الإستراتيجيات الصينيـة الـ36(الفـنُّ السِّـري للحـرب)-السياسة الحربيـة
الحمدُ للـه و الصلاةُ و السلامُ على رسول اللـهِ و آله و صحبه و زوجه الأطهار و بعـد:
بـرع الصينيـون قديما- وحديثا- بفنـونٍ و صناعات عكست حضارة عريقـةً عاشوها ضاهت بقية الحضارات قبل العهـد الإسلامي...
و تكونت علاقة قويـة تبادلية بينهم و بين الدولة الإسلاميـة بشتى المجالات... و من بين الفنون التي امتازوا بها و لظروف بيئتهم المحيطة آنذاك كانت فنـون الحـرب و إستراتيجيـات القتال...
تميزت كل أُمـة من الأمم بأساليبها القتاليـة و سـادت الأمـة الأكثر حكمة و حنكة و تنظيماً حتى و إن كانت أضعف عسكرياً -كما و نوعا- من غيرها...
إلا أن الصيـن بسطت نفوذاً على أراض شاسعة و شكلت إمبراطوريات متعاقبـة و صدت حملات قويـة ضدها بأشكال مختلفة إما بالمواجهـة أو المهادنـة بحسب طبيعة المهاجم...
بـرع لديهم عدة قادة عسكريين و ألفـوا كتباً بفنون القتال و الحرب كان من أبرزهم قائـد فـذ يدعى "سون تـزو" مؤلف أروع روائع الكتب الحربيـة " فـن الحـرب " و غيرها من الكتب...
و من بينها أيضا كتيـب حـوى إستراتيجـات الحـروب و الخطط العسكريـة باسم " الإستراتيجيات الصينية الستـة و الثلاثـون- الفـن السـري للحـرب"...
للتنويـه فمعظم الجيوش و حتى السياسيـون ما زالوا يعتمدون بشكل جوهري على الإستراتيجيات تلك بل و تُطبق بمعظم مجالات الحياة إذ يغلب على عالمنا الحالي الجـو التنافسي بين شركات و مؤسسات بالتجارة و الأسواق وغيرها...
و الكتيب متوافر بالإنترنت بحمد اللـه و ترجمه أحد الكُتاب و يدعى "رؤوف شبايـك" -جزاه اللـه خيرا_ و يُباع بالأسواق عبر موقعه الإلكتروني...
-----
-----
-----
نظـراً لأهمية الكتاب و لحال أمتنـا الحبيبـة و تكالب الأمم عليها و حاجتنا لفهم خطط عدونا بنا و اعـداد قادة على مستوى الحدث لا بُـد من التعمق بمثل هذه الكتب و البناء عليها...
الكتاب يعتمد على سرد الإستراتيجيـة و من ثم ضرب مثال على الأقل عليها لتقريب فهمهـا و ربطه بالواقع...
سأعتمد -بإذن اللـه- على نقلها الإستراتيجيـة و الاضافة عليها بالشرح و بالأمثلة الحيـة أيضاً و خاصـةً من واقعنا المعاصر بالبلاد الإسلامية المحتلة أو ببلاد الثورات العربيـة و غيرها و سنرى أنَّ أعداءنا بالفعل يُطبقون علينا العديد من تلك الفنـون الحربيـة... و عرض أفكار لتنفيذ بعض الإستراتيجيات الحربيـة... و اللـهُ المستعـان...
و الفنـون الحربيـة الـ36 تُحاكي معظم حالات الجيش فتقوده إما للنصر أو النجاة بأقل الخسائر بحسب جـو المعركة...
بـل و ببعض تلك الفنون من المُمكن هزيمـة جيـش دون الحاجة للآلـة العسكريـة إنما بخطط تؤدي لانهيار الخصم ذاتيـا...
أسأل اللـه التوفيق و الإخلاص لوجهه الكريم و القبول منه و أن ينفع المسلمين بما أقول و هو القريب المجيب سُبحانه جل جلالـه.
التصنيـف اعتمـد على التقسيم السداسـي للإستراتيجيات -ست مجموعـات-
و كل مجموعة تحوي ارشادات و خطط بحسب حالة الجيش...
فالمجموعات الأولى من الإستراتيجيات تخص الجيش صاحب الأفضلية العسكرية و الأقرب لتحقيق النصـر...
