الصور

تقليص

لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

أهل العلم

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • عبد المنعم جبر عيسي
    كاتب
    • Aug 2008
    • 811
    • moneim

    #46
    سيد التابعين : سعيد بن المسيب

    سيد التابعين : سعيد بن المسيب
    قال عنه أبو نعيم في ( حلية الأولياء ) :
    فأما أبو محمد سعيد بن المسيب بن حزن المخزومي كان من الممتحنين ؛ أمتحن فلم تأخذه في الله لومة لأئم ، صاحب عبادة وجماعة ، وعفة وقناعة ، وكان كاسمه بالطاعات سعيدا ، ومن المعاصي والجهالات بعيدا .
    وقال عنه ابن حبان في الثقات :
    كان من سادات التابعين فقها ودينا وورعا وعبادة وفضلا ، وكان أفقه أهل الحجاز وأعبر الناس للرؤيا ، ما نودي للصلاة منذ أربعين سنة إلا وسعيد في المسجد ينتظرها .
    اسمه وكنيته ومولده وصفته :
    اسمه سعيد بن المسيب بن حزن بن أبي وهب بن عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم القرشي المخزومي المدني سيد التابعين .. وكنيته : أبو محمد .
    وعن مولده ، قال الذهبي : ولد في خلافة عمر ، لأربع مضين منها وقيل لسنتين مضتا منها .
    وقيل ولد سعيد قبل موت عمر بسنتين .
    وعن صفته : روي عن عمران بن عبد الملك ، قال : قال سعيد بن المسيب : ما خفت علي نفسي شيئا مخافة النساء ، قال : فقالوا : يا أبا محمد إن مثلك لا يريد النساء ولا تريده النساء ، قال : هو ما أقول لكم . قال - الراوي - : وكان شيخنا كبيرا أعمش .
    وعن أبي الغصن أنه رأي سعيد بن المسيب أبيض الرأس واللحية .
    وعن محمد بن هلال أنه رأي سعيد بن المسيب يعتم ، وعليه قلنسوة لطيفة بعمامة بيضاء ، لها علم أحمر يرخيها وراءه شبرا .
    قالوا عنه :
    قال مكحول : طفت الأرض كلها في طلب العلم ، فما لقيت أحدا أعلم من سعيد بن المسيب .
    وقال علي بن المديني : لا أعلم في التابعين أوسع علما منه ، وهو عندي أجل التابعين .
    وقال أحمد بن عبد الله العجلي : كان رجلا صالحا ، فقيها ، وكان لا يأخذ العطاء ، وكانت له بضاعة أربع مئة دينار ، وكان يتجر بها في الزيت ، وكان أعور .
    وعنه قال أبو زرعة : مدني قرشي ثقة إمام .
    وقال أبو حاتم : ليس في التابعين أنبل من سعيد بن المسيب ، وهو أثبتهم في أبي هريرة .
    وعن مكحول أيضا ، أنه قال : لما مات سعيد بن المسيب استوي الناس ، ما كان أحد يأنف أن يأتي إلي حلقة سعيد بن المسيب ، ولقد رأيت فيها مجاهدا وهو يقول : لا يزال الناس بخير ما بقي بين أظهرهم .
    وقال القاسم : ذاك خيرنا وسيدنا .
    وقال محمد بن عمر في حديث : ذاك سيدنا وعالمنا .
    شيوخه وتلامذته رحمهم الله جميعا :
    من شيوخه : روي عن أبي بكر مرسلا ، وعن عمر وعثمان وعلي وسعد بن أبي وقاص وحكيم بن حزام وابن عباس وابن عمر وابن عمرو بن العاص وأبيه المسيب ومعمر بن عبد الله بن نضلة وأبي ذر وأبي الدرداء وحسان بن ثابت وزيد بن ثابت وعبد الله بن زيد المازني وعتاب بن أسيد وعثمان بن أبي العاص وأبي ثعلبة الخشني وأبي قتادة وأبي موسي وأبي سعيد وأبي هريرة وكان زوج ابنته وعائشة وأسماء بنت عميس وخولة بنت حكيم وفاطمة بنت قيس وأم سليم وأم شريك .

    ومن تلاميذه : ابنه محمد وسالم بن عبد الله بن عمر والزهري وقتادة وشريك بن أبي نمّر وأبو الزناد وسمي وسعد بن ابراهيم وعمرو بن مرة ويحيي بن سعيد الأنصاري وداود بن أبي هند وطارق بن عبد الرحمن وعبد الحميد بن جبير بن شعبة وعبد الخالق سلمة وعبد المجيد بن سهيل وعمرو بن مسلم بن عمارة بن أكيمة وأبو جعفر الباقر وابن المنكدر وهاشم بن هاشم بن عتبة ويوسف بن يوسف وغيرهم .
    عبادته رحمه الله :
    روي عن سعيد قوله : ما فاتتني الصلاة في الجماعة منذ أربعين سنة .
    وعنه : ما أذّن المؤذن من ثلاثين سنة إلا وأنا في المسجد .
    وعنه أيضا أنه صلي الغداة بوضوء العتمة خمسين سنة ، وقوله : ما فاتتني التكبيرة الأولي منذ خمسين سنة ، وما نظرت في قفا رجل منذ خمسين سنة .
    وقال يزيد بن حازم عن صومه : كان سعيد بن المسيب يسرد الصوم ، فكان إذا غابت الشمس أتي بشراب له من منزله المسجد فشربه .
    وحكي عاصم بن العباس الأسدي ، قال : كان سعيد بن المسيب يذكر ويخوف وسمعته يقرأ في الليل علي راحلته فيكثر ، وسمعته يجهر ببسم الله الرحمن الرحيم ، وكان يحب سماع الشعر وكان لا ينشده ورأيته يمشي حافيا وعليه بت ( أي طيلسان من خز ونحوه ) ، ورأيته يحفي شاربه شبيها بالحلق ، ورأيته يصافح كل من لقيه ، وكان يكره كثرة الضحك .
    وكان - رحمه الله - عزيز النفس ، فلم يكن يقبل بعطاء الحكام في زمانه ، ويقول : ( لا حاجة لي فيها ) ، وما كان يلبي دعواتهم بالحضور إلي مجالسهم .. وربما لما كان يراه من ظلمهم ، ولم يجب منهم إلا عمر بن عبد العزير عندما كان أميرا للمدينة .. وبقدر ما كان شديدا صعب القياد مع الخلفاء والحكام الظالمين ؛ كان لين الجانب سهل المعاملة مع الأتقياء والصالحين .
    وقد زوج ابنته لابن أبي وداعة - واحد من تلاميذه - علي درهمين أو ثلاثة ، بعد أن خطبها عبد الملك لابنه الوليد فأبي عليه ، فلم يزل يحتال عبد الملك حتي ضربه مائة سوط في يوم بارد وصب عليه جرة ماء وألبسه جبة صوف .
    تحمّل الضرب والحبس ورفض أن يبايع بولاية العهد بعد عبد الملك لولديه الوليد وسليمان .. كما رفض أن يبايع بخلافة ابن الزبير حتي يجتمع الناس .
    طلب منه رجل من آل عمر أن يدعو علي بني أمية ، فقال : ( اللهم أعز دينك وأظهر أولياءك واخز أعداءك في عافية لأمة محمد صلي الله عليه وسلم ) .
    درر من أقواله رحمه الله :
    عن عبد الله بن محمد ، قال : حدثنا سعيد بن المسيب قال : ما أكرمت العباد أنفسها بمثل طاعة الله عز وجل ، ولا أهانت أنفسها بمثل معصية الله ، وكفي بالمؤمن نصرة من الله أن يري عدوه يعمل بمعصية الله .
    وروي ابن حرملة قوله : لا تقولوا مصيحف ولا مسيجد ، ما كان لله فهو عظيم حسن جميل .
    وعنه أيضا أنه سأل سعيد بن المسيب قال : وجدت رجلا سكران افتراه يسعني ألا أرفعه إلي السلطان ؟ فقال له سعيد : إن استطعت أن تستره بثوبك فاستره .
    وعن علي بن زيد عن سعيد بن المسيب قال : ما أيس الشيطان من شئ إلا أتاه من قبل النساء ، ثم قال لنا سعيد وهو ابن أربع وثمانين سنة وقد ذهبت إحدي عينيه وهو يعشو بالأخري : ما شئ أخوف عندي من النساء .
    وعن عيسي الخرساني أن سعيد بن المسيب قال : لا تملؤ أعينكم من أعوان الظلمة إلا بإنكار من قلوبكم ، لكي لا تحبط أعمالكم الصالحة .
    وعن سفيان بن عيينة قال : قال سعيد بن المسيب : إن الدنيا نذلة وهي إلي كل نذل أميل ، وأنذل منها من أخذها بغير حقها وطلبها بغير وجهها ووضعها في غير سبيلها .
    وفاته :
    توفي رحمه الله سنة أربع وتسعين في خلافة الوليد بن عبد الملك وهو ابن خمس وسبعين سنة ، وكان يقال لهذه السنة التي مات فيها سعيد سنة الفقهاء ، لكثرة من مات منهم فيها .
    التعديل الأخير تم بواسطة عبد المنعم جبر عيسي; 03-09-2009, 11:36 PM.

