الصور

تقليص

لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

أهل العلم

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • عبد المنعم جبر عيسي
    كاتب
    • Aug 2008
    • 811
    • moneim

    #31
    رد: الطيب المطيب عمار بن ياسر

    المشاركة الأصلية بواسطة روان يوسف




    الأستاذ الفاضل

    عبد المنعم جبر

    الحديث السابق لم يطمئن إليه قلبي

    بحثت له عن إسناد في الصحاح فلم أجد

    إذا كنت قد وجدت له تخريجا صحيحا أرجو إفادتي

    وما زلنا متابعين لهذ الموضوع الطيب المبارك إن شاء الله

    وفّقــت




    شكرا جزيلا استاذة روان لمتابعتك
    وفى الحقيقة أنا أقوم بنقل تراجم ( أهل العلم ) من أكثر من موضع ، وجميعها كتب قديمة لم يهتم محققوها بتخريج الكثير من أحاديثها للأسف الشديد ، لذلك فانا أتجنب الاستدلال بالكثير منها ، ما لم أتصور أنه يخدم ترجمتى ، وقد قمت بالبحث عن الحديث المذكور ولم أقف على مدى صحته ، لكن قيل ان الحديث بصيغته الواردة ورد فى تفسير الآية 106 من سورة النحل ، فى أكثر من تفسير للقرآن الكريم .. منها البيضاوى والبغوى ، وهو أمر لم أتأكد من صحته لعدم توفر هذه الكتب لدى .. وهذا نقل لهذه الأقوال
    جاء في سورة النحل 16: 106 "مَنْ كَفَرَ بِاللهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلاَّ مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالكُفْرِ صَدْراً فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنَ اللهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ".
    وفسرها البيضاوي بقوله: "رُوي أن قريشاً أكرَهوا عمّاراً وأباه ياسراً وأمه سُميّة على الارتداد. فربطوا سميّة بين بعيرين وجيء بحربة بقلبها وقالوا إنك أسلمتِ من أجل الرجال، فقُتلتْ. وقتلوا ياسراً. وهما أول قتيلين في الإسلام. وأعطاهم عمار بلسانه ما أرادوا مُكرَهاً. فقيل: يا رسول الله، إن عماراً كفر. فقال: كلا، إن عماراً مليء إيماناً من قرنه إلى قدمه، واختلط الإيمان بلحمه ودمه. فأتى عمار رسول الله وهو يبكي. فجعل رسول الله يمسح عينيه وهو يقول: إن عادوا إليك فعُد لهم بما قلت. وهو دليل على جواز التكلم بالكفر عند الإكراه".

    (مَن كَفَرَ بِاللهِ مِن بَعدِ إِيمانِهِ) الآية. قال ابن عباس: نزلت في عمار بن ياسر وذلك أن المشركين أخذوه وأباه ياسراً وأمه سمية وصهيباً وبلالاً وخباباً وسالماً فأما سمية فإنها ربطت بين بعيرين ووجيء قبلها بحربة وقيل لها: إنك أسلمت من أجل الرجال فقتلت وقتل زوجها ياسر وهما أول قتيلين قتلا في الإسلام. وأما عمار فإنه أعطاهم ما أرادوا بلسانه مكرهاً فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم بأن عماراً كفر فقال: كلا إن عماراً مليء إيماناً من قرنه إلى قدمه واختلط الإيمان بلحمه ودمه فأتى عمار رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يبكي فجعل رسول الله عليه الصلاة والسلام يمسح عينيه وقال: إن عادوا لك فعد لهم بما قلت فأنزل الله هذه الآية.

    وقال البغوي في تفسيره
    (قال ابن عباس : نزلت هذه الآية في عمار وذلك أن المشركين أخذوه وأباه ياسرا وأمه سمية وصهيبا وبلالا وخبابا وسالما فعذبوهم فأما سمية : فإنها ربطت بين بعيرين ووجيء قبلها بحربه فقتلت وقلت زوجها ياسر وهما أول قتيلين قتلا في الإسلام وأما عمار : فإنه أعطاهم ما أرادوا بلسانه مكرها
    قال قتادة : [ أخذ بنو المغيرة عمارا وغطوه في بئر ميمون وقالوا له : اكفر بمحمد فتابعهم على ذلك وقلبه كاره فأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن عمارا كفر فقال : كلا إن عمارا مليء إيمانا من قرنه إلى قدمه واختلط الإيمان بلحمه ودمه فأتى عمار رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يبكي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما وراءك ؟ قال : شر يا رسول الله نلت منك وذكرت آلهتك قال : كيف وجدت قلبك قال مطمئنا بالإيمان فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يمسح عينيه وقال : إن عادوا لك فعد لهم بما قلت ] فنزلت هذه الآية
    قال مجاهد : نزلت في ناس من أهل مكة آمنوا فكتب إليهم بعض أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أن هاجروا فإنا لا نراكم منا حتى تهاجروا إلينا فخرجوا يريدون المدينة فأدركتهم قريش في الطريق فكفروا
    وختاما تقبلى تحياتى وتقديرى
    أخوك


    تعليق

    • روان أم المثنى
      كاتب مسجل
      • May 2008
      • 563

      #32
      رد: أهل العلم


      الأستاذ الفاضل

      عبد المعم جبر

      بارك الله فيك

      إذن مما يظهر أن الحديث لم تثبت صحته بسند دقيق معروف

      والانقطاع إلى ابن عباس وحده حوله علامات استفهام كثيرة

      ويغلب ظني أن السند الذي أورده الإمام الألباني عليه رحمة الله

      هو المتابعة الوحيدة للحديث بهذا اللفظ

      وجاري البحث أكثر للتأكد

      وإذا جد لديك شيء أرجو إفادتنا بارك الله فيك

      تعليق

      • عبد المنعم جبر عيسي
        كاتب
        • Aug 2008
        • 811
        • moneim

        #33
        أبو موسى الأشعرى

        كان - رضي الله عنه - يقول لامرأته : شدي رحلك ، فليس علي جسر جهنم معبر .
        اسمه : أبو موسي الأشعري عبد الله بن قيس بن سليم ..
        أسلم بمكة ، اختلف الناس في هجرته إلي الحبشة ، وقال من قالوا بهجرته أنه عاد مع أصحاب السفينتين ورسول الله صلي الله عليه وسلم بخيبر .
        وروي عنه أن رسول الله صلي عليه وسلم بعث معاذا وأبا موسي إلي اليمن ، وأمرهما أن يعلما الناس القرآن . " رواه أحمد " .
        وكان رضي الله عنه صواما لله ، شديد الحياء ، عالما غزير العلم .
        عن أبي ادريس قال : صام أبو موسي ، حتي عاد كأنه حلال . فقيل له : لو أجممت نفسك . فقال : أيهات إنما يسبق من الخيل المضمرة .
        وروي عنه - رضي الله عنه - أنه كان يتحري اليوم الحار الشديد الحر فيصومه .
        وعن أبي مجلز قال : قال أبو موسي : إني لأغتسل في البيت المظلم فما أقيم صلبي حتي آخذ ثوبي حياء من ربي عز وجل .
        وعن أنس أن أبا موسي كان له تبان ينام فيه مخافة أن ينكشف .
        ومن أقواله - رضي الله عنه - ، ما حكاه قسامة بن زهير ، قال : خطبنا أبو موسي فقال : أيها الناس ابكوا فإن لم تبكوا فتباكوا ، فإن أهل النار يبكون الدموع حتي تنقطع ، ثم يبكون الدماء حتي لو أرسلت فيها السفن لجرت . " رواه الإمام أحمد " .
        وعن الضحاك بن عبد الرحمن بن عرزب ، قال : دعا أبو موسي فتيانه حين حضرته الوفاة ، فقال : اذهبوا فاحفروا ، وأوسعوا ، وأعمقوا ، فجاؤوا فقالوا : قد حفرنا وأوسعنا وأعمقنا . فقال : والله إنها لإحدي المنزلتين : اما ليوسعن علي قبري حتي يكون كل زاوية منه أربعين ذراعا ، ثم ليفتحن لي باب إلي الجنة فلأنظرن إلي أزواجي ومنازلي وما أعد الله عز وجل لي من الكرامة ، ثم ليصيبني من ريحها وروحها حتي أبعث ، ولئن كانت الأخري - وتعوذ بالله منها - فيضيقن علي في قبري حتي أكون في أضيق من القناة في الزج ، ثم ليفتحن لي باب من أبواب جهنم فلأنظرن إلي سلاسلي ، وأغلالي ، وقرنائي ، ثم ليصيبني من سمومها وحميمها حتي أبعث .
        توفي أبو موسي سنة اثنتين وخمسين ، أو اثنتين وأربعين ، أو أربع وأربعين ، واختلف أيضا في موضع دفنه ، فقيل دفن بمكة ، وقيل بالثوية علي بعد ميلين من الكوفة .
        التعديل الأخير تم بواسطة عبد المنعم جبر عيسي; 11-18-2008, 09:26 PM.

