نقد الأزمة في سوريا مع توصيات لحلها
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على حبيبنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
إني من باب الحرص على وطني في هذه المرحلة التاريخية ألتزم بإحساسي في الكلام بكل صراحة وشفافية وأطرح بعض النقاط التي وقفت عندها ، وقد وقفنا عند كثير منها في موقع أسواق المربد على أمل أن يصل النقد الصريح لأصحاب الرأي ، بل وكنا مواكبين لكل المشاكل العربية منذ سنوات والتي كان نواة تفجر الثورات العربية ، كموضوع الحجاب في تونس ، المواضيع التي وصلت للمربد عبر رسائل الزوار ولم يقدر أصحابها على طرحها وقتها بأيديهم ، فكنا ننشرها عنهم بكل فخر من عرين العروبة والإسلام سوريا الصمود والمقاومة .
سأتناول في هذه الورقة موضوع مكافحة الفساد من جانب صغير ، وأعرج على عوامل الاحتقان في سوريا ، وسلبيات وإيجابيات التعامل مع الأزمة ، مع بعض التوصيات لحل الأزمة ورغم أننا نعمل في النقد الأدبي ونشتغل على إشكالية الحداثة والتراث فإننا باطلاع بسيط على الدائرة الفكرية الأكبر نجد أن ذات المشاكل بأبعاد أكبر تعاني منها الحوارات السياسية والفكرية ، ونجد أن التغيرات القادمة في سوريا لن تصل لحل عميق لو بقيت تراهن على الأشخاص دون الأفكار ، فالمشكلة وفق ما نرى هي مشكلة فكرية وهي ذاتها مشاكل الفكر الحديث والتي تعاني منها الدول العظمى بأشكال مختلفة ، إن مرحلة ما بعد الحداثة ساهمت في دفع أفكار جريئة في أوربا كالسماح بعودة الله وعودة الروح للمجتمع وانتقاد الثورة الفرنسية ومصطلحات فضفاضة كبيرة كالعلمانية والحرية والديمقراطية وفي وقت رفعت قوى اجتماعية من قيمة العقلانية فهي خربت ممتلكات تراثية روحية كبيرة كالتراث الديني الفكري لأوربا ،ونشهد اليوم أصوات غربية لفلاسفة ينادون بعودة الله مع الابقاء على العقلانية ، فكيف لا نصل لحل ونحن في أرض الشام الشريفة مهد الأديان السماوية والعلوم الإنسانية ، فخطة العمل لا بد أن تعمل على التكامل بين الشرائح الدينية والعلمية والسياسية ، وقبول فكرة الاختلاف التكاملي وعدم الخوف من العمل بهذا الطريق فكل الشرائح ذات تربية دينية وقد أظهرت الأزمة حقيقة معدنها وقبولها للفكر الديني المخلص والملاذ الآمن.
رغم أن الدماء الشامية الشريفة قد سالت ، لكن هذه الأزمة قد حفزت كل من قدمت له سوريا ، وقد تبارت الأقلام العربية في الدفاع عن سوريا وكتب أروع القصائد في دور سوريا التاريخي في الصمود في وجه المشروع الصهيوأمريكي ، ودعم المقاومة ، وبذلك لابد لسوريا أن تنفتح عربياً بدور رائد جديد من مكانتها التاريخية وعمقها الشامي العريق الشريف.
أدوات مكافحة الفساد
الفساد هو تراجع أخلاقي يتشكل بين طرفين ، أحدهما متنفذ والآخر من الشعب (كلاهما من الشعب في النهاية)
لكن الفساد له صفات عصية العلاج فهو يتماهى ويتغير كالحرباء ، فما إن تصل لجان التفتيش حتى يصبح الجميع حماة الوطن ، وإذا اشتدت القبضة فإن المتنفذين يبحثون عن كبش فداء يقدم كقربان للرب الغاضب ويطالبونه بشكل من الأشكال وبكل الوسائل بالصمت والرضا.
