الصور

تقليص

لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

من حكايات التراث الشعبي الفلسطيني : حكاي

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • تحسين
    كاتب مسجل
    • Jun 2008
    • 26

    من حكايات التراث الشعبي الفلسطيني : حكاي

    من حكايات التراث الشعبي الفلسطيني
    القروش الستة
    على لسان الآباء والأجداد
    بحث وجمع وإعداد
    أ . تحسين يحيى أبو عاصي
    فلسطين
    كان يا ما كان ، يا سعد الكرام ، يا مستمعي الكلام ، في يوم من الأيام ، على مرّ الدهور والأعوام ، وعلى رسول الله أزكى الصلاة والسلام .
    كان يعيش في بلاد الله الواسعة ملك ، وكان له وزير يخرج بصحبته كل يوم ؛ لتفقد الرعية ، وفي يوم من الأيام خرج الاثنان متخفيين ؛ يتفقدان الرعية ، فوجدا في طريقهما رجلا يصنع ركابا وسُرُجا للخيول .
    قال الملك : السلام عليكم يا رجل .
    رد الرجل السلام .
    سأله الملك : كيف عملك ؟ وكم تكسب كل يوم ؟
    قال : الحمد لله مستورة بستر الله ، ففي كل يوم أربح ستة قروش .
    سأله الملك : كيف تتصرف بالقروش ؟
    قال الرجل : قرشان أدخرهما ، وقرشان أسدهما دينا كنت قد اقترضته ، وقرشان ألقي بهما في الهواء .
    قال الملك للرجل : اسمع يا رجل أوصيك ألا تبيع بثمن رخيص .
    قال الرجل للملك : لا توصي رجلا حريصا .
    عاد الملك ووزيره إلى القصر، وطلب من وزيره أن يفسّر له قول التاجر حول القروش الست ، وأمهله أربعاً وعشرين ساعة ، وإلا قطع رأسه .
    خرج الوزير من القصر حزينا ، هائما على وجهه ، ينتظر القتل ، وذهب إلى بنت له تسكن بجوار القصر؛ يشكو إليها همومه وتخوفه ، كانت بنته ذكية ، هدأت من روعه ، وطلبت منه أن يذهب إلى التاجر الذي حكى للملك عن القروش الست ، وفي الصباح الباكر، وقبل طلوع الفجر ، وقف الوزير على باب دكان التاجر، منتظرا قدومه ومن ثم سؤاله ، وعندما جاء التاجر، أسرع إليه الوزير سائلا : لقد اختلفت مع الملك في تفسير معنى القروش الست ، فهل لك أن تفسر لي ذلك ؟
    قال التاجر : نعم ، وثمن تفسير كل كلمة كيسا ممتلئا بالذهب ، فإن دفعت الثمن فسّرته لك ، وإن لم تدفع الثمن لم أُفسّره لك .
    دفع الوزير للتاجر ثلاثة أكياس من ذهب ؛ ليفسر له الكلمات الثلاث .
    قال التاجر : أما القرشان اللذان أدخرهما ، فأنفقهما على أبنائي ، لعلهما يسداني في كبري .
    وأما القرشان اللذان أسد بهما دينا ، فلأمي وأبي ، أحسن إليهما في كبرهما ، كما أحسنا لي حيث ربياني صغيرا .
    وأما القرشان اللذان ألقي بهما في الهواء ، فعندي أربع من البنات ، أربيهن وأصرف عليهن ، ومصيرهن إلى أزواجهن .
    عاد الوزير إلى الملك قبل أن يمضي الوقت الذي حدده له الملك ، وأخبره بالإجابة .
    سأل الملك الوزير : بكم اشتريت الإجابة ؟
    قال الوزير : لم أدفع شيئا ، ولم أشترها من أحد .
    علم الملك أن وزيره اشترى الإجابة بثلاثة أكياس من الذهب ، وقال : إنني أوصيت التاجر ألا يبيع برخيص . !!!
    اخرج من عندي أيها الوزير، فأنت لا تصلح أن تكون لي وزيرا ، وسيكون التاجر وزيرا لي بدلا منك .
    قال الوزير : أنا لا أتنازل عن وزارتي بسهولة ، وأشترط أن تأتي بالتاجر إلى هنا واسأله أمامك سؤالا واحدا ، فإن أجاب عليه ، فإنني سأتنازل عن الوزارة وإن لم يجب عليه سأقطع رأسه .
    وافق الملك ، وأمر خدمه وجنوده بإحضار التاجر إلى القصر فورا ، أحضر الخدم و الجنود التاجر، ومعه أكياس الذهب الثلاثة التي دفعها الوزير ثمنا للإجابة .
    وعندما وقف التاجر بين يدي الملك سأله قائلا : ألم أوصك ألا تبيع برخيص ؟
    قال التاجر : ألم أقل لك لا توص حريصا . لقد بعت الإجابة بهذه الأكياس الثلاث .
    قال الملك أنت الآن ستصبح بعد قليل وزيرا في قصري ، إن استطعت الإجابة عن سؤال الوزير أو قطع الوزير عنقك .
    سأل الوزير التاجر : أين نصف الدنيا ؟ .
    قال التاجر : أعطني الأمان يا ملك الزمان .
    قال الملك لك العهد والأمان .
    مسك التاجر باكوَرهُ (أي عصاه التي يتكئ عليها ) ومشي إلى منتصف قصر، الملك ووضع عكازه على نقطة وسط القصر، وقال : هنا يا ملك الزمان نصف الدنيا .
    قال الملك : كيف ؟
    قال التاجر : قِس المسافة إن لم تصدق يا ملك الزمان .
    قال الملك أنت منذ الآن وزيرا في مملكتي .
    *****