        تعليق

        • عبد المنعم جبر عيسي
          كاتب
          • Aug 2008
          • 811
          • moneim

          #34
          سلمان الفارسى

          يكنى أبا عبد الله ، من اصبهان من قرية يقال لها جي ، وقيل من رامهرمز .. سافر يطلب الدين مع قوم فغدروا به فباعوه من اليهود ثم أنه كوتب فاعانه النبي. صلى الله عليه وسلم في كتابته .. أسلم مقدم النبي .. وولاه عمر المدائن.
          وقصة اسلامه - رضى الله عنه - مشهورة ..
          ثم شغل سلمان الرق حتى فاته مع رسول الله : بدر واحد قال سلمان : ثم قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم كاتب يا سلمان . فكاتبت صاحبي على ثلاثمائة نخلة أحييها له بالفقير وبأربعين أوقية . فقال رسول الله. صلى الله عليه وسلم لأصحابه : أعينوا أخاكم . فأعانوني بالنخل : الرجل بثلاثين ودية، والرجل بعشرين ، والرجل بخمسة عشر، والرجل بعشرة يعين الرجل بقدر ما عنده ، حتى اجتمعت لي ثلثمائة ودية فقال لي رسول الله،صلى الله عليه وسلم اذهب يا سلمان ففقر لها فإذا فرغت أكون أنا أضعها بيدي .
          عن أنس قال : قال رسول الله.صلى الله عليه وسلم السباق أربعة ، أنا سابق العرب ، وصهيب سابق الروم ، وسلمان سابق فارس ، وبلال سابق الحبشة .
          وعن كثير بن عبد الله المزني ، عن أبيه ، عن جده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خط الخندق وجعل لكل عشرة أربعين ذراعا فاحتج المهاجرون والأنصار في سلمان وكان رجلا قويا فقال المهاجرون : سلمان منا ، وقالت الأنصار : لا بل سلمان منا ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم سلمان منا أهل البيت .
          وكان - رضى الله عنه غزير العلم .. زاهدا .. متواضعا .. يأكل من عمل يده وهو أمير ..
          عن أبي جحيفة قال : آخى رسول الله. صلى الله عليه وسلم بين سلمان وأبي الدرداء فزار سلمان أبا الدرداء فرأى أم الدرداء مبنذلة ، فقال لها : وما شأنك؟ فقالت : إن اخاك أبا الدرداء ليست له حاجة في الدنيا ، قال : فلما جاء أبو الدرداء قرب طعاما فقال كل ، قال إني صائم ،قال : ما أنا بآكل حتى تاكل ، قال : فأكل.
          فلما كان الليل ذهب أبو الدرداء ليقوم . فقال له سلمان : نم ، فنام ، فلما كان آخر الليل قال له سلمان : قم الآن . فقاما فصليا ، فقال : إن لنفسك عليك حقا، ولربك عليك حقا، وإن لضيفك عليك حقا وإن لأهلك عليك حقا فأعط كل ذي حق حقه . فأتيا النبي صلى الله عليه وسلم فذكرا ذلك له فقال صدق سلمان " انفرد باخراجه البخاري "
          عن الحسن قال: كان عطاء سلمان الفارسي خمسة آلاف ، وكان اميرا على زهاء ثلاثين الفا من المسلمين ، وكان يخطب الناس في عباءة يفترش بعضها ويلبس بعضها ، فإذا خرج عطاؤه أمضاه ويأكل الليل من سفيف يديه.
          وعن عمار يعني الدهني قال كان عطاء سلمان الفارسي أربعة آلاف وكارة من ثياب ، فيتصدق بها ويعمل الخوص.
          وعن مالك بن أنس أن سلمان الفارسي كان يستظل بالفييء حيثما دار، ولم يكن له بيت. فقال له رجل : ألا نبني لك بيتا تستظل به من الحر وتسكن فيه من البرد؟ فقال له سلمان : نعم ، فلما أدبر صاح به فسأله سلمان : كيف تبنيه ؟ قال : أبنيه إن قمت فيه أصاب رأسك وإن اضطجعت فيه أصاب رجليك ، فقال سلمان : نعم .
          عن النعمان بن حميد قال : دخلت مع خالي على سلمان الفارسي بالمدائن وهو يعمل الخوص فسمعته يقول : أشتري خوصا بدرهم فأعمله فأبيعه بثلاثة دراهم فأعيد درهما فيه وأنفق درهما على عيالي وأتصدق بدرهم ، ولو أن عمر بن الخطاب نهاني عنه ما انتهيت .
          وعن الحسن قال : كان سلمان يأكل من سفيف يده .
          عن ثابت قال: كان سلمان أميرا على المدائن فجاء رجل من أهل الشام ومعه حمل تبن وعلى سلمان أندرا وبرد وعباءة ، فقال لسلمان : تعال واحمل ، وهو لايعرف سلمان . فحمل سلمان فرآه الناس فعرفوه ، فقالوا : هذا الأمير ، فقال : لم أعرفك ، فقال له سلمان : لا حتى أبلغ منزلك
          وعن أبي الأحوص قال: افتخرت قريش عند سلمان ، فقال سلمان : لكني خلقت من نطفة قذرة ثم أعود جيفة منتنة ، ثم يؤدى بي إلى الميزان ، فإن ثقلت فانا كريم وإن خفت فانا لئيم .
          وعن أبي البختري ، قال : صحب سلمان رجلا من بني عبس ليتعلم منه ، فخرج معه فجعل لا يستطيع أن يفضله في عمل : إن عجن جاء سلمان فخبز ، وإن هيأ الرجل علفا للدواب ذهب سلمان فسقاها ، حتى انتهوا إلى شط دجلة وهي تطفح ، فقال سلمان للعبسي : أنزل فاشرب ، فنزل فشرب ، فقال له سلمان : ازدد ، فازداد ، فقال له سلمان : كم تراك نقصت منها ؟ فقال العبسي له : وما عساى أن أنقص منها ؟ فقال سلمان : كذلك العلم تأخذ منه ولا ينقص ، فعليك بالعلم بما ينفعك .
          ومن أقواله رضى الله عنه ..
          عن حفص بن عمرو السعدي ، عن عمه ، قال : قال سلمان لحذيفة يا أخا بني عبس العلم كثير والعمر قصير ، فخذ من العلم ماتحتاج إليه في أمر دينك ودع ما سواه فلا تعانه.
          وعن أبي سعيد الوهبي عن سلمان قال إنما مثل المؤمن في الدنيا كمثل المريض معه طبيبه الذي يعلم داءه ودواءه ، فإذا اشتهى ما يضره منعه ، وقال لا تقربه فانك ان اتيته أهلكك ، فلا يزال يمنعه حتى يبرأ من وجعه ، وكذلك المؤمن يشتهي أشياء كثيرة مما قد فضل به غيره من العيش ، فيمنعه الله عز وجل اياه ويحجره حتى يتوفاه فيدخله الجنة.
          وعن جرير قال ، قال سلمان : يا جرير تواضع لله عز و جل ، فانه من تواضع لله عز وجل في الدنيا رفعه الله يوم القيامة ، يا جرير هل تدري ما الظلمات يوم القيامة ؟ قلت لا ، قال ظلم الناس بينهم في الدنيا ، قال ثم أخذ عويدا لا اكاد أراه بين اصبعيه ، وقال يا جرير لو طلبت في الجنة مثل هذا العود لم تجده ، قال ، قلت : يا أبا عبد الله ، فاين النخل والشجر قال أصولها اللؤلؤ والذهب وأعلاها الثمر .
          وعن قتادة قال ، قال سلمان : إذا أسأت سيئة في سريرة ، فاحسن في سريرة ، وإذا أسأت سيئة في علانية فأحسن حسنة في علانية ، لكي تكون هذه بهذه .
          عن أبي عثمان النهدي ، عن سلمان الفارسي قال : ثلاث أعجبتني حتى أضحكتني ؛ مؤمل دنيا والموت يطلبه ، وغافل وليس بمغفول عنه ، وضاحك ملء فيه لا يدري أساخط رب العالمين عليه أم راض عنه ؟ وثلاث أحزنني حتى أبكينني : فراق محمد وحزبه ، وهول المطلع والوقوف بين يدي ربي عز وجل ، ولا أدري الى جنة أو إلى نار ؟
          وعن حماد بن سلمى ، عن سليمان التيمي ، عن أبي عثمان ، عن سلمان ، قال : ما من مسلم يكون بفيء من الأرض ، فيتوضأ أو يتيمم ثم يؤذن ويقيم إلا أم جنودا من الملائكة لا يرى طرفهم أو قال طرفاهم .
          وعن ميمون بن مهران ، قال جاء رجل إلى سلمان فقال أوصني ، قال لا تتكلم ، قال لا يستطيع من عاش في الناس ألا يتكلم ، قال فان تكلمت فتكلم بحق أواسكت ، قال زدني قال لا تغضب ، قال أنه ليغشاني ما لا أملكه ، قال فان غضبت فامسك لسانك ويدك ، قال زدني ، قال لا تلابس الناس ، قلت لا يستطيع من عاش في الناس ان لا يلابسهم ، قال فان لابستهم فاصدق الحديث وأد الأمانة .
          وعن أبي عثمان ، عن سلمان ، قال : ان العبد إذا كان يدعو الله في السراء ، فنزلت به الضراء فدعا ، قالت الملائكة : صوت معروف من آدمي ضعيف فيشفعون له ، وإذا كان لا يدعو الله في السراء ، فنزلت به الضراء ، قالت الملائكة : صوت منكر من آدمي ضعيف فلا يشفعون له .
          وعن سعيد بن وهب ، قال دخلت مع سلمان على صديق له من كندة نعوده ، فقال له سلمان ان الله عز وجل يبتلي عبده المؤمن بالبلاء ، ثم يعافيه فيكون كفارة لما مضى ، فيستعتب فيما بقي .. وان الله عز وجل يبتلي عبده الفاجر بالبلاء ثم يعافيه ، فيكون كالبعير عقله أهله ثم أطلقوه فلا يدري فيم عقلوه ولا فيم أطلقوه حين أطلقوه ؟
          وعن محمد بن قيس عن سالم بن عطية الأسدي قال دخل سلمان على رجل يعوده وهو في النزاع ، فقال أيها الملك أرفق به ، قال الرجل أنه يقول : اني بكل مؤمن رفيق .
          عن الشعبي قال حدثني الجزل عن امرأة سلمان بقيرة ، قالت لما حضر سلمان الموت دعاني ، وهو في علية لها أربعة أبواب ، فقال : افتحي هذه الأبواب يا بقيرة ، فان لي اليوم زوارا ، لا أدري من أي هذه الابواب يدخلون علي ، ثم دعا بمسك له ، ثم قال لها : اديفيه في تور ففعلت ، ثم قال ، اضحيه حول فراشي ثم انزلي فامكثي ، فسوف تطلعين فتريني على فراشي ، فاطلعت فإذا قد أخذ روحه كأنه نائم على فراشه أو نحو هذا .
          قال أهل العلم بالسير كان سلمان من المعمرين وتوفي بالمدائن في خلافة عثمان وقيل مات سنة ثنتين وثلاثين.


