تبدأ القراءة الإيجابية من وضوح الهدف أي التصور الواعي للناتج النهائي المطلوب من
القراءة. فالقراءة للاطلاع على النقاط الرئيسية، تختلف عنها بهدف الحصول على تفاصيل
معينة، كحل مشكلة محددة، أو إكمال مهمة وبالتالي فإننا نبحث فقط عن أفكار تساعدنا
على فعل ذلك. والهدف يقوم بدور إشارة اللاقط (الرادار) بالنسبة للعقل الداخلي، تتيح له
الحصول على النتائج المطلوبة.
إن وضوح الهدف يمكننا من الدخول في حالة الانتباه مع الاسترخاء، وفي هذه الحالة لا
يوجد أي من الملل أو القلق. فنحن نبذل جهداً، لكننا لسنا قلقين حول النتائج.
أما من الجانب الآخر فنحن جميعاً نقرأ كل شيء بالطريقة نفسها أي كلمة بكلمة، دون
النظر إلى نوعية ما نقرأ. وتعتبر هذه القراءة غالباً من أجل القراءة ذاتها، أو من أجل
التطور في عملية القراءة (كلمة بكلمة) حسبما تعلمنا.
وقراءة قطعة كلمة كلمة لا تعني أن نستوعب كل ما فيها من أفكار، ونحن قد نكتشف
أفكاراً جديدة في كل مرة نعيد قراءتها فيها. وبالتالي لا يجب الاعتقاد أننا عرفنا كل شيء
بمجرد قراءة أي نص من البداية إلى النهاية.
إن عدم القدرة على استيعاب جميع الأفكار عند قراءة مادة ما مرة واحدة يعتبر مشكلة
لا تحل إلا بتكوين طريقة شاملة جديدة خاصة بالقراءة. وهذه الطريقة البديلة عن قراءة
الكتاب من أوله إلى آخره يجب أن تخدم الغرض الذي تتم القراءة من أجله. وهذا يبدو
واضحاً تماماً، لكن معظمنا يلجأ إلى ما تفرضه نماذج عملية القراءة البالية، التي لا تهتم
بالهدف الذي تتم من أجله، ولا تتعرض لهذا الهدف البتة.
وأساساً يجب علينا كقارئين أن نحدد هدفاً لقراءة أي شيء، ثم بعد ذلك يمكنك استخدام
التقنيات التي تمكننا باقتدار من الوفاء بهذا الهدف، وفيما يلي مثال يوضح كيف يمكن أن
تكون القراءة سهلة تماماً عندما يكون للقارئ هدف محدد تمام التحديد .
ويمكننا تصنيف مستويات القراءة والتعلم بالشكل التالي
1- موضوع الكتاب، أو الفكرة الرئيسية.
2- النقطة الرئيسية لكل فصل.
3- النقطة الرئيسية لكل قسم من أقسام الفصول.
4- النقطة الرئيسية لمعظم الفقرات.
5- تفاصل كل فقرة (الحفظ عن ظهر قلب).
ومن المهم عند قراءة كتاب ما إدراك المستوى الصحيح المطلوب من المعلومات، وهو
معرفة النقاط الخاصة بالموضوع، والتي يتم من خلالها تغطية هذا الموضوع. فنحن لا
نستطيع تعلم كل شيء نقرأه، ولا يتوقع أحد منا القيام بذلك .
القراءة الذكية
من المهم الإدراك أن القراءة الذكية ليست القراءة السريعة المجردة، بل هي القراءة
بشكل أفضل، وذلك بمعرفة متى نزيد السرعة، ومتى نبطئ، ومعرفة ما نقرؤه، وما لا
نقرأه، وكذلك استخدام جميع الحيل الأخرى التي يستخدمها القارئ المميز.
كلما كنا أكثر تحديداً للهدف من قراءة شيء ما، كنا أكثر كفاءة في القراءة. أحياناً يكون
ذلك سهلاً، فعند قراءة شيء غامض، فإن أهم ما يشغلنا هو المتعة، ولذلك يتعين علينا
القراءة ونحن في غاية الراحة والاسترخاء، مستغرقين من الوقت ما نحب طويلاً كان، أو
قصيراً، وأحياناً يكون الأمر أكثر صعوبة حينما يحدد المدرس واجباً للقراءة دون بيان الهدف
منها، وفي مثل هذه الحالة يجب أن نحدد نحن غرضاً ما.
وفي حالة عدم تحديد الهدف من قبل المعلم، يجب عدم الاستسلام في أول الأمر،
والقيام بمجرد القراءة، فإذا كنا نتبع أسلوباً محدداً فيجب علينا اتباعه، ومع وجود هدف
مسبق التعيين، فنحن لابد سنصل إلى تحقيق هذا الهدف الذي قصدناه، وإن لم يكن
هناك نظام معين، ولم يتم تحديد هدف ما، فإن النتيجة ستكون غير مرضية، وغير وافية،
والأمر في هذه الحالة متروك للصدفة تماماً.
فعند معرفة مستوى المعلومات المتوقع معرفتها من هذه المادة المخصصة للقراءة في
فترة زمنية محددة، فإن اتباع أي أسلوب متميز يكون أفضل من ترك الأمر لمجرد الصدفة.
حيث تكون نتيجة اتباع أسلوب متميز تعلماً مميزاً، مع توفير في الوقت الذي يقضى في
الدراسة.
فالقراءة الذكية ليست السريعة فقط بل هي الأفضل .
(منقول)