    تعليق

    • عبد المنعم جبر عيسي
      كاتب
      • Aug 2008
      • 811
      • moneim

      #47
      عروة بن الزبير

      عروة بن الزبير
      اسمه : عروة بن الزبير بن العوام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصى القرشى ، الأسدى ، أبو على المدنى الفقيه ، أحد الفققهاء السبعة .
      اختُلف حول مولده ؛ فقيل : ولد سنة ثلاث وعشرين ، وقيل سنة تسع وعشرين .
      قال عنه أبو نعيم فى ( حلية الأولياء ) :
      ( ومنهم المُعْطَى ما تمنى ، حُمل العلم عنه إذ فيه تعنَّى .. مُكن من الطاعة فاكتسب ، وامتُحن بالمحنة فاحتسب ، عروة بن الزبير بن العوام ، المجتهد الصوام ) .
      قال الشيخ احمد فريد : ( قولُهُ المُعْطَى ما تمنَّى ) إشارة إلى ما رواه ابن أبى الزناد عن أبيه ، قال : اجتمع فى الحجر : مصعب وعبد الله وعروة بنوا الزبير ، وابن عمر .. فقالوا تمنَّوا ، قال عبد الله : أما أنا فأتمنى الخلافة ، وقال عروة : أتمنى أن يؤخذ عنى العلم ، وقال مصعب : أما أنا فأتمنى أ إمرة العراق ، والجمع بين عائشة بنت طلحة وسكينة بنت الحسين ، وأما بن عمر فقال : أتمنى المغفرة .. فنالوا ما تمنوا ، ولعل ابن عمر قد غفر له .
      قالوا عن عروة :
      قال عنه محمد بن سعد فى طبقاته : ( كان ثقة كثير الحديث فقيها عالما مأمونا ثبتا ) .
      وعن عمر بن عبد العزيز ، قال : ( ما أحد أعلم من عروة بن الزبير ، وما أعلمه يعلم شيئا أجهله ) .
      وقال الزهرى : ( رأيت عروة بحرا لا تكدره الدلاء ) .
      وقال أيضا : ( كنت آتى عروة ، فأجلس ببابه مليا ، ولو شئت دخلت ، فأرجع إعظاما له ) .

      وقال عنه سفيان بن عيينة : ( كان أعلم الناس بحديث عائشة ثلاثة : القاسم بن محمد ، وعروة بن الزبير ، وعمرة بنت عبد الرحمن ) .
      وعن ابن أبى الزناد قال : ( ما رأيت أحدا أروى للشعر من عروة ) .
      وقال الذهبى : وكان ثبتا حافظا فقيها عالما بالسيرة ، وهو أول من صنَّف المغازى ) .
      شيوخه رحمه الله :
      قال الحافظ : روى عن أبيه وأخيه عبد الله ، وأمه أسماء بنت أبى بكر ، وعلى بن أبى طالب ، وسعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل ، وحكيم بن حزام ، وزيد بن ثابت ، وعبد الله بن جعفر ، وعبد الله بن عباس ، وعبد الله بن عمرو ، وعبد الله بن عمرو بن العاص ، وأسامة بن زيد ، وأبى أيوب ، وأبى هريرة ، وحجاج الأسلمى ، وسفيان بن عبد الله الثقفى ، وعمرو بن العاص ، ومحمد بن مسلمة .. وغيرهم خلق كثير .
      ومن تلاميذه :
      قال الحافظ : وروى عنه أولاده عبد الله ، وعثمان ، وهشام ، ومحمد ، ويحيى ، وابن ابنه عمر بن عبد الله بن عروة ، وابن أخيه محمد بن جعفر بن الزبير ، وأبو الأسود محمد بن عبد الرحمن بن نوفل يتيم عروة ، وحبيب مولاه ، وزميل مولاه ، وسليمان بن يسار ، وأبو سلمة بن عبد الرحمن ، وأبو بردة بن أبى موسى ، وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة وهم من أقرانه ، وتميم بن سلمة السلمى ، وسعد بن ابراهيم بن عبد الرحمن بن عوف ، وسعيد بن خالد بن عمرو بن عثمان بن عفان ، وصالح بن كيسان ، والزهرى ، وعبد الله بن أبى بكر بن محمد بن عمرو بن حزم ، وأبو الزناد ، وابن أبى مليكة ............. وآخرون .
      وكان – رحمه الله تعالى – حريصا على طلب العلم .. رُوى عن أبى بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام قال : ( العلم لواحد من ثلاثة : لذى حسب يزينه ، أو لذى دين يسوس به دينه ، أو مختبط سلطانا يتحفه بعلمه ، ولا أعلم أحدا أشرط لهذه الخلال من عروة ، وعمر بن عبد العزيز ) .
      عن هشام عن أبيه ، قال : لقد رأيتى قبل موت عائشة بأربع حجج وأنا أقول : لو ماتت اليوم ما ندمت على حديث عندها إلا وقد وعيته ، ولقد كان يبلغنى عن الرجل من المهاجرين الحديث ؛ فآتيه .. قال الراوى : أجده قد قال : فأجلس على بابه فأسأله عنه ، يعنى إذا خرج .
      ورُوى عن ولده هشام : أن أباه كان يسرد الصوم .
      وعنه أيضا : أنه كان يصوم الدهر كله ؛ إلا يوم الفطر ويوم النحر ، ومات وهو صائم .
      وعنه أيضا قال : كنا نسافر مع عروة فيصوم ونفطر ، فلا يأمرنا بصيام ولا يفطر هو .
      وكان رحمه الله تعالى يقرأ ربع القرآن نظرا ، ويقوم به الليل ، فما تركه إلا ليلة قطعت رجله ، وكان وقع فيها الأكلة فنشرت ، وكان إذا كان أيام الرطب يثلم حائطه ، ثم يأذن للناس فيه ، فيدخلون يأكلون ويحملون .
      قال عبد الله بن محمد بن عبيد : لم يترك عروة بن الزبير ورده إلا فى الليلة التى قطعت فيها رجله ، قال وتمثل بأبيات معن بن أوس :
      لَعُمْـركَ مَـا أهـويتَ كَفّـِى لـريْبَة
      ولَاَ حَمـَلَتْنى نَحـْوَ فَاحِشَـةٍ رِجْـلِى
      ولَاَ قَادَنى سَمْعى ولَاَ بَصَرى لها
      ولَاَ دلّنـى رأْيـى عَلَيْـهَا ولَاَ عَـقْلى
      وأعْـلَمُ أنّـِى لَـمْ تُصِـبْنى مُصِيــبَةٌ
      مِنَ الدَّهر إلاّ َقَدْ أَصَابَتْ فَتَى قَبْلِى
      عن هشام بن عروة ، عن أبيه قال : وقعت الأكلة فى رجله ، فقيل له : ألا ندعو لك طبيبا ؟ قال : إن شئتم ، فجاء الطبيب فقال : أسقيك شرابا يزول فيه عقلك ، فقال : امض لشأنك ، ما ظننتُ أن خلقا يشرب شرابا ويزول فيه عقله حتى لا يعرف ربه . قال فوضع المنشار على ركبته اليسرى ، ونحن حوله فما سمعنا له حسا ، فلما قطعها جعل يقول : لئن أخذت لقد أبقيت ، ولئن ابتليت لقد عافيت ، وما ترك حزبه هذه الليلة .
      وأصيب عروة فى هذا السفر بابنه محمد ، ركضته بلغة فى اصطبل ، فلم نسمع منه كلمة فى ذلك ، فلما كان بوادى القرى قال : ( لَقَدْ لَقِينَا مِن سَفَرِنَا هَذَا نَصَبا ) اللهم كان لى بنون سبعة فأخذت منهم واحدا وأبقيت لى ستة ، وكان لى أطراف أربعة فأخذت طرفا وأبقيت ثلاثة ، فإذا ابتليت لقد عافيت ، ولئن أخذت لقد أبقيت .
      درر من أقواله – رحمه الله - :
      روى هشام عن أبيه ؛ أنه قال لبنيه : يا بنى لا يهدين أحدكم إلى ربه عز وجل ما يستحى أن يهديه إلى كريمه ، إن الله عز وجل أكرم الكرماء ، وأحق من اختير له .
      وكان يقول لهم أيضا : يا بنى تعلموا ؛ فإنكم إن تكونوا صغراء قوم عسى أن تكونوا كبراءهم ، وا سوأتاه ، ماذا أقبح من شيخ جاهل ؟!
      وقال أيضا : إذا رأيتم خلة شرِّ رائعة من رجل فحذروه ، وإن كان عند الناس رجل صدق ، فإن لها عنده أخوات .. وإذا رأيتم خلة خير رائعة من رجل فلا تقطعوا عن إياسكم ، وإن كان عند الناس رجل سوء ، فإن لها عنده أخوات .
      وقال : الناس بأزمنتهم أشبه منهم بآبائهم وأمهاتم .
      وقال : رُب كلمة ذل احتملتها أورثتنى عزا طويلا .
      وقال أيضا رحمه الله : ما حدثت أحدا بشىء من العلم قط لا يبلغه عقله إلا كان ضلالة عليه .
      توفى – رحمه الله تعالى – سنة ثلاث وتسعين أو أربع وتسعين على الأرجح .. وهو ابن سبع وستين سنة .

      تعليق

      • عبد المنعم جبر عيسي
        كاتب
        • Aug 2008
        • 811
        • moneim

        #48
        سعيد بن جبير

        سعيد بن جبير
        قال عنه الشيخ ( أحمد فريد ) ( * ) بين يدى ترجمته :
        ( .... امام من أئمة المسلمين ، اشتهر بالعبادة والبكاء ، وكان كاسمه بالطاعة سعيدا ، ونرجو أن يكون عند الله شهيدا .
        ولى من أولياء الله الصالحين ، مستجاب الدعوة ، عن اصبغ بن يزيد قال : كان لسعيد بن جبير ديك ؛ يقوم من الليل بصياحه ، فلم يصح ليلة من الليالى حتى أصبح ، ولم يصلِّ سعيد تلك الليلة ، فشق عليه فقال : ماله قطع الله صوته ؟ فما سُمع له صوت بعد .. فقالت له أمه : لا تدُعُ على شىء بعدها .
        هذا السعيد عذبه الحجاج حتى قتله ، وكان يمكن أن يدعو على الحجاج فلم يفعل ، والذى دعا به أن يكون آخر من يقتله الحجاج ، وقلع الله الحجاج وأراح البلاد والعباد من شره ، وكان ذلك بعد مقتل سعيد بمدة يسيرة .. وكان ابن عباس حبر الأمة وترجمان القرآن اذا سأله أحد من أهل الكوفة يحيل عليه ويقول : أليس فيكم ابن أم الدهماء ؟
        انه السعيد الذى بكى بالليل حتى عمش .. ) .
        اسمه : سعيد بن جبير بن هشام الأسدى الوالبى .
        أختُلف فى سنة مولده – رحمه الله - ، قيل سنة ثمانية وثلاثين من الهجرة المباركة ، وقيل سنة ست وأربعين ، وقيل سنة تسع وأربعين .
        قال الذهبى عن صفته : رُوى عنه أنه كان أسود اللون .
        ورُى عن عبد الله بن نمير عن فطر ، قال : رأيت سعيد بن جبير أبيض الرأس واللحية .