          التعديل الأخير تم بواسطة عبد المنعم جبر عيسي; 11-23-2008, 10:37 PM.

          تعليق

          • عبد المنعم جبر عيسي
            كاتب
            • Aug 2008
            • 811
            • moneim

            #35
            عبد الله بن عمر

            يكنى أبا عبد الرحمن ، أمه زينب بنت مظعون ، أسلم بمكة مع أبيه ولم يكن بالغا حينئذ ، وهاجر مع أبيه إلى المدينة وعرض على صلى الله عليه وسلم يوم بدر فرده ويوم أحد فرده لصغر سنه وعرض عليه يوم الخندق وهو ابن خمس عشرة سنة فاجازه ،صلى الله عليه وسلم

            وعن سالم عن ابن عمر قال كان الرجل في حياة رسول الله. صلى الله عليه وسلم إذا رأى رؤيا قصها على النبي . صلى الله عليه وسلم ، قال وكنت غلاما شابا عزبا ، فكنت انام في المسجد على عهد رسول الله ، صلى الله عليه وسلم فرأيت في النوم كأن ملكين أخذاني فذهبا بي إلى النار فإذا هي مطوية كطي البئر وإذا لها قرنان وارى فيها ناسا قد عرفتهم فجعلت اقول أعوذ بالله من النار أعوذ بالله من النار فلقيهما ملك آخر فقال لي لن ترع فقصصتها على حفصة فقصتها حفصة على رسول الله . صلى الله عليه وسلم فقال نعم الرجل عبد الله لو كان يصلي من الليل قال سالم فكان عبد الله بعد لا ينام من الليل إلا قليلا أخرجاه .. في الصحيحين.
            وعن نافع قال قال لي عبد الله بن عمر رأيت في المنام كان بيدي قطعة من الاستبرق ولا اشير بها إلى مكان من الجنة إلا طارت بي إليه فقصتها حفصة على النبي. صلى الله عليه وسلم فقال ان اخاك رجل صالح ، أن عبد الله رجل صالح .. أخرجاه في الصحيحين .
            وعن أبي الزناد قال اجتمع في الحجر مصعب وعروة وعبد الله بنو الزبير وعبد الله بن عمر فقالوا تمنووا فقال عبد الله بن الزبير أما أنا فاتمنى الخلافة ، وقال عروة أما أنا فاتمنى ان يؤخذ عني العلم ، وقال مصعب أما أنا فاتمنى امرة العراق والجمع بين عائشة بنت طلحة وسكينى بنت الحسين قال عبد الله بن عمر أما أنا فاتمنى المغفرة .
            قال فنالوا ما تمنوا ولعل ابن عمر غفر له .
            وعن نافع قال دخل ابن عمر الكعبة فسمعته وهو سأجد يقول قد تعلم ما يمنعني من مزاحمة قريش على هذه الدنيا إلا خوفك.
            عن طاووس قال : ما رأيت رجلا أورع من ابن عمر ولا رأيت رجلا اعلم من ابن عباس.
            وقال سعيد بن المسيب لو كنت شاهدا لرجل من أهل العلم أنه من أهل الجنة لشهدت لعبد الله بن عمر .
            وعن عروة قال سئل ابن عمر عن شيء فقال لا علم لي به ، فلما أدبر الرجل قال لنفسه ؛ سئل ابن عمر عما لا علم له به فقال لا علم لي به .
            وعن نافع ان رجلا سأل ابن عمر عن مسألة فطأطأ رأسه ولم يجبه حتى ظن الناس أنه لم يسمع مسألته فقال له يرحمك الله أما سمعت مسألتي قال بلى ولكنكم كأنكم ترون ان الله تعالى ليس بسائلنا عما تسالونا عنه اتركنا رحمك الله حتى نتفهم في مسالتك فان كان لها جواب عندنا والا اعلمناك أنه لا علم لنا به.
            وعن محمد قال نبئت ان ابن عمر كان يقول اني لقيت اصحابي على أمر واني أخاف ان خالفتهم ان لا ألحق بهم .
            وعن سعيد ابن المسيب قال كان اشبه ولد عمر بعمر عبد الله واشبه ولد عبد الله بعبد الله سالم .
            وعن زيد بن أسلم عن أبيه قال ما ناقة أضلت فصيلها في فلاة من الأرض بأطلب لأثرها من ابن عمر لعمر بن الخطاب .
            وعن عبد الله بن أبي عثمان قال كان عبد الله بن عمر اعتق جاريته التي يقال لها رميثة فقيل اني سمعت الله عز وجل قال في كتابه لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون سورة ال عمران آية 92 واني والله ان كنت لاحبك في الدنيا اذهبي فانت حرة لوجه الله .
            وعن حمزة بن عبد الله بن عمر عن عبد الله بن عمر قال خطرت هذه الاية لن تنالوا البرحتى تنفقوا مما تحبون فتذكرت ما اعطاني الله فما وجدت شيئا أحب إلي من جاريتي رميثة فقلت هذه حرة لوجه الله فلا اعود في شيء جعلته لله ولولا ذلك لنكحتها فانكحها نافعا وهي أم ولده .

            قال وعن نافع قال كان ابن عمر إذا اشتد عجبه بشيء من ماله قربه لربه عز وجل قال نافع كان رقيقه قد عرفوا ذلك منه فربما شمر أحدهم فلزم المسجد فإذا رآه ابن عمر على تلك الحال الحسنة أعتقه، فيقول له أصحابه يا أبا عبد الرحمن والله ما بهم إلا ان يخدعوك فيقول ابن عمر فمن خدعنا بالله خدعنا له .
            وعن أبي بكر بن حفص قال لما اشتكى ابن عمر اشتهى حوتا فصنع له فلما وضع بين يديه جاء سائل فقال اعطوه الحوت فقالت امرأته نعطيه درهما فهو انفع له من هذا واقض أنت شهوتك منه فقال شهوتي ما اريد .
            وعن أبي بكر بن حفص ان عبد الله بن عمر كان لا يأكل طعاما إلا وعلى خوانه يتيم رواه عبد الله بن أحمد .
            وعن نافع قال ما مات ابن عمر حتى اعتق الف أنسان أو زاد .
            وعنه قال كان يرسل إلى عبد الله بن عمر بالمال فيقبله ويقول لا اسأل أحدا شيئا ولا ارد ما رزقني الله .
            عن عمر بن محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر عن نافع ان ابن عمر اشتكى فاشتروا له عنقود عنب بدرهم فجاء مسكين فقال اعطوه اياه فخالف إليه إنسان فاشتراه منه بدرهم ثم جاء به إليه فجاءه المسكين يسأل فقال اعطوه إليه ثم خالف إليه إنسان فاشتراه منه بدرهم فاراد ان يرجع فمنع ولوعلم ابن عمر بذلك العنقود ما ذاقه .


