الصور

تقليص

لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

من كل بستان زهرة...

تقليص
X
  •  
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • د.ألق الماضي
    ......
    • Dec 2005
    • 9795
    • sigpic
      ألقٌ من السِحرِ ..أم سِحرٌ بـهِ ألقُ
      وفي حروفِكِ يأتي البدرُ والشـفقُ
      وحِـسُ قلبِكِ أثْـرَىَ لحنَ أغنيتي
      فصـار قلبي على كفَّـيْكِ ينطلقُ
      أأكتبُ الشّـِعرَ أم أُهـديكِ قافلةً
      من الورودِ عليها القلبُ والحَـدَقُ
      ورمزُ اسمـِكِ مكتُوبٌ على شَفَتي
      من قبلِ أن يُولدَ القِرطاسُ والوَرَقُ
      ثروت سليم

    #46
    فرق مكافحة المثقفين / فهد عامر الأحمدي

    على عكس الكتاب اعتبر التلفزيون صديق الطغاة ووسيلة لا يمكن الاستغناء عنها في الأنظمة البوليسية المغلقة.. فهو يؤدي دوراً مهماً في إلهاء الشعوب عن فساد الأنظمة وفبركة عناصر التمجيد فيها - ناهيك عن دوره في غسل أدمغة الناس وتلقينهم مبادئ الحزب الأوحد ..
    وفي المقابل اعتبرت الأنظمة البوليسية الكتاب عدوها الأول بسبب دوره في عتق الشعوب وتنويرها - وبحسب المصطلح الإيدلوجي المغلق "التغرير بها".. لهذا السبب تزداد مراقبة الكتب ومحاربة الكُتاب كلما اصبحت المجتمعات والأنظمة أكثر تشددا وانغلاقا.. ولسنا بحاجة لضرب أمثلة تاريخية قديمة عن حوادث حرق الكتب والمخطوطات؛ حيث تم إبان الثورة الثقافية في الصين إعدام عشرات المثقفين وحرق ملايين الكتب - بل وتحريم الروايات الغربية - بحجة العودة إلى المسار الصحيح للشيوعية. وفي كمبوديا وتحت حكم بول بوت صدرت الأوامر بمنع الصحف وحرق الكتب وقتل جميع المثقفين (أما كيف يتم تمييز المثقف من المواطن الصالح؛ فببساطة : المثقف هو من يلبس نظارة) !!

    وهناك رواية جميلة بهذا المعني - سبق أن استشهدت بها في موقف مختلف - تدعى 451فهرنهايت؛ وهي تدور في المستقبل في دولة ديكتاتورية واحدة بسطت نفوذها على كامل الكرة الأرضية.. ولإحكام سيطرتها على شعوب الأرض حرمت نشر وقراءة الكتب الثقافية والتاريخية وشجعت على الاكتفاء بالتلفزيون كوسيلة للتسلية وغسل أدمغة الناس - بل ومراقبتهم بكاميرات صغيرة زرعت خلف الشاشة !

    وكانت السلطة المنفذة لتلك الأوامر فرقا قاسية من رجال الشرطة مهمتها مطاردة المثقفين وحرق أي كتب قديمة عند درجة حرارة قياسية (هي 451فهرنهايت). وشيئا فشيئا بدأت أهداف الحكومة بالتحقق إذ اصبح الناس لا يعرفون شيئا عن التاريخ والدين والحضارات القديمة؛ كما أصبحوا لا يعرفون شيئا عن الأدب والروايات - وقصص الحب النبيلة - وأصبح همهم الأول متابعة برامج الترفيه المدروسة بعناية بغرض تسطيح عقولهم !!

    وكان مونتياج أحد أفراد فرقة مكافحة المثقفين ورئيس المجموعة التي كلفت بمطاردة مثقفة تدعى كلاريس (شوهدت) تقرأ بعض الكتب القديمة.. وبعد عدة كمائن ينجح مونتياج في حرق معظم كتبها إلا انه لم ينجح في القبض عليها أبدا بل على العكس بدأت هي بمحاولة جذبه وإقناعه بقراءة إحدى الروايات الجميلة.. ولإعجابه بشجاعتها وافق على قراءة أحد كتبها قبل تسليمها للسلطات المختصة. وكانت النتيجة سريعة إذ وقع مونتياج في حب التراث الإنساني العريق الذي لم يكن يعلم عنه لولا كلاريس. وبالتدريج تمرد هو ايضا على السلطة وحاول إقناع زوجته ليذا بالإقلاع عن مشاهدة برامج التلفزيون السخيفة وأخذ يقرأ عليها (وعلى صديقتها) أحد كتب الشعر فتتأثر صديقتها وتجهش بالبكاء فتقتنع زوجته بأن الكتب مفسدة للأخلاق ومدمرة للعقول فتبلغ عن زوجها وهي تظن انها تحميه من الشر!

    وبالفعل تحضر فرقة مكافحة المثقفين لمحاصرة منزل مونتياج ومصادرة كتبه. وبحضور عمدة المدينة يؤمر تحت التعذيب بحرق مجموعته بنفسه. ولكنه فجأة يسلط خرطوم النار على العمدة فيرديه قتيلا ويفلح في الهرب والانضمام إلى "الجبهة المتحدة للمثقفين" بقيادة صديقته القديمة كلاريس !؟

    ... هذه باختصار أبرز عناصر الرواية الخيالية ( 451فهرنهايت) التي ألفها الكاتب الأمريكي برادبوري رداً على الإرهاب الثقافي الذي مارسه السيناتور مكارثي على الكتاب والمثقفين في تلك البلاد.. وهي تتضمن تحذيرا مبطنا من خطر التلفزيون وبرامج التسلية مقابل حصار المثقفين وتراجع الثقافة المكتوبة.. ورغم أن برادبوري كتب روايته في الخمسينات إلا أنه شخص بمهارة الداء الذي تعاني منه أجيال اليوم في كافة المجتمعات (... والذي من أبرز أعراضه تفضيل القنوات المهضومة على الكتب المطبوعة) !
    المصدر

    تعليق

    • د.ألق الماضي
      ......
      • Dec 2005
      • 9795
      • sigpic
        ألقٌ من السِحرِ ..أم سِحرٌ بـهِ ألقُ
        وفي حروفِكِ يأتي البدرُ والشـفقُ
        وحِـسُ قلبِكِ أثْـرَىَ لحنَ أغنيتي
        فصـار قلبي على كفَّـيْكِ ينطلقُ
        أأكتبُ الشّـِعرَ أم أُهـديكِ قافلةً
        من الورودِ عليها القلبُ والحَـدَقُ
        ورمزُ اسمـِكِ مكتُوبٌ على شَفَتي
        من قبلِ أن يُولدَ القِرطاسُ والوَرَقُ
        ثروت سليم

      #47
      النبوءة المحققة لذاتها/فهد عامر الأحمدي

      آراؤنا المسبقة مسؤولة بنسبة كبيرة عن تشكيل مواقف الآخرين تجاهنا وكيفية تعاملهم معنا.. فإن أخذت مثلا فكرة مسبقة عن شخص بأنه مخادع (أو يضمر لك سوء النية) ستعامله على هذا الأساس وتتصرف معه بفظاظه وحذر (بدون أن يستحق ذلك فعلا).. وحين يشعر هو بمعاملتك هذه يتصرف معك على نفس الأساس (لأن لكل فعل رد فعل معاكس في الاتجاه) وحين يفعل ذلك تشعر أن ما افترضته فيه كان صحيحا (منذ البداية) فتستمر بالتعامل معه على هذا النهج حتى تصلا لنقطة "اللاعودة" ومرحلة التصادم الحقيقي..
      ... وهذا مجرد مثال لنبوءات شخصية نعمل على تحقيقها وتجسيدها بدون وعي منا.. وقدرتنا اللاواعية على تحقيق هذا النوع من النبوءات يندرج تحت نظرية اجتماعية (تحمل نفس الاسم) تشرح دور التوقعات المسبقة في بلورة السلوك البشري.. وهذه النظرية (التي وضعها عالم الاجتماع كي ميرتون عام 1949) تندرج بدورها تحت ظاهرة أكبر تثبت أن أفكارنا - لا تحدد طريقة معاملة الناس لنا فقط - بل وتساهم في تشكيل حياتنا وتجسيد أحلامنا وطموحاتنا!

      ورغم عدم نيتي الحديث عن الظاهرة الأكبر (كوني تحدثت عنها في مقال بعنوان: يبقى الشيء ساكنا حتى تفكر فيه فيتحرك باتجاهك) إلا أنني أود التركيز على دور الآراء المسبقة في رسم الأحداث وتجسيد الوقائع..

      فمن الخطير فعلا أن يملك أحدنا "ظنوناً مسبقة" و"آراء جاهزة" كونه سيعمل بلا وعي على تحقيقها.. وكل من يملك شخصية تصادمية - تتمحور حول الشك وسوء الظن - يعمل بلا قصد على أقلمة من حوله للتعامل معه على هذا الأساس.. ويجتمع سوء الظن إلى العنصرية حين نأخذ فكرة خاطئة عن الأجانب فنتصرف معهم بحذر وتشكيك فيتصرفون (بالتالي) برد فعل مماثل (بحيث) يجسدون آراءنا على أرض الواقع / وعندها تتأكد ظنوننا ويزداد رأينا فيهم قوة ورسوخا..

