الصور

تقليص

لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

موسيقى النص.. وشعراء المربد

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • روان أم المثنى
    كاتب مسجل
    • May 2008
    • 563

    #16
    رد: موسيقى النص.. وشعراء المربد


    سيد البيان

    الشاعر الكبير

    يوسف أبو سالم

    يسعدني ان دراستي المتواضعة أعجبتك

    أما عن كوني لم أبق شيئا

    فلست ها هنا إلا تلميذة صغيرة أمام روائع لشعراء

    فأنا أتعلم منكم كيف يكون جمال الكلم ورونق الابداع

    تقبل خالص شكري على إطرائك اللطيف


    الأستاذ الشاعر

    الناصري

    صاحب القلم الذهبي

    أشكرك على قراءتك اللطيفة

    التي أسعدتني بحق



    الأستاذ الكبير

    مروان قدري

    وعليك السلام والرحمات والبركات

    سرني هذا التشجيع الطيب

    والمرور العبق

    دمت بكل الخير والسعادة

    تعليق

    • روان أم المثنى
      كاتب مسجل
      • May 2008
      • 563

      #17
      رد: موسيقى النص.. وشعراء المربد





      الأحبة في مربدنا الغالي.. يتواصل جمال موسيقى شعرائنا بأشكال متنوعة وغاية في الرقة.. وحديثنا هذه المرة عن:






      الإيقاع كما هو معلوم، مكون من صوت (أو حركة) وصمت (أو سكون) والإيقاع الذي يهمنا هنا ليس إيقاع الوزن العروضي، مع أنه إيقاع كذلك، لكن الشاعر الحقيقي من يضيف إلى إيقاع الوزن إيقاعا خاصا ينشأ من لفظه ومصاف حروفه وتنغيم مفرداته.. وهو أمر قد لا يتعمده الشاعر، وقد يفعل.. وأجمل الجمال ما جاء عفوا.. سهلا ممتنعا.. كقول الشاعرة الرقيقة (هند باخشوين) :


      أجيبي ـ بربِّك ـ ماذا جرى لي؟
      لقلبي؟ لعقلي؟ لكلِّ شـــؤوني؟

      وقولها:

      وعــــرَّضتُ ثلج دماك لوجدي
      لشِعري ، لشوقي ، لوهج أتوني


      ففي عجزي البيتين استخدمت هند تقسيما لطيفا لقلبي- لعقلي- لكل شؤوني- لشعري- لشوقي- لوهج أتوني.. وقد جاء عفوا كأن الشاعرة لم تقصدة- وإن قصدته- فقد نغمت مفرداتها لترقص مع الوزن الراقص في الأصل، لتزيد الخطوات رشاقة فريدة..






      وشاعرة أخرى رائعة هي (أحلام الحميد) تقول:


      خُذْ سُكُوني، خُذْ شُجُوني،مُهْجَتي
      خُذْ لُحُوني، وتَرَانيمي صَـــدَى

      خُذْ سَمَائِي،خُذْ طُيوري، فرحتي
      فَأَنَا وحدي سَأَحْــــــيَا الكَمَــــدَا


      الشاعرة أحلام لم تكتف بنتغيم صدور الأبيات بل ملأت أبياتها تماما بإيقاع متتالي تضيفه إلى إيقاع بحر الرمل الجميل.. وبحر الرمل متميز النغم يطغى على البيت ويظهر مهما خالفته المخارج والكلمات.. ولم يكن لأحلام حاجة إلى إضفاء إيقاع جديد.. لكنها فعلت ذلك لغرض شعري جلي، وهو الإلحاح في التنازل عن السكون والفرح والبهجة بل والشجن والترانيم كذلك.. إلحاح شعوري حزين مليء بالكبرياء.. مجسد لأنفة الأنثى وشموخها الراقي البديع.. وشاعرة مثل أحلام، لن يفوتها أن تلفت الأنظار إلى هذا المقطع الجمالي بالتركيز على الإيقاع الداخلي الفني..



      ونجد هذا التقسيم الإيقاعي يأخذ شكل السجع غير التكلف، سجع جاء هادئا لطيفا عن (ثروت سليم) :

      وأنتِ الظنونُ وأنتِ الجنونُ
      وأنتِ الفُـنونُ وأنتِ الوَتَرْ
      وأنتِ البلاَغَـةُ عندَ الكلامِ
      وفي الصمتِ أقرأُ فيكِ الخَبرْ


      أنت الظنون، أنت الجنون، أنت الفنون.. سجع يكرر فيه ضمير المخاطب (أنت) فلماذا؟ ولماذا النون هكذا ممتدة؟ ثم يسكن بشكل مفاجئ قائلا (وأنت الوترْ) .. هذا الإيقاع اللطيف هو تعبير عن جنون.. عن موج هادر من الدهشة.. دهشة حب يجتاح العقل.. حتى يثوب العقل إلى رشده فجأة- عن سكون راء الوتر- كناية عن انتهاء معزوفة صاخبة ثائرة.. ليأتي العقل والبيان وجمال الكلم عند قوله (وأنت البلاغة عند الكلام) ..



