الصور

تقليص

لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

تفاصيل المؤامرة!!

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • ريم محمد
    كاتب مسجل
    • Feb 2008
    • 118
    • (على المرء أن يسعى و ليس عليه إدراك النجاح)

    تفاصيل المؤامرة!!


    يسير منكسا رأسه ..مبعثر الخطى في طريق طويل .. طويل لا نهاية تلوح له..
    يقف كل لحظة.. يظل متشبثا بأمل بعيد .. يبتسم..ثم يعبس..و يكمل المسير ..
    على طرف الطريق بيت مهجور يأوي إليه إن لم يجد مكانا يؤويه .. بيت متهالك كنفسه المرهقة.. يقتحمه ..فتفر منه أشباح نفسه .. يجثم في أي مكان قد يصل له الضوء يوما ما..يسند رأسه إلى الحائط..يوسع المكان المظلم نظرا تمتلئ عيناه بالعتمة .. فلا يبصر غير نفسه تطفو في الظلمة .. ينصت لشيء ما يهمس خفية .. ينصت أخرى .. هل من أحد يشاركه المكان..ليس يدري !!
    - هل من أحد هنا؟!
    يقولها و عزة تأخذه ..فمن يقتحم بيته المتداعي .. هل هو مشرد أو مهجر أو فقير؟!
    يصرخ ثانية..و لا صوت يسمع ..و الظلمة تمنعه من أن يكتشف هذا المتطفل..
    يعاود جلوسه و يسند رأسه من جديد مفكرا فيما حوله.. فكل ما حوله تفاصيل مؤلمة.. و ضياع و غربة مريرة..الهمس يزداد وضوحا هذه المرة .. و قلبه يزداد وجيبا أيضا..
    بارتجاف يقول : هل من أحد ؟
    يشعر بأنه أخطأ حينما اقتحم البيت .. لكنه سكنه منذ أسابيع .. لم يكن به أحد غيره و غير مرآة متصدعة على جدار .. كانت هي المؤنسة له نهارا .. بل هي الصديقة .. التي يتحدث لها فلا تمل .. و يقف أمامها يناجيها بكل حزن اعتمر قلبه .. و قد يبصر دمعة تسكب على وجنته فتنسكب مثلها على صفحتها البراقة..تشبهه كثيرا ..و يشبهها ..فهما عاشا الوحدة لزمن..عاشا الضياع لسنوات أيضا..
    تعود الأصوات ..و الظلمة تشتد أيضا ..و البيت يعزف على وتر الخوف معه..
    يجثو على ركبتيه ..يزحف لمكان قد يعثر فيه على موقد قديم ..يزحف كاتما أنفاسه..
    لكنه يبتلع لعابه المتحلب في فمه فيشعر بصوته تسمعه كل الآذان .. يتلمس بكلا كفيه المكان .. لا أثر لموقد قديم ..و لا أثر لبقايا طحين كان هنا .. يستوي قاعدا يدرك أنه قد وقع في مؤامرة .. مؤامرة لسرقة الموقد و الطحين .. و مؤامرة تدبر في ظلمة قاتلة .. ألقى نظرة نحو مكان كان به باب .. المسافة بعيدة جدا و الموت قد يكون أقرب منها .. و النهار مازال بعيدا جدا..الزمن يتعثر فلا يسرع أبدا .. إنها مؤامرة من الزمن أيضا .. كل ما حوله غدا مؤامرة.. روحه أيضا مؤامرة..و الأصوات الغريبة التي ترتفع من حين إلى آخر مؤامرة مدبرة..
    "لكم أنا أحمق" يهمس خفية فلا أحد يسمع .. "لو كنت .. ظللت بلا بيت لكنت الآن حيا!! "
    .






  • محمد سرحان
    كاتب مسجل
    • Mar 2008
    • 155
    • " يا شهرزاد ُ
      نفد الكلام ... وما ابتدأنا بالكلام "

      للقلم والبندقية فوهة ٌ واحدةٌ

    #2
    رد: تفاصيل المؤامرة!!

    لقد طوت عيني اليمنى آخر سطر في هذه الأقصوصة ، لتستطلع اليسرى المؤامرة من ثقب الباب ومن تحت أبطي !

