المقاومة هي جهة الوحيدة تحتفل بيوم الشموخ العراقي والسيادة العراقية
يتعين على كل من يراقب تطورات الاوضاع في العراق ان يدرك حقيقة ان الانسحاب الذي اعلن عنه اليوم في العراق ماهو الا كذبه كبيره اشترك في الترويج اليها بصورة دعائية اعلامية كل من جيش الاحتلال الامريكي ورئيس دولة الإجرام العميل المزدوج نوري المالكي الذي يعرف جيدا ان هذا الانسحاب ماهو الا خطوة لذر الرماد في العيون وخداع السذج من الناس الذي غلب عليهم هم توفير لقمة العيش مما جعلهم يكفرون بالسياسة والسياسيين الذين سقطت عن جميعهم ورقة التوت التي كانوا يختبئون تحتها ويتسترون بها حيث تبين ان كلهم من العملاء والخونة والسراق والمفسدين والذين لا هم لهم سوى مصالحهم الشخصية والحزبية. فقوات الاحتلال ارادت ان توحي للاخرين انها ملتزمة ببنود الاتفاقية الأمنية المذلة , إذن كيف تفعّل إتفاقية لم تصبح شرعية بعد، إتفاقية قد تُرفض من خلال الإستفتاء, والعميل المالكي يريد ان يقول للاخرين من الخصوم والتابعين انه وطني وضد الاحتلال وانه قوي وممسك بجميع خيوط اللعبة السياسية والامنية والعسكرية الاحتلالية. فنحن نفهم لماذا يفرح العميل المالكي ويطلق على هذا اليوم يوم السيادة الوطنية ويصرف الأموال لاقامة الاحتفالات ومباهج الزينة ويدفع اتباعه بالرقص في الشوارع والساحات العامة وهم تحت تأثير الصدمة الكبيرة التي افقدتهم صوابهم ودفعتهم من دون وعي للخروج الى الشوارع وهم تحت تخدير الكلام المعسول للعميل المالكي وأبواق دعايته التي تجعل الاسود أبيضا والهزيمة أنتصارا والتدهور الأمني استبابا قل نظيره والانسحاب الكاذب نصرا مؤزرا. تعداد الجنود الأمريكان قبل أعادة أنتشار170.000 جندي .. بعد أعادة أنتشار170.000 جندي ... بعد الجمع والطرح والتقسيم، الحاصل = 170.000.. وهو مساوي لانجازات حكومة الاحتلال التي لا تمل من الضحك على ذقون العراقيين باوهام الحرية والسيادة والرخاء بينما البلد ماشية100 سنة إلى وراء , وعلى العموم فأنه من غير المستغرب على من يُسمي الإحتلال تحريراً , لقد تعودت حكومة الاحتلال ، ومنذ التاسع من نيسان 2003 على إبتداع تعابير ومصطلحات أقل ما يُقال فيها، إنها فارغة من أي مضمون حقيقي وملموس، إبتداءاً مما سُمي بالعملية السياسية، وصولاً إلى يوم الإنسحاب والسيادة الكاملة !! . هل يجوز تسمية مثل هذا الفعل إنسحاباً، أم هو إعادة إنتشار وفق التعابير العسكرية ؟ علما جميع الجيوش في العالم ,لا جيوش الغزاة فقط , بل حتى الجيوش الوطنية , لا توجد عادة داخل المدن , بل موجودة على مشارفها , وفي معسكرات خاصة , ولنتذكر أن كوبا في زمن الديكتاتورباتستا كانت تدار من قاعدة غوانتنامو، والعراق في زمن احتلال البريطاني كان يدار من قاعدتي الحبانية في الشمال، والشعيبة في الجنوب، وهما قاعدتان لم يكن وضعهما بهذه الصورة بسبب جغرافي، وإنما لقرب الأولى من حقول نفط كركوك، وقرب الثانية من حقول نفط الجنوب، أما اليوم فالقواعد الأمريكية مزروعة في كامل التراب العراقي، وبعضها من الضخامة بحيث لا يمكن تصور إمكانية تفكيكها بسهولة ويسر، خصوصاً إذا أخذ بعين الإعتبار مديات الإنفاق الخرافي عليها .