            وعن القاسم بن أبي بزة قال حدثني من سمع ابن عمر قرأ ويل للمطففين حتى بلغ يوم يقوم الناس لرب العالمين سورة المطففين من الآية 1-6 قال فبكى حتى حن وامتنع من قراءة ما بعد .
            وعن البراء بن سليم قال سمعت نافعا يقول ما قرأ ابن عمر هاتين الايتين قط من آخر سورة البقرة الا بكى وان تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه سورة البقرة آية 284 ثم يقول ان هذا لاحصاء شديد .. رواهما الإمام أحمد .
            وعن هشام بن يحيى الغساني عن أبيه قال جاء سائل إلى ابن عمر فقال لابنه اعطه دينارا فلما انصرف قال له ابنه تقبل الله منك يا ابتاه فقال لو علمت ان الله يقبل مني سجدة واحدة وصدقة درهم لم يكن غائب أحب إلي من الموت اتدري ممن يتقبل إنما يتقبل الله من المتقين .
            وعن مجاهد قال صحبت ابن عمر وانا اريد ان اخدمه فكان يخدمني أكثر .
            وعن وهيب ان ابن عمر رحمه الله باع جملا فقيل لو امسكته فقال لقد كان موافقا ولكنه اذهب شعبة من قلبي فكرهت ان اشغل قلبي بشيء .. رواهما الإمام أحمد.
            وعن محمد بن زيد ان أباه أخبره ان عبد الله بن عمر كان له مهراس فيه ماء فيصلي ما قدر له ثم يصير إلى الفراش فيغفي اغفاء الطير ثم يثب فيتوضأ ثم يصلي يفعل ذلك الليلة اربع مرات أو خمس مرات .
            وعن نافع عن ابن عمر أنه كان يحيي الليل صلاة ثم يقول يا نافع اسحرنا ؟ فاقول لا فيعاود الصلاة ثم يقول يا نافع اسحرنا ؟ فأقول نعم فيقعد ويستغفر ويدعو حتى يصبح وعنه عن ابن عمر أنه كان يحيي ما بين الظهر والعصر .
            وعن طاوس قال ما رأيت مصليا كهيئة عبد الله بن عمر اشد استقبالا للكعبة بوجهه وكفيه وقدميه.
            وعن عبد الله بن سبرة قال كان ابن عمر إذا اصبح قال اللهم اجعلني من اعظم عبادك نصيبا في كل خير تقسمه الغداة ونور تهدي به ورحمة تنشرها ورزق تبسطه وضر تكشفه وبلاء ترفعه وفتنة تصرفها .
            وعن سمير الرياحي عن أبيه قال شرب عبد الله بن عمر ماء مبردا فبكي فاشتد بكاؤه فقيل له ما يبكيك فقال ذكرت آية في كتاب الله عز وجل وحيل بينهم وبين ما يشتهون سورة سبا آية 54 فعرفت ان أهل النار لا يشتهون شيئا شهوتهم الماء وقد قال الله عز وجل افيضوا علينا من الماء أو مما رزقكم الله .. سورة الاعراف آية 50.
            وعن جابر بن عبد الله قال ما ادركنا أحدا أو قال ما رأينا أحدا إلا قد مالت به الدنيا أو مال بها إلا عبد الله بن عمر .
            وعن نافع قال كان ابن عمر إذا قرأ ألم يأن للذين امنوا ان تخشع قلوبهم لذكر الله .. سورة الحديد آية 16 بكى حتى يغلبه البكاء .
            وعن مجاهد عن ابن عمر قال لا يصيب عبد شيئا من الدنيا إلا نقص من درحاته عند الله عز وجل وان كان عليه كريما .
            وعن عمر بن ميمون عن أبيه قال قيل لعبد الله بن عمر توفي فلان الأنصاري قال رحمه الله فقال ترك مائة الف قال لكن هي لم تتركه .


            وقال رجل لابن عمر يا خير الناس وابن خير الناس فقال ابن عمر ما أنا بخير الناس ولا ابن خير الناس ولكني عبد من عباد الله عز وجل أرجو الله عز وجل وأخافه والله لن تزالوا بالرجل حتى تهلكوه .
            وعن نافع قال كان البر لا يعرف في عمر ولا في ابنه حتى يقولا أو يعملا .
            وعنه عن ابن عمر أنه نزل على رجل فلما مضت ثلاث قال يا نافع انفق علينا من مالنا .
            وعن قتادة قال سئل ابن عمر عن لا اله إلا الله هل يضر معها عمل كما ينفع مع تركها عمل قال ابن عمر عش ولا تغير .
            وعن مجاهد عن ابن عمر قال قال رسول الله. صلى الله عليه وسلم أحب في الله وابغض في الله وعاد في الله فانك لن تنال ولاية الله إلا بذلك ولا يجد رجل طعم الايمان وان كثرت صلاته وصيامه حتى يكون كذلك وصارت مؤاخاة الناس في أمر الدنيا وان ذلك لايجزي عند الله شيئا .

            قال وقال لي ابن عمر إذا اصبحت فلا تحدث نفسك بالمساء وإذا امسيت فلا تحدث نفسك بالصباح وخذ من صحتك لسقمك ومن حياتك لموتك فانك يا عبد الله لا تدري ما اسمك غدا .
            قال وأخذ رسول الله. صلى الله عليه وسلم ببعض جسدي فقال كن في الدنيا غريبا أو عابر سبيل وعد نفسك من أهل القبور .. رواه الطبراني .

            عن عطية العوفي قال سألت مولى لعبد الله بن عمر عن موت عبد الله بن عمر فقال أصابه رجل من أهل الشام بزجه في رجله فأتاه الحجاج يعوده فقال لو اعلم الذي اصابك لضربت عنقه فقال عبد الله أنت الذي اصبتني قال كيف قال يوم أدخلت حرم الله السلاح .
            وعن أيوب قال قلت لنافع ما كان بدء موت ابن عمر قال اصابته عارضة محمل بين اصبعين من اصابعه عند الجمرة في الزحام فمرض فأتاه الحجاج يعوده فغمض عينيه فكلمه الحجاج فلم يكلمه .
            وعن نافغ قال كان زج رمح رجل من أصحاب الحجاج قد أصاب رجل ابن عمر فاندمل الجرح فلما صدر انتقض عليه فدخل الحجاج يعوده فقال من اصابك قال أنت قتلتني قال وفيم قال حملت السلاح في حرم الله فاصابني بعض اصحابك .
            فلما حضرته الوفاة أوصى ان لا يدفن في الحرم فغلب فدفن في الحرم وصلى عليه الحجاج .
            وفي رواية عن نافع قال لم يقدر على ذلك من الحجاج فدفناه في مقبرة المهاجرين بفخ نحو ذي طوى ومات بمكة سنة اربع وسبعين وقيل سنة ثلاث وسبعين وهو ابن اربع وثمانين سنة رضي الله عنه .

            تعليق

            • عبد المنعم جبر عيسي
              كاتب
              • Aug 2008
              • 811
              • moneim

              #36
              أنس ابن مالك

              اسمه : أنس بن مالك بن النضر بن ضمضم
              رضي الله عنه ، أمه أم سليم بنت ملحان ذهبت به أمه إلى رسول الله. صلى الله عليه وسلم حين قدم المدينة فكان يخدمه وكان له يومئذ تسع سنين ويقال ثمان ويقال عشر .
              عن حميد عن أنس قال أخذت أم سليم بيدي مقدم النبي. صلى الله عليه وسلم المدينة فاتت بي رسول الله. صلى الله عليه وسلم فقالت هذا ابني وهو غلام كاتب .
              قال فخدمته تسع سنين فما قال لشيء صنعته اسأت أو بئس ماصنعت .
              وعن سيار بن ربيعة قال سمعت أنس بن مالك يقول ذهبت بي امي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله خويدمك ادع الله له فقال اللهم أكثر ماله وولده واطل عمره واغفر ذنبه .
              قال أنس فلقد دفنت من صلبي مائة غير اثنين أو قال مائة واثنين وان ثمرتي لتحمل في السنة مرتين ولقد بقيت حتى سئمت الحياة وانا أرجو الرابعة .
              وعن ثمانة بن عبد الله بن أنس قال كان أنس يصلي فيطيل القيام حتى تقطر قدماه دما .
              وكان كرم أنس يحمل في كل سنة مرتين .
              وعن ثابت ان أبا هريرة قال ما رأيت أحدا اشبه صلاة برسول الله. صلى الله عليه وسلم من ابن أم سليم يعنى أنس بن مالك .
              وعن معتمر بن سليمان قال سمعت أنس بن مالك يقول ما بقي أحد صلى القبلتين كليهما غيري .
              وعن ثابت البناني قال شكا قثم لأنس بن مالك في أرضه العطش فصلى أنس فدعا فثارت سحابة حتى غشيت أرضه ثم ملات صهريجه فارسل غلامه فقال انظر اين بلغت هذه فنظر فإذا هي لم تعد أرضه .
              وعن أبي غالب قال لم ار أحدا كان اضن بكلامه من أنس بن مالك .
              وعن ثابت قال كان أنس إذا اشرف على ختم القرآن من الليل أبقي منه سورة حتى يختمه عند عياله .
              وعنه قال كان أنس بن مالك إذا ختم القرآن جمع ولده وأهل بيته فدعا لهم .
              وعن ثمامة بن عبد الله بن أنس قال كان لأنس ثوبان على المشجب كل يوم فإذا صلى المغرب لبسهما فلم نقدر عليه ما بين المغرب والعشاء قائما يصلي .
              قال أهل السير مات أنس بالبصرة سنة اثنتين وتسعين وقيل ثلاث وتسعين وقيل إحدى وتسعين وهو ابن تسع وتسعين .
              عن حميد ان أنسا عمر مائة سنة إلا سنة ومات سنة إحدى وتسعين.
              وقيل أنه مات ابن مائة وثلاث سنين وقيل تسع سنين وغسله محمد بن سيرين وهو آخر من مات من الصحابة بالبصرة رضي الله عنهم أجمعين .

              تعليق

              • عبد المنعم جبر عيسي
                كاتب
                • Aug 2008
                • 811
                • moneim