      وهذه التركيبة (المحققة لذاتها) قد تحدث بين الأب والابن، والمدير والموظف، والحاكم والرعية، بل وبين الدول ذاتها.. فقد ترى جورجيا مثلا أن روسيا تضمر لها الشر بسبب اقليم أوسيتيا فتعلن حالة الاستنفار ، ومن جهتها ترى روسيا بذلك استفزازا مباشرا فتدفع بقواتها تجاه الإقليم فتنشب حرب فعلية بين الطرفين.. والتوتر الذي يقع على حدود الدول بهذه الطريقة هو السبب الأول لنشوب الحروب والصراعات - حيث يتجسد سوء الظن على أرض المعركة قبل أن يكتشف الجميع عدم وجود سبب حقيقي لمجمل الخسائر - !

      ... أما الجانب الايجابي في هذه الظاهرة فهو أنها تعمل بنفس الكفاءة على الجانب المقابل لسوء الظن.. فحين تمنح أحدهم ثقتك الكاملة يعاملك (هو) بنفس الطريقة والمستوى فتتأكد (أنت) من صدق حدسك فتستمر في معاملته على هذا الأساس.. فكم مرة مثلا اشتريت شيئا من بقالة الحي ثم اكتشفت عدم امتلاكك للمال الكافي فيقول لك البائع (لا بأس ؛ احضر المال لاحقا) فيتملكك شعور بضرورة تحقيق ثقته بك فترد له المال بأسرع وقت ممكن..

      وهذا الأسلوب (في تجسيد النبوءات الحسنة) قد يشكل أساس علاقة حسنة ومتينة بين الأب والابن، والمدير والموظف، والحاكم والرعية، بل وحتى بين الدول ذاتها.. فلو أعلنت جورجيا مثلا ثقتها بموسكو وسحبت قواتها لداخل الحدود لما بقي أمام روسيا (على الأقل حفاظاً على سمعتها الدولية) سوى التجاوب وسحب قواتها لنفس المسافة!

      ...على أي حال هذه مجرد أمثلة (وكلي ثقة) بمهارتك في تطبيق الجانب الحسن من الفكرة!
      المصدر

      تعليق

      • د.ألق الماضي
        ......
        • Dec 2005
        • 9795
        • sigpic
          ألقٌ من السِحرِ ..أم سِحرٌ بـهِ ألقُ
          وفي حروفِكِ يأتي البدرُ والشـفقُ
          وحِـسُ قلبِكِ أثْـرَىَ لحنَ أغنيتي
          فصـار قلبي على كفَّـيْكِ ينطلقُ
          أأكتبُ الشّـِعرَ أم أُهـديكِ قافلةً
          من الورودِ عليها القلبُ والحَـدَقُ
          ورمزُ اسمـِكِ مكتُوبٌ على شَفَتي
          من قبلِ أن يُولدَ القِرطاسُ والوَرَقُ
          ثروت سليم

        #48
        زمن الغلافسة / عبدالله محمد الناصر

        حكى لي الروائي والقاص الصديق الأستاذ ياسين رفاعية أنه في بداية الستينيات من القرن المنصرم كانت بيروت منطقة جذب لكل انواع الفن والإبداع.. قال: لذا تركت دمشق واستقر بي المقام في بيروت.
        وكانت هناك كاتبة قد أصبحت ذائعة الصيت بعد أن تتلمذت في بدايتها علينا وأخذنا بيدها، فأصبحنا ننشر لها ونعرّفها على الوسط الثقافي حتى نالت شهرة واسعة، ولكنها عندما ذهبت إلى بيروت تنكرت لنا وتجاهلتنا تماماً حيث تخطفتها الأضواء لبراعتها، وفتنتها آنذاك !!

        وكانت هناك كاتبة قد أصبحت ذائعة الصيت بعد أن تتلمذت في بدايتها علينا وأخذنا بيدها، فأصبحنا ننشر لها ونعرّفها على الوسط الثقافي حتى نالت شهرة واسعة، ولكنها عندما ذهبت إلى بيروت تنكرت لنا وتجاهلتنا تماماً حيث تخطفتها الأضواء لبراعتها، وفتنتها آنذاك !!

        أتذكر كلام الصديق ياسين رفاعية وأنا أسمع عن هذه الأسماء التي صارت تظهر على ساحة الكتابة وتمارس مجادلات، ومهارشات ومناكدات سمجة، علماً بانه لا يوجد في تاريخ ثقافتنا سابقة ذكر أوشأن لتلك الأسماء، وهو مايتنافى مع فن الكتابة وأصالتها فالكاتب لا يخرج من تحت الانقاض ولا يخرج من مغارة "على بابا" كما خرج هؤلاء فالكتابة ممارسة وتمرس، وفن وإبداع وأنا متأكد أن كثيراً من هذه الأسماء لا تستطيع كتابة جملة اسطر دونما زلل او خطأ إملائي او نحوي ناهيك عن العمق الفكري والفلسفي، فما سر هذا النبوغ المفاجئ الذي جعل لهؤلاء صولات وجولات وطنيناً مع انهم طبول فارغة في أصلهم الكتابي.؟!

        وأغلب الظن ان هؤلاء ماهم إلا دمى وواجهات تحركهم أصابع مستخفية لأهداف لا علاقة لها بالفن والفكر أوالأخلاق والدين أوالفلسفة.. وإنما لخلق مزيد من التخبط والاضطرابات وإشاعة البلبلة.. ودائماً وفي اوقات المحن يظهر مثل هذا الخشاش، ويعلو صوتهم كدليل على بؤس المرحلة وشقائها..!! والتاريخ مليء بنماذج كثيرة من امثال هؤلاء.. فيروى أن رجلاً اسمه "الغلافس" كان من أغبى خلق الله واخملهم ذكرا، وأقلهم حظا في البيان والمعرفة. غير ان صاحباً له ولاه عملاً في ديوان الكتابة، فأخذ هذا "الغلافس" يأمر وينهى، ويأتي بمخارق عجيبة، ويخوض في أمور لا يفقهها، وليس من اهلها حتى ضجر الناس من هوجه وخرقه ورقاعته، وسخف ما يأتي به وأصبحوا يذمون زمانا أخرج هذا وامثاله فقال أحدهم:

        أقليّ عليّ اللوّم يا ابنة مالكٍ

        وذُمي زَمَانَاً سَادَ فِيه الغَلافسُ

        فهؤلاء الغلافسة لا يقدّرون الفكر حق قدره ولا يملكون من العمق والدراية والتجربة والتأمل مايؤهلهم لأن يخوضوا في فكر وعقل الأمة بقدر ما يظهرون كثيراً من الشعوبية والتأليب على الأمة فكراً وثقافة وأخلاقاً.

        ولذا فإنهم يمارسون طيش الجهال والمراهقين، وأسهل شيء عليهم هو الشتيمة والاستخفاف بالآخرين، والرعونة والاستهزاء، والتهكم البذيء لأن هذ هو كل مايملكون من وسائل المناقشة والجدل بل إن كثيرا من هؤلاء يفتقرون إلى أبسط وأدنى حدود الأدب، الأدب الثقافي والأدب الأخلاقي وقديما قال المتنبي:

        فَقرُ الجهولِ بلا علمٍ إلى أدبٍ

        فَقرُ الحمارِ بلا رأسٍ إلى رَسَنِ

        وكنت استغرب ان يلتفت إليهم بعض المثقفين واصحاب الفكر ويدخلون معهم في مثل هذه اللجاجة والجدل، وهم بذلك إنما يرفعون من شأنهم ويدفعونهم إلى مزيد من الهوج في البحث عن الظهور والشهرة.

        فالرد عليهم ومجادلتهم، يزيدان من لجاجتهم وقذعهم وزيفهم.. اما إذا تركوا فإن شأنهم في النهاية سيكون كشأن صاحبة صديقنا الاستاذ ياسين رفاعية، التي انكشف زيفها وذهبت في ذمة النسيان..

        أما هؤلاء فأنا متأكد أنه عندما ينتهي دورهم فإنهم سيذهبون إلى غير رجعة..!!
        المصدر

        تعليق

        • د.ألق الماضي
          ......
          • Dec 2005
          • 9795
          • sigpic
            ألقٌ من السِحرِ ..أم سِحرٌ بـهِ ألقُ
            وفي حروفِكِ يأتي البدرُ والشـفقُ
            وحِـسُ قلبِكِ أثْـرَىَ لحنَ أغنيتي
            فصـار قلبي على كفَّـيْكِ ينطلقُ
            أأكتبُ الشّـِعرَ أم أُهـديكِ قافلةً
            من الورودِ عليها القلبُ والحَـدَقُ
            ورمزُ اسمـِكِ مكتُوبٌ على شَفَتي
            من قبلِ أن يُولدَ القِرطاسُ والوَرَقُ
            ثروت سليم

          #49
          ثري عصامي.. وآخر متسلق/فهد عامر الأحمدي

          في أمريكا اتضح أن أكثر ثلاث طرق يصبح من خلالها الإنسان ثرياً هي:
          @(واحد): أن يولد لأبوين ثريين!

