الصور

تقليص

لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

فهم مصطلح الحديث

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • عبد المنعم جبر عيسي
    كاتب
    • Aug 2008
    • 811
    • moneim

    فهم مصطلح الحديث

    تعريفه :
    هو علم بأصول الحديث وقواعده ، يعرف به أحوال السند والمتن ، من حيث القبول أو الرد ، ويمكن من خلاله التمييز بين الحديث الصحيح والسقيم .
    وهذا العلم العظيم له قواعده وأصوله ، وكان الصحابة - رضوان الله عليهم - يتثبتون في قبول الأخبار ونقلها أو ردها .. ففي مقدمة صحيح مسلم ، عن ابن سيرين قال ( لم يكونوا يسألون عن الإسناد ، فلما وقعت الفتنة قالوا : سموا لنا رجالكم ، فينظر إلي أهل السنة فيؤخذ جديثهم ، وينظر إلي أهل البدع فلا يؤخذ حديثهم ) .
    ولما كان الخبر لا يقبل إلا بعد معرفة سنده ، فقد ظهر علم الجرح والتعديل ، والحديث عن الرواة ، ومعرفة المتصل أو المنقطع من الأسانيد ، ومعرفة العلل الخفية ، وظهر الكلام في بعض الرواة علي قلة ؛ لقلة الرواة المجروحين في بادئ الأمر ، ثم توسع العلماء في ذلك ، حتي ظهر البحث في علوم كثيرة تتعلق بالحديث ؛ من ناحية ضبطه وكيفية تحمله وأدائه ، ومعرفة ناسخه من منسوخه وغريبه وغير ذلك ، إلا أن هذا العلم كان يتناقل بين العلماء شفاهة .. ثم تطور الأمر ، وصار هذا العلم يكتب ويسجل ، في صفحات متفرقة من الكتب ، ممزوجة بغيرها من العلوم ، مثل ( الأصول ) و ( الفقه ) و ( الحديث ) ، في كتب مثل ( الأم ) للإمام الشافعي وغيره .
    ثم نضج هذا العلم وتحددت معالمه وثبتت قواعده ، واستقل عن غيره من العلوم والفنون ، في القرن الرابع الهجري ، حيث أفرد العلماء علم المصطلح في كتب مستقلة ، وكان أول من أفرده بالتصنيف هو القاضي أبو محمد الحسن بن عبد الرحمن بن خلاد الرامهرمزي ، المتوفي سنة ٣٦٠ هجرية ، في كتابه ( المحدث الفاصل بين الراوي والواعي ) ( *) .
    الحديث :
    هو الجديد لغة ، واصطلاحا يعني : ما أضيف إلي النبي صلي الله عليه وسلم ؛ من قول أو فعل أو تقرير أو صفة .. وهو غير الخبر ، الذي يعني لغة : النبأ . جمعه : أخبار . ومعناه الإصطلاحي : أنه قد يكون مرادفا للحديث في المعني ، وقد يكون مغايرا له : فالحديث هو ما ورد عن النبي صلي الله عليه وسلم ، والخبر ما جاء عن غيره ، وقد يكون أعم منه ، أي أن الحديث ما جاء عن النبي صلي الله عليه وسلم ، والخبر ما جاء عنه أو عن غيره .. وهو أيضا غير ( الأثر ) .. ومعناه اللغوي : بقية الشئ .. والأصطلاحي : قد يكون مرادفا لمعني الحديث ، وقد يختلف عنه ، بأنه ما أضيف للصحابة والتابعين ، من أقوال وأفعال .
    الإسناد :
    له معنيان :
    الأول : عزو الحديث إلي قائله مسندا .
    الثاني : سلسلة الرجال الموصلة للمتن ، وهو بهذا المعني مرادف للسند .
    السند :
    يعني لغة : المعتمد ، وسمي كذلك لأن الحديث يستند إليه ، ويعتمد عليه .
    واصطلاحا : سلسلة الرجال الموصلة للمتن .
    المتن :
    لغة : ما صلب وارتفع من الأرض .
    اصطلاحا : ما ينتهي إليه السند من الكلام .
    المسند ( بفتح النون ) :
    ما اسند إليه الشئ ، بمعني عزاه ونسبه له .
    وله ثلاثة معان اصطلاحية :
    - كل كتاب جمع فيه مرويات كل صحابي علي حده .
    - الحديث المرفوع المتصل سندا .
    - أن يراد به ( السند ) ، فيكون بهذا المعني مصدرا ميميا .
    المسند ( بكسر النون ) :
    هو من يروي الحديث بسنده ، سواء عنده علم ، أم ليس له إلا مجرد الرواية .
    المحدث :
    هو من يشتغل بعلم الحديث رواية ودراية ، ويطلع علي كثير من الرويات وأحوال رواتها .
    الحافظ :
    قيل هو أرفع درجة من المحدث ، بحيث يكون ما يعرفه في كل طبقة أكثر مما يجهله .
    الحاكم :
    هو من أحاط علما بجميع الأحاديث ، حتي لا يفوته منها إلا اليسير ، علي رأي بعض أهل العلم .
    ( يتبع )
    ---------
    ( * ) ‏(‏ تيسير مصطلح الحديث - للدكتور / محمود الطحان ) .
    التعديل الأخير تم بواسطة عبد المنعم جبر عيسي; 11-26-2008, 11:13 PM.
  • روان أم المثنى
    كاتب مسجل
    • May 2008
    • 563