    زيارتكم لمدونتي وتعليقاتكم عليها شرف كبير لي
    www.tahsseen.jeeran.comمدونتي : واحة الكتاب والأدباء المغمورين
    tahsseen.maktoobblog.com قلب يحترق في واحة خضراء





  • ابو مريم
    كاتب مسجل
    • Apr 2007
    • 983

    #2
    رد: من حكايات التراث الشعبي الفلسطيني :

    المشاركة الأصلية بواسطة تحسين
    من حكايات التراث الشعبي الفلسطيني



    القروش الستة


    على لسان الآباء والأجداد


    بحث وجمع وإعداد


    أ . تحسين يحيى أبو عاصي


    فلسطين

    كان يا ما كان ، يا سعد الكرام ، يا مستمعي الكلام ، في يوم من الأيام ، على مرّ الدهور والأعوام ، وعلى رسول الله أزكى الصلاة والسلام .
    كان يعيش في بلاد الله الواسعة ملك ، وكان له وزير يخرج بصحبته كل يوم ؛ لتفقد الرعية ، وفي يوم من الأيام خرج الاثنان متخفيين ؛ يتفقدان الرعية ، فوجدا في طريقهما رجلا يصنع ركابا وسُرُجا للخيول .
    قال الملك : السلام عليكم يا رجل .
    رد الرجل السلام .
    سأله الملك : كيف عملك ؟ وكم تكسب كل يوم ؟
    قال : الحمد لله مستورة بستر الله ، ففي كل يوم أربح ستة قروش .
    سأله الملك : كيف تتصرف بالقروش ؟
    قال الرجل : قرشان أدخرهما ، وقرشان أسدهما دينا كنت قد اقترضته ، وقرشان ألقي بهما في الهواء .
    قال الملك للرجل : اسمع يا رجل أوصيك ألا تبيع بثمن رخيص .
    قال الرجل للملك : لا توصي رجلا حريصا .
    عاد الملك ووزيره إلى القصر، وطلب من وزيره أن يفسّر له قول التاجر حول القروش الست ، وأمهله أربعاً وعشرين ساعة ، وإلا قطع رأسه .
    خرج الوزير من القصر حزينا ، هائما على وجهه ، ينتظر القتل ، وذهب إلى بنت له تسكن بجوار القصر؛ يشكو إليها همومه وتخوفه ، كانت بنته ذكية ، هدأت من روعه ، وطلبت منه أن يذهب إلى التاجر الذي حكى للملك عن القروش الست ، وفي الصباح الباكر، وقبل طلوع الفجر ، وقف الوزير على باب دكان التاجر، منتظرا قدومه ومن ثم سؤاله ، وعندما جاء التاجر، أسرع إليه الوزير سائلا : لقد اختلفت مع الملك في تفسير معنى القروش الست ، فهل لك أن تفسر لي ذلك ؟
    قال التاجر : نعم ، وثمن تفسير كل كلمة كيسا ممتلئا بالذهب ، فإن دفعت الثمن فسّرته لك ، وإن لم تدفع الثمن لم أُفسّره لك .
    دفع الوزير للتاجر ثلاثة أكياس من ذهب ؛ ليفسر له الكلمات الثلاث .