          @ (اثنان): أن يمارس أعمالاً مخالفة للقانون!

          @ (ثلاثة): أن يتزوج من شخص ثري!

          وهذا الترتيب يلغي "الحلم الأمريكي" ويمحو سمعة أمريكا كأرض للفرص النبيلة والطامعين في الثراء.. صحيح أن هناك من امتلكوا ثرواتهم بالعمل الجاد والابتكار المثمر والابداع المستمر؛ ولكن هؤلاء (مجتمعين) يعدون أقلية أمام من ورثوا المال والثروة بدون جهد أو عمل حقيقي (وتقدر نسبتهم 69% من أثرياء أمريكا)..

          وحين نتحدث عن مخالفة القانون - ودورها في تشكيل الثروة - لا نتحدث فقط عن زعماء العصابات وتهريب المخدرات بل وعن جرائم اقتصادية غير مرئية يقوم بها محترفون يلبسون بذلات أنيقة ويستشيرون متخصصين يعرفون خفايا الأمور..

          أما الزواج من شخص ثري ففرصة يتصيدها البعض كون قوانين الزواج هناك تضمن حصول الزوج أو الزوجة على "نصف" ثروة العائلة عند فسخ العقد ونيل الطلاق (... يعني.. بدل أن تجبر المرأة على رد المهر لزوجها، تنال نصف ثروته نظير قضاء عمرها معه)!!

          ... ولكن.. مقابل هذه الفئة من الأثرياء هناك نوع فريد يستحق الاحترام والثناء فعلاً.. نوع عصامي صعد من الصفر بفضل تعبه وكفاحه وجهده الشخصي فساهم في تنمية المجتمع وخلق حوله فرص عمل جديدة.. وهناك كتاب بهذا المعنى يتحدث عن هذه الفئة العصامية من الأثرياء (يدعى (Millionaire Next Door.. ومنذ البداية يشير المؤلفان توماس ستانلي وويليم دانكو الى أن الاثرياء العصاميين لا تبدو عليهم مظاهر الثراء ولا تنطبق عليهم الصورة النمطية التي نرسمها نحن للأثرياء.. بل من المفاجئ فعلا أن (أصحاب الدخول المرتفعة) هم من تنطبق عليهم هذه الصورة النمطية ويسوّقون انفسهم دائما بمظهر الغنى والثراء الفاحش!

          ومظاهر التواضع التي تبدو على الأثرياء (العصاميين) لاتعني انهم بخلاء او لايمتعون انفسهم؛ ولكنهم فقط لايرون داعيا لشراء سيارة فخمة كل عام او لبس "رولكس" في حين تؤدي "سيكو" الغرض.. وحين لايبدو المليونيرات (كالمليونيرات) فلأن هذا اسلوب عملهم وطبيعة حياتهم التي أصبحوا بفضلها أثرياء - وهو أمر لا يلاحظ لدى من ورث أو تزوج الثروة حيث تطغى مظاهر الغرور والتفاخر!

          وما لفت انتباهي - في الكتاب السابق - قول المؤلفين :

          - إن نصف الأثرياء العصاميين في أمريكا يلبسون ساعات لا يتجاوز ثمنها 235دولارا - وربعهم فقط يلبسون ساعات يفوق ثمنها الألف دولار!

          - وإن نصف هؤلاء لم يشتروا يوما بذلة يتجاوز ثمنها 399دولارا، كما أن نصفهم لم يشتر يوما حذاء يتجاوز ثمنه 140دولارا!!

          - وإن 23% منهم فقط يسوقون سيارات موديل "هذا العام" والبقية موديلات قديمة او سابقة (في حين أتت شاحنة فورد للدفع الرباعي وليس المرسيدس او الفيراري على قمة السيارات المفضلة لديهم)!!

          @ وفي المقابل ينفقون بسخاء - وبلا تردد - حين يتعلق الامر بعلاج أحد افراد العائلة او توفير مستوى تعليمي مرتفع للأبناء او الدخول في صفقة مضمونة أو حتى اخذ إجازة بعد سنوات عمل مرهق!!

          ... أنا شخصيا أملك قناعة قوية بأن ثرياً عصامياً (صعد من الصفر وخلق حوله بيئة عمل وتوظيف) أفضل بمليون مرة من ثري مغرور ورث المال وتحول إلى عبء على المجتمع... وانظر حولك...
          المصدر

          تعليق

          • د.ألق الماضي
            ......
            • Dec 2005
            • 9795
            • sigpic
              ألقٌ من السِحرِ ..أم سِحرٌ بـهِ ألقُ
              وفي حروفِكِ يأتي البدرُ والشـفقُ
              وحِـسُ قلبِكِ أثْـرَىَ لحنَ أغنيتي
              فصـار قلبي على كفَّـيْكِ ينطلقُ
              أأكتبُ الشّـِعرَ أم أُهـديكِ قافلةً
              من الورودِ عليها القلبُ والحَـدَقُ
              ورمزُ اسمـِكِ مكتُوبٌ على شَفَتي
              من قبلِ أن يُولدَ القِرطاسُ والوَرَقُ
              ثروت سليم

            #50
            ماذا ستكتب على الجدار؟/أمل الحسين

            في صباح أحد الأيام بعثت لي صديقة برسالة جوال متضمنة (لكَ 10دقائق للإجابة.. عندك فحم وجنبك جدار ماذا ستكتب عليه؟) مباشرة بعثتُ بجمل طويلة ومختلفة وأظن أنني لم أُبقِ مساحة في الجدار .. أخذت الرسالة وأرسلتها إلى ما يقارب 60شخصية رجالاً - نساء، وشرائح مختلفة مع اختلاف وقت الإرسال فهناك من أرسلت لهم في الصباح الباكر وآخرون في المساء، والليل، لعلمي أن لكل فترة مزاجاً مختلفاً.
            طبعاً أنا أعرف جيداً أن كل من أرسلت لهم ليسوا من فئة كتبة الجدار والعبث بالمرافق العامة، علماً أن الكتابة على الجدران ليست من العبث فالمؤذي ليس فعل الكتابة ولكن ما يكتب، هناك قرى ومدن في دول أوربية جمال جدرانها بما كتب عليها من جمل وعبارات تجبرك على الوقوف أمامها وكأنك تتأمل لوحة فنية بديعة، كما أن لدينا عدداً من المدارس والجهات تزين جدرانها بالكتابات الهادفة والجمل المفيدة، المهم أنها جاءتني ردود رائعة ومختلفة منها دعاء - كوميدي - أمنيات - عاطفي - محبط - مثالي.

            هناك شخصيات كنت اعتقد أن إجاباتهم ستكون عميقة ومؤثرة إلا أنهم اتصلوا بي معتذرين فلم يجدوا ما يكتبونه وقد ظهرت الحيرة فعلاً على أصواتهم!! ..من كنت أعتقد أن إجاباتهم ستكون مرحة كانوا جادين جداً وكأنهم في امتحان ثانوية عامة!! ومن كنت أنتظر منهم إجابات جادة جاءت في منتهى الفكاهة المبكية!!.

            هذه ليست مطالبة بأن تؤخذ الحياة بمرح وتهريج ولكن يبدو أننا لا نعرف كيف نعيش فنأخذ الحياة على وتيرة واحدة أما هزل طوال الوقت أو جدية علماً أن جمال اليوم ما كان إلا لوجود الليل والنهار، النور والظلام، الشمس والقمر، فضلاً عن أنني لمست عدم استيعاب البعض لفحوى الرسالة وأعتقد أن السبب خروجها عن النمطية التي يسير عليها يومنا وحياتنا، كما أتصور أن البعض رأى في الكتابة على الجدران تشويهاً لصورته وهذا ما جعل صديقة بعد أن أرسلت إجابتها تستدرك برسالة سريعة (الكتابة على الجدران سلوك غير حضاري).

            هذه الأسئلة تمارين للعقل والنفس فهي تخرجها عن نمطها، وتتيح للعقل فرصة التخيل، نحن لا نجيد فن الخيال وقد لا ننظر إليه بعين الأهمية، علماً أن ثورة تطوير الذات التي شاعت في المجتمع تدور في دائرة تنشيط الخيال، وثبت علمياً أن الخيال هو أول وأهم مفاتيح الإبداع، لذا جاءت أهمية لعبة ماذا لو؟ وهي لعبة تعني بأن تقول لنفسك مثلاً ماذا لو كان لي أجنحة وحلقت في السماء؟ كثيرون لا يستطيعون حتى أن يتخيلوا هذا الموقف!! هذه الصعوبة هي من أسباب وقوفنا في أماكننا فخيالنا ليس لديه مرونة التغيير!! تنفيذ ماذا لو على أرض الواقع فتح أبواب النجاح والشهرة والمال أمام مغمورين وجعلهم في الصفوف الأمامية؟ أفلام الكرتون التي ينجذب لها الكبار قبل الصغار ألم يكن مصدرها الخيال؟! الألعاب لولا الخيال لما تنوعت وتعددت، ميزة الشعوب المتقدمة تقنياً وثقافياً خيال شعوبها الخصب جداً لذا كل يوم هم في حال أفضل.