                #37
                زيد ين ثابت

                قدم رسول الله ؛ صلى الله عليه وسلم المدينة ، وهو ابن إحدى عشرة سنة ، واجيز في الخندق وكان يكتب الوحي لرسول الله ؛ صلى الله عليه وسلم .
                أمره أبو بكر - رضي الله عنه - أن يجمع القرآن وأمره عثمان فكتب المصحف وأبيّ بن كعب يملي عليه .
                عن الزهري ، قال أخبرني ابن السباق أن زيد بن ثابت الأنصاري كان من يكتب الوحي ، قال : أرسل إليّ أبو بكر مقتل أهل اليمامة وعنده عمر فقال أبو بكر ان عمر أتاني فقال : ان القتل قد استعر يوم اليمامة بالناس ، واني أخشى أن يستعر القتل بالقراء في المواطن ، فيذهب كثير من القرآن ، واني أرى أن يجمع القرآن ، قال أبو بكر فقلت لعمر : كيف أفعل شيئا لم يفعله رسول الله ؛ صلى الله عليه وسلم ؟ فقال عمر : هو والله خير .. فلم يزل عمر يراجعني فيه ، حتى شرح الله عز وجل لذلك صدري ، و رأيت الذي رأى عمر .. قال أبو بكر : وانك رجل شاب عاقل ولا نتهمك ، كنت تكتب الوحي لرسول الله ؛ صلى الله عليه وسلم ، فتتبع القرآن فاجمعه ، فوالله لو كلفني بنقل جبل من الجبال ؛ ما كان أثقل عليّ مما أمرني به من جمع القرآن ، قال قلت : كيف تفعلان شيئا لم يفعله رسول الله ؛ صلى الله عليه وسلم ؟ فقال أبو بكر : هو والله خير فلم أزل أراجعه حتى شرح الله صدري للذي شرح له صدر أبي بكر وعمر ، فقمت فتتبعت القرآن أجمعه من الرقاع والأكتاف والعسب وصدور الرجال ، حتى وجدت من سورة التوبة آيتين مع خزيمة بن ثابت ، لم أجدهما مع أحد غيره : ( لقد جاءكم رسول من أنفسكم .. ) سورة التوبة آية 128 إلى اخرها .
                وكانت الصحف التي جمع فيها القرآن عند أبي بكر ، حتى توفاه الله عز وجل ، ثم عند عمر حتى توفاه الله ، ثم عند حفصة بنت عمر . انفرد باخراجه البخاري .
                وعن أنس رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أرحم أمتي أبو بكر ، واشدها في دين الله عز وجل عمر ، واصدقها حياء عثمان ، وأعلمها بالفرائض زيد بن ثابت .
                وعن ابن عباس : أنه أخذ لزيد بن ثابت بالركاب ، فقال تنح يا بن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : هكذا نفعل بعلمائنا وكبرائنا.
                وعن موسى بن علي ، قال سمعت أبي قال : ان كان الرجل ليأتي زيد بن ثابت ؛ فيساله عن الشيء فيقول : الله أنزل هذا ؟ فان قال : الله أنزل هذا افتاه ، وان لم يحلف تركه .
                وعن محمد بن سيرين ، قال : خرج زيد بن ثابت يريد الجمعة ، فاستقبله الناس راجعين فدخل دارا ، فقيل له : لم ؟ قال : انه من لا يستحي من الناس لا يستحي من الله .
                وعن ثابت بن عبيد ، قال : كان زيد بن ثابت من أفكه الناس في بيته وازمته ، إذا خرج إلى الرجال .
                وعنه قال : ما رأيت أحدا كان أفكه في بيته ، ولا أحلم في مجلسه إذا جلس مع القوم ، من زيد بن ثابت .
                قال الواقدي مات زيد بن ثابت بالمدينة سنة خمس وأربعين وهو ابن ست وخمسين سنة وقال غيره : مات سنة إحدى أو اثنتين وخمسين ، وقال آخر مات سنة خمس وخمسين .
                وعن عمار بن أبي عمار ، قال : لما مات زيد بن ثابت جلسنا إلى ابن عباس في ظل قصر ، فقال : هكذا ذهاب العلم ، لقد ذهب اليوم علم كثير . وعن يحيى بن سعيد ، قال : لما مات زيد بن ثابت قال أبو هريرة : مات حبر هذه الامة ، ولعل الله ان يجعل في ابن عباس منه خلفا رضي الله عنه .
                التعديل الأخير تم بواسطة عبد المنعم جبر عيسي; 12-10-2008, 02:29 PM.

                تعليق

                • عبد المنعم جبر عيسي
                  كاتب
                  • Aug 2008
                  • 811
                  • moneim

                  #38
                  أبو هريرة

                  اختلف في اسمه واسم أبيه على ثمانية عشرة قولا ، أشهرها : عبد شمس بن عامر ، فسمي في الإسلام عبد الله ، وكان له هرة صغيرة فكني بها .
                  وقدم المدينة في سنة سبع ورسول الله صلى الله عليه وسلم بخيبر ، فسار إلى خيبر حتى قدم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة .
                  عن قيس ، عن أبي هريرة ، قال : لما قدمت على النبي صلى الله عليه وسلم ، قلت في الطريق شعرا:
                  يا ليلة في طولها وعـنـائهـا
                  على انها من دارة الكفر نجت
                  قال : وابق مني غلام لي في الطريق ، فلما قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم بايعته ، فبينا أنا عنده إذ طلع الغلام ، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا أبا هريرة هذا غلامك ، فقلت هو حر لوجه الله تعالى ، فاعتقته .
                  وعن سليمان بن حيان ، قال : سمعت أبي يقول : سمعت أبا هريرة يقول : نشأت يتيما ، وهاجرت مسكينا ، وكنت اجيرا لبرة بنت غزوان ؛ بطعام بطني وعقبة رحلي ، فكنت أخدم إذا نزلوا وأحدوا إذا ركبوا ، فزوجنيها الله عز وجل ، فالحمد لله الذي جعل الدين قواما ، وجعل أبا هريرة اماما .
                  وعن أبي كثير ، قال : حدثني أبو هريرة قال ، ما خلق الله عز وجل مؤمنا ؛ يسمع بي ولا يراني إلا أحبني ، قلت وما علمت بذلك يا أبا هريرة ؟ قال : ان امي كانت مشركة ، واني كنت أدعوها إلى الإسلام وكانت تأبى علىّ ، فدعوتها يوما فأسمعتني في رسول الله صلى الله عليه وسلم ما اكره ، فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وانا أبكي .. فقلت : يا رسول الله اني كنت أدعو أمي إلى الإسلام فكانت تابى عليّ ، واني دعوتها اليوم فأسمعتني فيك ما أكره ، فادع الله عز وجل أن يهدي أم أبي هريرة ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : اللهم اهد أم أبي هريرة ، فخرجت أعدو لأبشرها بدعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلما أتيت الباب إذا هو مجاف ، وسمعت خضخضة الماء ، وسمعت خشخشة رجل ، فقالت : أبا هريرة كما أنت ، ثم فتحت الباب وقد لبست درعها وعجلت عن خمارها ، فقالت : اني أشهد ان لا اله إلا الله وان محمدا عبده ورسوله ، فرجعت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أبكي من الفرح ، كما بكيت من الحزن ، فقلت : يا رسول الله أبشر ، فقد استجاب الله دعاءك ، وقد هدى أم أبي هريرة ، وقلت : يا رسول الله ادع الله لي ان يحببني وأمي إلى عبادة المؤمنين ، ويحببهم إلينا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : اللهم حبب عبيدك هذا إلى عبادك المؤمنين ، فما خلق الله مؤمنا يسمع بي ولا يراني أو يرى امي إلا وهو يحبني .
                  وعن الاعرج ، قال : قال أبو هريرة : انكم تقولون ما بال المهاجرين لا يحدثون عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذه الأحاديث ؟ وما بال الأنصار لا يحدثون بهذه الأحاديث؟ وان أصحابي من المهاجرين كانت تشغلهم صفقاتهم في الأسواق ، وان اصحابي من الأنصار كانت تشغلهم أرضوهم والقيام عليها ، واني كنت امرأ معتكفا وكنت أكثر مجالسة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أحضر إذا غابوا وأحفظ إذا نسوا ، وان النبي صلى الله عليه وسلم حدثنا يوما ، فقال : من يبسط ثوبه حتى أفرغ من حديثي ثم يقبضه إليه ، فانه ليس ينسى شيئا سمعه مني أبدا ؟ فبسطت ثوبي أو قال نمرتي ، ثم حدثنا فقبضته إليّ ، فوالله ما نسيت شيئا سمعته منه ، وايم الله لولا آية من كتاب الله ما حدثتكم بشيء أبدا ( ان الذين يكتمون ما انزلنا من البينات والهدى ) سورة البقرة آية 159 الاية .. أخرجاه في الصحيحين .
                  وعن مجاهد ، ان أبي هريرة رضي الله عنه كان يقول : الله ان كنت لاعتمد بكبدي على الأرض من الجوع ، وان كنت لاشد الحجر على بطني من الجوع، ولقد قعدت يوما على الذي يخرجون منه ، فمر أبو بكر فسألته عن آية من كتاب الله عز وجل ، ما سالته إلا ليستتبعني فلم يفعل ، ثم مر عمر فسالته عن آية من كتاب الله عز وجل ما سالته إلا ليستتبعني ، فلم يفعل .. فمر أبو القاسم صلى الله عليه وسلم ، فعرف ما في وجهي وما في نفسي ، فقال : يا أبا هريرة ، فقلت : لبيك يا رسول الله ، فقال : الحق ، فتبعته فدخل فاستاذنت فاذن لي ، فوجد قدحا فيه لبن ، فقال : من اين لكم هذا اللبن ؟ فقالوا : أهداه لنا فلان ، أو ال فلان ، فقال : أبا هر ، قلت : لبيك يا رسول الله ، قال : انطلق إلى أهل الصفة ، قال : وأهل الصفة أضياف الإسلام ، ولم يأووا إلى أهل ولا مال ، إذا جاءت رسول الله صلى الله عليه وسلم هدية ؛ أصاب منها وبعث إليهم منها ، وإذا جاءته الصدقة أرسل بها إليهم ولم يصب منها ، قال فاحزنني ذلك وكنت أرجو أن أصيب من اللبن شربة اتقوى بها بقية يومي وليلتي ، فقلت : أنا الرسول ، فإذا جاء القوم كنت أنا الذي أعطيهم فما يبقى لي من هذا اللبن ، ولم يكن من طاعة الله وطاعة رسوله بد ، فانطلقت فدعوتهم .. فاقبلوا فاستاذنوا فأذن لهم فأخذوا مجالسهم من البيت ، ثم قال : أبا هر ، خذ فاعطهم ، فأخذت القدح فجعلت اعطيهم ، فيأخذ الرجل القدح فيشرب حتى يروى ، ثم يرد القدح حتى أتيت إلى آخرهم ، ودفعته إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذ القدح فوضعه في يده ، وقد بقي فيه فضلة ، ثم رفع رأسه إليّ وتبسم ، فقال : أبا هر ، فقلت لبيك يا رسول الله ، قال : بقيت أنا وأنت ، فقلت : صدقت يا رسول الله ، قال : فاقعد فاشرب ، قال : فقعدت فشربت ، ثم قال لي : اشرب فشربت ، فما زال يقول لي : اشرب واشرب حتى قلت : والذي بعثك بالحق ما أجد لها فيّ مسلكا ، قال : ناولني القدح ، فرددت إليه القدح فشرب من الفضلة . انفرد باخراجه البخاري .
                  وعن عكرمة ، ان أبا هريرة كان يسبح في كل يوم اثنتي عشرة الف تسبيحة ، ويقول أسبح بقدر ذنبي .
                  وعن نعيم بن محرز ، عن جده ، عن أبي هريرة ، أنه كان له خيط فيه الفا عقدة ، فلا ينام حتى يسبح به .
                  وعن أبي عثمان النهدي ، قال : تضيفت أبا هريرة سبعا ، فكان هو وامرأته وخادمه يتعقبون الليل أثلاثا ، يصلي هذا ثم يوقظ هذا ويصلي هذا ثم يوقظ هذا .
                  وعن عطاء بن أبي رباح ، عن أبي هريرة قال : ما وجع أحب إلي من الحمى ، لأنها تعطي كل مفصل قسطه من الوجع ، وان الله تعالى يعطي كل مفصل قسطه من الاجر .
                  عن سالم بن بشير بن حجل ، أن أبا هريرة بكى في مرضه ، فقيل له : ما يبكيك ؟ فقال : أما أنه ما أبكى على دنياكم هذه ، ولكن أبكي على بعد سفري وقلة زادي ، واني أصبحت في صعود مهبط على جنة ونار ، لا ادري الى أيّهما يؤخذ بي .
                  وعن ابن شوذب ، قال : لما حضرت أبا هريرة الوفاة بكى ، فقيل له : ما يبكيك ؟ فقال : بعد المفازة وقلة الزاد وعقبة كؤود المهبط منها إلى الجنة أو النار .
                  توفي أبو هريرة بالمدينة ، ويقال بالعقيق سنة سبع وخمسين ، وقيل سنة تسع ، في آخر خلافة معاوية ، وله ثمان وسبعون سنة رحمه الله .
                  التعديل الأخير تم بواسطة عبد المنعم جبر عيسي; 12-10-2008, 03:18 PM.

