الصور

تقليص

لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

عُدْ إلى صمتك

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • مروان قدري عثمان مكانسي
    كاتب مسجل
    • Oct 2005
    • 398

    عُدْ إلى صمتك

    عُدْ إلى صمتك

    خرجت عن صمتي البارحة ، وخلعت رداءه ، وارتديت مِزق المتكلمين حتى لا أغدو نكرة بينهم ، وانخرطت في ميادينهم لأسمع ما يخوضون فيه من موضوعات وأحاديث قد تعود علي بالفائدة ، وقررت لحظتها إنْ أنا رجعت منهم بما يُرتجى ، أن أعترف بخطئي على رؤوس الأشهاد ، وأن أهجر الصمت والاعتزال ، وأذوب في بوتقة المتحدثين حتى أصبح في مقدمتهم .

    وهبطت إلى عيِّنات بشرية لها وزنها وحجمها في أسواق الحياة :


    كانت المجموعة الأولى تتحدث عن الكرة وفرسانها والمنتخبات العربية والأوربية والأهداف الساخنة والباردة والفاترة والحامية و... ونزاهة الحكام أو محاباتهم ، ورشاقة اللاعبين ولياقاتهم ، وخبرة المدربين وضعفهم ، وحصاد الملاعب والأندية .... قلت : ليس لك يا مروان مأرب في هذا النادي ، فأنت لا تفقه في الكرة سوى دحرجتها عشوائيا في الحواري القديمة أيام الشباب ، تحول إلى نادٍ آخر ، لعلك تجد مبتغاك .

    تحولت إلى المجموعة الثانية فإذا بهم يتحدثون عن أحدث الأغاني و الكلابات ، ويذكرون مناقب المطربين والمطربات الأحياء منهم والأموات ، ويرفعون مسخاً إلى أعلى الدرجات ، ويهبطون بآخر إلى أسفل الدركات . رأيت في هذيانهم ما يدفع إلى الغثيان والاشمئزاز ، فخرجت من ناديهم مهرولاً إلى نادٍ آخر .

    في النادي الثالث كان القوم يتحدثون عن ضعف الدولار أمام اليورو ، والسلع التي يمكن أن تطير في الأسواق طيراناً ، وتلك التي تكسد ولا تجد لها رواجاً ، كما سمعتهم يتحدثون عن سعر الذهب الذي يصرُّ على الارتفاع صعداً ولا يفكر في الهبوط أبدا ، والعقارات التي بات ثمنها ضرباً من ضروب الخيال و ... قلت : مالك وما لهؤلاء وأنت تخطئ في عدِّ الدريهمات التي في محفظتك البالية ، غادرهم إلى غيرهم بسرعة قبل أن يسيل لعابك .

    المجموعة الرابعة كانت تئنُّ وتلطم من غلاء الأسعار وندرة المستلزمات الضرورية للحياة ، وسعي السواد الأعظم من البرية في الجري وراء لقمة العيش ، والبحث عن مصادر إضافية لتحسين الدخل ولو كلفهم ذلك ترك عائلاتهم والغياب عنها مدة تصل إلى العشرين ساعة في اليوم ... غادرتهم وأنا أحس بآلامهم وبحثت عن غيرهم .

    رأيت مجموعة صغيرة منزوية في ركن الحياة تتهامس بشيء من الخوف والفزع عن واقع الأمة وما يجري لها على يد أعدائها في غزة والعراق و .... قلت : هذا ما سعيت له ، دنوت منهم وسلمت عليهم وتنحنحت لأشاركهم حديثهم ، فإذا بهم يرمقونني بنظراتهم ، ويتلاشون من أمامي كما يتلاشى الدخان في الهواء ، وقد ظنوا فيَّ – على ما يبدو – ظن السوء .