            كثيرة هي الرسائل الجميلة التي وصلتني منها لعميدة كلية أرسلت لها الرسالة في الصباح الباكر (على جدران الكلية.. بص شوف بنات كلية..... بيعملوا أيه بأم....) تقصد نفسها، كما أرسلت لي صديقة خيالها رائع (مطلوب عريس غني وفيلا) علماً أنها متزوجة وأم لثلاثة أطفال، بعد مرور ساعتين جاءتني رسالة أخرى (معليش أمسح اللي كتبت وأكتب شي ثاني؟) فقلت لها: اذهبي للجدار الآخر!
            المصدر

            تعليق

            • يوسف أبوسالم
              كاتب مسجل
              • May 2008
              • 1518



              • يوسـف أبوسالم - الأردن
                الموسيقى هي الجمال المسموع


                مدونة الشاعر م.يوسف أبوسالم

              #51
              رد: من كل بستان زهرة...

              جمعة مشمشية


              النفط بالنسبة للفقراء مثل السكري:''ملعون حُرسي'' إن ارتفع، و''ملعون حرسي'' إن انخفض.. وهذا الثبات على السعر الحالي ''50'' دولاراً للبرميل لا يعني الشفاء تماماً من قفزاته، وإنما هو جمعة ''مشمشية'' ما أن يلبث حتى يرتفع.

              هذا ليس رأيي وحسب، فأي شخص ''يلطّش تلطيش'' في الاقتصاد، يدرك أن السعر الذي وصل إليه البرميل قبل أربعة شهور''147'' دولاراً هو غير طبيعي، ولا سعر الــ''47'' دولاراً طبيعي كذلك، هناك نقطة تعادل تمثّل السعر الحقيقي للبرميل لم يثبت عليها الطلب بعد..مما يعني أن ثمة ارتفاعاً جديداً قادماً لا محالة.

              ***
              الارتفاع والانخفاض في أسعار النفط، قدر مثل الحياة والموت لا نستطيع أن نتحكم بهما، لكن نستطيع أن نتحكم بسلوكنا عند تذبذبات الأسعار،ترى ما الذي غيّرناه في سلوكنا كمستهلكين في الشهور الفائتة؟ الجواب لا شيء.

              فقد لاحظنا عندما وصل سعر البرميل إلى 145 دولاراً، كيف زاد الإقبال على سيارات الدفع الرباعي وذات المحرّكات الضخمة وزادت حركة البناء وزادت أسعار المواد الغذائية (بطريقة لا تخضع للمنطق) ..وعندما انخفض الآن سعر البرميل إلى (50) دولاراً، أيضاً زاد الإقبال على سيارات الدفع الرباعي وذات المحركات الضخمة،كما زادت حركة البناء، وزادت أسعار المواد الغذائية أيضا.

              مما يعني أن هناك ''طبقات'' في المجتمع لا تتأثر بالرفع، ولا تفرح بالتنزيل، وهؤلاء مثل الطبيب الذي يجني ثروته من علّة مرضاه، أما الفقراء فهم مثل مريض السكري: ان ارتفع النفط ''غمي''، وان نزل ''غمي''..لأنه ''عالجهتين ماكلها''.

              ***
              تنويه ع الماشي: الفقر والغنى السابق ينطبق على الأشخاص والحكومات على حدّ سواء..والجمعة المشمشية لن تدوم لأحد..

              ***.
              تصطفلوا..

              أحمد حسن الزعبي
              جريدة الرأي الأردنية
              24-11-2008

              تعليق

              • يوسف أبوسالم
                كاتب مسجل
                • May 2008
                • 1518



                • يوسـف أبوسالم - الأردن
                  الموسيقى هي الجمال المسموع


                  مدونة الشاعر م.يوسف أبوسالم

                #52
                رد: من كل بستان زهرة...

                فيلم عن حياة بوش.. مواقف مثيرة للجدل


                الفيلم الجديد دبليو (W) الذي يستعرض فيه المخرج أوليفر ستون حياة وصعود جورج دبليو. بوش هو ثالث فيلم لهذا المخرج الحائز على ثلاث من جوائز الأوسكار يتعلق برئيس أميركي بعد كل من فيلم جي إف كي (1991) ونيكسون (1995). وقد تحدى المخرج أوليفر ستون في فيلم جي إف كي الموقف الرسمي القائل بأن حادث اغتيال الرئيس جون كنيدي كان عملا فرديا ارتكبه لي هارفي أوزوالد، مؤكدا أن وراء حادث الاغتيال مؤامرة واسعة النطاق. كما قدّم في فيلم نيكسون الرئيس ريتشارد نيكسون كسياسي ورئيس يعاني من القلق ويفتقر للثقة بالنفس.

                يتخذ المخرج أوليفر ستون في هذين الفيلمين موقفين مثيرين للجدل في عرضه للأحداث وتقييمه للشخصيات ويصدر الأحكام الجريئة. وتكررت مثل هذه المواقف والأحكام الجريئة في العديد من أفلام المخرج أوليفر ستون، مثل فصيلة (1986) ومولود في الرابع من يوليو (1989) والسماء والأرض (1993)، وهي أفلام لا تترك مجالا للشك في شجبه واستنكاره للحرب في فيتنام. وأكسبته هذه الأفلام وغيرها سمعة كواحد من أكثر السينمائيين الأميركيين إثارة للجدل.
                إلا أن أوليفر ستون يخرج عن نمطه التقليدي في فيلم دبليو الذي يستعرض فيه السيرة الذاتية لجورج بوش بأسلوب موضوعي خال من إصدار الأحكام التي اقترنت بأفلامه السابقة.
                يستمد فيلم دبليو عنوانه من الحرف الأول للاسم الأوسط لجورج بوش، وهو واكر، ويستند الفيلم إلى سيناريو للكاتب السينمائي ستانلي وايزر مبني على أبحاث موثقة ومستفيضة تستعرض حياة جورج دبليو. بوش منذ أيام دراسته بجامعة ييل حيث يصور كشاب ماجن انصب اهتمامه على النساء وشرب الكحول والسيارات، ودأب على الانتقال من وظيفة إلى أخرى، وعانى من الإدمان على شرب الكحول حتى سن الأربعين. كما يصور كشخص يفتقر إلى الثقة بالنفس.
                ويستعرض الفيلم العلاقة المتوترة لجورج بوش الابن بوالده جورج بوش الأب، الرئيس الأميركي السابق الذي يصوره الفيلم كرجل نبيل ومتزن، ومعاناة الابن من غضب والده عليه واستيائه من تفضيل والديه لشقيقه جيب.
                وقد ولّد كل ذلك لدى جورج بوش الابن، العضو الفاشل في أسرة محترمة، الدافع منذ أن هداه الله في سن الأربعين، لإثبات نفسه لأسرته والصعود المستمر في عالم السياسة إلى أن أصبح رئيسا للولايات المتحدة.
                إلا أنه يجد نفسه، كرئيس للبلاد، في أوضاع تفوق قدراته وإمكانياته. ومع أن الفيلم لا يقدّم بوش كشخص سيء، إلا أنه يصوره كشخص غير كفؤ على الإطلاق. وهو يفتقر إلى القدرة على التعامل مع مستشاريه، ويواجه مشكلة في تعامل الآخرين معه بشكل عام. ففي أحد مشاهد الفيلم يفقد أعصابه خلال اجتماع مع كبار المسؤولين حين يبلّغ عن عدم وجود أسلحة دمار شامل في العراق، مما يجعل وزير الخارجية كولين باول يلوذ بالصمت.
                فلا عجب إذن، في ضوء معاناة جورج بوش من عدم الثقة بالنفس، أن أهم القرارات التي اتخذت خلال فترة رئاسته تمت من قبل نائبه المخطط الاستراتيجي المكيافلي ديك تشيني ومستشاره السياسي كارل روف ووزير الدفاع دونالد رمسفيلد.
                من الجوانب المشرقة التي يبرزها الفيلم في حياة جورج بوش لقاؤه واقترانه بزوجته الجميلة لورا التي تمنحه الحب والدعم وتساعده على التخلي عن تعاطي المشروبات الكحولية، مما يساعده على الاحتفاظ بالوظائف التي كان يفقدها.
                يتميز فيلم دبليو بقوة إخراجه على يد المخرج المتمرس أوليفر ستون الذي نجح في تقديم أيام بوش العصيبة من منظور تاريخي وسيكولوجي حتى قبل انتهائها. وتقدّم أحداث الفيلم على خطين متزامنين ينقلان المشاهد من حياة بوش أيام الدراسة الجامعية في أواسط ستينيات القرن الماضي حتى توليه منصب حاكم ولاية تكساس، وإلى فترة رئاسته والإعداد لغزو العراق. وتم تصوير مشاهد الفيلم حسب تسلسلها الزمني .
                كما يتميز الفيلم ببراعة السيناريو والحوار، وبأداء ممثليه الذين تم اختيارهم بعناية، وبينهم من يجمعون بين قوة الأداء والشبه الكبير بالأشخاص الذين مثلوهم على الشاشة. وفي مقدمتهم الممثل جوش برولين الذي تقمص شخصية جورج بوش ببراعة، علما بأن هذا الدور كان قد أسند أصلا للممثل البريطاني كريستيان بيل الذي انسحب من هذا المشروع بعد أن أمضى عدة أسابيع في الإعداد لهذا الدور.
                ويجسد الممثل ريتشارد درايفس شخصية نائب الرئيس ديك تشيني بشكل واقعي. وينطبق ذلك على كل من الممثل جيمس كرومويل في دور جورج بوش الأب والممثلة إيلين بيرستين في دور باربرا بوش والممثلة إليزابيث بانكس في دور لورا بوش والممثلة تاندي نيوتون في دور كوندوليزا رايس.
                افتتح فيلم دبليو في 12 دولة وعرض في مهرجاني أوستن الأميركي وتورين الإيطالي السينمائيين. وأنتج الفيلم بميزانية صغيرة نسبيا بلغت 25 مليون دولار، كما بلغت إيراداته العالمية الإجمالية خلال الشهر الأول لعرضه 27 مليون دولار .