    #2
    رد: فهم مصطلح الحديث



    الأستاذ الكريم

    عبد المنعم جبر

    أشكرك على هذا الموضوع الطيب المبارك إن شاء الله

    وأرجو أن يكون سلسلة متتابعة

    حتى يستفيد منه الجميع

    فكثير منا يحتاج فهم هذا العلم فهما دقيقا

    حتى لا يقع في الخطأ بنسبة حديث إلى

    سيد الأنام عليه الصلاة والسلام

    دون دليل أو حجة

    والأستاذ الفاضل محمود الطحان أستاذ قدير

    استطاع أن يقرب علم المصطلح إلى الأذهان

    بأسلوبه البسيط

    على الرغم من صعوبته وكثرة ما في طرق تعلمه من دقائق معضلة

    وإشكالات مرهقة لطالبه

    لكن لاشك أن مثل هذا العمل

    سيترك في قلب قارئه أثرا

    فإن لم يفد كثيرا أفاد قليلا

    وهو خير كله إن شاء الله تعالى

    تقبل احترامي وتقديري لاختيارك البديع

    ونحن بإذن المولى متابعون



    تعليق

    • عبد المنعم جبر عيسي
      كاتب
      • Aug 2008
      • 811
      • moneim

      #3
      رد: فهم مصطلح الحديث

      المشاركة الأصلية بواسطة روان يوسف


      الأستاذ الكريم

      عبد المنعم جبر

      أشكرك على هذا الموضوع الطيب المبارك إن شاء الله

      وأرجو أن يكون سلسلة متتابعة

      حتى يستفيد منه الجميع

      فكثير منا يحتاج فهم هذا العلم فهما دقيقا

      حتى لا يقع في الخطأ بنسبة حديث إلى

      سيد الأنام عليه الصلاة والسلام

      دون دليل أو حجة

      والأستاذ الفاضل محمود الطحان أستاذ قدير

      استطاع أن يقرب علم المصطلح إلى الأذهان

      بأسلوبه البسيط

      على الرغم من صعوبته وكثرة ما في طرق تعلمه من دقائق معضلة

      وإشكالات مرهقة لطالبه

      لكن لاشك أن مثل هذا العمل

      سيترك في قلب قارئه أثرا

      فإن لم يفد كثيرا أفاد قليلا

      وهو خير كله إن شاء الله تعالى

      تقبل احترامي وتقديري لاختيارك البديع

      ونحن بإذن المولى متابعون




      باذن الله أختى الفاضلة ..
      نكمل سباحتنا بين دفتى الكتاب حتى النهاية ..
      لتعمنا فائدته .
      تحياتى وتقديرى .

