( خادم)
رنين حاد لا يفتر يخترق أذنيك .
تستيقظ تارة وتغفو تارة ، تتململ في فراشك ثم تغمغم حانقا : من الذي يهاتفني صبيحة عرسي ! ؟ .
على بعد ذراعين منك تضيء شاشة هاتفك فتبدو لك كفوهة نفق بعيد موحش . تتجاهل رنين الهاتف وتدفن رأسك تحت الوسادة فيتراءى لك وجه أمك العابس وهي واقفة عند باب البيت القديم تناديك:
يا حمار ، لمَ تأخرت في المدرسة ؟ . هيا اذهب واشتري خبزا . إخوتك ينتظرونك.
أجَّجَ ضَحِكُ إخوتك غيظك فصحتَ بكلمات مزّقها البكاء:
دائما ترسلينني لأشتري كل شيء وهم لا يشترون شيئا ! .
كانت دموعك الغزيرة تغطي عينيك كسحابة سوداء كثيفة فلم تر يدها حين هوت على وجهك .
تستعيذ بالله من الشيطان الرجيم ، تسبّح ، تأخذك سنة ، تصغي إلى فحيح أنفاسها الحارة التي تلفح رقبتك ، تشم رائحة عرقها ، تتسارع نبضات قلبك بينما تتحسس أصابعها عنقك ثم تطبق عليه ببطء .
تستيقظ مذعورا لاهثا ، تلتصق بعروسك وتمنّي نفسك بالعودة إلى النوم ولكن الهاتف يرن بإلحاح .
تسير متثاقلا صوب الهاتف .
ـ ألو .
ـ تعال بسرعة .
قالت أمك بنبرة تثير القلق .
تشعر بانقباض شديد ، تسير صوب الحمام متماهلا ، تقف ساكنا تحت تيار الماء المتدفق على جسدك مصغيا إلى خرير الماء المتساقط على الأرض ثم تقلّد كلام أمك بصوت نحاسي حاد:
"كلكم أبنائي و لا أفضّل أحدا منكم على أحد " هه ! .
يتناهى إلى سمعك رنين الهاتف كصراخ صادر من أقبية بعيدة .
ماذا تريد أمك منك ؟ ! . تشرد برهة و تداعبك نسمات التفاؤل .
تتراءى لك وهي تجوس في حجرتك ، تارة تقبّل ثيابك وتناجيك وتارة
تقف على حافة النافذة مترقبة سماع أزيز سيارتك أو وقع أقدامك . لعلها مرضت من فرط تأثرها بفراقك وتريدك أن تصطحبها إلى الطبيب .كنتَ أثناء عرسك تراقبها مذهولا وهي تبكي بحرقة .
ـ لا يعرف المرء مدى تعلقه بأحبته إلا بعد أن يفارقوه.
قلتَ وأنت تدعك جسدك بالصابون وتستنشق رائحته فتبث فيك نشوة عارمة .
تقترب من المرآة وتبتسم لنفسك ثم تقول ضاحكا:
مرحبا بالأيام السعيدة ! .
عاد الرنين مرة أخرى . الأمر لابد خطير ! . لابد أنها منهارة تماما الآن ! .
تخرج من الحمام وترتدي ثيابك على عجل . تهم بالذهاب إليها ولكنك تتراجع لتهاتفها .
تمسك الهاتف بأصابع باردة مرتعشة. يخفق قلبك بقوة ، تشنّف أذنيك لسماع نشيجها ، تبتلع ريقك بصعوبة قائلا :
ألو أمي .
ـ هيه يا ولد ! أأصم أنت ؟ ! . اتصلت بك مائة مرة ولكنك لا تجيب ! .
لقد تعب إخوتك البارحة في عرسك و مازالوا نائمين إلى الآن .
أريد أن أتناول إفطاري وقد نفذ الغاز من الأسطوانة. تعال لتملأها.
رنين حاد لا يفتر يخترق أذنيك .
تستيقظ تارة وتغفو تارة ، تتململ في فراشك ثم تغمغم حانقا : من الذي يهاتفني صبيحة عرسي ! ؟ .
على بعد ذراعين منك تضيء شاشة هاتفك فتبدو لك كفوهة نفق بعيد موحش . تتجاهل رنين الهاتف وتدفن رأسك تحت الوسادة فيتراءى لك وجه أمك العابس وهي واقفة عند باب البيت القديم تناديك:
يا حمار ، لمَ تأخرت في المدرسة ؟ . هيا اذهب واشتري خبزا . إخوتك ينتظرونك.
أجَّجَ ضَحِكُ إخوتك غيظك فصحتَ بكلمات مزّقها البكاء:
دائما ترسلينني لأشتري كل شيء وهم لا يشترون شيئا ! .
كانت دموعك الغزيرة تغطي عينيك كسحابة سوداء كثيفة فلم تر يدها حين هوت على وجهك .
تستعيذ بالله من الشيطان الرجيم ، تسبّح ، تأخذك سنة ، تصغي إلى فحيح أنفاسها الحارة التي تلفح رقبتك ، تشم رائحة عرقها ، تتسارع نبضات قلبك بينما تتحسس أصابعها عنقك ثم تطبق عليه ببطء .
تستيقظ مذعورا لاهثا ، تلتصق بعروسك وتمنّي نفسك بالعودة إلى النوم ولكن الهاتف يرن بإلحاح .
تسير متثاقلا صوب الهاتف .
ـ ألو .
ـ تعال بسرعة .
قالت أمك بنبرة تثير القلق .
تشعر بانقباض شديد ، تسير صوب الحمام متماهلا ، تقف ساكنا تحت تيار الماء المتدفق على جسدك مصغيا إلى خرير الماء المتساقط على الأرض ثم تقلّد كلام أمك بصوت نحاسي حاد:
"كلكم أبنائي و لا أفضّل أحدا منكم على أحد " هه ! .
يتناهى إلى سمعك رنين الهاتف كصراخ صادر من أقبية بعيدة .
ماذا تريد أمك منك ؟ ! . تشرد برهة و تداعبك نسمات التفاؤل .
تتراءى لك وهي تجوس في حجرتك ، تارة تقبّل ثيابك وتناجيك وتارة
تقف على حافة النافذة مترقبة سماع أزيز سيارتك أو وقع أقدامك . لعلها مرضت من فرط تأثرها بفراقك وتريدك أن تصطحبها إلى الطبيب .كنتَ أثناء عرسك تراقبها مذهولا وهي تبكي بحرقة .
ـ لا يعرف المرء مدى تعلقه بأحبته إلا بعد أن يفارقوه.
قلتَ وأنت تدعك جسدك بالصابون وتستنشق رائحته فتبث فيك نشوة عارمة .
تقترب من المرآة وتبتسم لنفسك ثم تقول ضاحكا:
مرحبا بالأيام السعيدة ! .
عاد الرنين مرة أخرى . الأمر لابد خطير ! . لابد أنها منهارة تماما الآن ! .
تخرج من الحمام وترتدي ثيابك على عجل . تهم بالذهاب إليها ولكنك تتراجع لتهاتفها .
تمسك الهاتف بأصابع باردة مرتعشة. يخفق قلبك بقوة ، تشنّف أذنيك لسماع نشيجها ، تبتلع ريقك بصعوبة قائلا :
ألو أمي .
ـ هيه يا ولد ! أأصم أنت ؟ ! . اتصلت بك مائة مرة ولكنك لا تجيب ! .
لقد تعب إخوتك البارحة في عرسك و مازالوا نائمين إلى الآن .
أريد أن أتناول إفطاري وقد نفذ الغاز من الأسطوانة. تعال لتملأها.
تعليق