    إن أحد أعظم ميزات الأدب - بغض النظر عن جنسه الأدبي - أن يترك القاريء مقعده الوثير ليسكن كل حرف منه

    وذلك ما يَسِم ُ أدبكم أيتها الأخت الكريمة

    إن أحرف تقريظي تترنح بين الإثناء على السرد جميل أم التعبير العميق عن الشخصية أم الرمز الذكي

    قولي لي يا رعاك الله ماذا عساي أن أفعل والحالة كهذه ؟!

    مودتي وتقديري

    تعليق

    • يوسف أبوسالم
      كاتب مسجل
      • May 2008
      • 1518



      • يوسـف أبوسالم - الأردن
        الموسيقى هي الجمال المسموع


        مدونة الشاعر م.يوسف أبوسالم

      #3
      رد: تفاصيل المؤامرة!!

      أخت ريم
      مساء الورد


      قصة جميلة وحزينة أخت ريم
      وتثير كثيرا من التساؤلات
      من حيث الوضع المجتمعي الذي أدى
      برجل إلى مثل هذا المصير
      لعلها غربة الروح وهي أقسى
      أنواع الغربة
      فمن يا ترى المسؤول عن ذلك
      هل هي أنظمتنا الساسية
      أم عاداتنا وتقاليدنا
      أم تشتتنا كل نحو رزقه
      فلم يعد أحد يعبأ بالآخر
      أم ماذا ...!؟
      وضعت القصة يدها على جراح نازفة ومعاناة
      مريرة ربما مررنا بمثلها ذات غربة
      وزاد القصة شجنا ذلك السرد الشجي الذي انبعث منها
      فكان كأنما تقطر منه بضع دموع
      شجوت فأشجيت يا ريم
      سلمت المبدعة وسلم قلمها
      وتحياتي

      تعليق

      • ريم محمد
        كاتب مسجل
        • Feb 2008
        • 118
        • (على المرء أن يسعى و ليس عليه إدراك النجاح)

        #4
        رد: تفاصيل المؤامرة!!

        المشاركة الأصلية بواسطة محمد سرحان
        لقد طوت عيني اليمنى آخر سطر في هذه الأقصوصة ، لتستطلع اليسرى المؤامرة من ثقب الباب ومن تحت أبطي !


        إن أحد أعظم ميزات الأدب - بغض النظر عن جنسه الأدبي - أن يترك القاريء مقعده الوثير ليسكن كل حرف منه

        وذلك ما يَسِم ُ أدبكم أيتها الأخت الكريمة

        إن أحرف تقريظي تترنح بين الإثناء على السرد جميل أم التعبير العميق عن الشخصية أم الرمز الذكي

        قولي لي يا رعاك الله ماذا عساي أن أفعل والحالة كهذه ؟!


        مودتي وتقديري
        الكريم : محمد سرحان..
        .
        بورك فيك ..
        .
        .
        و شكرا لثنائك على النص..

        تعليق

        • ريم محمد
          كاتب مسجل
          • Feb 2008
          • 118
          • (على المرء أن يسعى و ليس عليه إدراك النجاح)

          #5
          رد: تفاصيل المؤامرة!!

          المشاركة الأصلية بواسطة يوسف أبوسالم
          أخت ريم

          مساء الورد

          قصة جميلة وحزينة أخت ريم
          وتثير كثيرا من التساؤلات
          من حيث الوضع المجتمعي الذي أدى
          برجل إلى مثل هذا المصير
          لعلها غربة الروح وهي أقسى
          أنواع الغربة
          فمن يا ترى المسؤول عن ذلك
          هل هي أنظمتنا الساسية
          أم عاداتنا وتقاليدنا
          أم تشتتنا كل نحو رزقه
          فلم يعد أحد يعبأ بالآخر
          أم ماذا ...!؟
          وضعت القصة يدها على جراح نازفة ومعاناة
          مريرة ربما مررنا بمثلها ذات غربة
          وزاد القصة شجنا ذلك السرد الشجي الذي انبعث منها
          فكان كأنما تقطر منه بضع دموع
          شجوت فأشجيت يا ريم
          سلمت المبدعة وسلم قلمها
          وتحياتي
          الأستاذ : يوسف..
          .
          سعيدة بمرورك الباذخ على نصي المبعثر..
          .
          دمت في رعاية الرحمن..