      تعليق

      • عبد المنعم جبر عيسي
        كاتب
        • Aug 2008
        • 811
        • moneim

        #4
        المتواتر

        تقسيم الخبر باعتبار وصوله الينا
        ينقسم الخبر باعتبار وصوله إلينا إلي قسمين :
        ١ - فإن كان له طرق بلا حصر عدد معين فهو المتواتر .
        ٢ - وإن كان له طرق محصورة بعدد معين فهو الآحاد .
        الخبر المتواتر
        هو الحديث أو الخبر الذي يرويه في كل طبقة من طبقات سنده رواة كثيرون ، يحكم العقل عادة باستحالة أن يكون أولئك الرواة قد اتفقوا علي اختلاق هذا الخبر .
        شروطه
        يتبين من شرح التعريف أن التواتر لا يتحقق في الخبر إلا بشروط أربعة ، هي :
        ١ - أن يرويه عدد كثير ، وقد اختلف في أقل الكثرة علي أقوال المختار أنه عشرة أشخاص .
        ٢ - أن توجد هذه الكثرة في جميع طبقات السند .
        ٣ - أن تحيل العادة تواطئهم علي الكذب ( كأن يكونوا من بلاد مختلفة ، وأجناس مختلفة ، ومذاهب مختلفة ، وما شابه .. فقد يكثر عدد المخبرين ولا يثبت للخبر حكم التواتر ، وقد يقل العدد نسبيا ويثبت للخبر حكم التواتر ، علي حسب أحوال الرواة ) .
        ٤ - أن يكون مستند خبرهم الحس ، ( كقولهم سمعنا أو رأينا أو لمسنا أو .... ) .
        حكمه
        المتواتر يفيد العلم الضروري ، أي اليقيني ، الذي يضطر انسان إلي التصديق به تصديقا جازما كمن شاهد الأمر بنفسه ، فالمتواتر كله مقبول ، ولا حاجة للبحث عن أحوال رواته .
        أقسامه
        ينقسم الخبر المتواتر إلي قسمين ، هما : لفظي ومعنوي .
        ١ - المتواتر اللفظي : هو ما تواتر لفظه ومعناه .. مثل حديث ( من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ) رواه بضعة وسبعون صحابيا .
        ٢ - المتواتر المعنوي : هو ما تواتر معناه دون لفظه .. مثل أحاديث رفع اليدين في الدعاء ، فقد ورد عنه صلي الله عليه وسلم نحو مائة حديث ، كل حديث منها فيه أنه رفع يديه في الدعاء ، لكنها في قضايا مختلفة لم تتواتر ، والقدر المشترك بينها هو الرفع عند الدعاء ، تواتر بإعتبار مجموع الطرق .
        من أشهر الأحاديث المتواترة : حديث الحوض ، وحديث المسح علي الخفين ، وحديث رفع اليدين في الصلاة ، وحديث نصر الله امرأ ، وغيرها كثير .. لكن الملاحظ أن الأحاديث المتواترة قليلة جدا بالقياس إلي أحاديث الآحاد .
        التعديل الأخير تم بواسطة عبد المنعم جبر عيسي; 12-01-2008, 09:28 PM.

        تعليق

        • روان أم المثنى
          كاتب مسجل
          • May 2008
          • 563

          #5
          رد: فهم مصطلح الحديث






          الأستاذ الكريم

          عبد المنعم جبر

          بارك الله فيك على هذا البيان المفيد

          والنقل الممتاز المنتقى بعناية

          أسأل الله أن يثيبك عليه خير الجزاء

          اسمح لي أن أبين لمن يقرأ أول مرة هذه المصطلحات

          معنى كلمة (طبقة)

          فكثير من الناس يظن أن الطبقة هي الفترة الزمنية التي يعيشها الرواة

          وهو فهم خاطئ، فمثلا الطبقة لا تحدد بعدد محدد من الأعوام

          إذن فهي ليست فترة زمنية

          مثال ذلك: أن محمدا وعبد الله يرويان عن علي وعلي يروي عن الحسن

          الشيخ الأول هنا هو الحسن، والرواي عنه تلميذه علي

          إذن علي طبقة والحسن طبقة قبله

          بينما محمد وعبد الله كلاهما من طبقة واحدة لأنهما :