                محمود الزواوي
                الرأي الأردنية

                تعليق

                • يوسف أبوسالم
                  كاتب مسجل
                  • May 2008
                  • 1518



                  • يوسـف أبوسالم - الأردن
                    الموسيقى هي الجمال المسموع


                    مدونة الشاعر م.يوسف أبوسالم

                  #53
                  رد: من كل بستان زهرة...

                  أكل عيش‏..‏ والسلام‏!!‏



                  في بداية تسعينيات القرن الماضي حدث أن شغر منصب رئيس إحدي الهيئات الحكومية الفاعلة وذات الصلة المباشرة بمصالح الجمهور‏,‏ وشعرت بأن ترشيح البديل يمثل مشكلة كبيرة أمام الوزير المختص الذي تربطني به علاقة تأسست علي الثقة والاحترام‏,‏ مما جعلني أسمح لنفسي بأن أطرح عليه مجموعة من أسماء الصف الثاني الذين يمكن أن يملأ أي منهم هذا المنصب الكبير‏,‏ فما كان من الوزير إلا أن ابتسم بطريقة غامضة قائلا‏:‏ لا محدش فيهم ينفع‏..‏ دول كلهم بياكلوا عيش‏!!‏

                  توقفت كثيرا أمام حكاية أكل العيش‏,‏ وتأكدت من صدقية الرجل عندما اتخذ قراره بندب أحد المتخصصين الفاهمين‏,.‏ولكن من خارج القطاع تماما‏,‏ ومع الأيام تأكدت من أن هناك بالفعل فارقا كبيرا بين العمل كـ أكل عيش والعمل القائم علي الخبرة والفهم والإبداع‏!‏ تذكرت هذه الواقعة من النتائج التي أظهرها استطلاع رأي أجراه مؤخرا مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار التابع لمجلس الوزراء‏,‏ الذي تعرض إلي منظومة القيم التي تحكم الشعب المصري‏,‏ ومن بينها قيمة العمل التي جاءت متأخرة‏,‏ حيث اعتبرت عينة الاستطلاع أن العمل مجرد وسيلة لـ أكل العيش‏.‏

                  ومادامت قيمة العمل قد انحدرت من مستوي إثبات الذات والقدرة علي التحدي والإبداع الخلاق‏,‏ إلي هذا المستوي المتدني من أكل العيش‏,‏ فلا يهم هنا أن يكون ذلك العيش مشروعا أو غير مشروع‏,‏ المهم أن يكون عيش أيا كان مصدره‏,‏ بما يفسر حالة الفساد الإداري والأخلاقي التي يقع فيها المواطن في رحلة البحث عن العيش الذي يعني المسكن والسيارة وأرصدة البنوك وجميع المظاهر الاستهلاكية التي سادت المجتمع في الآونة الأخيرة‏.‏

                  ومع اشتداد الصراع علي أكل العيش ضاعت قيم الإنتاج والجودة و الشرف والاستقامة‏..‏ ضاعت قيمة حب العمل لذاته‏,‏ والتفاني في تطويره‏,‏ والإبداع في حل مشكلاته‏,‏ وحلت محلها قيمة الاستسلام التام لكل ما هو قائم مهما كان فاسدا‏..‏ ضاعت قيمة المناقشة والبحث عن الحلول الناجعة‏,‏ وتقدمت قيمة فاسدة مؤداها وأنا مالي‏.‏

                  لا يصح في سبيل أكل العيش أن تهدر الكرامة‏,‏ ولا يجوز أن تداس المبادئ‏,‏ وليس مقبولا أن يذهب البني آدم إلي عمله لمجرد أن يأكل عيشا‏.‏

                  **‏ إنها أزمة إدارة في المقام الأول‏..‏ وأيضا أزمة ناس عايزة تاكل عيش والسلام‏!!


                  محمود السعدني
                  الأهرام المصرية

                  تعليق

                  • د.ألق الماضي
                    ......
                    • Dec 2005
                    • 9795
                    • sigpic
                      ألقٌ من السِحرِ ..أم سِحرٌ بـهِ ألقُ
                      وفي حروفِكِ يأتي البدرُ والشـفقُ
                      وحِـسُ قلبِكِ أثْـرَىَ لحنَ أغنيتي
                      فصـار قلبي على كفَّـيْكِ ينطلقُ
                      أأكتبُ الشّـِعرَ أم أُهـديكِ قافلةً
                      من الورودِ عليها القلبُ والحَـدَقُ
                      ورمزُ اسمـِكِ مكتُوبٌ على شَفَتي
                      من قبلِ أن يُولدَ القِرطاسُ والوَرَقُ
                      ثروت سليم

                    #54
                    امتحانات التايب ولميس/سعد الدوسري

                    الذي عاش مرحلة أوائل التسعينيات الهجرية، ربما يتذكر كيف أن تلفزيوننا (الذي لم يكن فيه سوى قناة واحدة) كان يقلل ساعات البث لمدة شهرين تضامناً مع الامتحانات المدرسية: تخيلوا ليس أسبوعاً أو أسبوعين، بل شهران متتابعان لكي يجبر الطلبة والطالبات على المذاكرة، إذ لم يكن أمامهم من وسائل الترفيه في ذلك الوقت إلاّ التلفزيون بقناته الوحيدة.
                    اليوم، ماذا يحصل؟!

                    تتم في كافة القنوات (وعددها اليوم بالمئات) برمجة المباريات والمسلسلات والأعمال الجاذبة للشباب في أوقات الامتحانات، فتجد الطلبة يعيشون حالة من الانفصام ما بين التلفزيون والكتاب، والمنتصر في النهاية هو التلفزيون، لأن الكتاب المدرسي اليوم صار حشواً غير مدروس وغير متلائم مع شخصية طلبتنا وطالباتنا.

                    والنتيجة النهائية ما هي:

                    الطلبة والطالبات لا يعرفون عن ليبيا سوى طارق التايب، ولا يعلمون عن العراق سوى شذى حسون، أما عن تركيا فيجهلون كل شيء باستثناء مهند ولميس.
                    المصدر

                    تعليق

                    • د.ألق الماضي
                      ......
                      • Dec 2005
                      • 9795
                      • sigpic
                        ألقٌ من السِحرِ ..أم سِحرٌ بـهِ ألقُ
                        وفي حروفِكِ يأتي البدرُ والشـفقُ
                        وحِـسُ قلبِكِ أثْـرَىَ لحنَ أغنيتي
                        فصـار قلبي على كفَّـيْكِ ينطلقُ
                        أأكتبُ الشّـِعرَ أم أُهـديكِ قافلةً
                        من الورودِ عليها القلبُ والحَـدَقُ
                        ورمزُ اسمـِكِ مكتُوبٌ على شَفَتي
                        من قبلِ أن يُولدَ القِرطاسُ والوَرَقُ
                        ثروت سليم

                      #55
                      علاقةالفقربالأدب..ظاهرةعربيةقديمة/فهدالأحمدي

                      جميعنا يعرف - أو على الأقل سمع - بروايات هاري بوتر الموجهة للأطفال.. وبنسبة أقل قد نعرف كاثلين رولينج الفتاة الإنجليزية المغمورة التي كتبت الرواية وابتكرت شخصيتها الرئيسية.. ولكن ما لا يعرفه معظمنا أن دخلها من هذه الرواية وصل إلى 400مليون دولار (عام 2002) و 760مليون دولار (عام 2005) وتجاوز المليار دولار هذه الأيام (... اللهم لا حسد)!!
                      وهذا في الحقيقة مجرد مثال على الفرق الشاسع بين الحالة المادية للمؤلفين "العرب" والمؤلفين "الخوجات".. ففي حين يعجز أغلب المؤلفين العرب عن استرجاع (حتى) ثمن الطباعة يمكن لأي رواية تافهة في الغرب أن تكسب الملايين؛ ويعود السر إلى تفوق سوق الكتب في الغرب من حيث الكم والنوع (حيث يتجاوز عدد القراء في أمريكا وحدها 130مليون نسمة في حين قد تباع كل نسخة ب 40أو 50دولاراً)..

                      فمبيعات الجزء الأول من رواية هاري مثلاً تجاوز 150مليون نسخة (حتى عام 2002) في حين لم يتجاوز مجموع المؤلفات العربية لنفس الفترة (المليون نسخة)... وفي حين تجاوز دخل كاثلين رولينج من أول رواية 400مليون دولار نتذكر بحزن (وقلوب مفطورة) حال المؤلفين العرب في الحاضر والماضي حيث الحقوق مهدورة والكتب مهجورة..