    حرت في أمري ، وضربت أخماساً بأسداس ، فانبرى صوت من أعماقي قائلاً : عد إلى صمتك فذاك أجدى , وأبقى ، وأنقى ، وأتقى .
  • المخضرم
    كاتب مسجل
    • Mar 2008
    • 25

    #2
    رد: عُدْ إلى صمتك

    ما شاء الله عليك أخي الكريم
    نفس الشعور ينتابني دوما .
    اشكرك على كلماتك الرائعة والغالية.
    إلى الأمام والألق دوما والتميز.

    تعليق

    • مروان قدري عثمان مكانسي
      كاتب مسجل
      • Oct 2005
      • 398

      #3
      رد: عُدْ إلى صمتك

      عزيزي المخضرم
      تحية طيبة أضعها بين يديك
      وبعد :
      فهذه مشاعر كل حر أبي
      شكرا لك مرورك الغالي .

      تعليق

      • أبو زينب
        كاتب مسجل
        • Jun 2007
        • 337

        #4
        رد: عُدْ إلى صمتك

        المشاركة الأصلية بواسطة مروان قدري عثمان مكانسي
        عُدْ إلى صمتك

        خرجت عن صمتي البارحة ، وخلعت رداءه ، وارتديت مِزق المتكلمين حتى لا أغدو نكرة بينهم ، وانخرطت في ميادينهم لأسمع ما يخوضون فيه من موضوعات وأحاديث قد تعود علي بالفائدة ، وقررت لحظتها إنْ أنا رجعت منهم بما يُرتجى ، أن أعترف بخطئي على رؤوس الأشهاد ، وأن أهجر الصمت والاعتزال ، وأذوب في بوتقة المتحدثين حتى أصبح في مقدمتهم .

        وهبطت إلى عيِّنات بشرية لها وزنها وحجمها في أسواق الحياة :


        كانت المجموعة الأولى تتحدث عن الكرة وفرسانها والمنتخبات العربية والأوربية والأهداف الساخنة والباردة والفاترة والحامية و... ونزاهة الحكام أو محاباتهم ، ورشاقة اللاعبين ولياقاتهم ، وخبرة المدربين وضعفهم ، وحصاد الملاعب والأندية .... قلت : ليس لك يا مروان مأرب في هذا النادي ، فأنت لا تفقه في الكرة سوى دحرجتها عشوائيا في الحواري القديمة أيام الشباب ، تحول إلى نادٍ آخر ، لعلك تجد مبتغاك .

        تحولت إلى المجموعة الثانية فإذا بهم يتحدثون عن أحدث الأغاني و الكلابات ، ويذكرون مناقب المطربين والمطربات الأحياء منهم والأموات ، ويرفعون مسخاً إلى أعلى الدرجات ، ويهبطون بآخر إلى أسفل الدركات . رأيت في هذيانهم ما يدفع إلى الغثيان والاشمئزاز ، فخرجت من ناديهم مهرولاً إلى نادٍ آخر .

        في النادي الثالث كان القوم يتحدثون عن ضعف الدولار أمام اليورو ، والسلع التي يمكن أن تطير في الأسواق طيراناً ، وتلك التي تكسد ولا تجد لها رواجاً ، كما سمعتهم يتحدثون عن سعر الذهب الذي يصرُّ على الارتفاع صعداً ولا يفكر في الهبوط أبدا ، والعقارات التي بات ثمنها ضرباً من ضروب الخيال و ... قلت : مالك وما لهؤلاء وأنت تخطئ في عدِّ الدريهمات التي في محفظتك البالية ، غادرهم إلى غيرهم بسرعة قبل أن يسيل لعابك .

        المجموعة الرابعة كانت تئنُّ وتلطم من غلاء الأسعار وندرة المستلزمات الضرورية للحياة ، وسعي السواد الأعظم من البرية في الجري وراء لقمة العيش ، والبحث عن مصادر إضافية لتحسين الدخل ولو كلفهم ذلك ترك عائلاتهم والغياب عنها مدة تصل إلى العشرين ساعة في اليوم ... غادرتهم وأنا أحس بآلامهم وبحثت عن غيرهم .