      مستحيل ذلك التعبير.. لو أراد فنان صياغة صورة تعبيرية جميلة بهذا القدر من الكلمات البسيطة لما تأتى له عشر معشارها.. لكن ثروت سليم فعل ذلك..




      ولعل إضفاء لمسة إيقاعية على الأبيات لا يتضح بتقسيم المفردات إلى كلمات منفصلة تتفق مع الوزن، بل إن إشباع الحركات هو إيقاع جميل وفريد قد يعمد إليه الشاعر، كما فعل (فارس الهيتي) في قوله:


      خُذُوني إليهِ فَروحِي لَدِيهِ
      أَخَافُ عَلَيهِ إِذا زَادَ عَطفِي !!


      إليه- لديه- عليه.. هذه الكلمات جاءت مشبعة الكسر، حتى يضطر القارئ إلى الوقوف على هذه الحركة المشبعة وكأنما أراد الشاعر لفت الأنظار إلى منزلة الغائب في قلبه ومدى حنينه المستعر إليه..





      بينما يلجأ (يوسف أبو سالم) إلى التلاعب بالإيقاع لأن شعر التفعيلة صعب في التركيز على الإيقاع، فالشعر العمودي دون شك ظاهر تساعده عمودية الشكل، بينما لا يحدث هذا في شعر التفعيلة، والشاعر المتمرس لن يجد صعوبة في تنغيم القصيدة فيضفي عليها إيقاعا خاصا من السكنات والمفردات والحركات والتشاكيل المتنافرة والمتناسقة أيضا.. كقول أبي سالم:


      لمن أبقيتِ
      حبّات الندى ...تسكرْ
      لمن تُمْطِـرْ
      لِمَنْ أبقيتِ....
      ليلاتِ على شرفاتها....
      تَسهرْ


      فالإيقاع في هذا المقطع قفز جريئا جدا (الندى تسكر- لمن تمطر- لمن أبقيت- تسهر) تلاعب بديع يركز على الضرب على وتر السكون في الراء الساكنة، والسكون بشكل عام إيقاع فني طبيعي تندر فيه الصنعة، وكان أبو سالم موفقا في اختياره أيما توفيق..



      والتجانس اللفظي وتكرار المفردات وإن كان واضح الصنعة إلا أنه يحقق نوعا من الإيقاع الكلاسيكي التقليدي الذي يذكرنا بأبيات ابن خفاجة الأندلسي وابن الرومي.. ومنه الجناس والتكرار اللطيف في قول (ثروت سليم) :


      فأَغدو كعُصفُورٍ وتَغـدو يَمَامَـة ً
      تَحِـنُّ إذا مَـا زَقْـزَقَ العُصفـورُ
      أَرَتِّلُها شَوْقَـاً فَينسَـابُ هَمْسُهَـا
      حريراً وفي هَمْسِ الحريـرِ عَبيـرُ
      سُرورٌ بأحلامي وسَرْوَى بيَقْظَتـي
      كأنـي بِهَـا مُتَـمَـرِّدٌ مَـغـرورُ


      ها هنا (كعصفور- العصفور) و (همسها- همس) و (حريرا- حرير) و (سرور – سروى) ورغم التكرار الكثير لم يطرأ على الأبيات ثقل ولم تتلكأ في الانسياب عجيبة لطيفة كأنما سينها وصادها زقزقة عصفور بالفعل.



      يتبع إن شاء الله تعالى


      التعديل الأخير تم بواسطة روان أم المثنى; 12-01-2008, 08:00 PM.

      تعليق

      • روان أم المثنى
        كاتب مسجل
        • May 2008
        • 563

        #18
        رد: موسيقى النص.. وشعراء المربد





        أحبتي الكرام

        أعتذر عن طول غيابي عن هذه الصفحة

        فأنا كلما هممت بالكتابة حول الموسيقى يندهش خاطري وأظل مترقبة دوما

        لنص شجي جديد جميل أمتع به صفحتي

        بأنغام شعراء المربد الكرام، الذين لمت بين أحاسيسهم أجمل لحن وأعذب تنغيم





        يطيب لي هذه المرة أن أقاسمهم النغم

        وأتحرى إمكان الإصابة فيما كتبت وذهبت إليه من تفسير أو تسليط ضوء

        يقول شاعرنا الكبير ثروت سليم


        أرَتِّلُها شَوْقَـاً فَينسَـابُ هَمْسُهَـا
        حريراً وفي هَمْسِ الحريـرِ عَبيـرُ
        سُرورٌ بأحلامي وسَرْوَى بيَقْظَتـي
        كأنـي بِهَـا مُتَـمَـرِّدٌ مَـغـرورُ


