Originally Posted by
صلاح المعاضيدي
هذه القطعة الادبية الرائعة كتبها اخي الاديب والباحث فلاح المعاضيدي ونرجو ان تجد لديكم القبول
============================================
قال الراوي
كانت تلك ليلة شاتية باردة شديدة البرودة
كالحة محملة بالغيوم
سوداء شديدة السواد
مطر وبرق ورعود==
هناك عند الافق الملتقي بالنهر الحزين
كانت خيوط الفجر الاولى تعاني مخاضها الطويل
في هذه الانواء تريد ان تبزغ من خلال الظلام
قال===
في مدينة الاحزان كان ثمة مسجد صغير هدمته اليد البربرية
وعند المأذنة المتداعية كان الرجل العجوز الذي دهمته السنين
ينتظر بارقة الفجر القادم وبعد انتظار انطلق صوت باهت ضعيف
الله اكبر
وتساقط المطر يغسل اثار القدم الهمجية
يغسل اعتاب المدينة الخالدة ولم يأت احد للصلاة
من مدينة الاموات
الا الذين تضرعوا الى الله
تلك الهياكل الادمية المختبئة في الجحور
اولئك اللذين بقوا بلا ملامح
على ضفاف دجلة الحزين تردد الصوت
الله اكبر
بلى
الله اكبر سينجلي الظلام
الله اكبر سيبزغ الفجر
الله اكبر غدا تشرق الشمس ويطل الربيع
قال======
في احضان المدينة الخاوية كان ثمة اجساد مطروحة هنا وهناك
داعبتها الريح
في جوف الليل العميق
بماذا خبرتها الريح
وماذا اسرت هي للريح
ان في الريح اسرار الوجود
غدا تسافر الريح
ما اذن الله لها في هذه الملكوت
وستمضي في شماريخ الجبال وبطون الاودية
وعلى تلك التلال
وعند الهضاب
وعلى هسهسة الرمال
تحمل تلك الهمسات الالهية القدسية
ترتلها بعزف عجيب
(( ان يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله وتلك الايام نداولها بين الناس ))