                      والمحزن أكثر أن حال مؤلفينا العرب في الماضي لا تكاد تختلف عنها في الحاضر (حيث غزارة التأليف لا تضمن امتلاء الجيب).. فهناك مثلاً جلال الدين الأسيوطي الذي وضع أكثر من 561كتاباً، وأبويوسف الكندي الذي ألف أكثر من 270كتاباً وأبوبكر الرازي الذي وضع 200كتاب ومع هذا لم يخرج أي منهم من دائرة الفقر أو يستغني عن حسنة الحكام والسلاطين!!

                      .. وحين تأملت شخصياً في هذه المفارقة خرجت (بدون قصد مني) بقائمة منحوسة عن أعظم المؤلفين انتاجاً وأكثرهم فقراً وسوء حظ:

                      @ فهناك مثلاً العالم الموسوعي جلال الدين الأسيوطي (المولود في أسيوط عام 849ه) ووضع 561كتاباً في العلم والأدب والطب والتفسير ومع هذا عاش معظم حياته في المساجد..

                      @ وهناك الكندي ( 800- 873) الذي وضع أكثر من 270كتاباً في الفيزياء والجغرافيا والطب والفلك (واسمه الكامل أبويوسف بن اسحق الكندي وينسب إلى قبيلة كنده العربية)..

                      @ ويأتي في المركز الثالث أبوبكر الرازي الذي ولد في مدينة الري عام 883وله أكثر من مائتي مؤلف ترجم معظمها للغات الأوروبية..

                      @ وهناك الحسن بن الهيثم المولود في البصرة عام 965وله أكثر من مائتي مؤلف فقد معظمها (حتى ان كتابه الشهير في البصريات لم ينج من الضياع إلا بفضل ترجمته للغة اللاتينية حيث عرف باسم الموسوعة البصرية).

                      @ اما عالم الكيمياء جابر بن حيان الكوفي فقد وضع أكثر من مائة مؤلف اصبح لمعظمها تأثير عالمي (واعتبره الغرب مؤسس الأسلوب العلمي التجريبي الذي قامت عليه نهضة العلوم لاحقاً)..

                      @ وأخيراً هناك العالم العربي تقي الدين أحمد بن علي (المقريزي) المولود في القاهرة عام 766وله أكثر من 100كتاب في الجغرافيا والفلك والتاريخ...

                      والمفارقة المؤلمة هنا ان مجمل كتبنا القديمة والحديثة لا تقارن (لا من حيث الدخل أو التوزيع) بُربع ما حققته رواية "هاري بوتر" للأطفال..

                      وفي حين كانت العرب تصف من أفلس بعد غنى بقولهم "أصابته حرفة الأدب" لا يبدو أن شيئاً تغير هذه الأيام حيث لا يجرؤ كاتب عربي على ترك وظيفته الرسمية ليعتاش من تأليف الكتب!
                      المصدر

                      تعليق

                      • د.ألق الماضي
                        ......
                        • Dec 2005
                        • 9795
                        • sigpic
                          ألقٌ من السِحرِ ..أم سِحرٌ بـهِ ألقُ
                          وفي حروفِكِ يأتي البدرُ والشـفقُ
                          وحِـسُ قلبِكِ أثْـرَىَ لحنَ أغنيتي
                          فصـار قلبي على كفَّـيْكِ ينطلقُ
                          أأكتبُ الشّـِعرَ أم أُهـديكِ قافلةً
                          من الورودِ عليها القلبُ والحَـدَقُ
                          ورمزُ اسمـِكِ مكتُوبٌ على شَفَتي
                          من قبلِ أن يُولدَ القِرطاسُ والوَرَقُ
                          ثروت سليم

                        #56
                        ظاهرة المصائر المشتركة/فهد عامر الأحمدي

                        أحد الزملاء في جريدة "الرياض" أخبرني قصة غريبة عن توأمين توفيا قبل عدة أعوام في حادث سيارة.. والغريب هنا ليس الوفاة ذاتها بل في حدوثها (بنفس الوقت في موقعين منفصلين) الأول في طريق الملك فهد، والثاني في طريق الثمامة!!
                        واليوم تذكرت هذه القصة أثناء قراءتي عن حادثين منفصلين وقعا في فنلندا لشقيقين توأمين في نفس الوقت وعلى نفس الطريق .. وقال الضابط المسؤول "حين انتهينا من الحادث الأول ذهبنا إلى الحادث الثاني وصعقنا حين وجدنا نفس الشخص في سيارة مختلفة على بعد ثلاثمائة متر"!!

                        .. وفي الحقيقة؛ من غير المستغرب أن يكون للتوائم نفس الاهتمامات والمواهب والطموحات (كونهما نشآ في نفس المنزل وذات البيئة) ولكن الغريب أن يمرا بنفس الظروف الحياتية والمكاسب الاجتماعية (رغم انفصالهما منذ الولادة) ثم يموتان بنفس الطريقة!!

                        وهناك أكثر من حالة من هذا النوع درسها عالم النفس توم بوشارد من جامعة منسوتا الأمريكية الذي لفت انتباهه قصة جيم لويس الذي اكتشف أن له أخاً توأماً تبنته إحدى العائلات فور ولادتهما عام 1949.وبعد ستة أسابيع من البحث طرق باب أخيه سبرنكر في بلدة دايتون واكتشفا مسلسل المصادفات الغريبة التي مرا بها؛ فكلاهما عانى من نفس المشاكل الصحية، وكلاهما اعتاد قضم أظافره والتبول اللإرادي في طفولته، كما عانى كلاهما من الصداع النصفي وتقلب المزاج وزيادة الوزن..

                        ورغم إمكانية إعادة تشابهما الصحي إلى أصلهما المشترك إلا أن ما يصعب تفسيره هو المصادفات الاجتماعية خارج حدود جيناتهما الوراثية.. فقد اتضح من سجلاتهما المدنية أن لويس وسبرنكر تزوجا في نفس التاريخ من فتاتين تدعيان "ليندا" وانفصلا لاحقاً في نفس الشهر. ثم تزوجا من فتاتين تدعيان "بيتي" ورزقا بطفلين سمياهما "جيمس" و"آلن".. كما عمل كلاهما في مطاعم ماكدونالدز ومحطة للوقود وأخيراً في وظيفة "شريف" في نفس التاريخ..

                        ولم يتوقف الدكتور بوشارد عند هذه الحالة؛ فقد استمر في البحث عن توائم متطابقة انفصلت عن بعضها منذ الولادة. وفي السنوات الأولى اكتشف أربعة وثلاثين زوجاً من التوائم مروا بمصادفات لا يمكن تفسيرها بشكل منطقي. ومن الحالات التي عثر عليها التوأم دوري وبيرجين اللتان بدأتا كتابة يومياتهما منذ عام 1962بنفس الترتيب وألوان الحبر ونوع الدفاتر.. وحين أجرى الدكتور بوشارد اختباراً لحاصل ذكائهما لم يدهشه تساوي النتيجة بقدر دهشته أن لكل منهما ابناً يدعى أحدهما (ريتشارد أندريو) والآخر (أندريو ريتشارد)!

                        .. كما درس حالة التوأمين أوسكار وجاك اللذين تفرقا بعد شهرين من ولادتهما حين أخذ الأب أوسكار إلى موطنه ألمانيا فيما بقي جاك مع والدته في انجلترا. ولم يتقابلا إلا عام 1979واكتشفا اشتراكهما في نفس التصرفات والعادات والسمات الشخصية؛ فكلاهما مثلاً كان يرتدي نفس النظارة، ويفضلان رياضة الغولف، ويضعان بشكل دائم سِوارا من المطاط حول معصميهما - بل وكانا يعمدان إلى العطس بصوت مرتفع في المطاعم ليرفها عن الرواد.. التناقض الملفت أن أوسكار انضم في شبابه إلى الحزب النازي المعادي لليهود، في حين تربى جاك في بيئة يهودية محافظة!

                        ... ورغم افتراض الدكتور بوشارد علاقة ما يحدث بظاهرة التخاطر (الذي ثبت حدوثها بين التوائم بشكل أقوى من بقية البشر) إلا أنني أجد في الأمر حقيقة أكبر من ذلك.. فطالما قُدر للتوائم الاشتراك بنفس الهيئة والملامح، فما المانع في اشتراكهما بنفس المصير والقدر!!؟
                        المصدر

                        تعليق

                        • د.ألق الماضي
                          ......
                          • Dec 2005
                          • 9795
                          • sigpic
                            ألقٌ من السِحرِ ..أم سِحرٌ بـهِ ألقُ
                            وفي حروفِكِ يأتي البدرُ والشـفقُ
                            وحِـسُ قلبِكِ أثْـرَىَ لحنَ أغنيتي
                            فصـار قلبي على كفَّـيْكِ ينطلقُ
                            أأكتبُ الشّـِعرَ أم أُهـديكِ قافلةً
                            من الورودِ عليها القلبُ والحَـدَقُ
                            ورمزُ اسمـِكِ مكتُوبٌ على شَفَتي
                            من قبلِ أن يُولدَ القِرطاسُ والوَرَقُ
                            ثروت سليم

                          #57
                          الناس ليست فقط.. معادن / فهد عامر الأحمدي

                          قبل ميلاد المسيح بخمسمئة عام ربط أبقراط (ويلقبه العرب بأبو الطب) بين أمزجة الناس وأربعة أخلاط أساسية في الجسم.. فهناك صاحب المزاج الدموي (وهو نشيط متفائل ولكنه ملول) والمزاج السوداوي (وهو مزاجي متقلب سريع الغضب) والمزاج الصفراوي (وهو مندفع متهيج يفعل ثم يفكر) أما المزاج الرابع فهو البلغمي (وهو هادئ خامل يصعب استفزازه)!!
                          ... ومن الواضح ان العرب تأثروا بفكرة الاغريق حول الأمزجة والعناصر الأربعة ؛ فابن القيم مثلا شخّص رمد العين بقوله: «هو ورم دموي حار يعرض في العين وسببه انصباب احد الأخلاط الاربعة».. وجاء في شرح العقيدة الطحاوية: «غضب الملائكة لا يجب ان يكون مماثلا لغضب الآدميين لأن الملائكة ليسوا من الأخلاط الأربعة حتى تغلي دماء قلوبهم كما يغلي دم الانسان»!