                  تعليق

                  • عبد المنعم جبر عيسي
                    كاتب
                    • Aug 2008
                    • 811
                    • moneim

                    #39
                    عبد الله بن عباس

                    يكنى أبا العباس ، ولد في الشعب وبنو هاشم محصورون قبل خروجهم منه بيسير، وذلك قبل الهجرة بثلاث سنين .
                    وتوفي النبي . صلى الله عليه وسلم وهو ابن ثلاث عشرة سنة وكان حبر الامة ويسمى البحر لغزارة علمه ، وكان عمر وعثمان رضي الله عنهما يدعوانه فيشير عليهما مع أهل بدر، وكان يفتى في عهدهما إلى ان مات .
                    عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان في بيت ميمونة فوضعت له وضوءا من الليل . قال: فقالت له ميمونة : وضع هذه لك يا رسول الله عبد الله بن عباس . فقال . صلى الله عليه وسلم اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل .وعن عكرمة عن ابن عباس قال : ضمني رسول الله . صلى الله عليه وسلم وقال : اللهم علمه الحكمة .
                    وعنه ، عن ابن عباس قال : رأيت جبريل عليه السلام مرتين ، ودعا لي رسول الله . صلى الله عليه وسلم بالحكمة مرتين .
                    وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال : دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن عباس فقال: اللهم بارك فيه وانشر منه .
                    وعن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: كان عمر رضي الله عنه ياذن لأهل بدر وياذن لي معهم . فقال بعضهم : أتاذن لهذا الفتى ومن أبنائنا من هو مثله ؟ فقال : فانه ممن قد علمتم . فاذن لهم يوما وأذن لي معهم فسالهم عن هذه السورة : إذا جاء نصر الله والفتح و رأيت الناس يدخلون في دين الله افواجا فقالوا : أمر الله عز وجل نبيه إذا فتح الله عليه ان يسستغفر وان يتوب إليه . فقال لي : ما تقول يا عباس ؟ فقلت : ليس كذلك ، ولكنه أخبر نبيه . صلى الله عليه وسلم بحضور اجله فقال : إذا جاء نصر الله والفتح فتح مكة و رأيت الناس يدخلون في دين الله افواجا أي فعند ذلك علامة موتك فسبح بحمد ربك واستغفره أنه كان توابا سورة النصر الاية 1-3.
                    فقال لهم كيف تلوموني عليه بعد ما ترونه ؟
                    وعن الأوزاعي قال : قال عمر بن الخطاب لعبد الله بن عباس : والله انك لاصبح فتياننا وجها ، واحسنهم عقلا ، وأفقههم في كتاب الله عز وجل.
                    وعن ابن عباس رضي الله عنه قال : كان عمر يسألني مع أصحاب محمد ، وكان يقول لي : لاتتكلم حتى يتكلموا ، فإذا تكلمت قال : غلبتموني أن تأتوا بمثل ما جاء به هذا الغلام الذي لم يجتمع شؤون رأسه .
                    قال ابن ادريس: وشؤون رأسه : الشيب الذي يكون في الرأس .
                    وعن الحسن قال : كان ابن عباس يقوم على منبرنا هذا فيقرأ البقرة وآل عمران فيفسرهما آية آية .
                    وكان عمر إذا ذكره قال : ذاكم فتى الكهول ، له لسان وقلب عقول .
                    وعن المغيرة : قيل لابن عباس : أنى اصبت هذا العلم ؟ قال: لسان سؤول ، وقلب عقول .
                    وعن مسروق قال: قال عبد الله : لو أن عباس أدرك أسناننا ما عاشره منا أحد . قال : وكان يقول : نعم ترجمان القرآن ابن عباس .
                    وعن عكرمة عن ابن عباس قال لما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت لرجل من الأنصار هلم فلنسأل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فامهم اليوم كثير فقال واعجبا لك يا بن عباس اترى الناس يفتقرون اليك وفي الناس من أصحاب رسول الله. صلى الله عليه وسلم من فيهم قال فتركت ذلك واقبلت اسأل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الحديث فان كان ليبلغني الحديث عن الرجل فآتي بابه وهو قائل فاتوسد التراب فيخرج فيراني فيقول يا بن عم رسول الله ما جاء بك إلا ارسلت إلي فآتيك فاقول لا أنا أحق أن آتيك فأسالك عن الحديث .
                    فعاش ذلك الفتى الأنصاري حتى رآني وقد اجتمع الناس حولي يسألوني فيقول : هذا الفتى كان اعقل مني .
                    وعن أبي صالح قال : لقد رأيت من ابن عباس مجلسا لو أن جميع قريش فخرت به لكان لها فخرا ، رأيت الناس اجتمعوا حتى ضاق بهم الطريق فما كان أحد يقدر على أن يجيء ولا أن يذهب . قال فدخلت عليه فأخبرته بمكانهم على بابه فقال : ضع لي وضوءا. قال: فتوضأ وجلس ، وقال : اخرج فقل لهم : من أراد أن يسأل عن القرآن وحروفه وما أراد منه فليدخل. قال: فخرجت فآذنتهم فدخلوا حتى ملؤوا البيت والحجرة. فما سألوه عن شيء إلا أخبرهم عنه وزادهم مثل ما سألوا عنه أو أكثر. ثم قال: إخوانكم قال: فخرجوا. ثم قال: اخرج فقل : من أراد أن يسأل عن تفسير القرآن وتأويله فليدخل. قال: فخرجت فآذنتهم ، فدخلوا حتى ملؤوا البيت والحجرة ، فما سألوه عن شيء إلا أخبرهم به وزادهم مثل ما سألوا عنه أو أكثر. ثم قال: إخوانكم. قال: فخرجوا. ثم قال اخرج فقل : من أراد أن يسأل عن الحلال والحرام والفقه فليدخل . قال فخرجت فقلت لهم . فدخلوا حتى ملؤوا البيت والحجرة فما سألوه عن شيء إلا أخبرهم به وزادهم مثله. ثم قال : إخوانكم. قال : فخرجوا . ثم قال : أخرج فقل من أراد أن يسأل عن الفرائض وما أشبهها فليدخل . قال : فخرجت فآذنتهم فدخلوا حتى ملؤوا البيت والحجرة . فما سألوه عن شيء إلا أخبرهم به وزادهم مثله . ثم قال : إخوانكم . قال : فخرجوا ثم قال : أخرج فقل : من أراد أن يسأل عن العربية والشعر والغريب من الكلام فليدخل. قال: فدخلوا حتى ملؤوا البيت والحجرة . فما سألوه عن شيء إلا أخبرهم به وزادهم مثله .
                    قال ابو صالح: فلو أن قريشا كلها فخرت بذلك لكان لها فخرا، فما رأيت مثل هذا لأحد من الناس.
                    وعن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر أن رجلا أتاه يسأله عن السموات والأرض كانتا رتقا ففتقناهما . قال: اذهب إلى ذلك الشيخ فسله، ثم تعال فأخبرني ما قال .
                    فذهب إلى ابن عباس فسأله فقال ابن عباس: كانت السموات رتقا لا تمطر وكانت رتقا لا تنبت ، ففتق هذه بالمطر، وفتق هذه بالنبات . فرجع الرجل إلى ابن عمر فأخبره فقال : إن ابن عباس قد أوتي علما ، صدق ، هكذا كانت.
                    ثم قال ابن عمر: لقد كنت أقول : ما يعجبني جرأة ابن عباس على تفسير القرآن ، فالآن علمت أنه قد أوتي علما.
                    وعن مجاهد قال: كان ابن عباس يسمى البحر، من كثرة علمه.
                    وعن شقيق قال : خطب ابن عباس وهو على الموسم فافتتح سورة البقرة فجعل يقرأ ويفسر، فجعلت أقول : ما رأيت ولا سمعت كلام رجل مثله ، ولو سمعته فارس والروم لأسلمت.
                    وكان طاوس يقول: كان ابن عباس قد بسق على الناس في العلم كما بسق النخلة السحوق على الودي الصغار.
                    وعن أبي حمزة ، عن ابن عباس قال : لأن أقرأ البقرة في ليلة وأتفكر فيها أحب إلي من أن أقرأ القرآن هذرمةوعن الضحاك ، عن ابن عباس أنه قال : يا صاحب الذنب لا تأمنن سوء عاقبته ، ولما يتبع الذنب أعظم من الذنب إذا عملته . قلة حيائك ممن على اليمين وعلى الشمال وأنت على الذنب أعظم من الذنب الذي صنعته ، وضحكك ، وأنت لا تدري ما الله صانع بك ، أعظم من الذنب. وفرحك بالذنب إذا عملته أعظم من الذنب ، وحزنك على الذنب ، إذا فاتك ، أعظم من الذنب ، إذا ظفرت به ، وخوفك من الريح إذا حركت ستر بابك وأنت على الذنب ولا يضطرب فؤادك من نظر الله إليك أعظم من الذنب إذا عملته.
                    وعن عبد الله بن أبي مليكة قال : صحبت ابن عباس من مكة إلى المدينة ، فكان إذا نزل قام شطر الليل يرتل ويكثر في ذلك التسبيح .
                    وعن أبي رجاء قال : كان هذا الموضع من ابن عباس مجرى الدموع كأنه الشراك البالي .
                    وعن طاوس، كان يقول : ما رأيت أحدا أشد تعظيما لحرمات الله عز وجل من ابن عباس ، والله لو أشاء - إذا ذكرته - أن أبكي لبكيت .
                    وعن سماك أن ابن عباس سقط في عينيه الماء فذهب بصره ، فأتاه هؤلاء الذين ينقبون العيون ويسيلون الماء ، فقالوا : ( خل بيننا وبين عينيك نسيل ماءهما ، ولكنك تمكث خمسة أيام لا تصلي )يعني قائما قال : ( لا والله ولا ركعة واحدة ، إني حدثت أنه من ترك صلاة واحدة متعمدا لقي الله عز وجل وهو عليه غضبان ) .
                    وعن عكرمة ، عن ابن عباس قال : لأن أعول أهل بيت من المسلمين شهرا أو جمعة أو ما شاء الله ، أحب إلي من حجة بعد حجة ، ولطبق بدانق أهديه إلى أخ لي في الله أحب إلي من دينار أنفقه في سبيل الله عز وجل .
                    وعن الضحاك ، عن ابن عباس قال : لما ضرب الدينار والدرهم أخذه إبليس فوضعه على عينيه وقال : أنت ثمرة قلبي وقرة عيني ، بك أطغي ، وبك أكفر ، وبك أدخل الناس النار ، رضيت من ابن آدم بحب الدنيا أن يعبدني .
                    وعن قابوس ، عن أبيه ، عن ابن عباس قال : آخر شدة يلقاها المؤمن : الموت.
                    وعن عكرمة ، عن ابن عباس قال : خذ الحكمة ممن سمعت ؛ فإن الرجل ليتكلم بالحكمة وليس بحكيم ، فتكون كالرمية خرجت من غير رام.
                    توفي ابن عباس بالطائف سنة ثمان وستين ، وهو ابن احدى وسبعين سنة.
                    وعن ميمون بن مهران قال : شهدت جنازة عبد الله بن عباس بالطائف ، فلما وضع ليصلي عليه جاء طائر أبيض حتى دخل في أكفانه فالتمس فلم يوجد ، فلما سوي عليه سمعنا صوتا نسمع صوته ولا نرى شخصه: ( يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي ) .
                    ولما بلغ جابر بن عبد الله وفاة ابن عباس صفق بإحدى يديه على الأخرى وقال : مات أعلم الناس وأحلم الناس ولقد أصيبت به هذه الأمة مصيبة لا ترتق.
                    وعن منذر قال: لما مات ابن عباس قال ابن الحنفية : اليوم مات رباني هذه الأمة.