        قالوا عن سعيد :

        حكى عمرو بن ميمون ، عن أبيه قال : ( لقد مات سعيد بن جبير وما على ظهر الأرض أحد إلا هو محتاج إلى علمه ) .
        وعن أشعق بن اسحاق قال : ( كان يقال سعيد بن جبير جهبذ العلماء ) .
        وقيل : جاء رجل إلى ابن عمر فسأله عن فريضة ، فقال له : ( ائت سعيد بن جبير فإنه أعلم بالحساب منى ، وهو يفرض منها ما أفرض ) .
        وقال أبو القاسم هبة الله بن الحسن البصرى : ( هو ثقة امام حجة على المسلمين ) .
        وقال ابراهيم النخعى : ( ما خلف سعيد بن جبير بعده مثله ) .
        وقال خصيف : ( كان أعلمهم بالقرآن مجاهد ، وأعلمهم بالحج عطاء ، وأعلمهم بالحلال والحرام طاووس ، وأعلمهم بالطلاق سعيد بن المسيب ، وأجمعهم لهذه العلوم : سعيد بن جبير ) .
        وعن على بن المدينى ، قال : ( ليس فى أصحاب بن عباس مثل سعيد بن جبير ، قيل له : ولا طاووس ؟ قال : ولا طاووس ولا أحد ) .

        شيوخه رحمه الله :

        قال المزى فى تهذيب الكمال : روى عن أنس بن مالك ، والضحاك بن قيس الفهرى ، وعبد الله بن الزبير ، وعبد الله بن عباس ، وعبد الله بن عمر بن الخطاب ، وعبد الله بن مُغَفَّل ، وعدى بن حاتم ، وعمرو بن ميمون الأودى ، وأبى سعيد الأنصارى ، وأبى موسى الأشعرى ، وأبى هريرة ، وعائشة .

        ومن تلاميذه :

        روى عنه ابناه : عبد الملك وعبد الله ، ويعلى بن حكيم ، ويعلى بن مسلم ، وأبو اسحاق السبيعى ، وأبو الزبير المكى ، وآدم بن سليمان ، وأشعث بن أبى الشعثاء ، وأيوب ، وبكير بن شهاب ، وثابت بن عجلان ، وحبيب بن أبى ثابت ، وجعفر بن أبى وحشية ، وجعفر بن أبى المغيرة ، والحكم بن عتيبة ، وحصين بن عبد الرحمن ، وسماك بن حرب ، والأعمش .. وغيرهم كثير .

        عبادته – رحمه الله – وخشيته وتوكله على الله :

        قال هلال بن خباب : خرجنا مع سعيد بن جبير فى جنازة ، فكان يحدثنا فى الطريق ويذكِّرنا حتى بلغ ، فلما جلس لم يزل يحدثنا حتى قمنا فرجعنا .. وكان كثير الذكر لله .
        وكان – رحمه الله – يخرج كل سنة مرتين ؛ مرة للحج ومرة للعمرة .. وكان يكره أن يتكفأ الرجل فى صلاته ، ولم يُر مصليا قط إلا وكأنه وتد .. وكان ينصح الناس قائلا : لا تطفئوا سرجكم ليالى العشر .. يقصد للعبادة ،وكان يقول : أيقظوا خدمكم يتسحرون لصوم يوم عرفة .. وفى كتاب له لأحد أصدقائه قال : إن بقاء المسلم كل يوم غنيمة .. مذكِّرا بالفرائض والصلوات وما يرزقه الله من الرزق .. وكان يردد دائما الآية الكريمة : ( وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ) – البقرة 281 .
        قال أبو شهاب : كان سعيد بن جبير يصلى العتمة فى رمضان ؛ ثم يرجع فيمكث هنيهة ؛ ثم يرجع فيصلى بنا ست ترويحات ، ويوتر بثلاث ، ويقنت بقدر خمسين آية .
        وقال ضرار بن مرة الشيبانى ، قال سعيد بن جبير : التوكل على الله جماع الايمان .
        وكان من دعائه – رحمه الله - : اللهم انى أسألك صدق التوكل عليك ، وحسن الظن بك .
        وروى عنه أنه لسعته عقرب فى مرة ، فأقسمت أمه عليه أن يسترقى .. فأعطى سعيد يده التى لم تلدغ للراقى وكره أن يحنث أمه فى قسمها .
        وعن القاسم الأعرج ، قال : كان سعيد بن جبير يبكى بالليل حتى عمش .
        وكان يقول : لو فارق ذكر ملك الموت قلبى لخشيت أن يفسد علىَّ .

        درر من أقواله رحمه الله :

        رُوى عن سعيد قوله : ( إن الخشية أن تخشى الله ؛ حتى تحول خشيتك بينك وبين معصيتك .. فتلك الخشية .. والذكر طاعة الله ، فمن أطاع الله فقد ذكره ، ومن لم يطعه فليس بذاكر ، وإن أكثر التسبيح تلاوة القرآن ) .
        وقوله : لأن أنشر علمى ، أحب إلىَّ من أن أذهب به الى قبرى ) .
        وقوله لابنه : ( أظهر اليأس مما فى أيدى الناس ، فإنه عناء .. وإياك وما يُعتذر منه ، فإنه لايعتذر من خير .. ) .

        محنته رحمه الله واستشهاده :

        قال الذهبى : ( خرج – يعنى سعيدا – مع ابن الأشعث على الحجاج ، ثم انه اختفى وتنقل فى النواحى اثنتى عسرة سنة ، ثم وقعوا به وأحضروه الى الحجاج ... ) .
        وعن أبى حصين ، قال : ( رأيت سعيدا بمكة ، فقلت له : إن هذا قادم – يقصد خالد بن عبد الله – ولست آمنه عليك .. فقال : والله لقد فررت حتى استحييت من الله ) .
        قال الذهبى : ( طال اختفاؤه ، فإن قيام القراء على الحجاج كان فى سنة اثنين وثمانين ، وما ظفروا بسعيد إلا سنة خمس وتسعين ، السنة التى قلع الله فيها الحجاج .. ) .
        وعن سالم بن أبى حفصة ، قال : ( لما أتى سعيد بن جبير الحجاج قال : أنت شقى بن كسير .. قال : أنا سعيد بن جبير .. قال : لأقتلنك .. قال : أنا إذا كما سمتنى أمى ، دعونى أصلى لله ركعتين .. قال الحجاج : وجهوه الى قبلة النصارى .. قال : ( فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ– 115 البقرة ) .. قال : إنى أستعيذ منك بما عاذت به مريم .. قال : وما عاذت به مريم ؟ قال : قالت (قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا ( 18 - مريم ) .
        وقال أبو صالح : ( دخلت على سعيد بن جبير حين جىء به الى الحجاج ، فبكى رجل ، فقال سعيد : ما يبكيك ؟ فقال : لما أصابك .. قال فلا تبك ، كان فى علم الله أن يكون هذا .. ثم تلا قول الله تعالى : (مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ (22) الحديد ) .
        عن داوود بن أبى هند ، قال : ( لما أخذ الحجاج سعيد بن جبير ، قال سعيد : ما أرانى إلا مقتولا ، وسأخبركم إنى كنت أنا وصاحبان لى دعونا حين وجدنا حلاوة الدعاء ، ثم سألنا الله الشهادة ، فكلا صاحبى رزقها وأنا أنتظرها .. قال : فكأنه رأى الاجابة عند حلاوة الدعاء ) .
        وقال سليمان التيمى : ( كان الشعبى يرى التقية ، وكان ابن جبير لايرى التقية .. ) .
        وقال الذهبى : ( ولما علم من فضل الشهادة ثبت للقتل ولم يكترث ، وإلا عامل عدوه بالتقية المباحة له رحمه الله ) .
        وكان مقتله – رحمه الله – فى شعبان سنة خمس وتسعين .
        ورُى أنه لما احتضر الحجاج كان يغوص ويفيق ويقول : مالى ومالك يا سعيد بن جبير .
        قال الذهبى : وروى أن الحجاج رؤى فى النوم ، فقيل له : ما فعل الله بك ؟ فقال : قتلنى بكل قتيل قتلة ، وقتلنى بسعيد بن جبير سبعين قتلة .
        وقال ابن عيينة : لم يقتل - أى الحجاج - بعد سعيد إلا رجلا واحدا .
        --------------
        ( * ) فى كتابه ( من أعلام السلف ) .

        تعليق

        • عبد المنعم جبر عيسي
          كاتب
          • Aug 2008
          • 811
          • moneim

          #49
          رد: أهل العلم

          يــــتـــــبــــــع ....

          تعليق

          • روان أم المثنى
            كاتب مسجل
            • May 2008
            • 563

            #50
            رد: سيد التابعين : سعيد بن المسيب

            المشاركة الأصلية بواسطة عبد المنعم جبر عيسي
            ومن تلاميذه : ابنه محمد وسالم بن عبد الله بن عمر والزهري وقتادة وشريك بن أبي نمّر وأبو الزناد وسمي وسعد بن ابراهيم وعمرو بن مرة ويحيي بن سعيد الأنصاري وداود بن أبي هند وطارق بن عبد الرحمن وعبد الحميد بن جبير بن شعبة وعبد الخالق سلمة وعبد المجيد بن سهيل وعمرو بن مسلم بن عمارة بن أكيمة وأبو جعفر الباقر وابن المنكدر وهاشم بن هاشم بن عتبة ويوسف بن يوسف وغيرهم .




