لقــــــاء حـــواري مــــع الأخ الكريـــــم
مروان قدري عثمان مكانسي
سلام الله عليك أخي الكريم
مروان
ورحمته تعالى وبركاته
... ولما وصل إلى مدرس الاجتماعيات قال: اللهم جنبه زلازل الفتن، وبراكين المحن، ووديان الشهوات، وهضاب المغريات، احفظه من رياح السموم الطائشة التي تهب من الشرق أو الغرب، بصِّره بتاريخ الأجداد العظام ليقتفي أثرهم، ولتكون سيرتهم عاصمة له من الخطل، ومنقذة من الزلل، وليعيش في سهول الاستقرار، وينأى بنفسه عن تسلق جبال الأخطار، اجعل حياته ربيعاً مفعماً بزخات الأمطار، لا عواصف فيها ولا عوامل دمار، لا يجتاحها هدم ولا إعصار، يا عزيز يا غفار.
مروان قدري عثمان مكانسي
قبل أن أهدي إليك أخي مروان علامات استفهامي على هذه الصفحة المربدية المزهرة المتألقة، أستهل حديثي الحواري بهذه الحروف الإستهلالية، وأسأل الله لنا جميعا التوفيق والسداد في رحاب هذه الجامعة المربدية الثقافية المباركة:
يستطيع المرء أن يلاحظ في غير عناء أو مشقة إقبالا مثيرا للفضول العلمي على كتابة الأقصوصة والقصة القصيرة، لكن من حق المرء أن يبادر إلى الإستفهام حول هذا المنحى الواضح:
ترى هل الباعث على كتابة الأقصوصة والقصة القصيرة، هو ما يسمها من قصر الحجم، مما يوفر على الكاتب شديد العناء؟
أم أن الاقصوصة والقصة القصيرة أدب ليس من اليسير أو الهين كتابته، وأن القليل القليل مما يتلقاه القارئ في هذا الباب، هو الذي يصل فن القص والحكي بسبب، في حين أن أكثر ما تتم كتابته ليس من هذا الفن في قليل أو كثير؟
علامة استفهامي الأولى
ما الذي يعنيه فن القص والحكي بالنسبة إليك، ثم ما الذي يدل عليه حسب اعتقادك؟
علامة استفهامي الثانية
كيف كان مستهل الكتابة الأدبية لديك، وما أثر ما تتلقاه بفعل القراءة من أدب في ما تقصه من قصص؟
علامة استفهامي الثالثة
إن لأدب القص لدى الكثيرين من الكتاب، حسب ما أرى، مقاما مميزا في ما يكتبونه، ما حقيقة الباعث لهم، يا ترى، على الكتابة في دائرة هذا الضرب من التعبير الأدبي؟
علامة استفهامي الرابعة
هل لنا أن نعرف البعض من أهل الأدب والنقد العرب، الذين قرأت لهم أكثر من مرة، وما عنوان أول عمل أدبي وأول عمل نقدي قرأتهما؟
علامة استفهامي الخامسة
ما السمة الغالبة على الإبداعات الأدبية التي تعثر لها في نفسك على أصوات وأصداء فريدة من نوعها، وما الذي يبعث منها في ذاتك الرغبة في الكتابة والشوق الدائم إليها؟
علامة استفهامي السادسة
ترى هل فعل الكتابة الأدبية، شعرا كانت أم نثرا، وفعل قراءة الأدب عموما، في نظرك، هما في حاجة إلى تنظيم محكم ونهج سبيل يجب أن يعتمد بصرامة؟
علامة استفهامي السابعة
كيف ترى اليوم حال النثر والشعر، وأساليب الناثرين والشعراء، وكيف تجد حال النقد الأدبي، وأساليب نقاد الأدب في البلاد العربية الإسلامية؟
علامة استفهامي الثامنة
ما الذي يعنيه الأدب القديم بالنسبة إليك، ثم هل استطاع الأدباء والنقاد المحدثون أن يأتوا في باب الأدب بما لم يأت به الأقدمون؟
علامة استفهامي التاسعة
هل ثمة من رابط قوي وعميق بين ما خلفه القدماء من أعمال أدبية ونقدية عتيقة، وما شهده العصر الحديث من أدب ونقد؟
علامة استفهامي العاشرة
ما هو في اعتقادك حظ الخيال ونصيب الواقع مما يقصه نثرا القصاصون العرب المعاصرون، ثم أمن حقنا أن نتحدث عن النثر الشعري، وعن الشعر النثري في الظرف الراهن؟
علامة استفهامي الحادية عشرة
ترى هل لسيرة أهل النثر والشعر الذاتية من أصوات وأصداء تسكن قلب ما يبدعون من أدب؟
هذه جملة من علامات الإستفهام الحوارية، اصطفيتها لك زهورا في مزهرية، وكل ما أهدف إليه، هو أن تكون حروفها جسرا لبلوغ النفع والصلاح، وأن تعثر في أريجها على حظ، ولو يسير، مما كنت تستشرفه من بعيد أو تترقب بزوغ هلاله عن قريب.
أما أخوك أبو شامة المغربي، فسيظل يترقب بشوق - أخي الكريم مروان - رفقة أهل المربد الأزاهر إجاباتك العبقة بأريج أنفاسك القصصية.
حياك الله
د. أبو شامة المغربي