                    تعليق

                    • وردة أسماعيل أبوالحسن
                      كاتب مسجل
                      • Dec 2008
                      • 17
                      • أميرة نهر الحب

                        أبحث بين طيات الزمن

                        عن بريق من نور لقلب

                        صادق حنون فتهت

                        بين النجوم ابحث عن جنية

                        البحر السابحة بين النجوم

                        فاخبرتنى اننى روح الحب اصادق

                      #40
                      رد: أهل العلم

                      استاذى الجليل

                      عبدالمنعم جبر عيسى

                      اكرمك الله وجزاك خيرا على

                      عملك الرائع والجميل

                      فلا افضل من سيرة الخلفاء الراشدين

                      واصحاب نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم

                      والذين هم قدوتنا فى الحياة

                      اللهم اجمعنا بهم يوم الدين

                      اكرمك الله بعملك الجليل

                      وردشان

                      تعليق

                      • عبد المنعم جبر عيسي
                        كاتب
                        • Aug 2008
                        • 811
                        • moneim

                        #41
                        سيدا شباب أهل الجنة


                        الحسن بن على رضى الله عنهما :
                        يكنى بأبى محمد ، ولد في النصف من رمضان سنة ثلاث من الهجرة ، وأذّن رسول الله صلى الله عليه وسلم في أذنه .
                        عن البراء قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم واضعا الحسن بن علي على عاتقه وهو يقول : اللهم إني أحبه فأحبه ( أخرجاه في الصحيحين ) .
                        وعن عقبة بن الحارث قال : خرجت مع أبي بكر من صلاة العصر بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم بليال ، وعلي يمشي إلى جنبه . فمر بالحسن بن علي يلعب مع غلمان ، فاحتمله على رقبته وهو يقول : وابأبي شبيه بالنبي ليس شبيها بعلي . قال : وعلي يضحك . ( انفرد باخراجه البخاري ) .
                        وفي أفراده من حديث أبي بكرة قال : رأيت النبي صلى الله عليه وسلم على المنبر والحسن بن علي إلى جنبه ، وهو يقبل على الناس مرة وعليه أخرى ، ويقول : إن ابني هذا سيد ولعل الله عز وجل أن يصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين .
                        وأخرجا من حديث أبي جحيفة قال : رأيت النبي صلى الله عليه وسلم ، وكان الحسن يشبهه .
                        وعن أنس بن مالك قال : كان الحسن بن علي أشبههم وجها برسول الله صلى الله عليه وسلم .
                        وعن سعيد بن عبد العزيز ، قال : سمع الحسن بن علي رجلا يسأل ربه عز وجل أن يرزقه عشرة آلاف . فانصرف الحسن فبعث بها إليه .
                        وعن محمد بن علي قال : قال الحسن : إني لأستحيي من ربي عز وجل أن ألقاه ولم أمش إلى بيته . فمشى عشرين مرة من المدينة على رجليه .
                        وعن علي بن زيد قال : حج الحسن خمس عشرة حجة ماشيا وإن النجائب لتقاد بين يديه . وخرج من ماله لله مرتين ، وقاسم الله عز وجل ماله ثلاث مرات حتى إنه كان ليعطي نعلا ويمسك نعلا .
                        وفاته رضى الله عنه :
                        عن عمير بن إسحق قال : دخلت أنا ورجل على الحسن بن علي نعوده ، فقال . يا فلان : سلني . فقال : لا والله لا نسألك حتى يعافيك الله . قال : ثم دخل ، ثم خرج إلينا فقال سلني قبل ألا تسألني .
                        قال : بل يعافيك الله عز وجل . قال : لقد ألقيت طائفة من كبدي وإني قد سقيت السم مرارا ، فلم أسق مثل هذه المرة .
                        ثم دخلت عليه من الغد وهو يجود بنفسه والحسين عند رأسه ، يقول : يا أخي من تتهم ؟ قال : لم .. لتقتله ؟ قال : نعم . قال : إن يكن الذي أظن فالله أشد بأسا وأشد تنكيلا ، وإلا يكن فما أحب أن يقتل بي بريء . ثم قضى رضي الله عنه .
                        وعن رقبة بن مصقلة قال : لما نزل بالحسن بن علي الموت قال : أخرجوا فراشي إلى صحن الدار . فأخرج ، فقال : اللهم إني أحتسب نفسي عندك ، فأني لم أصب بمثلها ؛ غير رسول الله صلى الله عليه وسلم .
                        وقد ذكر يعقوب بن سفيان في تاريخه أن بنت الأشعث بن قيس كانت تحت الحسن بن علي فزعموا أنها هي التي سمته .
                        مرض الحسن بن علي أربعين يوما ، وتوفي لخمس ليال خلون من ربيع الأول سنة خمسين ، وقيل : سنة تسع وأربعين ودفن بالبقيع . رضي الله عنه .