            رحم الله سعيد بن المسيب

            ورحم الله فقهاء سنة الفقهاء

            الذي لا يجود بهم الدهر على مر الزمان إلا بعد أجيال وأجيال

            الأستاذ الكريم

            عبد المنعم جبر

            بارك الله فيك على هذه الدرر

            كلما ضاقت بنا أخلاقنا

            وضعفت هممنا

            علينا أن ننهل من أخبار الأقدمين والعلماء

            وإني لأعجب

            أن تكون هذه الكوكبة من الأسماء

            تلاميذ رجل واحد

            وهو الفقيه والمحدث

            فكيف بعلماء ضموا من العلم

            الحديث والفقه والفلسفة والتاريخ والأدب والعربية

            والله إن لم نفخر بمثلهم ونحاول الاقتداء ولو بشبر واحد من أثرهم

            لنحن قوم ضالون

            نسأل الله أن يعلمنا ما ينفعنا

            لك احترامي

            تعليق

            • ملاك الكون
              كاتب مسجل
              • Jul 2009
              • 24

              #51
              رد: أهل العلم

              الله الله ماشآآآء الله عليج

              تعليق

              • عبد المنعم جبر عيسي
                كاتب
                • Aug 2008
                • 811
                • moneim

                #52
                رد: أهل العلم

                المشاركة الأصلية بواسطة ملاك الكون
                الله الله ماشآآآء الله عليج
                وعليك أيضا أخى الكريم ..
                شكرا جزيلا ...

                تعليق

                • عبد المنعم جبر عيسي
                  كاتب
                  • Aug 2008
                  • 811
                  • moneim

                  #53
                  الخليفة العادل : عمر بن عبد العزيز

                  الخليفة العادل : عمر بن عبد العزيز
                  قال عنه أبو نعيم فى الحلية : ( كان واحد أمته فى الفضل ،ونجيب عشيرته فى العدل ، جمع زهدا وعفافا .. وورعا وكفافا .. شغله آجل العيش من عاجله .. وألهاه اقامة العدل عن عاذله .. كان للرعية أمنا وأمانا ؛ وعلى من خالفه حجة وبرهانا .. كان مفوَّها عليما ومفهَّما حكيما .. ) ا . هـ .
                  وقال أحمد بن حنبل – رحمه الله - : ( اذا رأيت الرجل يحب عمر بن عبد العزيز ويذكر محاسنه وينشرها ، فاعلم أن من وراء ذلك خيرا إن شاء الله ) .
                  اسمه :
                  عمر بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم بن أبى العاص ابن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصى بن كلاب .. قال الشيخ ( أحمد فريد ) : ( الإمام ، الحافظ ، العلامة ، المجتهد ، الزاهد ، العابد ، السيد ، أمير المؤمنين حقا ، الراشد ، أشج بنى أمية .
                  كان مولده بقرية حلوان بمصر وأبوه أمير عليها سنة إحدى أو ثلاث وستين .. أمه أم عاصم بنت عاصم بن عمر بن الخطاب ) .
                  قال سعيد بن عفير عن صفته : ( كان أسمر رقيق الوجه ؛ حسنه ، نحيف الجسم ، حسن اللحية ، غائر العينين ، بوجهه أثر نفحة دابة ) .
                  روى حمزة بن سعيد ؛ أن عمرا دخل اصطبل أبيه وهو غلام ، فضربه فرس فشجه .. فجعل أبوه يمسح عنه الدم ويقول : إن كنت أشج بنى أمية إنك إذا لسعيد .
                  قالوا عن عمر :
                  سُئل محمد بن الحسن عن عمر بن العزيز ، فقال : ( هو نجيب بنى أمية ، وإنه يبعث يوم القيامة أمة وحده .. ) .
                  وقال عنه سفيان الثورى : ( الخلفاء خمسه : أبو بكر وعمر وعثمان وعلى وعمر بن عبد العزيز ) ( * ) .
                  وقال أيضا : ( كانت العلماء مع عمر بن عبد العزيز تلامذة ) .
                  ولما جاء نعى عمر بن عبد العزيز ، قال الحسن : ( مات خير الناس ) .
                  وقال أحمد بن حنبل : ( إن الله تعالى يقيض لهذه للناس فى رأس كل مائة سنة من يعلمهم السنن ، وينفى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الكذب ، فنظرنا فإذا فى رأس المائة عمر بن عبد العزيز ، وفى رأس المائتين الشافعى ) .
                  وعن زيد بن أسلم ، عن أنس رضى الله عنه ، قال : ( ما صليت وراء امام بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أشبه صلاة برسول الله من هذا الفتى – يعنى عمر بن عبد العزيز – وهو أمير على المدينة ) .. قال زيد : ( فكان يتم الركوع والسجود ويخفف القيام والقعود ) .
                  وعن ابن عون ، قال : كان ابن سيرين إذا سُئل عن الطلاء قال : نهى عنه امام الهدى يعنى عمر بن عبد العزيز .
                  وقال الذهبى : ( قد كان هذا الرجل حسن الخَلْقِ والخُلُقِ ، كامل العقل ، حسن السمت ، جيد السياسة ، حريصا على العدل بكل ممكن ، وافر العلم ، فقيه النفس ، ظاهر الذكاء والفهم ، أوَّاها منيبا ، قانتا لله تعالى حنيفا ، زاهدا مع الخلافة ، ناطقا بالحق مع قلة المعين ، وكثرة الأمراء الظلمة الذين ملُّوه وكرهوا محاققته لهم ، ونقصه أعطياتهم ، وأخذه كثيرا مما فى أيديهم مما أخذوه بغير حق ) .
                  روى الزبير بن بكار عن العتبى قوله : ( إن أول ما استبين من عمر بن عبد العزيز ؛ أن أباه ولى مصر وهو حديث السن يُشَك فى بلوغه ، فأراد اخراجه ، فقال يا أبت أو غير ذلك ؟ لعله أن يكون أنفع لى ولك ؛ ترحلنى إلى المدينة ، فأقعد إلى فقهاء أهلها وأتأدب بآدابهم .. فوجهه إلى المدينة ، فاشتهر بها بالعلم والعقل مع حداثة سنه .. قال – أى العتبى - : ثم بعث إليه عبد الملك بن مروان عند وفاة أبيه وخلطه بولده ، وقدَّمه على كثير منهم ، وزوجه بابنته فاطمة ) .
                  وقال السيوطى : ( جمع القرآن وهو صغير ، وبعثه أبوه إلى المدينة يتأدب بها ، فكان يختلف إلى عبيد الله بن عبد الله يسمع منه العلم ، فلما توفى أبوه طلبه عبد الملك إلى دمشق ، وزوَّجه ابنته فاطمة .. وكان قبل الخلافة على قِدَمِ الصلاح يبالغ فى التنعُّمِ ؛ والإختيال فى المشية ، فلما ولى الوليد الخلافة أمَّرَ عمر على المدينة ، فوليها من سنة ست وثمانين إلى سنة ثلاث وتسعين ، وعُزل فَقَدِم الشام ) .
                  شيوخه رحمه الله :
                  قال المزى فى تهذيب الكمال : ( روى عن أنس بن مالك ، وصلى أنس خلفه ، وقال عنه : ( ما رأيت أحدا أشبه صلاة برسول الله من هذا الفتى ) كما روى عن الربيع بن سبرة بن معبد الجهنى ، والسائب بن يزيد ، وسعيد بن المسيب ، وعامر بن سعد بن أبى وقاص ، وعبد الله بن ابراهيم بن قارظ ، وعبد الله بن جعفر بن أبى طالب ، وعروة بن الزبير ، وغيرهم كثير .
                  ومن تلاميذه – رحمه الله - :
                  قال الذهبى : ( حدَّث عنه أبو سلمة أحد شيوخه ، وأبو بكر بن حزم ، ورجاء بن حيوة ، وابن النكدر ، والزهرى ، وعنبسة بن سعيد ، وأيوب السختياتى ، وابراهيم بن عبلة ، وتوبة العنبرى ، وحميد الطويل ، ومصلح بن محمد بن زائدة الليثى ، وابنه عبد العزيز بن عمر ، وأخوه زبان ، وصخر بن عبد الله بن حرملة ، وابنه عبد الله بن عمر ، وعثمان بن داود الخولانى ، وأخوه سليمان بن داود ، وعمر بن عبد الملك ، وعمر بن عامر البجلى .. وغيرهم كثير ، مما يضيق المجال لحصرهم .
