس لَك" نُنَزِّهك عَمَّا لَا يَلِيق بِك فَاللَّام زَائِدَة وَالْجُمْلَة حَال أَيْ فَنَحْنُ أَحَقّ بِالِاسْتِخْلَافِ قَالَ تَعَالَى "إنِّي أَعْلَم مَا لَا تَعْلَمُونَ" مِنْ الْمَصْلَحَة فِي اسْتِخْلَاف آدَم وَأَنَّ ذُرِّيَّته فِيهِمْ الْمُطِيع وَالْعَاصِي فَيَظْهَر الْعَدْل بَيْنهمْ فَقَالُوا لَنْ يَخْلُق رَبّنَا خَلْقًا أَكْرَم عَلَيْهِ مِنَّا وَلَا أَعْلَم لِسَبْقِنَا لَهُ وَرُؤْيَتنَا مَا لَمْ يَرَهُ فَخَلَقَ اللَّه تَعَالَى آدَم مِنْ أَدِيم الْأَرْض أَيْ وَجْههَا بِأَنْ قَبَضَ مِنْهَا قَبْضَة مِنْ جَمِيع أَلْوَانهَا وَعُجِنَتْ بِالْمِيَاهِ الْمُخْتَلِفَة وَسَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ الرُّوح فَصَارَ حَيَوَانًا حَسَّاسًا بَعْد أَنْ كَانَ جَمَادًا.
                    حياكم الله

                    د. أبو شامة المغربي
                    kalimates@maktoob.com

                    تعليق

                    • المساوي
                      كاتب مسجل
                      • May 2007
                      • 68

                      #11
                      رد: قضية للمناقشة: لماذا قالت الملائكة:"أتجعل فيها من....."

                      حياكم الله أحبتي في الله

                      المزيد المزيد من المنقولات والاجتهادات

                      فهذا مجال خصب لتحريك الأفكار وتنوير العقول

                      ومحاولة فهم القديم وطرحه وتقديم الجديد ودعمه

                      وفتح الجسور بينهما كي تكتمل الرؤية

                      ولا مجال هنا لادعاء توقف التفكر في كتاب الله تعالى

                      مادام هذا الكتاب العظيم لا يبخل على قرائه بالمزيد من المعارف والكنوز

                      الأدبية والعلمية والمعرفية والثقافية..

                      إنه الكتاب الذي لا حدود لعطائه مثله مثل صاحبه

                      فتعالى سبحانه وجل في ملكه وسما عز وجل بقوله:

                      **++ إني أعلم ما لا تعلمون++**

                      فهل من مزيد يا أهل المربد الكرام

                      والله الموفق

                      تعليق

                      • المساوي
                        كاتب مسجل
                        • May 2007
                        • 68

                        #12
                        رد: قضية للمناقشة: لماذا قالت الملائكة:"أتجعل فيها من....."

                        السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

                        ما زلنا ننتظر هطولكم يا أشاوس المربد الزاهر

                        آية كريمة تحمل خيرا كثيرا

                        ما رأيكم في ما سطره الدكتور عبدالصبور شاهين

                        في كتابه "أبي آدم..."

                        تعليق

                        • طارق شفيق حقي
                          المدير العام
                          • Dec 2003
                          • 11929

                          #13
                          رد: قضية للمناقشة: لماذا قالت الملائكة:"أتجعل فيها من....."

                          سلام الله عليك أخي الكريم وأحسن الله إليك

                          في قول الملائكة أتجعل فيها من يفسد, معرفة مضمنة بوجود من سفك الدماء وأفسد.
                          السؤال الآن من هو هذا المخلوق؟

                          في ما أعلم أنهم خلق الجان، الذين سبق خلقهم خلق الإنسان، وهم من أفسد في الأرض وسفك الدماء، وهناك من ذهب إلى أن خلق الإنسان قد تكرر، فهناك أكثر من آدم قد خلق !!
                          والله أعلم
                          التعديل الأخير تم بواسطة أبو شامة المغربي; 07-22-2007, 01:16 PM.

                          تعليق

                          • المساوي
                            كاتب مسجل
                            • May 2007
                            • 68

                            #14
                            رد: قضية للمناقشة: لماذا قالت الملائكة:"أتجعل فيها من....."

                            وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ومغفرته
                            أخي الفاضل لك مني كل التحايا، ولك من الله جزيل الشكر
                            نعم أخي العزيز هذان رأيان ذهب إلى أولهما كثير من الخلق ..
                            وأما ثانيهما فقد وقف عليه بعضهم، وأظن أن د.عبد الصبور أولهم ..
                            لكن ألا ترى معي أن أمور الغيب تحتاج منا للإيمان بها إلى ما يسندها من آية قرآنية أو حديث نبوي صحيح ..؟؟؟
                            وبالله التوفيق ..
                            التعديل الأخير تم بواسطة أبو شامة المغربي; 07-22-2007, 01:13 PM.

                            تعليق

                            • أبو شامة المغربي
                              السندباد
                              • Feb 2006
                              • 16639


                              #15
                              رد: قضية للمناقشة: لماذا قالت الملائكة:"أتجعل فيها من....."



                              يقول الله عز وجل في سورة البقرة
                              بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

                              لنتدبر جميعا هذه الآيات القرآنية الكريمة
                              بسم الله الرحمن الرحيم
                              "قَالَ: مَا مَنَعَكَ أَلاَّ تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ؟ قَالَ: أَنَاْ خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ"
                              الأعراف / 12
                              {وَالْجَآنَّ خَلَقْنَاهُ مِن قَبْلُ مِن نَّارِ السَّمُومِ"
                              الحجر / 27
                              "قَالَ: أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ، خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ"
                              ص / 76
                              "وَخَلَقَ الْجَانَّ مِن مَّارِجٍ مِّن نَّارٍ"
                              الرحمن / 15
                              صدق الله العظيم، وبلغ رسوله المصطفى الصادق الأمين
                              حياكم الله

                              د. أبو شامة المغربي
                              kalimates@maktoob.com

                              تعليق

                              يعمل...