          1- التقيا 2- سمعا من شيخ واحد

          يمكن طبعا أن يختلف شيوخ عبد الله عن شيوخ محمد

          لكن اشتراكهما في السماع عن شيخ أو عدد من الشيوخ

          يجعلنا نقول أنهما من طبقة واحدة

          ويسمون (الأقران) وهم بشكل عام متقاربون سنا

          وأمثلة الطبقات

          1/ طبقة الصحابة

          2/ طبقة التابعين

          3/ طبقة تابعي التابعين

          وهذه الطبقات الثلاث هي أعلى الطبقات جميعا

          نسأل الله أن ينفعنا بهذا الموضوع وأمثاله

          وجزيت كل خير أستاذنا الكريم



          تعليق

          • عبد المنعم جبر عيسي
            كاتب
            • Aug 2008
            • 811
            • moneim

            #6
            رد: فهم مصطلح الحديث

            وجزيت كل خير استاذة روان
            شكرا للاضافة الرائعة ..
            راجيا أن تبقى دائما بالجوار..
            وبكل تأكيد وصلت دعوتك لاستاذنا للدكتور محمود..
            تحياتى وتقديرى
            أخوك

            تعليق

            • عبد المنعم جبر عيسي
              كاتب
              • Aug 2008
              • 811
              • moneim

              #7
              خبر الآحاد

              خبر الآحاد
              قال الدكتور محمود الطحان :
              الآحاد لغة جمع أحد بمعني الواحد ، وخبر الواحد هو ما يرويه شحص واحد . واصطلاحا : هو ما لم يجمع شروط المتواتر .
              حكمه
              يفيد العلم النظري ، أي العلم المتوقف علي النظر والإستدلال .
              أقسامه بالنسبة إلي عدد طرقه
              يقسم خبر الآحاد بالنسبة إلي عدد طرقه إلي ثلاثة أقسام :
              ١ - مشهور .
              ٢ - عزيز .
              ٣ - غريب .
              وسأتكلم علي كل منها ببحث مستقل .
              التعديل الأخير تم بواسطة عبد المنعم جبر عيسي; 12-06-2008, 11:49 AM.

              تعليق

              • عبد المنعم جبر عيسي
                كاتب
                • Aug 2008
                • 811
                • moneim

                #8
                المشهور

                ( أ ) - المشهور :
                معناه لغة : اسم مفعول من " شهرت الأمر " إذا أعلنته وأظهرته ، وسمي بذلك لظهوره .
                واصطلاحا : ما رواه ثلاثة فأكثر - في كل طبقة - ما لم يبلغ حد التواتر .
                ومن أمثلته ، حديث : { إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه ... } " أخرجه الشيخان والترمذي وابن ماجه وأحمد " .
                ( ب ) - المستفيض :
                معناه اللغوي : اسم فاعل من ( استفاض ) ، مشتق من " فاض الماء " وسمي بذلك لإنتشاره .
                ومعناه الإصطلاحي : اختلف العلماء في تعريفه علي ثلاثة أقوال ، وهي :
                ١ - هو مرادف للمشهور .
                ٢ - هو أخص منه ، لأنه يشترط في المستفيض أن يستوي طرفا اسناده ، ولا يشترط ذلك في المشهور .
                ٣ - هو أعم منه ، أي عكس القول الثاني .
                ( ج ) - المشهور غير اصطلاحي :
                ويقصد به ما اشتهر علي الألسنة ، من غير شروط تعتبر ، فيشمل :
                ١ - ما له اسناد واحد .
                ٢ - ما له أكثر من اسناد .
                ٣ - ما لا يوجد له اسناد أصلا .
                أنواعه :
                للمشهور غير اصطلاحي أنواع كثيرة ، أشهرها :
                ١ - مشهور بين أهل الحديث خاصة ، ومن أمثلته حديث أنس : { أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قنت شهرا بعد الركوع يدعو علي رعل وذكوان } " أخرجه الشيخان " .
                ٢ - مشهور بين أهل الحديث والعلماء والعوام ، ومن أمثلته : { المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده } " متفق عليه " .
                ٣ - مشهور بين الفقهاء ، ومثاله : { أبغض الحلال إلي الله الطلاق } " صححه الحاكم في المستدرك ، وأقره الذهبي لكن بلفظ : { ما أحل الله شيئا أبغض إليه من الطلاق } " .
                ٤ - مشهور بين الأصوليين ، ومثاله حديث : { رفع عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه } " صححه ابن حبان والحاكم " .
                ٥ - مشهور بين النحاة ، ومثاله حديث : { نعم العبد صهيب لو لم يخف الله لم يعصه } " لا أصل له " .
                ٦ - مشهو بين العامة ، ومثاله حديث : { العجلة من الشيطان } " أخرجه الترمذي وحسنه " .
                حكم المشهور :
                المشهور الإصطلاحي وغير الإصطلاحي لا يوصف بكونه صحيحا أو غير صحيح ، بل منه الصحيح ومنه الحسن والضعيف بل والموضوع ، ولكن إن صح المشهور الإصطلاحي تكون له ميزة ترجحه علي العزيز والغريب .
                التعديل الأخير تم بواسطة عبد المنعم جبر عيسي; 12-07-2008, 11:32 PM.