لكن اللافت للانتباه أنه كلما اشتدت القبضة على الفاسدين كلما تماهت هذه الطبقة أكثر فأكثر ، لأن الأدوات التي تعمل على الملف الداخلي هي الأدوات التي تعمل على الملف الخارجي ، وحساسية السياسي عالية فهو صاحب حس أمني عالي وطريقة عمل عالية الأداء ويبطش بيد من حديد ، فهو يعامل الفاسد الداخلي كما يعامل العدو الخارجي وهذا من ناحية النتيجة والعاقبة صحيح ، لكنه خاطئ واقعياً لأن الفاسد قابل للإصلاح بينما العدو غير قابل لذلك .
ومكافحة الفساد لا يكفي فيها الجانب القانوني ، فهي بحاجة لتفعيل الجانب الأخلاقي وهو الأهم
واللجان التي تعمل عليها يجب أن تكون لجان اجتماعية ( علماء الدين ، الفعاليات الدينية ، الفعاليات المدنية ، الصحافة والإعلام ،الجامعات والمدراس ) قانونية ( القضاة وفريق الإصلاح القانوني ) من العاملين في البيت الداخلي وتحت غطاء الفريق السياسي
عوامل الاحتقان في سوريا :
1- انتشار الاستهزاء بالتيار الديني عبر المسلسلات السورية ومواقع الكترونية ليبرالية ، ودمج عدة ظلال - كمحاربة الارهاب وانتقاد التشدد الديني والتخويف من التيار الديني ، كأسماء مثل ( الحور العين ، ما مالكت أيمانكم) مما أُثار حفيظة المسلمين عامة ، ولدعم هذا التوجه بدأت عجلة الفن بعدالة توزيع الانتقاد والوصاية ليطال التيار الديني المسيحي ، في شكل يظهر التوازن في الانتقاد مع فارق الحجم وتعميق للمشكلة، والاستهزاء بكل أشكال الدين الشكلي كالمحجبات ورجال الدين وإظهار الفتاة المحجبة أنه ساذجة مغفلة مقلدة ، رغم أن التيار الناقد هو كذلك مقلد للشكل الغربي مع فارق الروح والحيوية والابداع الغربي.
2- نقل المعلمات المنقبات وآلية التعامل مع القرار وتصريحات فجة لوزير التعليم العالي والتربية ، دون السماح بالانتقاد وقد اكتفت المواقع المحلية المدعومة ( كعكس السير ) من وضع الخبر واغلاق التعليق مما فاقم الاحتقان.
3- ايقاف عدد من الدكاترة في كليات الشريعة عن التدريس ، وقد أشار البعض أن من بينهم أساتذة متهمين من قبل الطلاب بتميع الدين فكيف بغيرهم .
4- الصاعق الذي فجر الأزمة وفق ما أرى وهي قضية الطلاب الثلاثة عشر الذين احتجزهم الأمن لأكثر من أسبوع مما أغضب أهل درعا التي كانت محرك التظاهر ، فكيف يحاكم أطفال صغار على تهمة التقليد غير المسؤول وبهذا الشكل ، وأنا أنتظر شخصياً محاكمة المدير ومربي الأجيال المتسبب في الاخبار عنهم.
5- الفساد الأخلاقي والتشدد المضاد اجتماعياً واعلامياً ( انحدار المسلسلات السورية كمثيلاتها المصرية في شكل من التنافس الانتاجي المسعور بأي وسيلة) في ظل انتشار خطة لمكافحة التشدد الديني بقوة الأمن عوضاً عن قوة الدين الوسطي، مما قلب ميزان العدالة بقوة ، والتوجه نحو الإعلام الغرائزي واللاواعي في ظل غياب دور للأدباء والمفكرين والعلماء والكتّاب والشعراء ، وقد فقدت شريحة تاريخية دورها مقابل رفع دور للفنانين والمطربين والراقصين والنحاتين في شكل من التحييد وافراغ المحتوى الفكري الناقد والمتحرك ، وقد ساهمت الشريحة المستثمرة في الغرائزية في تفريغ كل قرار رئاسي من مضمونه كقرار دعم اللغة العربية بحجة الواقعية الفنية.