          تعليق

          • ابو مريم
            كاتب مسجل
            • Apr 2007
            • 983

            #6
            رد: تفاصيل المؤامرة!!

            المشاركة الأصلية بواسطة ريم محمد
            يسير منكسا رأسه ..مبعثر الخطى في طريق طويل .. طويل لا نهاية تلوح له..
            يقف كل لحظة.. يظل متشبثا بأمل بعيد .. يبتسم..ثم يعبس..و يكمل المسير ..
            على طرف الطريق بيت مهجور يأوي إليه إن لم يجد مكانا يؤويه .. بيت متهالك كنفسه المرهقة.. يقتحمه ..فتفر منه أشباح نفسه .. يجثم في أي مكان قد يصل له الضوء يوما ما..يسند رأسه إلى الحائط..يوسع المكان المظلم نظرا تمتلئ عيناه بالعتمة .. فلا يبصر غير نفسه تطفو في الظلمة .. ينصت لشيء ما يهمس خفية .. ينصت أخرى .. هل من أحد يشاركه المكان..ليس يدري !!
            - هل من أحد هنا؟!
            يقولها و عزة تأخذه ..فمن يقتحم بيته المتداعي .. هل هو مشرد أو مهجر أو فقير؟!
            يصرخ ثانية..و لا صوت يسمع ..و الظلمة تمنعه من أن يكتشف هذا المتطفل..
            يعاود جلوسه و يسند رأسه من جديد مفكرا فيما حوله.. فكل ما حوله تفاصيل مؤلمة.. و ضياع و غربة مريرة..الهمس يزداد وضوحا هذه المرة .. و قلبه يزداد وجيبا أيضا..
            بارتجاف يقول : هل من أحد ؟
            يشعر بأنه أخطأ حينما اقتحم البيت .. لكنه سكنه منذ أسابيع .. لم يكن به أحد غيره و غير مرآة متصدعة على جدار .. كانت هي المؤنسة له نهارا .. بل هي الصديقة .. التي يتحدث لها فلا تمل .. و يقف أمامها يناجيها بكل حزن اعتمر قلبه .. و قد يبصر دمعة تسكب على وجنته فتنسكب مثلها على صفحتها البراقة..تشبهه كثيرا ..و يشبهها ..فهما عاشا الوحدة لزمن..عاشا الضياع لسنوات أيضا..
            تعود الأصوات ..و الظلمة تشتد أيضا ..و البيت يعزف على وتر الخوف معه..
            يجثو على ركبتيه ..يزحف لمكان قد يعثر فيه على موقد قديم ..يزحف كاتما أنفاسه..
            لكنه يبتلع لعابه المتحلب في فمه فيشعر بصوته تسمعه كل الآذان .. يتلمس بكلا كفيه المكان .. لا أثر لموقد قديم ..و لا أثر لبقايا طحين كان هنا .. يستوي قاعدا يدرك أنه قد وقع في مؤامرة .. مؤامرة لسرقة الموقد و الطحين .. و مؤامرة تدبر في ظلمة قاتلة .. ألقى نظرة نحو مكان كان به باب .. المسافة بعيدة جدا و الموت قد يكون أقرب منها .. و النهار مازال بعيدا جدا..الزمن يتعثر فلا يسرع أبدا .. إنها مؤامرة من الزمن أيضا .. كل ما حوله غدا مؤامرة.. روحه أيضا مؤامرة..و الأصوات الغريبة التي ترتفع من حين إلى آخر مؤامرة مدبرة..
            "لكم أنا أحمق" يهمس خفية فلا أحد يسمع .. "لو كنت .. ظللت بلا بيت لكنت الآن حيا!! "
            .





            غربة الجسد والروح خلقت شخصية غير سوية في النص ،هل هي بالفعل مؤامرة؟؟؟؟؟؟؟
            أبدعت ياريم وتمكنت من شدالقارئ بتقنية بدت جلية من خلال كتاباتك
            واصلي والله المعين
            أبو مريم

            تعليق

            يعمل...