        لماذا اختار ثروت سليم تشكيلة الحروف والأصوات

        (السين- الصاد) ذات الصفير ولماذا تتبع الراء ذات الرنين

        في قوله (متمرد- مغرور)

        هل تعمّد سليم أن يصور لنا صوت التغريد؟ وهل جعل التمرد والغرور

        دلالة معنوية لحرية التغريد؟ فلماذا؟

        وفي قوله:

        وأنتِ الظنونُ وأنتِ الجنونُ
        وأنتِ الفُـنونُ وأنتِ الوَتَرْ
        وأنتِ البلاَغَـةُ عندَ الكلامِ
        وفي الصمتِ أقرأُ فيكِ الخَبرْ


        هنا في هذه المقطوعة بالذات يخطر ببالي سؤال:

        هل يقوم ثروت سليم بالغناء بينه وبين نفسه مدندنا بالقصيدة قبل كتابتها؟

        فكما لا يخفى أن إيقاع المقطع هاهنا ظاهر لطيف كأنما صيغ لحنا قبل أن يصاغ لفظا






        يقول الفنان الشاعر يوسف أبو سالم:

        حروفي ..من سلاف النار والسكر
        وقافيتي وقد فجرتها ...تهدر
        وأنمو ...فيكِ
        أنمو في خلاس الشعرْ
        وأسقى من خوابٍ بِكْرْ
        رحيق الثغرْ

        وهذه ملحوظة وجدتها عند أبي سالم كثيرا

        وهو تركيزه على قافية الساكنين

        وخصوصا الراء الساكنة وقبلها ساكن

        شعْر- بكْر- ثغْر

        فما هو السبب يا ترى؟

        كما ان هذا المقطع بالذات في تلاعب نغمي إيقاعي مطرب

        فالراء الأولى ساكنة كذلك لكن قبلها متحرك

        سكر - تهدر

        فهل أراد يوسف أبو سالم أن يجعلها أشبه بلحن طربي ينتقل فيه

        من قرار إلى جواب ومن مقام لآخر ليعبر عن فنية لفظية دلالية؟

        هذه تساؤلات أحببت أن أجد عليها إجابات من الشعراء أنفسهم

        وبإذن الله لنا متابعة



        تعليق

        • فارس الهيتي
          كاتب مسجل
          • Nov 2006
          • 751

          #19
          رد: موسيقى النص.. وشعراء المربد

          الصدفة حملتني الى هنا وما أجملها من صدفة..
          من المواضيع المتميزة التي تجبر قارئها الى تكملة الموضوع حتى نهايته..
          موضوع جديد في اسلوب طرحه وترابط أحداثه وعلميته الواضحة...
          استمتعت واستفدت ...
          أسجل إعجابي وعذرا لتأخري في الرد
          مودتي وتقديري

          تعليق

          • روان أم المثنى
            كاتب مسجل
            • May 2008
            • 563

            #20
            رد: موسيقى النص.. وشعراء المربد




            الشاعر المتميز الأستاذ

            فارس الهيتي

            حياك الله أستاذنا الكريم

            وأنت لم تتأخر

            فنحن ما زلنا نناقش جماليات الموسيقى لدى شعراء المربد

            وأرجو أن تخبرنا رأيك فيما نوهنا إليه من موسيقى في مقطوعات اخترناها من قصائدك

            وأتمنى تنبيهي إلى أي خطأ قد يحدث في قراءتي البسيطة

            تقبل خالص الاحترام





            تعليق

            • فارس الهيتي
              كاتب مسجل
              • Nov 2006
              • 751

              #21
              رد: موسيقى النص.. وشعراء المربد

              الماجدة القديرة الرقيقة
              روان يوسف
              شكرا لذوقك..
              واختياراتك لأبيات شعراء المربد كانت موفقة الى حد كبير..
              نحن بانتظارك وسنشاركك إن شاء الله تعالى...

              أراك بخير وعز دائم

              تعليق

              • الامير الصيادي
                كاتب مسجل
                • Apr 2009
                • 52

                #22
                رد: موسيقى النص.. وشعراء المربد

                الأخت روان
                والله أنت مميزة في هذه الدراسة
                واختيارك هذا الموضوع جد موفق وإن دل إنما يدل على ذوق رفيع جداً جداً جداً
                وأنا أحث جميع الأخوة الشعراء أن يتابعوا وبدراية كل ما كتبت عن الموسيقى في الشعر
                حيث أن الشاعر إن لم يقو على إدهاشنا بالفكرة أوبالرؤية فلعله يدهشنا بموسيقى النص
                كل الشكر لك أخت روان وأنا بانتظار المزيد

                تعليق

                يعمل...