تأوّهات على جمر الصبر
*****
قفـي المطـيَّ علـى أطـلال منزلـه
وأسمعي الشوقَ إن الصمتَ يُفزعُـهُ
ولترقمـي بدمـوع العيـن قصـتـه
فكـم جـرت بربـوع الـدار أدمعُـه
مــا زال يؤنـسـه وُدٌّ ويوحـشـه
بُعْـدٌ ويدهمـه خــوف يـروّعُـه
والله يشهـد كـم فاضـت جوانحـه
بالبشر إذ كان مـن عينيـك مطلِعُـه
وكان في صبـوات العمـر مضطلعـا
بالحلم تبني قصـورَ السحـر أضلُعـه
لا يأس يغزو، فمن ضرع الضريع غدا
يرجـو وتحتلـب الآمـالَ أصبـعُـه
وأخلـص الـودّ مـذ كبَّلتِـه فـغـدا
من سحر عينيك نهـرُ الـودّ منبعُـه
كم راودتـه خيـالاتُ الهـوى فبنـى
منهـا حيـاة ببـيـت راح يرفـعـه
رآك حوريـة العمـر التـي قُـدِرت
له عروسـا مـن الآهـات تنزِعُـه
حيث السكينـة فـي جفنيـك أغنيـة
يرنو لها رغم طول الصمت مسمعُـه
وكـم تصـوّر أبنـاء لـه نسـلـوا
من صلبه الغضّ في روض يساجعـه
يهفو إلـى عشّـه الـورديّ تملـؤه
زغـبُ الحواصـل تغريـدا ترجّعُـه
وهدهـدت طفلـةَ الأحـلام بسمـتُـه
وهزهزت مهدهـا السحـريّ أذرُعُـه
لكن تقوضـتِ الآمـالُ مـذ زحفـتْ
مخـاوفُ العقـمِ فاهتـزتْ مضاجعـه
سبع عجاف وما من طفلـة صرخـت
من رحـم زوجٍ ولا لاحـت ودائعـه
ولا الطبيب الـذي يرجـوه يسعفـه
ولا المشافـي التـي راحـتْ تتابعـه
سبع عجاف وما من بهجـة سنحـت
إذ يقصف الدهر ما قد كـان يزرعـه
والان لا بسمـة الماضـي تــرادوه
ولا الطيـور التـي رفّـت تُمَتِّـعـه
ولا الأمـان تغشّـى قلـبـه قـمـرا
من بعد أن راحت الأحـزان تقرعـه
فبيتـه الـوادع المسكيـن مقـبـرة
وروضه اليانـع المخضـلّ يصفعـه
فكيـف يحيـا بـلا طفـل يعانـقـه
إذ يدخـلِ البيـتَ أو طفـلٍ يشيّعـه
وكيف يضحك والألعـاب قـد وقفـتْ
على الرفـوف بـلا لطـف تقطّعـه
وكيـف يبصـر والأركـان مظلمـة
من غير طفل يضيء البيـتَ مطلِعـه
" لا تعذليـه " إذا فاضـت محاجـره
فثورة الحزن في الأضـلاع تسفعـه
ضاق الفضاء فـلا الآفـاق مشرعـة
علـى الحيـاة ولا الأحـلام تدفـعـه
مـا راح مـن ألـم إلا إلـى ألــم
يـكـاد يقتـلـه لــولا تضـرُّعـه
يرى الصغار فيذوي غصـن فرحتـه
ويستبـد بـه يــأس يضعضـعـه
فبسمة الطفل في جنبيه طعـن مُـدى
وصرخة الطفل في الحـارات تُوجعـه
مـدي إليـه يـدا بالرفـق حانـيـةً
فلست وحدك مـن ضاقـتْ أضالعـه
ولست وحـدك مـن هدّتـه جائحـة
ولست وحدك مـن فاضـت مدامعـه
أتطلبيـن صكـوك الهجـر صارمـة
مـن القضـاء لعـلّ الحُكْـمَ يخلعُـه
أتنشريـن كتـاب الـسـرّ باسـمـة
أليـس يكفـيـه أهــوال تفجّـعـه
أليس من حقـه أن تصبـري زمنـا
فـربَّ صبـر يواسـيـه وينفـعـه
لا تذبحيـه بسيـف الهجـر ناكـثـة
عهـدا توثـق بالأيـمـانِ أجمـعـه
فقـدرة الله أعطـت مثـلـه ولــدا
من بعد يأس طغى في القلب يصدعـه
واستذكري قدرة الرحمـن إذ منحـت
"يحيى" لمن طال في الأقصى تخشّعـه
ما زال فـي الطـب آمـال تـراوده
وفـي إرادة ربِّ الـكـون مطمـعـه