                          .. ورغم صعوبة تصنيف الناس بهذه الطريقة ؛ إلا أن فكرة تقسيم البشر الى أربعة أمزجة أو طبائع ظهرت على مر القرون والثقافات بأثواب وصور مختلفة (ولا أعرف سر اتفاقها على الرقم أربعة)..

                          فالفراسة في الصين مثلا تعتمد على دراسة أشكال الوجه الأربعة ؛ فهناك صاحب الوجة المثلث (ويتميز بالذكاء والإصرار وشدة الحساسية) والوجة المربع (وهو حاد تنافسي يعمل بتخطيط) والوجة المستطيل (وهو عفوي هادئ يفكر للمدى الطويل) والوجة الدائري (وهو اجتماعي عشوائي محب للراحة)..

                          والعجيب أن فكرة تربيع - إن جاز التعبير- رافقتنا حتى هذه الأيام.. فمن المعروف مثلا ان العالم النمساوي كارل لاندشتاينر اكتشف فصائل الدم الأربعة في بداية القرن العشرين. وبعده بفترة بسيطة لاحظ العالم الياباني توشيكا نومي ان طبائع وأمزجة البشر يمكن تقسيمها ايضا حسب هذه الفصائل. فقد لاحظ ان من يحملون الفصيلة A جادون وحذرون ويهتمون بالتفاصيل. ومن يحملون الفصيلة B مرنون ابداعيون ويتحاشون التقليد. ومن يحملون الفصيلة O واقعيون واضحون يعشقون القيادة. اما من يحملون الفصيلة AB فاجتماعيون فكاهيون وينجحون في مجال السياسة والسينما..

                          وبعد توشيكا حدد عالم النفس السويسري كارل يونج اربعة انماط للشخصية هي: النمط الانطوائي ، والانبساطي ، والحركي ، والادراكي..

                          وفي عقد الخمسينات اكتشف العالم الامريكي جي واطسون الشريط الوراثي للانسان (DNA) الذي يتكون من أربعة اجزاء تقدم في تكرارها تفسيرا وراثيا لطبائع الانسان الاربعة..

                          .. أما الطبيب ايليوت برافانيل فاكتشف وجود صلة بين شكل الجسم وأربعة أنماط للشخصية هي الجسم المتناسق (ويتميز صاحبه بالثقة والعناد والفعالية) والسمين (وصاحبه مرح اجتماعي طلق) والكمثري الممتلئ من الاسفل (ويتميز صاحبه بحب الرعاية والاهتمام والهدوء) والادرنالي المكتنز في منطقة البطن (وهو عنيد مقتدر لحوح)!

                          .. ورغم اتفاق معظم الثقافات على وجود أربعة تقسيمات - أو قوالب أساسية - للشخصية ؛ إلا انه يصعب تأكيدها أو إصدار حكم نهائي بخصوصها.. وحتى في حال إثبات وجودها قد تتداخل فيما بينها - وبنسب متفاوتة - فتعطينا تلك المفارقات والمزايا الثانوية الصغيرة في كل شخصية..
                          ورغم هذا نلاحظ أن الناس (حين يحكمون على شخص معين) يلبسونه طابعاً واحداً ويضعونه في قالب صارم ويغلقون عليه الصندوق الى الأبد!!
                          المصدر

                          تعليق

                          • د.ألق الماضي
                            ......
                            • Dec 2005
                            • 9795
                            • sigpic
                              ألقٌ من السِحرِ ..أم سِحرٌ بـهِ ألقُ
                              وفي حروفِكِ يأتي البدرُ والشـفقُ
                              وحِـسُ قلبِكِ أثْـرَىَ لحنَ أغنيتي
                              فصـار قلبي على كفَّـيْكِ ينطلقُ
                              أأكتبُ الشّـِعرَ أم أُهـديكِ قافلةً
                              من الورودِ عليها القلبُ والحَـدَقُ
                              ورمزُ اسمـِكِ مكتُوبٌ على شَفَتي
                              من قبلِ أن يُولدَ القِرطاسُ والوَرَقُ
                              ثروت سليم

                            #58
                            تجديد الزوجات/د. حنان حسن عطاالله

                            يبدو أن رجالنا مغرمون بتجديد سياراتهم وزوجاتهم. ولعل تجديد السيارت تعودنا عليه ولايمس مشاعرنا. ولكن تجديد الزوجات أصبح موضة منتشرة بين رجالنا ولم لا.... فزوجة أم العيال وهي الأولى وقبل أن ينتشر التعليم فهي كما نقول «ماتفك الخط». ثم الزوجة المتعلمة التي تدرس أولادها وأولاد أم العيال وممكن عيال الجيران ويناديها الزوج بالمدام.
                            ثم ومع خسارة الأسهم وتدني المستوى الاقتصادي للأسرة فإنه حان الوقت لإسعاف الأسرة مادياً بالزواج من موظفة تنعش الأسرة وتخرجها من غرفة العناية المركزة وهذه تنادى بالأبلة احتراماً لها.

                            وبعض الرجال يريد زوجة دبلوماسية للسفر. بمعنى زوجة في أرض الوطن تجيد تعبئة الشنط وتقرأ على المحروس المعوذتين عند سفره. وزوجة تعرف كيف تربط وتحل حزام الطيارة، وكيف تتعامل مع الفنادق والمطاعم. ومستعدة للجلوس معه في مقاهي الشانزلزيه في فرنسا. والتسوق في شارع إكسفورد في بريطانيا.

                            واخيراً سمعت أن أحدهم يبحث عن زوجة عقيم لجو من الهدوء والسكينة والرومانسية لايقطعه ضجيج وصراخ الأطفال.

                            وهكذا زوجة لكل زمان وحسب مستجدات العصر ومايطرأ من ظروف في حياة الرجل وأسرته.

                            ولذا يكون لدينا خمسة أنواع من الزوجات: الزوجة التقليدية، والزوجة المتعلمة، والزوجة الموظفة، والزوجة الدبلوماسية، والزوجة الرومانسية.

                            في الماضي كان تعدد الزوجات يتم بطريقة عرضية وربما تم في فترة زمنية قصيرة ولا علاقة له بمستجدات الحياة. والآن اتخذ الطابع الطولي من حيث الزمن والحاجة.

                            وأنا متأكدة أنه عندما يسمح للمرأة بقيادة السيارة ستكون الزوجة التي تضاف للقائمة هي التي تحمل رخصة قيادة، وسيكون مهرها سيارة فان كبيرة لتكفي الأسرة الكريمة.
                            المصدر

                            تعليق

                            • د.ألق الماضي
                              ......
                              • Dec 2005
                              • 9795
                              • sigpic
                                ألقٌ من السِحرِ ..أم سِحرٌ بـهِ ألقُ
                                وفي حروفِكِ يأتي البدرُ والشـفقُ
                                وحِـسُ قلبِكِ أثْـرَىَ لحنَ أغنيتي
                                فصـار قلبي على كفَّـيْكِ ينطلقُ
                                أأكتبُ الشّـِعرَ أم أُهـديكِ قافلةً
                                من الورودِ عليها القلبُ والحَـدَقُ
                                ورمزُ اسمـِكِ مكتُوبٌ على شَفَتي
                                من قبلِ أن يُولدَ القِرطاسُ والوَرَقُ
                                ثروت سليم

                              #59
                              اعملْ بكفاءة أكثر ..وجهد أقل/فهد عامر الأحمدي

                              ليس صحيحا أن أعظم المكاسب تتطلب قدرا أعظم من الجهد والعرق والتعب .. بل على العكس تماما يبدو أن سنة الله في خلقه هي محاولة فعل العكس تماما ... محاولة العمل بأقل جهد وطاقة مبذولة (مع) تحقيق أكبر قدر من الربح والمكاسب الممكنة ..
                              خذ كمثال أي موظف أو عامل تعرفه يعمل لديك في المكتب أو المنزل .. ستلاحظ سعيه الدائم إلى إراحة نفسه وتخفيف الضغط الملقى على عاتقه وفي نفس الوقت تحقيق أكبر راتب أو دخل ممكن .. وفي عالم الحيوان تحاول ذوات الأنياب اصطياد فرائسها بأقل جهد ممكن من خلال التربص وانتظار حضور الفريسة بنفسها وحتى حين تقرر الانطلاق خلفها قد تتوقف فجأة مدركة أن بذل المزيد من الجهد لايساوى القيمة الغذائية للفريسة .. أما في الفضاء الخارجي فمن الملاحظ أن الكواكب وكافة الأجرام تدور دائما في المسار الأكثر سهولة والأقل جهدا بالنسبة لها (وهو المسار الذي تتعادل فيه جاذبية الشمس مع قوة الطرد للكوكب ذاته) .. ونفس الظاهرة تلاحظ على مستوى الذرة والإلكترونيات حيث تدور الأخيرة حول النواة في المدار الأكثر راحة وتوفيرا للجهد والطاقة (وترفض مغادرة مدارها المريح بغير طاقة خارجية أعظم)!