تعيد توزيع وإنتشار قواتها بما يتناسب مع الضرورات العسكرية ومقتضيات الواقع الميداني، ولمصلحة الجيش الأمريكي أساساً، وللحفاظ على أرواح الجنود وحماية معدات هذا الجيش الذي اصبحت هدفاً سهلاً لرجال المقاومة وللناقمين والرافضين لهذا الوجود المُهين. هذا هو المنطلق الأساسي لفهم وتقيم ما سيجري اليوم، أما التخريجات الأخرى فهي ليست سوى مؤثرات دعائية فاشلة .إن خروج القوات الأمريكية من المدن العراقية، وإعادة إنتشارها، إجراء أمريكي قررته القيادات السياسية والعسكرية الأمريكية، وهو أمر محسوم سلفاً، سواء وجدت أتفاقية أم لم توجد، الأمر الغريب، والذي يصعب فهمه، إصرار حكومة الاحتلال على تسمية يوم إعادة الإنتشار، الذي أسمته يوم الإنسحاب بيوم السيادة، وقد تمادى بعضهم فاسماه يوم ( السيادة الكاملة). ان العميل المالكي يعرف ان الوضع الأمني لم يكن يوما ما في حالة تردي كما هو الآن خاصة اذا ما استثنينا من كل ذلك جرائم
السرقات والخطف والاغتصاب والتسليب التي تجري في وضح النهار واقتصار الحديث عن التصدي ومقاومة الاحتلال من قبل المقاومة الوطنية البطلة بجميع فصائلها وحركة الوطنية المساندة للمقاومة لان العميل المالكي لا يهمه ولا يخشى من يسرق ويقتل على الهوية ويغتصب وتدمير العراق , وانما يخاف من المقاومة التي تهدد حلفائه وحكومته العميلة وهو لهذا استنفر كل ما يملك من قوات عسكرية وأمنية الموالية للاحتلال من أجل ضمان أمنه ومنطقته الخضراء التي تحولت إلى سجن كبير له ولاتباعه الذين يرجفون عندما يتواجدون بطريق الصدفة في أحد شوارع بغداد. ان على العميل المزدوج المالكي ان يدرك وهو يدرك فعلا ان رقص العراقيين في الشوارع ليس أحتفالا بانسحاب هزيل يحمي المحتل وانما كان رسالة باتت معروفة تتمثل بان فترة الظلام ونهاية الاحتلال قد بانت تباشيرها الآن, والامريكيون انهزموا في العراق ، والخط البياني للغزو والاحتلال سائر نزولا ، فقد جاءوا الى العراق وسحقوا دولته ودمروا جيشه ، وكانوا يعتقدون جازمين بانهم ماضين لتحويله الى قاعدة انتشار كونية . لكنهم اليوم يعانون من ازمة قاتلة اقتصاديا وسياسيا وعسكريا ، وماينتظرونه في العراق من هنا وصاعدا ، هو المزيد من التراجع والهزيمة . وان العميل المالكي وجماعته قد دقت ساعة صفرهم وان هذه الرقصات في الشوارع انما هي تدريبات للرقصة الكبيرة التي سيشترك فيها 30 مليون عراقي بنهاية اسوء فترة شهدها العراق وتشرق الشمس من جديد على ربوع الرافدين وعندها لكل حادثة حديث. وينطبق قول الله سبحانه وتعالى في قرانه الكريم( وسيعلم الذين ظلموا اي منقلب سينقلبون), أخذت الحكومة الاحتلالية باختراع الكذبة ومن ثم تصديقها أي هي التي تخترع الكذبة وهي الوحيدة التي تصدقها..ولم تكتفي بهذا بل وتقوم بالبناء على أساس هش وتتواصل بالفبركة والتضليل والخداع والتلفيق ...وان مصير كل بناء على