                تعليق

                • عبد المنعم جبر عيسي
                  كاتب
                  • Aug 2008
                  • 811
                  • moneim

                  #9
                  العزيز

                  العزيز
                  نواصل قرائتنا لكتاب ( تيسير مصطلح الحديث ) للدكتور / محمود الطحان ، فنتحدث اليوم عن الحديث العزيز ، وهو ثاني أقسام خبر الآحاد ، فنقول :
                  تعريفه :
                  ١ - لغة : هو صفة مشبهة من ( عز يعز ) ، بالكسر أي قل وندر ، أو من ( عز يعز ) بالفتح ، أي قوي واشتد ، وسمي بذلك : إما لقلة وجوده وندرته ، وإما لقوته بمجيئه من طريق آخر .
                  ٢ - اصطلاحا : أن لا يقل رواته عن اثنين في جميع طبقات السند ( يعني أن لا يوجد في كل طبقة من طبقات السند أقل من اثنين ، فإن وجد في بعض طبقات السند ثلاثة فأكثر فلا يضر ، بشرط أن تبقي ولو طبقة واحدة فيها اثنان ، لأن العبرة لأقل طبقة من طبقات السند ( * ) ، وقال بعض العلماء : إن العزيز هو رواية اثنين أو ثلاثة ، فلم يفصلوه عن المشهور في بعض صوره ) .
                  من أمثلته :
                  ما رواه الشيخان من حديث أنس ، والبخاري من حديث أبي هريرة ، أن رسول الله صلي الله عليه وسلم ، قال : { لا يؤمن أحدكم حتي أكون أحب اليه من والده وولده والناس أجمعين } " رواه البخاري ومسلم " .
                  ورواه عن أنس قتادة وعبد العزيز بن صهيب ، ورواه عن قتادة شعبة وسعيد ، ورواه عن عبد العزيز اسماعيل بن علية وعبد الوارث ، ورواه عن كل جماعة .
                  ---------------
                  ( * ) هذا هو الراجح كما قال الحافظ ابن حجر في مصنفه ( النخبة وشرحها ) ص ٢١ - ٢٤ .
                  التعديل الأخير تم بواسطة عبد المنعم جبر عيسي; 12-15-2008, 09:38 PM.

                  تعليق

                  • عبد المنعم جبر عيسي
                    كاتب
                    • Aug 2008
                    • 811
                    • moneim

