تعرف على العلمانيةالمصدر: جريدة التعاون
بقلم: نور الدين
الحرب الدائرة بين معسكرى العلمانية والإسلاميين حول قضية تطبيق الشريعة، يدعونا بشدة أن نعلم القارئ الحبيب ماهية العلمانية وبماذا يؤمن العلمانيون المناهضون لتطبيق الشريعة فى مجتمعنا المسلم التواق لها، ذلك أن القواميس الغربية والتى نشأت فيها العلمانية، عرفتها أن كلمة عملانى تعنى جاء هذا فى القاموس الانجليزى دنيوى أو مادي، وليس دينى أو روحاني، وليس بمترهب أى ليس رهبانيا، وجاء فى القاموس نفسه أن معنى كلمة علمانية هى النظرية التى تقول ان الأخلاق والتعليم يجب ألا يكونا مبنيين على أسس دينية.
وفى دائرة المعارف البريطانية تعرف العلمانية، بأنها حركة اجتماعية تهدف إلى نقل الناس من العناية بالآخرة إلى العناية بالدار الدنيا فحسب، ودائرة المعارف البريطانية حينما تحدثت عن العلمانية، تحدثت عنها ضمن حديثها عن الإلحاد الذى قسمته إلى إلحاد نظرى وإلحاد عملي، وجعلت العلمانية ضمن الإلحاد العملي.
ينبغى لنا أن نعرف أن العلمانية وجه آخر للماسونية اتبعه دهاة اليهود وفلاسفة المادية والإلحاد، ليجذبوا إليهم الذين اتخذوا موقفا حذرا من الماسونية والوجودية والشيوعية، وظهر الفكر العلمانى أول ما ظهر كفكر معاد للدين وعلمائه، كرد فعل لفساد القساوسة والرهبان فى الكنيسة الأوربية فى العصور الوسطي، حيث اضطهادهم للناس، وسلبهم أموالهم وأراضيهم، وكان أول من دعا إلى فصل سلطة علماء الدين عن السياسة والحكم الفيلسوف ديكارت ثم بيكون ثم سبينوزا ثم جون لوم وجميعهم ملحدون وتبعهم جان جاك روسو وفولتير الذى ألف كتاب «القانون الطبيعي» منكرا فيه وجود الله وأنه خالق الكون وناسبا الخلق والإبداع للطبيعة ذات القدرات الخارقة.
ثم تبعه وليم جودين عام 1793م من خلال كتابه «العدالة السياسية» داعيا فيه إلى العلمانية والابتعاد عن الدين.
ذلك معين العلمانيين البغيض الذى ينهلون ويغترفون منه سما زعافا يريدون نشره فى مجتمعنا المسلم الأبي. والحديث موصول بمشيئة الله وحوله وقوته.