6- انتشار الفساد والمحسوبية والرشى والإتاوات في شكل منظم خفي متغير ذكي ، فهناك جمعيات لقيادة الشرطة وجمعيات للبلدية وجمعيات لشرطة المرور وجمعيات لفلان و... ، وامتد الفساد لكل المرافق كالأوقاف والتربية والتعليم العالي واتحاد الكتاب والصحافة والقضاء والمحاماة والجامعات.
7- اعتماد تجارب الغرب ونقلها بحذافيرها مع الاستعصاء الشعبي ذي التوجه الديني، عدم العمل على مشاريع وقوانين محلية تطور بالتوازي مع القوانين الموجودة في شكل اصلاحي لا يؤثر سلباً ، فالفكر الرأسمالي القائم على البنوك والمصارف والتأمين والمتاجرة بالمال دون الاقتصاد بشكله الربوي ، ضاعف الضرائب وأغرق التجار بالديون وأغرى ضعفاء الأفكار لاستخدام القروض للتطور التجاري أو الصناعي الشخصي ، فأخرجت الفوائد الكثيرين من السوق ورفعت العجز ونشرت العقم في كثير من القطاعات ، مما ساهم في انتشار الفساد كوسيلة للتهرب الضريبي والتحايل على قوانين القروض وانشاء مشاريع وهمية وزادت التضخم ورفع سعر السلعة الحقيقي.
8- المماطلة والبعد عن مواجهة المشكلة الرئيسية وهي الكيان الصهيوني الذي يحتل الجولان ويكيد لسوريا بكل الوسائل ، وإذا لم نفكر جدياً وعميقاً في الاستعداد للمواجهة الكبرى لن ترتاح البلاد وقد تدخل أزمة بعد أزمة ومن يدري أين مصير الأزمات القادمة على الصعيد الداخلي فهما كانت ضريبة تحرير البلاد في أقل من الحروب الأهلية الطائفية والفقر والجهل والتخلف المستعصي على الحل.
9- تدخل النفوذ العسكري في كل مفاصل الدولة فحتى قطاع الكرة لم يتخلص من عقليات إدارة الرياضة بآليات المعركة، فلعبة كرة القدم أصبحت معركة فاصلة ينتظرها الشعب وتجيش وسائل الإعلام كل خيباتها لتعلقها على شماعة الكرة ( وهو شكل من أشكال الاستثمار في الغرائزية دون أن يكون فيها براءة الأصنام.
10- عدم اشراك الشباب في قيادة المجتمع وتطوير آلياته عبر روح العصر ، فالقيادات الرسمية قد شاخت وهى لا تحب ولا تريد التعامل مع تقانات العصر ، وأصبح وجود عنصر شاب متقدم العلوم والأدوات بمثابة ضائقة في أي مؤسسة، مما سبب في هجرة العقول وهي التي نراها تطور وتبدع بحرية في بلاد غربية وبلاد عربية كالخليج.
أخطاء التعامل مع الأزمة في سوريا ( السلبيات)
عوملت المظاهرات بذات الوسائل التي عوملت بها الفئات التخريبية ، لأن العقلية السياسية أو الأمنية ، لا تعرف التعامل مع حسن الظن كي لا تقع في أخطاء حسن الظن ، وهي تعيش على الأدرينالين بحكم التعامل الحذر مع العدو الخارجي ، فعدو كالكيان الصهيوني والولايات المتحدة الأمريكية إضافة لحلفاء عرب ، يعني حذراً مطلقاً من أي تحرك داخلي كان أم خارجي ، وعدم القدرة على تحمل الزمن اللازم للإصلاح واللجوء للقبضة الحديدية السريعة الزمن.