                              ... وبما انك جزء من هذا الكون فمن حقك أيضا محاولة تحقيق أكبر مكسب ممكن بأقل جهد مبذول (سواء في حياتك المهنية أو الأسرية أو الاجتماعية) .. وسعيك لهذا الهدف لا يتطلب منك الخداع أو التحايل (فالذرات والكواكب لاتفهم هذين المصطلحين) بل انجاز مهامك اليومية بأفضل وأسرع طريقة ممكنة .. ففي دوامك اليومي مثلا تلاحظ أن معظم زملائك يسعون لبذل أقل جهد ممكن من خلال مراكمة الملفات وتجاهل المهام وترك مكاتبهم لفترات طويلة ؛ في حين يمكنك فعل الشيء نفسه (ولكن) من خلال التركيز على إنهاء مهامك اليومية بأفضل وأقصر وقت ممكنين .. وكنت شخصيا قد اكتشفت أثناء عملي في التعليم وإمارة المدينة أن المهام المطلوبة خلال ثماني ساعات يمكن إنهاؤها خلال ساعتين أو ثلاث (بشرط إغلاق الباب واعتزال الزملاء وقفل الجوال وتجاهل الصحف اليومية) .. وبهذه الطريقة ستوفر وقتا طويلا وجهدا متراكما دون أن تخدع أحدا أو تعاني من التوتر والتوبيخ الناجم عن تجاهل مهامك الفعلية !

                              ... ورغم أن المقصود من هذا المقال لفت انتباهك إلى هذه الحقيقة (وليس تقديم نصائح أو إرشادات عملية) إلا أن هناك قاعدة عامة سبق وتحدثت عنها قد تفيدك عند محاولة الجمع بين هذين الهدفين .. وهي قاعدة تدعى (80/ 20) ومفادها أن 80% من النتائج والمكاسب التي نحققها في حياتنا تعود إلى 20% من الجهد والوقت الذي نبذله خلالها ؛ فرجل الأعمال (مثلا) يلاحظ أن 80% من أرباحه تأتي من 20% من حجم أعماله في حين تعاني البقية من التعثر أو ضعف الأرباح .. وعلى نطاق الدول يلاحظ أن 80% من الدخل القومي يأتي من مصدر واحد (كالنفط) لا يشكل سوى 20% من حجم الأعمال فيها .. وحتى على مستوى المجتمع تلاحظ أن 80% من النتائج (الحسن منها والسيئ) يقف وراءه 20% من الأفراد فقط ...

                              وحين تدرك هذه الحقيقة سترتفع لديك نسبة التنبه للعادات والتصرفات والمهارات التي ترفع من كفاءتك وفعاليتك في كل مجال (وتحقق 80% من مكاسبك ونتائجك اليومية) وفي المقابل حاول التخلص من العادات والتصرفات والأعمال التي تتطلب جهدا عظيما وطاقة عصبية ونفسية كبيرة مقابل نتائج ضعيفة أو مكاسب تافهة !!!

                              ... باختصار كن مثل الفهد الذي يعرف من أول نظرة هل الطريدة التي أمامه تستحق بذل الجهد خلفها ..

                              وإن كان الجواب (لا) يجب أن تفكر في أسرها بأقل طاقة ووقت ممكن !!
                              المصدر

                              تعليق

                              • د.ألق الماضي
                                ......
                                • Dec 2005
                                • 9795
                                • sigpic
                                  ألقٌ من السِحرِ ..أم سِحرٌ بـهِ ألقُ
                                  وفي حروفِكِ يأتي البدرُ والشـفقُ
                                  وحِـسُ قلبِكِ أثْـرَىَ لحنَ أغنيتي
                                  فصـار قلبي على كفَّـيْكِ ينطلقُ
                                  أأكتبُ الشّـِعرَ أم أُهـديكِ قافلةً
                                  من الورودِ عليها القلبُ والحَـدَقُ
                                  ورمزُ اسمـِكِ مكتُوبٌ على شَفَتي
                                  من قبلِ أن يُولدَ القِرطاسُ والوَرَقُ
                                  ثروت سليم

                                #60
                                صديق كالداء لا تحتاج إليه/نايف رشدان

                                من المأثورات الزكية أن الأخ الصالح خير لك من نفسك، وذاك بأن النفس أمّارة بالسوء، والأخ الصادق لا يأمرك إلا بخير، فتبين في الرفاق وكن على حذر في الاصطفاء، حتى تجد لك أخاً أو صاحباً، يعينك في مشورة أو يقف معك في معضلة أو يسندك في ملمة، ومن وجد له رفيقاً صفياً صادقاً أمن الوقوع في الطريق اللزجة، وأمن التيه في المسالك المتعرجة، وكان عمر بن الخطاب يقول: «ما وجدنا شيئاً أبلغ في خير ولا شر من صاحب». ونصح علي بن أبي طالب ابنه ذات يوم فقال: «يا بني اعلم أن الغريب من لم يكن له حبيب». وما ضاقت الأرض على امرئ اتخذ له أعواناً وأحباباً وإخواناً، يؤنسون وحشته، ويقيلون عثرته، ويدعمون صحبته، ويصححون زلته، ويقيمون اعوجاجه، ويقضون له الحاجة، ويستدركون عليه ما يفوت، ويتحدثون إن أدركه السكوت، ولا أعظم من الحصول على أخ صادق صدوق من التفريط في حقه وتضييع صداقته، وقد قال صفوان بن خالد مشيراً إلى فضل الحفاظ على الأخوة: «إن أعجز الناس من قصّر في طلب الإخوان وأعجز منه من ضيّع مَنْ ظفر به منهم». وقيمة الأخ أنه إضافة جديدة إلى الأسرة وعون له في العسرة، فإن الصديق المساعد عَضُد وساعد، وكثرة الإخوان مثمرة لا مفرقة، فهذا الشافعي يقول:

                                وأكثر من الإخوان ما استطعت، إنهم

                                بطون إذا استنجدتهم وظهور

                                وليس كثيراً ألف خلٍ لواحدٍ

                                وإن عدواً واحداً لكثيرُ

                                وكان من نصائح لقمان يعظ ابنه ويرشده «.. يا بني ليكن أول شيء تكتسبه بعد الإيمان خليلاً صالحاً، فإنما مثل الخليل كمثل الشجرة، إن قعدت في ظلها أظلتك وإن احتطبت منها حطباً نفعك، وإن أكلت من ثمرها وجدته طيباً».

                                ولا تعدم الأجيال أن تنجب أمثال هؤلاء الحميمين الأعزاء، حتى تحت ظلال هذه الحياة المعاصرة المفعمة بالتحولات والتقلبات وأوهام المصالح والانتفاع، لكن وجود الشرفاء من الإخوان مرهون بسلامة النوايا، وصدق العطاء والمداراة، وحرص كل امرئ على حماية ظهر أخيه، وإذا تغاضى عن زلاته، وطوى أضلعه على قلب محب مشفق، عندها تكون الأخوة أنموذجاً ومعنى حقيقياً للحياة، فالصدق هو الأساس في أي علاقة على وجه الأرض، فإن كان كل شيء دون «الصدق» لم يكن أي شيء «للصديق»، وأطرف تقسيمات الأخوة والأصدقاء ما فعله المأمون حين أحالهم إلى طبقات ثلاث:

                                ١) طبقة كالغذاء لا يُستغنى عنه أبداً.

                                ٢) طبقة كالدواء لا تحتاج إليه دوماً.

                                ٣) طبقة كالداء لا تحتاج إليه أبداً.

                                أما أنا فقد أضيف على الصديق وجود العدو، فإن أنفع ما تصيب من ثمار الحياة، عدو يستحثك على اتقان العمل، وإحسان الأداء، والحرص على الكمال ما استطعت، وذلك لا تفعله في حضرة الصديق، بل أرى أن يصدق المرء في مشورته للصديق والعدو على حد سواء، فالصديق يرضى عنك بقضاء شأنه، والعدو يهابك لصواب رأيك.

                                المصدر

                                تعليق

                                المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                                حفظ-تلقائي
                                إدراج: مصغرة صغير متوسط كبير الحجم الكامل إزالة  
                                أو نوع الملف مسموح به: jpg, jpeg, png, gif, webp

                                رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                                صورة التسجيل تحديث الصورة
                                يعمل...