تويت
الْوَرَمُ
... وإذا به اليوم يدك أسوارهم دكا، ويهدم حصونهم وقلاعهم هدما، ويقتلع أوتادهم وسواريهم اقتلاعا، وهم ينظرون إليه مذهولين، ويقفون أمامه عاجزين ...
غير بعيد من ساعتهم هذه، كانوا يتهافتون على جني كل خبيث، وعلى حصاد كل منكر ورذيلة يتنافسون، ويفتخرون ويتفاخرون بكنز آثامهم وسيئاتهم، وأنفسهم يمدحون باقتفاء أثر ما يندى له الجبين، ويثني بعضهم على بعض بالجري الحثيث وراء كل ضلال مبين ...
حل بينهم ضيفا كريه الوجه عاتيا، وعندما امتدوا إليه بأعينهم الشزراء منكرين حانقين، رمقهم بعينيه الحمراوتين يتطاير منهما الشرر وكأنهما قلب الجحيم، وفي أنفسهم الأمارة بالسوء والجبروت أضرم غضبه الشديد، ثم جثم بجلاميده على أجسامهم المسندة، فضاقوا بثقلها وضاقت بهم ...
سراب ورماد، وفساد وخراب، هذا كل ما تبقى لهم اليوم، ولم يكن مدخرا لديهم سواه بالأمس، فكانت تلك خلاصة سيرتهم، وكان ذلك منتهى سعيهم ...
د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
aghanime@hotmail.com
... وإذا به اليوم يدك أسوارهم دكا، ويهدم حصونهم وقلاعهم هدما، ويقتلع أوتادهم وسواريهم اقتلاعا، وهم ينظرون إليه مذهولين، ويقفون أمامه عاجزين ...
غير بعيد من ساعتهم هذه، كانوا يتهافتون على جني كل خبيث، وعلى حصاد كل منكر ورذيلة يتنافسون، ويفتخرون ويتفاخرون بكنز آثامهم وسيئاتهم، وأنفسهم يمدحون باقتفاء أثر ما يندى له الجبين، ويثني بعضهم على بعض بالجري الحثيث وراء كل ضلال مبين ...
حل بينهم ضيفا كريه الوجه عاتيا، وعندما امتدوا إليه بأعينهم الشزراء منكرين حانقين، رمقهم بعينيه الحمراوتين يتطاير منهما الشرر وكأنهما قلب الجحيم، وفي أنفسهم الأمارة بالسوء والجبروت أضرم غضبه الشديد، ثم جثم بجلاميده على أجسامهم المسندة، فضاقوا بثقلها وضاقت بهم ...
سراب ورماد، وفساد وخراب، هذا كل ما تبقى لهم اليوم، ولم يكن مدخرا لديهم سواه بالأمس، فكانت تلك خلاصة سيرتهم، وكان ذلك منتهى سعيهم ...
د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
aghanime@hotmail.com
تعليق