بناء على أساس هش هو الانهيار والدمار وسواد الوجه وهذا ما يحصل قريبا وتنكشف كل الادعاءات الكاذبة والرخيصة بعد أن تهوي هذه الحكومة الاحتلال . إذا كان الثلاثين من حزيران هو يوم للشموخ العراقي فان هناك جهة وحيدة فقط من يحق لها إطلاق مثل هذه التسمية عليه، إنها الجهة التي ناضلت وقاتلت وقدمت
من التضحيات الغالي والنفيس، ونقصد بذلك المقاومة الوطنية العراقية الباسلة ، التي كان لها الفضل كله بفعل ضغط وفاعلية نشاطها النوعي وفعلها السياسي على القوات المحتلة من أجل أتخاذ مثل هذا القرار في الوقت الذي كان من دعوا إلى الاحتفال به ليس سوى أدوات رخيصة في يد قوات الاحتلال وساهموا في تدمير العراق وأبادة شعبه , و يستشري الفساد في كل مؤسساتها , وأنَّ استفحال الفساد حتى داخل الأجهزة والمؤسسات الأمنية والعسكرية العراقية الموالية للاحتلال (والذي هو فساد يضرب جذوره عميقاً في السياسة من خلال خيانة العظمى للعراق) سيُفْقِد تلك الأجهزة والمؤسسات كثيراً من قدراتها الأمنية والعسكرية الافتراضية، أو الظاهرية، وسيُشدِّد الحاجة، بالتالي، لدى الحكومة الاحتلال إلى "الجار المحتل الأمريكي"، وإلى الإبقاء على تلك الثكنات والقواعد العسكرية الأمريكية "جاراً" طويل الأمد ، بحيث أصبح من أكثر البلدان فسادا في العالم، ونهبوا خيراته وعملوا على تدميره بكل السبل المتاحة، واضعفوا البلد بعد أن نشروا فيه كل أنواع الرذيلة، وحولوه إلى بلد ضعيف يعتمد على المحاصصة الطائفية والعرقية والمذهبية والعشائرية البغيضة التي كادت أن تجر العراق إلى أتون حرب أهلية لا يعرف احد أين كانت ستنتهي. من الواضح ان حكومة الاحتلال لم تعتقد بان لكل بداية نهاية وان التجربة التي تم خوضها من قبلهم سوف لن تعمر طويلا، ربما اعتقدوا بان تجربتهم سوف تطول كما طالت حقبة فيتنام
الجنوبية وكوريا الجنوبية وغيرها , وهذا يعني ان قراءتهم كانت خاطئة للتاريخ حيث ان كل التجارب المشابهة السابقة لم تعمر طويلا، خاصة وان المقاومة الوطنية العراقية الشريفة كانت من أسرع – المقاومات- التي هبت ضد القوى المحتلة. العراق كما نراه، مقبل على أيام وأسابيع واشهر وربما سنوات لكن ليست طويلة، وهو لن يوقف نضال شعبنا من أجل الانتصار النهائي على المحتلين ، سوف تكون فيها اليد الطولى للعراقيين النجباء وللمقاومة الوطنية الباسلة وعند
ذاك سوف تكون السيادة العراقية والشموخ حقيقية وبدون وجود لا لقوات الاحتلال ولا لأذنابه الأنذال .الصورة المنشورة أدناه هي لآخر طائرة غادرت السفارة الأمريكية في سايغون (فيتنام الجنوبية) في 30 نيسان 1975، بعد أن تقدم صوبها ثوار الفيتكونغ وأسقطوها، بعد حرب بدأت عام 1963، خسرت فيها الولايات المتحدة الأمريكية قرابة 60 ألف من جنودها..وكعادة العملاء في كل مكان وزمان، فقد هرعوا قبيل الانسحاب الأمريكي للتعلق بأذيال أسيادهم لأجل إخلاءهم قبل أن يقعوا في أيدي أبناء شعبهم وينالهم القصاص العادل.. ونحن نترقب أن يتكرر هذا المشهد قريبا في العراق باذن الله.. (بس العميل جلال الطلي باني شراح يصعده هذا الدرج ؟)..!!!