                  عن سهل بن يحيى المروزى ، قال : أخبرنى أبى عن عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز ، قال : لما دفن عمرُ بن عبد العزيز سليمانَ بن عبد الملك ؛ وخرج من قبره سمع للأرض هَدَّةً أو رَجَّةً ، فقال : ما هذه ؟ فقيل : هذه مراكب الخلافة قُرَِبت إليك لتركبها .. فقال : مالى ولها نحوُّهَا عنى وقربوا إلىَّ بغلتى .. فقرِّبت إليه بغلته فركبها .. فجاءه صاحب الشرطة يسير بين يديه بالحربة ، فقال : تنح عنى مالى ولك ، إنما أنا رجل من المسلمين ، فسار وسار معه الناس حتى دخل المسجد ، فصعد المنبر ، واجتمع اليه الناس فقال :
                  ( أيها الناس ؛ إنِّى قد ابتليت بهذا الأمر من غير رأى كان منى فيه ولا طُلبة له ولا مشورة من المسلمين ، وإنِّى قد خلعت ما فى أعناقكم من بيعتى فاختاروا لأنفسكم ) .
                  فصاح الناس صيحة واحدة : قد اخترناك يا أمير المؤمنين ورضينا بك فَلِ أمرنا باليمن والبركة .
                  فلما رأى الأصوات قد هدأت ، ورضى به الناس جميعا ؛ حمد الله وأثنى عليه وصلى على النبى صلى الله عليه وسلم ، وقال :
                  ( أوصيكم بتقوى الله ؛ فإن تقوى الله خلف من كل شىء ، وليس من تقوى الله عز وجل خلف ، واعملوا لآخرتكم ، فإنه من عمل لآخرته كفاه الله تبارك وتعالى أمر دنياه ، وأصلحوا سرائركم يصلح الله الكريم علانيتكم ، وأكثروا ذكر الموت ، وأحسنوا الإستعداد قبل أن ينزل بكم ، فإنه هادم اللذات ، وإن من لا يذكر من آبائه – فيما بينه وبين آدم عليه السلام – أبا حياً ؛ لمعرَّق له فى الموت ، وإن هذه الأمة لم تختلف فى ربها عز وجل ، ولا فى نبيها ، ولا فى كتابها ، وانما اختلفوا فى الدينار والدرهم ، وإنى والله لا أعطى أحدا باطلا ؛ ولا أمنع أحدا حقا .. ) .
                  ثم رفع صوته حتى أسمع الناس ، فقال :
                  ( يا أيها الناس ؛ من أطاع الله وجبت طاعته ، ومن عصى الله فلا طاعة له .. أطيعونى ما أطعت الله ؛ فإن عصيت الله فلا طاعة لى عليكم ) .
                  وكان رحمه الله شديد الخشية لله كثير البكاء زاهدا ورعا متواضعا متبعا للسنة .
                  عن عبد العزيز بن الوليد بن أبى السائب ، قال : ( سمعت أبى يقول : ما رأيت أحدا قط الخوف – أو قال الخشوع – أبين على وجهه من عمر بن عبد العزيز ) .
                  وعن مزيد بن حوشب – أخى العوام - ، قال : ( ما رأيت أخوف من الحسن وعمر بن عبد العزيز ، كأن النار لم تُخلق إلا لهما ) .
                  وعن قتادة قال : ( دخل على عمر بن عبد العزيز رجل يقال له : ابن الأهتم ، فلم يزل يعظه وعمر يبكى ، حتى سقط مغشيا عليه ) .
                  عن سعيد بن سويد ، أن عمر بن عبد العزيز صلى بهم الجمعة ، ثم جلس وعليه قميص مرقوع الجيب من بين يديه ومن خلفه ، فقال له رجل : يا أمير المؤمنين ؛ إن الله أعطاك فلو لبست ؟ فنكس مليا ثم رفع رأسه فقال : أفضل القصد عن الجدة ؛ وأفضل العفو عند المقدرة .
                  وقال مالك بن دينار : ( الناس يقولون مالك زاهد ، وإنما الزاهد عمر بن عبد العزيز ، الذى أتته الدنيا فتركها ) .
                  وعن فاطمة بنت عبد الملك – رحمها الله تعالى - ، قالت : ( اشتهى عمر بن عبد العزيز يوما عسلا ، فلم يكن عندنا .. فوجهنا رجلا على دابة من البريد إلى بعلبك فأتى بعسل .. فقلنا : إنك ذكرت يوما عسلا وعندنا عسل ، فهل لك فيه ؟ قال : نعم .. فأتينا به ، فقرب ثم قال : من أين لكم هذا العسل ؟ قالت ، قلت : وجهنا رجلا على دابة من دواب البريد بدينارين إلى بعلبك فاشترى لنا بهما عسلا .. فأرسل إلى الرجل فجاءه ، فقال : انطلق إلى السوق بهذا العسل فبعه ، فاردد لنا رأس مالنا ، وانظر إلى الفضل واجعله فى بيت مال المسلمين علف دواب البريد ، ولو ينفع المسلمين قيئى لتقيأت .
                  عن رجاء بن حيوة ، قال : ( سمرت ليلة مع عمر بن عبد العزيز فاعتل السراج فذهبت أقوم لأصلحه فأمرنى بالجلوس ، ثم قام فأصلحه ثم عاد فجلس ، فقال : قمت وأنا عمر بن عبد العزيز ، وجلست وأنا عمر بن عبد العزيز ، ولؤم بالرجل إن استخدم ضيفه ) .
                  وقيل يوما لعمر بن عبد العزيز : جزاك الله عن الإسلام خيرا .. فقال – رحمه الله تعالى - : لا بل جزى الله الإسلام عنى خيراً .
                  كما رُوى عن زياد بن مخراق قوله : سمعت عمر بن عبد العزيز وهو يخطب الناس يقول : ( لولا سنة أحييها ، أو بدعة أميتها ، لما باليت أن أعيش إلا فواقا ) .
                  وعن حزم بن أبى حزم قوله : قال عمر ( فلو كان كل بدعة يميتها الله على يدىّ ، وكل سنة ينعشها الله على يدىّببضعة من لحمى ، حتى يأتى آخر ذلك من نفسى ، كان فى الله يسيرا ) .
                  درر من أقواله رحمه الله تعالى :
                  كتب عمر بن عبد العزيز يوما ؛ إلى عمر بن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة يعزيه على ابنه ؛ فقال : ( أما بعد ، فإنا قوم من أهل الآخرة ؛ أُسكنا الدنيا ، أموات أبناء أموات ، والعجب لميت يكتب إلى ميت يعزيه عن ميت ، والسلام ) .
                  وكتب إلى رجل : ( أوصيك بتقوى الله التى لا يقبل غيرها ، ولا يرحم إلا أهلها ، ولا يثيب إلا عليها .. فإن الواعظين بها كثير ، والعاملين بها قليل ) .
                  كما روى قوله : ( من قَرَّب الموت من قلبه ، استكثر ما فى يديه ) .
                  وقد كتب إليه بعض عماله : ( أما بعد ، فإن مدينتنا قد خربت ، فإن يرى أمير المؤمنين أن يقطع لنا مالا نَرُمَّهَا به فعل ) ، فكتب إليه عمر : ( أما بعد ، فقد فهمت كتابك ، وما ذكرت أن مدينتكم قد خربت ، فإذا قرأت كتابى هذا فحصِّنها بالعدل ، ونقِّ طرقها من الظلم ، فإنه مَرَمَّتها ، والسلام ) .
                  ورُوى عنه قوله : ( ليس تقوى الله بصيام النهار وقيام الليل والتخليط فيما بين ذلك ، ولكن تقوى الله ترك ما حرم الله ؛ وآداء ما افترض الله ، فمن رُزق بعد ذلك خيرا فهو خير إلى خير ) .
                  وقال ميمون بن مهران : أوصانى عمر بن عبد العزيز فقال : ( يا ميمون لا تخلو بإمرأة لا تحل لك ؛ وإن أقرأتها القرآن ، ولا تتبع السلطان ؛ وإن رأيت أنك تأمره بمعروف وتنهاه عن منكر ، ولا تجالس ذا هوى فيلقى فى نفسك شيئا يسخط الله عليك ) .
                  وفاته رحمه الله تعالى :
                  توفى عمر بن عبد العزيز رحمه الله بدير سمعان من أعمال حمص ، لخمس بقين – وقيل لعشر بقين من شهر رجب سنة إحدى ومائة ، وعمره تسع وثلاثون سنة وستة أشهر .
                  وكانت وفاته بالسم ، حيث تبرم منه بنو أمية لكونه شدَّد عليهم وانتزع منهم كثيراً مما غصبوه ، وكان قد ترك التحرز .
                  وكان آخر ما قاله : ( مرحبا بهذه الوجوه ، ليست بوجوه انس ولا جان .. ) ثم قرأ : ( تِلْكَ الدَّارُ الْآَخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ ) .
                  -----------------------
                  ( * ) قال الشيخ أحمد فريد فى كتابه ( من أعلام السلف ) : والصحيح أن خامس الخلفاء الراشدين الحسن بن علىِّ رضى الله عنهما ، وقد ولى الخلافة ستة أشهر بعد مقتل أبيه ، وقد قال النبى ( الخلافة بعدى ثلاثون سنة ) وكان تمام الثلاثون سنة ستة أشهر للحسن بن على رضى الله عنهما .

