بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مقولة يرددها كثيرا بعض خبراء هذه الأمور:
"الحب كالحرب من السهل أن تشعلها ومن الصعب أن تخمدها".
لست أدري لمَ ذكَّرَتْني هذه المقولة بقولٍ يُنسَبُ -مجملُه
وكلُّ معناه- لخبيب بن عدي رضي الله عنه وأرضاه يوم
عزم المشركون على صلبه وقتله مع أنه لا علاقة ظاهرة بين المعنيين:
ولستُ أبالي حِينَ أُقتلُ مسلماً***على أيِّ شقٍّ كان في الله مصرعي
وذلك في ذات الإله وإنْ يشأْ***يُباركْ على أوصالِ شِلْوٍ مُمَزَّعِ
بل ولستُ أدري لِمَ ذكَّرَتْني أيضا بوفاء السموأل الذي تكاد
تُجْمِع أغلب المصادر على أنه يهودي؛لكنه تشرَّب حرية الصحراء وانطلاقها وشمائلها
على عكس من لم يعرفْ منها -مِنْ بعض أبنائها الخلَّص- إلا الانتماء الوراثي ولؤم ذئابها وروغان ثعالبها..
تذكرت وفاءه يومَ كانت عنده أمانةُ الضّلّيل -امرئ القيس- التي
طالبه الفرس بها مقابل حياة ابنه -الذي أسروه في رحلة صيد-
فاختار السموأل الوفاء بالأمانة،
وكم تعجبني قصيدته الرائعة التي يقول فيها:
إِذا المَرءُ لَمْ يدنسْ مِنَ اللُؤمِ عِرضُهُ*** فَكُلُّ رِداءٍ يَرتَديهِ جَميلُ
تُعَيِّرُنا أَنّا قَليلٌ عَديدُنا***فَقُلتُ لَها إِنَّ الكِرامَ قَليلُ
وما قَلَّ مَنْ كانَت بَقاياهُ مِثلَنا***شَبابٌ تَسامى لِلعُلا وكُهولُ
وما ضَرَّنا أَنّا قَليلٌ وجارُنا***عَزيزٌ وجارُ الأَكثَرينَ ذَليلُ
لَنا جَبَلٌ يَحتَلُّهُ مَنْ نُجيرُهُ***مَنيعٌ يَرُدُّ الطَّرْفَ وهْوَ كَليلُ
وإِنّا لَقَومٌ لا نَرى القَتلَ سُبَّةً***إِذا ما رَأَتهُ عامِرٌ وسَلولُ
يُقَرِّبُ حُبُّ المَوتِ آجالَنا لَنا***وتَكرَهُهُ آجالُهُمْ فَتَطولُ
تقبلوا شعث أفكاري وعدم ترابطها فأنا مشتت الذهن
ولي عودة إن شاء الله في شذرات أخرى
شكرا لكم