*****
قفـي المطـيَّ علـى أطـلال منزلـه
وأسمعي الشوقَ إن الصمتَ يُفزعُـهُ
ولترقمـي بدمـوع العيـن قصـتـه
فكـم جـرت بربـوع الـدار أدمعُـه
مــا زال يؤنـسـه وُدٌّ ويوحـشـه
بُعْـدٌ ويدهمـه خــوف يـروّعُـه
والله يشهـد كـم فاضـت جوانحـه
بالبشر إذ كان مـن عينيـك مطلِعُـه
وكان في صبـوات العمـر مضطلعـا
بالحلم تبني قصـورَ السحـر أضلُعـه
لا يأس يغزو، فمن ضرع الضريع غدا
يرجـو وتحتلـب الآمـالَ أصبـعُـه
وأخلـص الـودّ مـذ كبَّلتِـه فـغـدا
من سحر عينيك نهـرُ الـودّ منبعُـه
كم راودتـه خيـالاتُ الهـوى فبنـى
منهـا حيـاة ببـيـت راح يرفـعـه
رآك حوريـة العمـر التـي قُـدِرت
له عروسـا مـن الآهـات تنزِعُـه
حيث السكينـة فـي جفنيـك أغنيـة
يرنو لها رغم طول الصمت مسمعُـه
وكـم تصـوّر أبنـاء لـه نسـلـوا
من صلبه الغضّ في روض يساجعـه
يهفو إلـى عشّـه الـورديّ تملـؤه
زغـبُ الحواصـل تغريـدا ترجّعُـه
وهدهـدت طفلـةَ الأحـلام بسمـتُـه
وهزهزت مهدهـا السحـريّ أذرُعُـه
لكن تقوضـتِ الآمـالُ مـذ زحفـتْ
مخـاوفُ العقـمِ فاهتـزتْ مضاجعـه
سبع عجاف وما من طفلـة صرخـت
من رحـم زوجٍ ولا لاحـت ودائعـه
ولا الطبيب الـذي يرجـوه يسعفـه
ولا المشافـي التـي راحـتْ تتابعـه
سبع عجاف وما من بهجـة سنحـت
إذ يقصف الدهر ما قد كـان يزرعـه
والان لا بسمـة الماضـي تــرادوه
ولا الطيـور التـي رفّـت تُمَتِّـعـه
ولا الأمـان تغشّـى قلـبـه قـمـرا
من بعد أن راحت الأحـزان تقرعـه
فبيتـه الـوادع المسكيـن مقـبـرة
وروضه اليانـع المخضـلّ يصفعـه
فكيـف يحيـا بـلا طفـل يعانـقـه
إذ يدخـلِ البيـتَ أو طفـلٍ يشيّعـه
وكيف يضحك والألعـاب قـد وقفـتْ
على الرفـوف بـلا لطـف تقطّعـه
وكيـف يبصـر والأركـان مظلمـة
من غير طفل يضيء البيـتَ مطلِعـه
" لا تعذليـه " إذا فاضـت محاجـره
فثورة الحزن في الأضـلاع تسفعـه
ضاق الفضاء فـلا الآفـاق مشرعـة
علـى الحيـاة ولا الأحـلام تدفـعـه
مـا راح مـن ألـم إلا إلـى ألــم
يـكـاد يقتـلـه لــولا تضـرُّعـه
يرى الصغار فيذوي غصـن فرحتـه
ويستبـد بـه يــأس يضعضـعـه
فبسمة الطفل في جنبيه طعـن مُـدى
وصرخة الطفل في الحـارات تُوجعـه
مـدي إليـه يـدا بالرفـق حانـيـةً
فلست وحدك مـن ضاقـتْ أضالعـه
ولست وحـدك مـن هدّتـه جائحـة
ولست وحدك مـن فاضـت مدامعـه
أتطلبيـن صكـوك الهجـر صارمـة
مـن القضـاء لعـلّ الحُكْـمَ يخلعُـه
أتنشريـن كتـاب الـسـرّ باسـمـة
أليـس يكفـيـه أهــوال تفجّـعـه
أليس من حقـه أن تصبـري زمنـا
فـربَّ صبـر يواسـيـه وينفـعـه
لا تذبحيـه بسيـف الهجـر ناكـثـة
عهـدا توثـق بالأيـمـانِ أجمـعـه
فقـدرة الله أعطـت مثـلـه ولــدا
من بعد يأس طغى في القلب يصدعـه
واستذكري قدرة الرحمـن إذ منحـت
"يحيى" لمن طال في الأقصى تخشّعـه
ما زال فـي الطـب آمـال تـراوده
وفـي إرادة ربِّ الـكـون مطمـعـه
يوسف احمد / فلسطين
تعليق