        رأيت مجموعة صغيرة منزوية في ركن الحياة تتهامس بشيء من الخوف والفزع عن واقع الأمة وما يجري لها على يد أعدائها في غزة والعراق و .... قلت : هذا ما سعيت له ، دنوت منهم وسلمت عليهم وتنحنحت لأشاركهم حديثهم ، فإذا بهم يرمقونني بنظراتهم ، ويتلاشون من أمامي كما يتلاشى الدخان في الهواء ، وقد ظنوا فيَّ – على ما يبدو – ظن السوء .

        حرت في أمري ، وضربت أخماساً بأسداس ، فانبرى صوت من أعماقي قائلاً : عد إلى صمتك فذاك أجدى , وأبقى ، وأنقى ، وأتقى .
        السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
        في هذا الزمان قلّ الخلان والأصدقاء وأصبح الإنسان تعبان وغلبان ولكن لايعني هذا أن ننعزل بل يجب أن نواصل المشاور وسنجد مانريد طبعا لابد أن تكون المعانات في هذا الزمان وإني أوصيك أن لا تنعزل ...كانت أفكارك مشوقة ومميزة وممتازة لإنها تتحدث عن الواقع الذي نعيشه كل يوم بارك الله فيك وزدنا من كلامك الرائع والشائق ودمت صديقا وشكرا لك الجزائر تحياتي

        تعليق

        • عماد ابو رياض
          مشرف
          • Mar 2008
          • 1308
          • حياة المرء ثوب مستعار

          #5
          رد: عُدْ إلى صمتك

          تحياتي لك اخي العزيز .. ان كلامك حكمه .. وهذا ديدن كل شريف .. حمل الام امته وليس له سوى
          التعبير والكتابه ، فجزاك الله خيرا اخي العزيز

          تعليق

          • مروان قدري عثمان مكانسي
            كاتب مسجل
            • Oct 2005
            • 398

            #6
            رد: عُدْ إلى صمتك

            شكراً لأخويَّ أبي زينب وأبي رياض
            مشاركتهما الصادقة وتعليقهما الواعي .

            تعليق

            • عماد الدين
              تلميذ المربد
              • Dec 2007
              • 963
              • لا تقلْ أصلي وفصلي أبدا إنما أصلُ الفتى ما قدْ حصلْ



              #7
              رد: عُدْ إلى صمتك

              نعم يا سيدي
              وعماه
              كل يبحث عن
              مناه
              راض بعقله
              ومنتهاه
              عد لصمتك وعالمك الذي
              تهواه
              وصوره لنا عندما
              تلقاه
              وأشركنا به فنسعد عندما
              نراه



              استاذي الفاضل سعدت هنا بين حروفك التي تمثل لنا واقع نحن فيه ..

              سلمت يداك والله يعطيك العافيه

              واعذرني على عبث كلماتي في متصفحك الراقي ..

              ولك مني فائق الاحترام
              عماد الدين ..

              تعليق

              • محمد الكبيسي
                كاتب مسجل
                • Feb 2008
                • 805
                • إنزع ثياب الأسى عن مجدك الغاد
                  يامن تميزت بين الناس بالضاد

                #8
                رد: عُدْ إلى صمتك

                انها عين الحقيقه
                ومواضيع دقيقه
                ادمن الناس عليها
                بمواضيع عتيقه
                هكذا حال الناس عزيزي مروان كل يغني على ليلاه
                كلامك واقع 0 وعودتك للصمت فيه دواء المواجع
                تحيتي وتقديري لك ايها الفاضل
                دمت بخير

                تعليق

                • محمد المهدي فارس
                  كاتب مسجل
                  • Apr 2008
                  • 29

                  #9
                  رد: عُدْ إلى صمتك

                  المشاركة الأصلية بواسطة مروان قدري عثمان مكانسي
                  عُدْ إلى صمتك


                  خرجت عن صمتي البارحة ، وخلعت رداءه ، وارتديت مِزق المتكلمين حتى لا أغدو نكرة بينهم ، وانخرطت في ميادينهم لأسمع ما يخوضون فيه من موضوعات وأحاديث قد تعود علي بالفائدة ، وقررت لحظتها إنْ أنا رجعت منهم بما يُرتجى ، أن أعترف بخطئي على رؤوس الأشهاد ، وأن أهجر الصمت والاعتزال ، وأذوب في بوتقة المتحدثين حتى أصبح في مقدمتهم .