أما التي تليها فتخص الجيوش بوضع الدفاع و عدم المقدرة على الهجوم...
أما الأخيـرة فخاصـة بالحالات التي تعجز عن الهجوم و عن الدفـاع...
===========
=================
===========
أولا: إستراتيجيـات المواقف ذات المزايا التي تعمل لصالحك
يقول المؤلف: في الحالات التي لا تعاني فيها من الوقت و الموارد و لديك القدرة على التخطيط بمهل و دقة عليك بالإستراتيجيات التالية:
1- اخدع الامبراطور لتعبر البحـر:
يقول المؤلف: التسلل منك للظلال (لمحاولة اخفاء نواياك) هي دعوة صريحة لأعدائك ليلاحظوك و يحتاطوا منك... لكـي تخدع أعداءك -فيقلل من حذره و حيطته- عليك بالتحرك بضوء الشمس مع اخفاء نواياك الحقيقيـة حتـى يأتي الوقت الذي فيه تضـرب...
و يُتابع بمثال: أن محارب ساموراي عانى ازعاج فـأر حتـى أخذ بنصيحة حكيم أن يأتي بقط سمين كسـول لينخدع الفأر به و يقل حذره منه... و كان ذلك فعلا حتى اعتاد الفأر المرور بالقرب منه دون حراكٍ القط إلى أن جاء اليوم الذي اقترب جداً بجانبه فانقـض القـط عليها و اصطاده بسهولة...
=========
التعليـق
=========
الإستراتيجيـة الأولـى يظهر فيها جلياً أن الجيش الأول لا يكترث مطلقاً بالوقت و لا بغيره إنمـا يبغـي النصر بأقل الخسائر و المجهـود على حساب ركيزة هامة بجيش الأعـداء... ألا و هي الغفلـة و قلة الحـذر...
و من أقرب الأمثلة على ذلك ما جـرى في حـرب الـ73 من استغلال الجيش المصـري لفترة الإستنزاف بينه و بيـن اليهـود و بنـاء جـو روتينـي يومـي دون ابداء أي مظاهر خارجيـة لاشعـال الجبهة بحرب جديـدة... و اغتـر اليهود بتلك المظاهر و لم يظهر لديهم تغييرات قُبيل يوم الحرب لأي نوايا أخرى سواءا بنقل وحدات جديدة أو منع اجازات المجندين المصرين أو أية تحركات مريبـة مما دفعهم للراحة والاحتفال بيوم عيدهم و كانت فاجعتهـم...
و اتبع الأمريكـان نفس الأسلـوب بحربهم ضد العراق حين الغـزو الصليبـي...
استمر الحشد و نقل المعدات الحربيـة للخليج العربي و بحر العـرب بشكل مستمر... و بنفس الوقت أراد الأمريكان خداع العراقيين عبر ارسال وفود للحوار و عبر التصريح بالإعلام تارة بأنَّ لا هجوم و مرة أخرى بالهجوم لخلق جـو روتينـي حتى حانـة ساعة الصفـر لاشتعال القتال...
حـاول القذافـي تطبيق الإستراتيجية ببداية الثورة قُبيل التدخل الغربي... بالقول أنَّه سيوقف القتال على المدن الشرقية أجدابيا- بنغازي و ما خلفها... و تحت ستر الصحـراء أرسل جيشاً جراراً كان سيحرق الأخضـر و اليابس لولا قدر اللـه جل جلاله...
و الأمثلة عديدة على الإستراتيجيـة الأولـى و خاصة أن أعداءنا يمتازون بوفرة الوقت و الامكانات على عكس طبيعة المسلمين بجبهات القتال العدة تقريبا...
لكـنْ بالامكان اقتناص مكاسـب عسكريـة بها دون حـروب... إذ لا تعني الإستراتيجية اصطفاف جيش مقابل جيش بالضـرورة فبعض العمليات تجري بمناطق شبه هادئـة أو هادئة مع خلق أجواء روتينـة ممـا اعتـاد العـدو على عـدم أخذ الحيطة و الحذر و بالتالـي كانت ضربـة...
=======
إن شـاء اللـه أكمل لاحقا بالإستراتيجية التاليـة
منقول عن شبكة فلسطين للحوار - ريان