                  تعليق

                  • عبد المنعم جبر عيسي
                    كاتب
                    • Aug 2008
                    • 811
                    • moneim

                    #54
                    الإمام الزهرى

                    هو : محمد بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله بن شهاب بن عبد الله بن الحارث بن زهرة بن كلاب القرشي الزهري أبو بكر الفقيه الحافظ متفق على جلالته وإتقانه .
                    ويكنى أبا بكر .
                    قال الواقدي : ولد الزهري في سنة ثمان وخمسين في آخر خلافة معاوية ، وهي السنة التي ماتت فيها أم المؤمنينين عائشة .
                    صفته :
                    قال محمد بن يحى بن أبى عمر عن سفيان : رأيت الزهرى أحمر الرأس واللحية ، وفى حمرتها انكفاء قليلا ؛ كأنه يجعل فيه قتما .. حتى قال : وكان الزهرى أعيمش وعليه جميمة .
                    وقال يعقوب بن عبد الرحمن : رأيت الزهرى قصيرا قليل اللحية له شعرات طوال خفيف العارضين ،
                    وقال الذهبى : كان رحمه الله محتشما جليلا بزى الأجناد وله صورة كبيرة فى دولة بنى أمية .. كان برتبة أمير .
                    قال عنه أبو نعيم فى الحلية :
                    ( ومنهم العالم السوى ، والراوى الروى ، أبو بكر محمد بن مسلم بن شهاب الزهرى ، وكان ذا عز وسناء وفخر وسخاء .. ) .
                    وقال عنه الشيخ أحمد فريد فى كتابه ( من أعلام السلف ) : ( لازم سعيد بن المسيب سيد التابعين ، ومست ركبته ركبته ثمان سنين ، وتردد على عروة بن الزبير ، وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة ، والقاسم بن محمد ، وغيرهم من أئمة التابعين ، وكان آية فى الحفظ والذكاء ، فنهل من علومهم حتى قال له سعيد بن المسيب : من مات وترك مثلك لم يمت ) .
                    قالوا عن الزهرى :
                    عن إبراهيم بن سعد عن أبيه قال : ما أرى أحداً جمع بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ما جمع ابن شهاب .
                    وقال مالك بن أنس : ما أدركت فقيها محدّثاً غير واحد . فقلت من هو ؟ فقال ابن شهاب الزهري .
                    وعنه أنه قال : إن هذا الحديث دينٌ فانظروا عمّن تأخذون دينكم ، والله لقد أدركت ها هنا ، وأشار إلى مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم سبعين رجلاً كلّهم يقول ، قال فلان ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم .. فلم آخذ عن أحد منهم حرفاً لأنهم لم يكونوا من أهل هذا الشأن ، ولقد قدم علينا محمد بن شهاب الزهري وهو شاب فازدحمنا على بابه لأنه كان من أهل هذا الشأن .
                    وقال أيوب : ما رأيت أحداً اعلم من الزهري فقال صخر بن جويرية : ولا الحسن ؟ قال ما رأيت أحداً أعلم من الزهري .
                    وعن جعفر بن ربيعة قال : قلت لعراك بن مالك : من افقه أهل المدينة ؟ قال : أما أعلمهم بقضايا رسول الله صلى الله عليه وسلم وقضايا أبي بكر وعمر وعثمان أفقههم فقهاً وأعلمهم بما مضى من أمر الناس فسعيد بن المسيب ، وأما أغزرهم حديثاً فعروة ابن الزبير ولا تشاءُ أن تفجّر من عبيد الله بن عبد الله بحراً إلا فجرته . قال عراك ، فأعلمهم عندي جميعاً ابن شهاب فإنه جمع علمهم جميعاً إلى علمه .
                    وعن معمر: قال رجل من قريش : قال لنا عمر بن عبد العزيز : أتأتون الزهري ؟ قلنا نعم . قال : فأتوه فانه لم يبق أحد أعلم بسنّة ماضية منه قال : والحسن ونظراؤه يومئذ أحياء .
                    وقال سفيان : مات الزهري يوم مات وليس أحد اعلم بالسنّة منه .
                    وعن الليث قال : ما رأيت عالماً قط اجمع من ابن شهاب ولا أكثر علماً منه ، ولو سمعت ابن شهاب يحد ث في الترغيب لقلت : لا يحسن إلا هذا ، وان حدّث عن الأنبياء وأهل الكتاب لقلت : لا يُحسن إلا هذا ، وإن حدّث عن الأعراب والأنساب لقلت لا يحسن إلا هذا ، وان حدّث عن القرآن والسنة كان حديثه جامعاً .
                    وعن مالك بن أنس قال : أول من دوَّن العلمَ ابنُ شهاب .
                    وعن عمرو بن دينار قال : ما رأيت أحداً أهون عليه الدينار والدرهم من ابن شهاب ، وما كانت عنده إلا مثل البعر .
                    دررٌ من أقواله رحمه الله :
                    وعن ابن شهاب انه كان يقول : ما استودعت قلبي شيئاً قط فنسيته .
                    وعن الزهري قال : ما استعدتُ حديثاً ولا شككتُ في حديثٍ قط إلا حديثاً واحداً فسألت صاحبي فإذا هو كما حفظت .
                    وعن يونس بن يزيد قال : سمعت الزهري يقول : أن هذا العلم إن أخذته بالمكابرة غلبك ، ولم تظفر منه بشيء ، ولكن خُذه مع الأيام والليالي أخذاً رفيقاً تظفر به .
                    وعن سفيان قال : سمعت الزهري يقول : العلم ذكر لا يحبه إلا الذكور من الرجال .
                    وعن معمر ، عن الزهري قال : ما عُبد الله بشيء أفضل من العلم .
                    وروى عنه قوله : إذا طال المجلس كان للشيطان نصيب فيه .
                    وعنه أيضا : العمائم تيجان العرب ، والحبوة حيطانهم ، والإضجاع فى المسجد رباط المؤمنيين .
                    وعنه محذرا : إياكم وغلول الكتب ، قالوا : وما غلولها ؟ قال : حبسها .
                    وسئل يوما عن الزهد فقال : من لم يمنعه الحلال شكره ، ولم يغلب الحلال صبره .
                    وروى عنه تلميذه الأوزاعى قوله : كان من مضى من علمائنا يقولون : الإعتصام بالسنة نجاة ؛ والعلم يقبض قبضا سريعا ، فبعزِّ العلم ثبات الدين والدنيا ، وفى ذهابه العلم ذهاب ذلك كله .
                    وكان ـ رحمه الله ـ قوى الحفظ ، حريصا على كتابة كل ما يسمع ، مدارسا للعلم وذاكرا له ، ملازما لأهل العلم قريبا منهم موقرا لهم ، وكان سخيا كريما ..
                    وعن عقيل بن خالد ، عن ابن شهاب انه كان يكون معه في السفر . قال : فكان يعطي من جاءه وسأله حتى إذا لم يبق معه شيء تسلَّف من أصحابه فلا يزالون يسلفونه حتى لا يبقى معهم شيء ، فيحلفون انه لم يبق معهم شيء فيستسلف من عبيده فيقول : أي فلان أسلفني وأضعف لك كما تعلم فيسلفونه ولا يرى بذلك بأساً فربما جاءه السائل فيقول : أبشر فسيأتي الله بخير . فيقيّض الله لابن شهاب أحد ً رجلين إما رجل يهدي له ما يسعهم ؛ وإما رجل يبيعه وينظره .. قال : وكان يطعمهم الثريد ويسقيهم العسل .
                    من أساتذته :
                    روى ـ رحمه الله ـ عن سهل بن سعد ، وأنس بن مالك بعد أن لقيه بدمشق ، والسائب بن يزيد ، وعبد الله بن ثعلبة بن صُغير ، ومحمود بن الربيع ، ومحمود بن لبيد ، وسفين أبى جميلة ، وأبى الطفيل عامر ، وعبد الرحمن بن أزهر ، وربيعة بن عباد الذِّيلى ، وعبد الله بن عامر بن ربيعة ، ومالك بن أوس بن الحدثان ، وجالس سعيد بن المسيب ثمانى سنوات وتفقه به ، وعلقمة بن وقاص ، وكثير بن العباس ، وأبى أمامة بن سهل ، وعلى بن الحسين ، وعروة بن الزبير ، وأبى ادريس الخولانى، وقبصة بن ذُوئيب ، وعبد الملك بن مروان ، وسالم بن عبد الله ، ومحمد بن جبير بن مطعم ، ومحمد بن النعمان بن بشير ، وأبى سلمة بن عبد الرحمن ، وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة ، وعثمان بن اسحاق العامرى ، وأبى الأحوص مولى بنى ثابت ، وأبى بكر بن عبد الرحمن بن الحارث ، والقاسم بن محمد ، وعامر بن سعد ، وخارجة بن زيد بن ثابت ، وعبد الله بن كعب بن مالك ، وأبان بن عثمان ، وغيرهم .
                    ومن تلامذته :
                    قال الذهبى : حدث عنه عطاء بن أبى رباح ، وهو أكبر منه ، ومات قبله ببضع وعشرين سنة ، وعمرو بن دينار ، وعمرو بن شعيب ، وقتادة بن دعامة ، وزيد بن أسلم وطائفة من أقرانه ، ومنصور بن المعتمر ، وأيوب السختيانى ، ويحيى بن سعيد الأنصارى ، وأبو الزناد ، وصالح بن كيسان ، وعقيل بن خالد ، ومحمد بن الوليد الزبيدى ، ومحمد بن أبى حفصة ، وبكر بن وائل ، وعمرو بن الحارث ، وابن جريج ، وجعفر بن برقان ، وزياد بن سعد ، وعبد العزيز بن الماجشون ، وأبو أويس ، ومعمر بن راشد ، والأوزاعى ، وشعيب بن أبى حمزة ، ومالك بن أنس ، والليث بن سعد ، وابراهيم بن سعد ، وسعيد بن عبد العزيز ، وفيلح بن سليمان ، وابن أبى ذئب ، وابن اسحاق ، وسفيان بن حُسين ، وصالح بن أبى الأخضر ، وسليمان بن كثير ، وهشام بن سعد ، وهشيم بن بشير ، وسفيان بن عيينة ، وغيرهم كثيرون .
                    وفاته :
                    مرض وأوصى أن يدفن على قارعة الطريق ، ومات لسبع عشرة خلت من رمضان سنة أربع وعشرين ومائة وهو ابن خمس وسبعين سنة .
                    قال الحسن بن المتوكل رأيت قبره بأدامى ، وهي أول عمل فلسطين وآخر عمل الحجاز. رحمه الله .

                    تعليق

                    • عبد الكريم الجاسم
                      كاتب مسجل
                      • Aug 2009
                      • 40

                      #55
                      رد: أهل العلم

                      اخي الكريم ألاستاذ عبد المنعم
                      بارك الله بك وجعل الله هذا العمل خالصا لوجهه الكريم
                      صحابة رسول الله هم الذين حملو لواء الدين ونشروه في مشارق الارض ومغاربها
                      والذين من بعدهم سارو ا على هديهم
                      وهذه الالتفاته الكريمه تعرفنا بهولاء الرجال العظام
                      حتى نهتدي بهداهم أنطلاقا من قول الرسول الكريم

                      ((أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتهم أهتديتم))

                      ...............................
                      مـــــــــــع خالـــــــــــص دعواتــــــــــــــــــي

                      تعليق

                      • عبد المنعم جبر عيسي
                        كاتب
                        • Aug 2008
                        • 811
                        • moneim

                        #56
                        رد: أهل العلم

                        المشاركة الأصلية بواسطة عبد الكريم الجاسم
                        اخي الكريم ألاستاذ عبد المنعم

                        بارك الله بك وجعل الله هذا العمل خالصا لوجهه الكريم
                        صحابة رسول الله هم الذين حملو لواء الدين ونشروه في مشارق الارض ومغاربها
                        والذين من بعدهم سارو ا على هديهم
                        وهذه الالتفاته الكريمه تعرفنا بهولاء الرجال العظام
                        حتى نهتدي بهداهم أنطلاقا من قول الرسول الكريم

                        ((أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتهم أهتديتم))

                        ...............................

                        مـــــــــــع خالـــــــــــص دعواتــــــــــــــــــي

                        وبارك الله فيك أخى الفاضل ، وتقبل منك ..
                        شكرا للمرور الكريم .. والحضور المميز ..
                        وتحـــيـــــــاتـــــــــــــــــى .