                        الحسين بن علي رضى الله عنهما :
                        ولد في شعبان سنه أربع من الهجرة.
                        عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : هما ريحانتاي من الدنيا ( يعني الحسن والحسين رضى الله عنهما ) .. انفرد باخراجه البخاري .
                        وعن أبي سعيد قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة - قال الترمذي : هذا حديث حسن صحيح .
                        وعن زر ، عن عبد الله قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : هذان ابناي فمن أحبهما فقد أحبني ، يعني الحسن والحسين .
                        وعن علي - رضى الله عنه - قال : الحسن أشبه الناس برسول الله صلى الله عليه وسلم ما بين الصدر إلى الرأس ، والحسين أشبه الناس بالنبي صلى الله عليه وسلم ، ما كان أسفل من ذلك .
                        وعن عبد الله بن عبيد بن عمير قال : حج الحسين بن علي رضي الله عنه خمسا وعشرين حجة ماشيا ونجائبه تقاد معه .


                        قتل الحسين - رضى الله عنه - يوم الجمعة يوم عاشوراء في محرم سنة إحدى وستين ، وهو ابن ست وخمسين سنة وخمسة أشهر وقيل : كان ابن ثمان وخمسين .

                        تعليق

                        • عبد المنعم جبر عيسي
                          كاتب
                          • Aug 2008
                          • 811
                          • moneim

                          #42
                          رد: أهل العلم

                          نبدأ فيما يلى من مشاركات - باذن الله تعالى - ذكر تراجم لمشاهير أهل العلم من القرون الثلاثة الأولى ..

                          تعليق

                          • أحمد الجاموس
                            في إجازة
                            • Jan 2009
                            • 23

                            #43
                            رد: أهل العلم

                            المشاركة الأصلية بواسطة عبد المنعم جبر عيسي
                            تحية اعجاب وتقدير بحضور متميز وقلم رشيق يمتلك زمام كلمته يعبر ويرسم ليبهج النفوس ويبهر العيون بجمال المنطق وروعة التعبير .. تهنئة قلبية تتجدد مع اشراقة شمس كل يوم .. رزان .


                            شكرا جزيلا على هذا الموضوع وانشاء الله الى الامام

                            تعليق

                            • عبد المنعم جبر عيسي
                              كاتب
                              • Aug 2008
                              • 811
                              • moneim

                              #44
                              رد: أهل العلم

                              المشاركة الأصلية بواسطة أحمد الجاموس
                              شكرا جزيلا على هذا الموضوع وانشاء الله الى الامام
                              والشكر موصول لك استاذ أحمد ..
                              على الحضور الكريم .. والمتابعة .. والتشجيع ..
                              مع وعد بالمتابعة قريبا باذن الله تعالى ..
                              تحياتى لك ..

                              تعليق

                              • عبد المنعم جبر عيسي
                                كاتب
                                • Aug 2008
                                • 811
                                • moneim

                                #45
                                مسروق بن الأجدع

                                مسروق بن الأجدع
                                اسمه :
                                هو مسروق بن الأجدع الهمداني الوادعي أبو عائشة الكوفي .
                                قيل سرق وهو صغير ثم وجد فسمي مسروقا .. وولد في السنة الأولي من الهجرة ، أو قبلها بسنة علي خلاف بين الرواة .
                                قالوا عن مسروق :
                                قال عنه عامر الشعبي : ( ما علمت أن أحدا أطلب للعلم في أفق من الآفاق من مسروق ) .
                                وقال العجلي : ( تابعي ثقة ، كان من أصحاب عبد الله الذين يقرأون ويفتون ، وكان يصلي حتي ترم قدماه ) .
                                وقال عنه ابن المديني : ( أنا ما أقدم علي مسروق أحدا صلي خلف أبي بكر ) .
                                وقال الشعبي : لما قدم عبيد الله بن زياد الكوفة قال : من أفضل الناس ؟ قالوا له : ( مسروق ) .
                                وعن منصور عن ابراهيم ، قال : ( كان أصحاب عبد الله - أي ابن مسعود - الذين يقرؤن الناس ويعلمونهم السنة ( علقمة ، والأسود ، وعبيدة ، ومسروق ، والحارث بن قيس ، وعمرو بن شرحبيل ) .
                                وقال أحمد بن حنبل : قال بن عيينة ( بقي مسروق بعد علقمة لا يفضل عليه أحد ) .
                                وعن ابن أبجر ، عن الشعبي قال ( كان مسروق أعلم بالفتوي من شريح ، وكان شريح يستشير مسروقا ) .
                                وقال عنه ابن سعد : ( وكان ثقة ، وله أحاديث صالحة ) .
                                وقال أبو نعيم : ( ومنهم العارف بربه ، الهائم بحبه ، الذاكر لذنبه .. في العلم معروق ، وبالضمان موثوق ، ولعبادة ربه معشوق : أبو عائشة المسمي بمسروق ) .
                                من شيوخه رحمه الله :
                                قال المزي في " تهذيب الكمال " :
                                روي عن أبي بن كعب وخباب بن الأرت وزيد بن ثابت وعبد الله بن عمر بن الخطاب وعبد الله بن عمرو بن العاص وعبد الله بن مسعود وعبيد بن عمير الليثي وهو من أقرانه وعثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب وعمر بن الخطاب ومعاذ بن جبل ومعقل بن سنان الأشجعي والمغيرة بن شعبة وأبو بكر الصديق وسبيعة الأسلمية وعائشة زوج النبي صلي الله عليه وسلم وأمها أم رومان ، يقال مرسل ، وأم سلمة زوج النبي صلي الله عليه وسلم .
                                ومن تلاميذه :
                                والكلام أيضا للمزي في التهذيب :
                                روي عنه : ابراهيم النخعي وأنس بن سيرين وأيوب بن هاني وحبال بن رفيدة وأبو وائل شقيق بن سلمة وعامر الشعبي وعبد الله بن مرة الخارقي وعبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود وعبيد بن نضلة وعمارة بن عمير والقاسم بن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود وابن أخيه محمد بن المنتشر بن الأجدع و محمد بن نشر الهمداني وأبو الضحي مسلم بن صبيح ومكحول الشامي ويحي بن الجزار ويحي بن وثاب وأبو الأحوص الجشمي وأبو اسحاق السبيعي وأبو الشعثاء المحاربي وامرأته قمير بنت عمرو .
                                عبادته وورعه وزهده :
                                عن شقيق قال : ( كان مسروق علي السلسلة سنتين ، فكان يصلي ركعتين ركعتين ، يبتغي بذلك السنة ) .
                                عن ابراهيم بن محمد بن المنتشر ، قال : ( كان مسروق يرخي الستر بينه وبين أهله ، ويقبل علي صلاته ، ويخليهم ودنياهم ) .
                                وروي أنس بن سيرين عن امرأة مسروق ، أنها قالت : ( كان مسروق يصلي حتي تورم قدماه ، فربما جلست خلفه أبكي مما أراه يصنع بنفسه ) .
                                وعن الشعبي ، قال : ( غشي علي مسروق بن الأجدع في يوم صائف وهو صائم ، وكانت عائشة زوج النبي صلي الله عليه وسلم قد تبنته ، فسمي ابنته عائشة ، وكان لا يعصي ابنته شيئا ، قال : فنزلت إليه فقالت : " يا أبتاه أفطر واشرب " قال : " ما أردت بي يا بنية ؟ " قالت : " الرفق " قال : " يا بنية إنما طلبت الرفق لنفسي في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة " ) .
                                وعن أبي اسحاق ، قال : ( حج مسروق فما بات إلا ساجدا ) .
                                وروي عن أبي الضحي ، أنه قال : ( غاب مسروق عاملا علي السلسلة سنتين ثم قدم ، فنظر أهله في خرجه فأصابوا فأسا ؛ فقالوا : " غبت سنتين ثم جئتنا بفأس بلا عود ! " قال : " إنا لله استعرناها نسينا نردها " ) .
                                وعن ابراهيم بن محمد بن المنتشر عن أبيه ، قال : ( كان - يعني مسروقا - لا يأخذ علي القضاء أجرا ، ويتأول هذه الآية : { إن الله اشتري من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة } .
                                ومن أقواله رحمه الله :
                                ما رواه مسلم عن مسروق أنه قال : ( كفي بالمرء علما أن يخشي الله ، وكفي بالمرء جهلا أن يعجب بعمله ) .
                                وعنه أيضا عن مسروق ، قال : ( إن أحسن ما أكون ظنا حين يقول لي الخادم ليس في البيت قفيز ولا درهم ) .
                                وقال أيضا : ( المرء حقيق أن يكون له مجالس يخلو فيها فيذكر ذنوبه فيستغفر الله ) .
                                وعن الشعبي أن مسروقا قال : ( لأن أقضي بقضية فأوافق الحق ، أو أصيب الحق أحب الي من رباط سنة في سبيل الله ) .
                                وعن ابراهيم بن محمد بن المنتشر عن مسروق ، قال : ( ما من شئ خير للمؤمن من لحد قد استراح من هموم الدنيا ، وأمن من عذاب الله ) .
                                وروي عن أبي وائل أن مسروقا حين حضره الموت قال : ( اللهم لا أموت علي أمر لم يسنه رسول الله صلي الله عليه وسلم ، ولا أبو بكر ولا عمر ، والله ما تركت صفراء ولا بيضاء عند أحد من الناس ، غير ما في سيفي هذا فكفنوني فيه ) .
                                مات - رحمه الله - سنة اثنتين وستين ، أو ثلاث وستين .
                                التعديل الأخير تم بواسطة عبد المنعم جبر عيسي; 03-09-2009, 11:19 PM.

                                تعليق

                                يعمل...