بعض الناس لديه تصور خاطئ يؤثر في تفكيره سلباً :
وهو أن موافقة آراء الآخرين ( وإن كانوا على صواب ) تعني التبعية والانقياد لهم ، وتشعره بالضعف والذلة ، يكثر هذا التصور لدى أولئك المولعين بالاستقلاليه وحب التميز والتفرد و العناد ، الذين يريدون أن يكون لهم هيبة ووقار وإجلال في أعين الناس من خلال التفرد عن الآخرين ، وهذا الخلل في التفكير والسلوك قد يصدّ عن الحق الواضح وقد يوقع الشخص فيما لا يُحمد عليه من الأفكار والآراء أو التصرفات .
وقد يصل ضرر هذا الخلل في تفكير شخص واحد إلى تعطيل قرارات مهمة وإجراءات حاسمه سواء في أمور أسريه أو في أمور ماليه أو اجتماعية أو إدارية أو غير ذلك ولا سيما إذا كان لهذا الشخص أتباع يؤيدونه على ماهو عليه غاضين النظر عن صوابه و خطئه .
ومن عجيب ذلك أن تجد بعض الأشخاص ليس لديه رأي محدد فيما يدور فيه الحديث وقد لا يهتم بموضوع النقاش ولكن ما إن يتحدث أحد أنداده في الموضوع ويبدي وجهة نظره يسارع هو إلى إبداء رأي مخالف تماماً لما قاله نده ونظيره كي يَشْعُر ويُشْعِر غيره بالتميز والاستقلال والبروز ، بل إن بعضهم يكون لديه توجه نحو رأي معين يكاد أن يظهره ثم إذا اختار نده ذلك الرأي نكص عنه وانقلبب إلى ضده وكأنما ذلك الرأي إناء ولغ فيه كلب ، و أكثر ما يكون هذا بين المتحاسدين غير المنصفين وغير الواثقين بأنفسهم .
فمثلاً
بعد تداول الآراء ووجهات النظر اقترح أحد أفراد للجنة اقتراحا جيداً يساهم في حل المشكلة بشكل جيد واتجهت الآراء المنصفه نحو هذا الإقتراح تؤيده لكن أحد أفراد اللجنة جاء باعتراض حاد على هذا الاقتراح وأخذ يقلل من شأن الاقتراح وشأن صاحبه ثم جاء باقتراح يختلف بعض الشيء ( ظاهرياً ) عن الاقتراح الأول وإن كان في حقيقته هو ذلك الاقتراح نفسه .
[ المشكلة في داخل هذا الشخص وما يشعر به من نقص ]