الأشياء تتكلم
رجعت من مسجدي أجرُّ خطاي إلى غرفتي التي جعلتها دافع القول ، وغذاء المعاني ، وهدوء الخواطر في ضجة الحياة عند الأصيل .
رجعت وأنا أرفع عينيّ نحو السماء ، أتخيل النجوم وهي تضيء تلك اللحظة .
أعلى عينيّ نوم ؟!
أم عليهما صورة الليل ؟!
أم يريان في السماء مُذَكِّرا بتلك الطاهرة التي تنتظر قدومي في كل لحظة .
اتجهت إلى متكئي في وسط حجرتي ، فهبطت عليه كما يهبط الثمر من أعالي الشجر عندما تحركه أشجان الهواء .
وضعت خدي على يدي فسمعت صوتا يناجيني ، يهمس في أذني :
اسمع أيها المشتاق
أنصت أيها الشادي بحسنها
فالتفت إلى مصدر الصوت فلم أصدق !! إنها يدي !!
يدي ، ما الذي أصابك ؟ فقالت :
أبعدتني عن خدها
أبعدتني عن شفتها
أبعدتني عن يديها
أغرقتني في بحر هواها ثم نزعتني من كفها
أيها الطفل الأديب
أعدني إليها
خذني إلى نواحيها
فقد مللت الانتظار
وأنت هنا في غرفتك لا تمسك إلا القرون الطويلة التي بادت ، تلتمس منها الحياة .
فهلا رسمت الحياة حروفا تصوغها كلماتك ، ونخطها نحن لك .
فكانت هذه الكلمات التي جادت بها تمزقات قلبي المشتاق
إني أحبها
إني أحب ( ... )