                  وهبطت إلى عيِّنات بشرية لها وزنها وحجمها في أسواق الحياة :

                  كانت المجموعة الأولى تتحدث عن الكرة وفرسانها والمنتخبات العربية والأوربية والأهداف الساخنة والباردة والفاترة والحامية و... ونزاهة الحكام أو محاباتهم ، ورشاقة اللاعبين ولياقاتهم ، وخبرة المدربين وضعفهم ، وحصاد الملاعب والأندية .... قلت : ليس لك يا مروان مأرب في هذا النادي ، فأنت لا تفقه في الكرة سوى دحرجتها عشوائيا في الحواري القديمة أيام الشباب ، تحول إلى نادٍ آخر ، لعلك تجد مبتغاك .

                  تحولت إلى المجموعة الثانية فإذا بهم يتحدثون عن أحدث الأغاني و الكلابات ، ويذكرون مناقب المطربين والمطربات الأحياء منهم والأموات ، ويرفعون مسخاً إلى أعلى الدرجات ، ويهبطون بآخر إلى أسفل الدركات . رأيت في هذيانهم ما يدفع إلى الغثيان والاشمئزاز ، فخرجت من ناديهم مهرولاً إلى نادٍ آخر .

                  في النادي الثالث كان القوم يتحدثون عن ضعف الدولار أمام اليورو ، والسلع التي يمكن أن تطير في الأسواق طيراناً ، وتلك التي تكسد ولا تجد لها رواجاً ، كما سمعتهم يتحدثون عن سعر الذهب الذي يصرُّ على الارتفاع صعداً ولا يفكر في الهبوط أبدا ، والعقارات التي بات ثمنها ضرباً من ضروب الخيال و ... قلت : مالك وما لهؤلاء وأنت تخطئ في عدِّ الدريهمات التي في محفظتك البالية ، غادرهم إلى غيرهم بسرعة قبل أن يسيل لعابك .

                  المجموعة الرابعة كانت تئنُّ وتلطم من غلاء الأسعار وندرة المستلزمات الضرورية للحياة ، وسعي السواد الأعظم من البرية في الجري وراء لقمة العيش ، والبحث عن مصادر إضافية لتحسين الدخل ولو كلفهم ذلك ترك عائلاتهم والغياب عنها مدة تصل إلى العشرين ساعة في اليوم ... غادرتهم وأنا أحس بآلامهم وبحثت عن غيرهم .

                  رأيت مجموعة صغيرة منزوية في ركن الحياة تتهامس بشيء من الخوف والفزع عن واقع الأمة وما يجري لها على يد أعدائها في غزة والعراق و .... قلت : هذا ما سعيت له ، دنوت منهم وسلمت عليهم وتنحنحت لأشاركهم حديثهم ، فإذا بهم يرمقونني بنظراتهم ، ويتلاشون من أمامي كما يتلاشى الدخان في الهواء ، وقد ظنوا فيَّ – على ما يبدو – ظن السوء .


                  حرت في أمري ، وضربت أخماساً بأسداس ، فانبرى صوت من أعماقي قائلاً : عد إلى صمتك فذاك أجدى , وأبقى ، وأنقى ، وأتقى .
                  في الصمت حكمة وعبادة وراحة للبال..
                  لكن في بعض الأحيان ، يكون الصمت جبنا..
                  مودتي أخي.

                  تعليق

                  • مروان قدري عثمان مكانسي
                    كاتب مسجل
                    • Oct 2005
                    • 398

                    #10
                    رد: عُدْ إلى صمتك

                    وصمتي من أي النوعين ؟؟
                    لك تحياتي .

                    تعليق

                    يعمل...