                        تعليق

                        • عبد المنعم جبر عيسي
                          كاتب
                          • Aug 2008
                          • 811
                          • moneim

                          #57
                          الإمامُ الشَّعبىُّ

                          الإمامُ الشَّعبىُّ
                          قال الشيخ أحمد فريد :
                          كان ( نحيف الجسم ، عظيم القدر ، جبل من جبال العلم وإمام من أئمة التابعين ، أدرك ما يقرب من خمسين صحابيا ، وكانت له حلقة عظيمة فى وجود أكابر الصحابة رضى الله عنهم ، رآه ابن عمر رضى الله عنهما ، فقال : كأنه قد شاهد معنا ، ذو دعابة وذكاء ، يرغب الملوك فى قربه ، ويحتاج الجميع إلى علمه .. ) .
                          وذكر الذهبى فى سيره عن ابن عائشة قال : وجه عبد الملك بن مروان الشعبى إلى ملك الروم ـ يعنى رسولا ـ فلما انصرف من عنده قال : يا شعبى أتدرى ما كتب به إلىَّ ملك الروم ؟ قال : وما كتب به يا أمير المؤمنين ؟ قال : كنت أتعجب لأهل ديانتك كيف لم يستخلفوا عليهم رسولك . قلت : يا أمير المؤمنيين لأنه رآنى ولم يرك . أوردها الأصمعى وفيها قال : يا شعبى إنما أراد أن يغرينى بقتلك . فبلغ ذلك ملك الروم فقال : لله أبوه ، والله ما أردتُ إلا ذاك .
                          اسمه ومولده :
                          هو : عامر بن شراحيل ، وقيل : ابن عبد الله بن شراحيل بن عبد الشعبى أبو عمرو الكوفى .
                          ولد لست سنين خلت من خلافة عمر بن الخطاب رضى الله عنه ، على المشهور ، وأمه من سبى جلولاء ، وجلولاء قرية بناحية فارس كانت بها الواقعة المشهورة ، التى انتصر فيها المسلمون على الفرس ، وهى فى العراق اليوم تسمى ( السعدية ) .
                          وقيل ولد سنة احدى وعشرين .
                          قال ابن سعد : كان الشعبى ضئيلا .. نحيفا .. ولد هو وأخ له توأما .. وقال الحاكم أبو عبد الله : وكان الشعبى توءما ضئيلا ، فكان يقول : إنى زوحمت فى الرحم .
                          وعن ليث قال : رأيت الشعبى وما أدرى ملحفته أشد حمرة أو لحيته .
                          من أساتذته رحمه الله :
                          روى عن على ، وسعد بن أبى وقاص ، وسعيد بن زيد ، وزيد بن ثابت ، وقيس بن سعد بن عبادة ، وقرظة كعب ، وعبادة بن الصامت ، وأبى موسى الأشعرى ، وأبى مسعود الأنصارى وأبى هريرة ، والمغيرة بن شعبة ، وأبى جحفة السوائى ، والنعمان بن بشير ، وأبى ثعلبة الخشنى ، وجرير بن عبد الله البجلى ، وبريدة بن الخصيب ، والبراء بن عازب ، ومعاوية ، وجابر بن عبد الله ، وجابر بن سمرة ، وجرير بن عبد الله ، والحارث بن مالك بن البصراء ، وحبشى بن جنادة ، والحسن ، وزيد بن أرقم ، والضاحك بن قيس ، وسمرة بن جندب ، وعامر بن شهر ، والعبادلة الأربعة ، وعبد الله بن مطيع ، وعبد الله بن يزيد الخطنى ، وعبد الرحمن بن سمرة ، عدى بن حاتم ، وعروة بن بن الجعد البارقى ، وعمران بن حصين ، ، وعوف بن مالك ، والمقدام بن معد يكرب ، وأبى سعيد الخدرى ، وأنس ، وعائشة ، وأم سلمة ، وميمونة بنت الحارث ، وأسماء بنت عميس ، وفاطمة بنت قيس ، وأم هانىء بنت أبى طالب ، وغيرهم من الصحابة .
                          ومن التابعين ، رحمهم الله تعالى : الحارث الأعور ، وخارجة بن الصلت ، وذر بن حبيش ، وسفيان بن الليل ، وسمعان بن مشيخ ، وسويد بن غفلة ، وشريح القاضى ، وشريح بن هانىء ،وعبد الرحمن بن أبى ليلى ، وعروة بن المغيرة شعبة ، وعلقمة بن قيس ، وعمرو بن ميمون الأودى ، ومسوق بن الأجدع ، والمحرر بن أبى هريرة ، ووراد كاتب المغيرة ، وأبى بردة بن أبى موسى الأشعرى ، وأرسل عن عمر وطلحة وابن مسعود .
                          ومن تلامذته رحمه الله :
                          وعنه أبواسحاق السبيعى ، وسعيد بن عمرو بن أشوع ، إسماعيل ابن أبى خالد ، وبيان بن بشر ، وأشعث بن سوار , وتوبة العنبرى ، وحصين بن عبد الرحمن ، وداود بن أبى هند ، وزبيد اليامى ، وزكريا بن أبى زائدة ، وسعيد بن مسروق الثورى ، وسلمة بن كهيل ، وأبو إ‘سحاق الشيبانى ، والأعمش ومنصور ، ومغيرة ، وسماك بن حرب ، وصالح بن حيى ، وسيار أبو الحكم ، وعبد الله بن بريدة ، و عاصم الأحول ، و أبو الذناد ، وعبد الله بن أبى السفر ، وابن عون ، وعبد الملك بن سعيد بن أبجر ، وأبو حصين الأسدى ، وأبو فروة الهمدانى ، وعمر بن أبى زائدة ، وعون بن عبد الله بن عتبة ، و فراس بن يحى الهمدانى ، و فضيل بن عمرو الفقيمى ، وقتادة ، ومجالد بن سعيد ، ومطرف بن طريف ، ومنصور بن عبد الرحمن الغدانى ، وأبو حيان التيمى ، وجماعات غيرهم .
                          قالوا عن الشعبى :
                          عن الزهرى ، قال : العلماء أربعة : سعيد بن المسيب بالمدينة ، وعامر الشعبى بالكوفة ، والحسن بن أبى الحسن البصرى ، ومكحول بالشام .
                          وعن أبى أسامة ، قال : كان عمر بن الخطاب فى زمانه رأس الناس ـ وهو جامع ـ وكان بعده ابن عباس فى زمانه ـ وكان بعد ابن عباس فى زمانه الشعبى ، وكان بعد الشعبى سفيان الثورى .
                          وعن أبى بكر الهذلى ، قال : قال لى محمد بن سيرين يا أبا بكر إذا دخلت الكوفة فاستكثر من حديث الشعبى ، فإنه كان ليُسأل وإن أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم لأحياء .
                          وقال أشعث بن سوار : نعى لنا الحسن الشعبى ، فقال : كان والله كبير العلم ، عظيم الحلم ، قديم السلم ، من الإسلام بمكان .
                          وعن يحيى بن بن معين ، وأبى زرعة وغير واحد : الشعبى ثقة .
                          وقال أحمد بن عبد الله البجلى : سمع من ثمانية وأربعين من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم والشعبى أكبر من أبى اسحاق بسنتين . وأبو اسحاق أكبر من عبد الملك بن عمير بسنتين ، ومرسل الشعبى صحيح ، لا يكاد يرسل إلا صحيحا .
                          وقال عاصم بن سليمان : ما رأيت أحدا أعلم بحديث أهل الكوفة والبصرة والحجاز والآفاق من الشعبى .
                          وعن أبى مجلز ، قال : ما رأيت فقيها أفقه من الشعبى .
                          وقال مكحول : ما رأيت أعلم بسنة ماضيه من الشعبى .
                          وقال داود بن أبى هند : ما جالست أحدا أعلم من الشعبى .
                          وعن عبد الملك بن عمير ، قال : مر ابن عمر بالشعبى وهو يقرأ المغازى ، فقال : كأنه كان شاهدا معنا ، ولهو أحفظ لها منى وأعلم .
                          وقال عاصم الأحول : ما رأيت أحدا أعلم من الشعبى .
                          وكان رحمه الله ؛ قوى الحفظ نبيه الخاطر واسع العلم .
                          عن ابن شبرمة ، قال : سمعت الشعبى يقول : ما كتبت سوداء فى بيضاء إلى يومى هذا ؛ ولا حدثنى أحد قط إلا حفظته ، ولا أحببت أن يعيده علىَّ .
                          وعنه أيضا ، عن الشعبى قال : ما سمعت منذ عشرين سنة رجلا يحدث بحديث إلا أنا أعلم به منه ، ولقد نسيت من العلم ما لو حفظه رجل لكان به عالما .
                          وكان رحمه الله يتورع عن الفتوى ويذم الرأى .
                          سأل رجل ابراهيم عن مسألة فقال : لا أدرى ، فمر عليه عامر الشعبى ؛ فقال للرجل : سل ذاك الشيخ ثم ارجع فأخبرنى ، فرجع إليه قال : قال لا أدرى ، قال ابراهيم : هذا والله الفقه .
                          وعن مجالد ، قال : وكان الشعبى يذم الرأى ، ويفتى بالنص .. قال ـ يعنى مجالد ـ : سمعت الشعبى يقول : لعن الله رأيت .
                          وعن صالح بن مسلم قال : قال عامر الشعبى : إنما هلكتم أنكم تركتم الآثار وأخذتم بالمقاييس .
                          وروى عنه قوله : لا أدرى نصف العلم .
                          وكان رحمه الله خفيف الظل ذو دعابة ..
                          فقد سئل يوما عن المسح على اللحية ، فقال : خللها بأصابعك .. فقال الرجل : أخاف أن لا تبلها .. فقال الشعبى : إن خفت فانقعها من أول الليل .
                          وسئل عن أكل لحم الشيطان ، فقال : نحن نرضى منه بالكفاف .
                          قيل : دخل الشعبى الحمام ، فرأى داود الأودى بلا مئزر فغمض عينيه ، فقال له داود : منذ متى عميت يا أبا عمرو ؟ فقال : منذ هتك الله سترك .
                          درر من أقواله رحمه الله :
                          قال الشعبى : إنا لسنا بالفقهاء ، ولكنا سمعنا الحديث فرويناه ، ولكن الفقهاء من إذا علم عمل .
                          وقيل له يوما : أيها العالم .. فقال : العالم من يخاف الله .
                          وروى عنه قوله : ما ترك أحد فى الدنيا شيئا لله إلا أعطاه الله فى الآخرة ما هو خير منه .
                          وعنه أيضا : تعايش الناس بالدين زمنا طويلا حتى ذهب الدين ، ثم تعايش الناس بالمروءة زمنا طويلا حتى ذهبت المروءة ، ثم تعايش الناس بالحياء زمنا طويلا حتى ذهب الحياء ، ثم تعايش الناس بالرغبة والرهبة ، وأظن أنه سيأتى بعد هذا ما هو أشد منه .
                          وقوله أيضا : اتقوا الفاجر من العلماء والجاهل من المتعبدين ، فإنهما آفة كل مفتون .
                          وقوله : ليس حسن الجوار أن تكف أذاك عن الجار ، ولكن حسن الجوار أن تصبر على أذاه .
                          وقوله : العلم أكثر من أن يحصى ، فخذ من كل شىء أحسنه .
                          وفاته رحمه الله :
                          أختلف فى وفاته ، قيل مات سنة ثلاث ومائة .. أو أربع ومائة .. وسنه تسع وسبعون سنة .
                          وروى أحمد بن حنبل ، عن يحيى بن سعيد القطان : مات قبل الحسن بيسير ، ومات الحسن سنة عشر ومائة بلا خلاف .