التطور السريع في معالجة الأزمة ( الإيجابيات ):
1- القرار التاريخي بعدم اطلاق النار على أي متظاهر سلمي ، كان له الدور الأكبر في وأد الفتنة من طرف عناصر الأمن ذات الجاهزية السريعة لاستخدام السلاح لمواجهة الخطر وكما دربت نفسياً، وهذا قد وأد حرباً أهلية قد تحدث وتحصد الألوف، ورغم حصول خسائر بالعشرات في عناصر الأمن والشرطة الداخلية والجيش ، لكن افراغ الفتنة بهذه الوسيلة أكثر حكمة فيما لو حدثت الفتنة وحصدت الألوف من الطرفين.
2- فتح الفيسبوك واليوتيوب ، نقطة تحسب للسياسي لأنه سمح لفئات كبيرة من الشعب أن ترد وتطلع على الشائعات والدخول لصفحات أدعياء الثورة في سوريا ، وتقزيم حجم الإشاعات باسقاط الضوء عليها لا بتجاهلها والاطلاع على صفحات المعارضة دون خوف الرقيب.
3- تناول الإعلام الرسمي والمحلي عبر الفضائيات ومواقع الانترنت أخبار المظاهرت والحديث عنها دون تجاهل ما يحدث ،كما كان معتاداً من الإعلام الرسمي قديماً ، وقد لفت انتباهي محاولة مذيع للإخبارية السورية اسكات الناس عن الهتاف ( بالروح بالدم...) وقال لهم هل تريدون الهتاف أم ايصال صوتكم وطلباتكم .
4- عدم قطع وسائل الاتصال عبر الجوال والشابكة والشبكة الأرضية.
5- أخذ أراء الناس مهما تكلموا بحرية تامة وهذا ما أراح الناس وكأنهم حققوا حلماً كانوا ينتظرونه ، حتى المذيعين و الفنانين ، فهم يريدون أن يشاركوا القيادة السياسية الدفاع عن الوطن في حين كان هذا الدور حكراً على المنظمات والفرق الحزبية والفروع الأمنية في نحت للهتاف والخطاب والكلمات في شكل من أشكال استثمار الأزمات وطاقات الشعب لفئات محددة تستخدمها كغطاء تبرر اليد الطولى في كل الميادين .
6- عدم الدفاع عن أي خطأ من أي مسؤول والسرعة في إقالة أي مسؤول ارتفعت مطالبات الناس بإقالته .
7- استخدام الوسائل الشعبية والمحلية لحل الأزمات والاعتراف بمكانات الناس المدنية كعلماء الدين وشيوخ القبائل والرموز الداخلية كأبناء الشهداء ، وعدم اقتصار تمثيل السياسي بالسياسي أو الأمني.
8- المرونة العالية في قبول مطالب الاصلاح والسرعة في التعامل معها.
9- رفع سقف الاصلاحات من طرف السياسي مع كل خطاب جديد عن اصلاحات جديدة، تفريغاً للحراك الإعلامي المضاد.
10- الانفتاح العربي والاقليمي وقبول الحلول والاطلاع على تجارب الآخرين كالتجربة التركية في الاصلاح الداخلي ، والانفتاح الداخلي الشعبي وقبول الآراء ، وقد قام الإعلام غير الرسمي في دور كبير فالمواقع والمدونات وصفحات التواصل الاجتماعي أكثر مصداقية لدى الأفراد عبر التواصل المباشر والحوار الصريح .
توصيات للخروج من الأزمة :
1- اشراك طاقات الشباب - خاصة - والفعاليات الشعبية - عامة- اتخاذ القرارات ، لتحقيق نصر شعبي يمكن المحافظة عليه وحمايته والدفاع عنه ، فالعقل اللاواعي قد خزن مظاهر الانتصار الشعبي عبر الثورات الشعبية وأضاف إليها طريقة التقليد الخاطئ مع فارق وعي الذات.