    قال التاجر : أما القرشان اللذان أدخرهما ، فأنفقهما على أبنائي ، لعلهما يسداني في كبري .
    وأما القرشان اللذان أسد بهما دينا ، فلأمي وأبي ، أحسن إليهما في كبرهما ، كما أحسنا لي حيث ربياني صغيرا .
    وأما القرشان اللذان ألقي بهما في الهواء ، فعندي أربع من البنات ، أربيهن وأصرف عليهن ، ومصيرهن إلى أزواجهن .
    عاد الوزير إلى الملك قبل أن يمضي الوقت الذي حدده له الملك ، وأخبره بالإجابة .
    سأل الملك الوزير : بكم اشتريت الإجابة ؟
    قال الوزير : لم أدفع شيئا ، ولم أشترها من أحد .
    علم الملك أن وزيره اشترى الإجابة بثلاثة أكياس من الذهب ، وقال : إنني أوصيت التاجر ألا يبيع برخيص . !!!
    اخرج من عندي أيها الوزير، فأنت لا تصلح أن تكون لي وزيرا ، وسيكون التاجر وزيرا لي بدلا منك .
    قال الوزير : أنا لا أتنازل عن وزارتي بسهولة ، وأشترط أن تأتي بالتاجر إلى هنا واسأله أمامك سؤالا واحدا ، فإن أجاب عليه ، فإنني سأتنازل عن الوزارة وإن لم يجب عليه سأقطع رأسه .
    وافق الملك ، وأمر خدمه وجنوده بإحضار التاجر إلى القصر فورا ، أحضر الخدم و الجنود التاجر، ومعه أكياس الذهب الثلاثة التي دفعها الوزير ثمنا للإجابة .
    وعندما وقف التاجر بين يدي الملك سأله قائلا : ألم أوصك ألا تبيع برخيص ؟
    قال التاجر : ألم أقل لك لا توص حريصا . لقد بعت الإجابة بهذه الأكياس الثلاث .
    قال الملك أنت الآن ستصبح بعد قليل وزيرا في قصري ، إن استطعت الإجابة عن سؤال الوزير أو قطع الوزير عنقك .
    سأل الوزير التاجر : أين نصف الدنيا ؟ .
    قال التاجر : أعطني الأمان يا ملك الزمان .
    قال الملك لك العهد والأمان .
    مسك التاجر باكوَرهُ (أي عصاه التي يتكئ عليها ) ومشي إلى منتصف قصر، الملك ووضع عكازه على نقطة وسط القصر، وقال : هنا يا ملك الزمان نصف الدنيا .
    قال الملك : كيف ؟
    قال التاجر : قِس المسافة إن لم تصدق يا ملك الزمان .
    قال الملك أنت منذ الآن وزيرا في مملكتي .

    *****


    زيارتكم لمدونتي وتعليقاتكم عليها شرف كبير لي
    www.tahsseen.jeeran.comمدونتي : واحة الكتاب والأدباء المغمورين
    tahsseen.maktoobblog.com قلب يحترق في واحة خضراء




    حكاية جميلة ،بأسلوب سهل ...

    مودتي..

    تعليق

    يعمل...