                          تعليق

                          • عبد المنعم جبر عيسي
                            كاتب
                            • Aug 2008
                            • 811
                            • moneim

                            #58
                            رد: أهل العلم

                            طاووس بن كيسان

                            هو : طاووس بن كيسان اليمنى الحميرى مولى بحير بن كريسان الحميرى من أبناء فارس .
                            وكانت أمه من أبناء فارس ، وأبوه من قاسط .
                            وقيل اسمه : ذكوان ووطاووس لقبه .. وسمى طاووسا ، لأنه كان طاووس القراء ، وكان من أزهد الناس وأورعهم ، وأشدهم على الحكام الجائرين .
                            وقد ولد فى خلافة عثمان ـ رضى الله عنه ـ أو قبل ذلك .
                            وكان يخضب بالحناء .. وبين عينيه أثر السجود .
                            من شيوخه ـ رحمه الله ـ :
                            روى عن جابر بن عبد الله ، وحجر المدرى ، وزياد بن الأعجم ، وزيد بن أرقم ، وعبد الله بن شداد بن الهاد ، وعبد الله بن عباس ، وعبد الله بن عمر بن الخطاب ، وعبد الله بن عمرو بن العاص ، ومعاذ بن جبل ولم يلقه ، وأبى هريرة وعائشة أم المؤمنين ، وأم كرز الكعبية ، وأم مالك البهزية ..
                            ورُوى عنه أنه أدرك خمسين من الصحابة ، رضوان الله عليهم أجمعين .
                            ومن تلاميذه :
                            روى عنه ابنه عبد الله ، ووهب بن منبه ، وسليمان القيمى ، وسليمان الأحول ، وأبو الزبير ، وابراهيم بن ميسرة ، وحبيب بن أبى ثابت ، والحكم بن عتبة ، والحسن بن مسلم بن يناق ، وسليمان بن موسى الدمشقى ، وعبد الكريم الجزرى ، وعبد الكريم أبو أمية ، وعبد الملك بن ميسرة ، وعمرو بن شعيب ، وعمرو بن دينار ، وعمرو بن مسلم الجندى ، وقيس بن سعد المكى ، ومجاهد ، وليث بن أبى سليم ، وهشام بن حجير ، وغيرهم .
                            قالوا عن طاووس :
                            روى عن ابن عباس قوله : إنى لأظن طاووسا من أهل الجنة .
                            وعن عمرو بن دينار قوله : ما رأيت أحدا قط مثل طاووس .
                            وقال ابن شهاب : لو رأيت طاووسا علمت أنه لا يكذب .
                            وقال ابن حبان : كان من عبَّاد أهل اليمن ومن فقهائهم ، ومن سادات التابعين .
                            وعن قيس بن معد قوله : كان طاووس فينا مثل ابن سيرين فيكم .
                            وقال : سفيان : وحلف لنا ابراهيم بن ميسرة وهو مستقبل الكعبة : ورب هذه البنية ؛ ما رأيت أحدا الشريف والوضيع عنده بمنزلة إلا طاووسا .
                            وعن جعفر بن بُرْقان قوله : لا تحسبن فينا أحدا أصدق لهجة من طاووس .
                            وعن ابن عيينة ، قال : قلت لعبيد الله بن أبى يزيد : مع من كنت تدخل على ابن عباس ؟ قال : مع عطاء وأصحابه .. قلت : وطاووس ؟ قال : أيهان ذاك كان يدخل مع الخواص .
                            وعن عمرو بن دينار قوله : ما رأيت أحدا أعف عما فى أيدى الناس من طاووس .
                            وكان رحمه الله متعبدا لله ورعا وزاهدا يخشى الله .
                            عن سفيان الثورى ، قال : كان طاووس يجلس فى بيته ، فقيل له فى ذلك فقال : حيف الأئمة وفساد الناس .
                            وعن أيوب ، قال : سأل رجل طاووسا عن شىء فانتهره ، ثم قال : يريد أن يجعل فى عنقى حبل ثم يطاف بى .
                            رُوى عن داود بن ابراهيم : أن الأسد حبس الناس ليلة فى طريق الحج ، فدق الناس بعضهم بعضا ، فلما كان السحر ذهب عنهم فنزل الناس يمينا وشمالا ، فألقوا أنفسهم وناموا ، فقام طاووس يصلى .. فقيل له : ألا تنام ؟ فإنك نصبت هذه الليلة .. فقال طاووس : وهل ينام السحر أحدٌ ؟
                            وعن ابن شزذب ، قال : شهدت جنازة طاووس بمكة سنة خمس ومائة ، فجعل الناس يقولون : رحم الله أبا عبد الرحمن ؛ حج أربعين حجة .
                            درر من أقواله :
                            رُوى عن طاووس قوله : من قال واتقى الله ؛ خير ممن صمت واتقى الله .
                            وعنه قوله : لا يتم نسك الشاب حتى يتزوج .
                            وقوله لإبراهيم بن ميسرة : لتنكحن أو لأقولن ما قال عمر بن الخطاب لأبى الزوائد : ما يمنعك من النكاح إلا عجز أو فجور .
                            وعنه قوله : البخل أن يبخل الإنسان بما فى يده ، والشح أن يحب الإنسان أن يكون له ما فى أيدى الناس بالحرام لا يقنع .
                            وعنه قوله : لقى عيسى عليه السلام ابليس ، فقال ابليس : أما علمت أنه لا يصيبك إلا ما قدر لك ؟ قال : نعم .. قال : فارق ذروة هذا الجبل فتردَّ منه ، فانظر أتعيش أم لا .. قال عيسى : إن الله يقول : لايجربنى عبدى فإنى أفعل ما شئت .. وفى رواية لمعمر عن الزهرى قال : إن العبد لا يبتلى ربه ، ولكن الله يبتلى عبده .. قال : فخصمه .
                            وروى عنه أيضا : ما من شىء يتكلم به ابن آدم ؛ إلا أحصى عليه حتى أنينه فى مرضه .
                            وعن أبى عبد الله الشامى ، قال : استأذنت على طاووس لأسأله فى مسألة ، فخرج علىَّ شيخ كبير فظننته هو ، فقال : لا أنا ابنه .. قلت : إن كنت ابنه فقد خرف أبوك .. قال : تقول ذاك إن العالم لا يخرف .. قال : فدخلت فقال لى طاووس : سل وأوجز ، وإن شئت علمتك فى مجلسك هذا القرآن والتوراة والإنجيل .. قلت : إن علمتنيهم لا أسألك عن شىء .. قال : خف الله مخافة لا يكونُ شىء عندك أخوف منه ، وارجه رجاء هو أشد من خوفك إياه ، وأحب للناس ما تحب لنفسك .
                            وفاته رحمه الله :
                            توفى طاووس سنة ستة ومائة ، ويقال كانت وفاته يوم التروية من ذى الحجة ، وصلى عليه الخليفة هشام بن عبد الملك .. وقال الذهبى : توفى طاووس بمكة أيام الموسم ، ومن زعم أن قبر طاووس ببعلبك فهو لا يدرى ما يقول ، بل ذاك شخص اسمه طاووس إن صح ، كما أن قبر أُبىّ بشرق دمشق ، وليس بأبى بن كعب البتة .

                            تعليق

                            • حسن العويس
                              كاتب مسجل
                              • Aug 2009
                              • 268

                              #59
                              رد: أهل العلم

                              محمد الباقر
                              عن عروة بن عبد الله ، قال : سألت أبا جعفرٍ محمد بن عليّ عن حلية السيوف ، فقال : لابأس به ، قد حلَّى أبو بكر الصِّدِّيق سيفه . قلتُ : وتقول الصِّدِّيق ؟ فوثب وثبةً ، واستقبل القبلة ثم قال : نعم الصِّدِّيق ، نعم الصِّدِّيق ، فمن لم يقل الصِّدِّيق ، فلا صدَّق الله له قولاً في الدنيا والآخرة .
                              عن عمر مولى غفرة ، عن محمد بن عليّ ، قال : مادخل قلب امريء من الكبر شيءٌ إلا نقص من عقله مقدار ذلك . وعن أبي جعفر، قال : الصواعق تُصيبُ المؤمن وغير المؤمن ، ولا تصيب الذاكر .
                              وعنه قال : سلاحُ اللئام قُبْحُ الكلام

                              تعليق

                              • عبد المنعم جبر عيسي
                                كاتب
                                • Aug 2008
                                • 811
                                • moneim

                                #60
                                رد: أهل العلم

                                المشاركة الأصلية بواسطة شمس الدين
                                محمد الباقر
                                عن عروة بن عبد الله ، قال : سألت أبا جعفرٍ محمد بن عليّ عن حلية السيوف ، فقال : لابأس به ، قد حلَّى أبو بكر الصِّدِّيق سيفه . قلتُ : وتقول الصِّدِّيق ؟ فوثب وثبةً ، واستقبل القبلة ثم قال : نعم الصِّدِّيق ، نعم الصِّدِّيق ، فمن لم يقل الصِّدِّيق ، فلا صدَّق الله له قولاً في الدنيا والآخرة .
                                عن عمر مولى غفرة ، عن محمد بن عليّ ، قال : مادخل قلب امريء من الكبر شيءٌ إلا نقص من عقله مقدار ذلك . وعن أبي جعفر، قال : الصواعق تُصيبُ المؤمن وغير المؤمن ، ولا تصيب الذاكر .
                                وعنه قال : سلاحُ اللئام قُبْحُ الكلام
                                بورك بك يا شمس الدين ..
                                سعدت للمرور الكريم ..
                                تحياتى وتقديرى ..

                                تعليق

                                يعمل...