2- فتح كل أقنية التواصل مع الشعب للنقد العام وعمل مؤتمرات وطنية محلية ومركزية تستقطب الاحتقان الشعبي وتفريغه في اشراكه اتخاذ القرار وبالتالي حمايته والمحافظة عليه بشكل مسؤول ومنضبط.
3- العمل على بناء فعاليات المجتمع المدني ودعم الجمعيات ومراكز التطوير والتنمية.
4- الاستقلال الكامل للقضاء كما كان تاريخياً مؤسسة مدنية مستقلة .
5- استقلال الصحافة ودعم الصحافة الالكترونية غير المتورطة بالفساد ، مراجعة مشروع قانون تنظيم الصحافة الالكترونية واشراك الفعاليات الالكترونية في نظامه ( وهذه الفعاليات ستقوم بدور تاريخي في ضبط عمليات مكافحة الفساد وايصال رأي الناس للقيادة السياسية ولا بد من فتح أكثر من موقع لكل محافظة تعمل على الشأن الداخلي بحرية تامة).
6- إقامة لجنة علمية مهنية صحفية لاستقبال مشاريع الشباب والفعاليات المتنوعة لتطوير البلد ، واستقطاب كل الكوادر العلمية والمخترعين التي تعمل في الخارج والداخل لبناء الوطن ، فهناك تعطش كبير من قبل الشباب لأخذ دورهم في بناء الوطن ، خاصة مع وجود أمثلة رائعة في تونس ومصر ومسودة هذا التحرك موجودة عبر مشروع العمل التطوعي.
7- افتتاح قناة فضائية دينية تستقطب المشاهدين ، وتحارب التشدد عبر نشر تعاليم الدين الإسلامي الصحيح الوسطي وسيكون لها دور عالمي مهم، خاصة أن علماء سوريا يظهرون في كل القنوات الدينية ولهم شعبية عالمية، وقد أظهرت الفتنة فراغ مزاعم البعض في خطورة المساجد في انقلابهم السياسي ، بينما كانت المساجد صمام الأمان التي أفرغت كل فتنة من مضمونها وساهمت بشكل رائع في وعي الذات وتوجيه المسلمين والالتفاف على القيادة السياسية وحمايتها في فترة انتشار الانتهازيين ومستغلي حراك التغيير العربي والدعم الدولي للثورات العربية .
8- افساح المجال للدعاة في سوريا لنشر تعاليم الدين الصحيح الوسطي عبر النشاط الاجتماعي بداية من المساجد حتى النشاط الالكتروني ( وهذا قد تحقق كثير منه على أرض الواقع ).
9- افتتاح قناة فضائية خاصة بالشباب لاستقبال المشاريع الشبابية وبلورة ودعم كل مشروع شبابي يصب في بناء الوطن.
10- العمل على بناء مراكز للتأهيل المهني والصناعي والالكتروني للعاطلين على العمل وبأسعار زهيدة لاستقطاب العاطلين على العمل وتأهيلهم ، وتشكيل لجان للعمل التطوعي فالفراغ محرك لكل فتنة.
وأخيراً أحكي لكم هذه القصة : وضعت بنت الملك يدها في جرة الجوز، حين حاولت إخراج يدها لم تتمكن لكثرة الجوز في يدها، كررت المحاولة حتى سالت الدماء ، جمع الملك كل الأجهزة الأمنية لحل الأزمة ، قال أحدهم لنكسر الجرة... ؟!، قال آخر لنقطع يد الفتاة ...؟!.
قال الشعب : دعوا الجوز، تعود لكم يد ابنتكم المصونة سالمة غانمة.
والحمد لله رب العالمين
طارق شفيق حقي
مدير موقع أسواق المربد
رسالة إدارية
حدثت الأخطاء التالية عند الإرسال