                    #10
                    الغريب

                    الغريب
                    تعريفه اللغوي : هو صفة مشبهة بمعني المنفرد ، أو البعيد عن أقاربه .. والإصطلاحي : هو ما ينفرد بروايته راو واحد ( أي هو الحديث الذي يستقل بروايته شخص واحد ، اما في كل طبقة من طبقات السند ، أو في بعض طبقات السند ولو في طبقة واحدة ، ولا تضر الزيادة في باقي طبقات السند ، لأن العبرة للأقل ) .
                    أيضا يطلق كثير من العلماء علي الغريب اسما آخر هو ( الفرد ) علي أنهما مترادفان ، وفرق بعض العلماء بينهما ، فجعل كلا منهما نوعا مستقلا عن الآخر .. لكن الحافظ ابن حجر يعتبرهما مترادفان لغة واصطلاحا ، إلا أنه قال : ( إن أهل الإصطلاح غايروا بينهما من حيث كثرة الإستعمال وقلته ، ف ( الفرد ) أكثر ما يطلقونه علي ( الفرد المطلق ) ، و ( الغريب ) أكثر ما يطلقونه علي ( الفرد النسبي ) .
                    أقسامه :
                    يقسم الغريب بالنسبة لموضع التفرد فيه إلي قسمين ، هما : ( غريب مطلق ) و ( غريب نسبي ) .
                    ١ - الغريب أو الفرد المطلق : هو ما كانت الغرابة في أصل سنده ، أي ما ينفرد بروايته شخص واحد في أصل سنده .. ( أصل السند هو طرفه الذي فيه الصحابي ، والصحابي حلقة من حلقات السند .. أي إذا تفرد الصحابي برواية الحديث ؛ فإن الحديث يسمي غريبا غرابة مطلقة ) .. ( * ) .
                    ومن أمثلته : حديث { إنما الأعمال بالنيات } " أخرجه الشيخان " تفرد به عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - .. وقد يستمر هذا التفرد إلي آخر السند ، وقد يرويه عن ذلك المتفرد عدد من الرواة .
                    ٢ - الغريب أو الفرد النسبي : هو ما كانت الغرابة في أثناء سنده ، أي أن يرويه أكثر من راو في أصل السند ؛ ثم ينفرد بروايته راو واحد عن أولئك الرواة .
                    ومن أمثلته : حديث مالك عن الزهري عن أنس - رضي الله عنه - أن النبي صلي الله عليه وسلم { دخل مكة وعلي رأسه المغفر } " أخرجه الشيخان " ، تفرد به مالك عن الزهري .
                    وقد سمي هذا القسم باسم ( الغريب النسبي ) لأن التفرد وقع فيه بالنسبة إلي شخص معين .
                    أنواع الغريب النسبي :
                    هناك أنواع من الغرابة أو التفرد يمكن اعتبارها من الغريب النسبي ، لأن الغرابة فيها ليست مطلقة ، وإنما حصلت الغرابة فيها بالنسبة إلي شئ معين ، وهذه الأنواع هي :
                    ( أ ) تفرد ثقة برواية الحديث ، كقولهم : لم يروه ثقة إلا فلان .
                    ( ب ) تفرد راو معين عن راو معين ، كقولهم : تفرد به فلان عن فلان ، وإن كان مرويا من وجوه أخري عن غيره .
                    ( ج ) تفرد أهل بلد أو أهل جهة ، كقولهم : تفرد به أهل مكة أو أهل الشام .
                    ( د ) تفرد أهل بلد أو جهة عن أهل بلد أو جهة أخري ، كقولهم : تفرد به أهل البصرة عن أهل المدينة ، أو تفرد به أهل الشام عن أهل الحجاز .
                    تقسيم آخر له :
                    قسم العلماء الغريب من حيث غرابة السند أو المتن إلي :
                    ( أ ) غريب متنا وإسنادا : وهو الحديث الذي تفرد برواية متنه راو واحد .
                    ( ب ) غريب إسنادا لا متنا : كحديث روي متنه جماعة من الصحابة ، انفرد واحد بروايته عن صحابي آخر ، وفيه يقول الترمذي : غريب من هذا الوجه .
                    --------------------------------------------------------
                    ( * ) يقول الدكتور / محمود الطحان : ( وأما ما فهمه الملا علي القاري من كلام الحافظ بن حجر عندما شرح أصل السند : " الموضع الذي يدور الإسناد عليه ويرجع ولو تعددت الطرق إليه ، وهو طرفه الذي فيه الصحابي ؛ من أن تفرد الصحابي لا يعد غرابة ، وتعليله ذلك بأنه ليس في الصحابة ما يوجب قدحا ، أو أن الصحابة كلهم عدول .. فما أظن أن ابن حجر أراد ذلك .. والله أعلم ، بدليل أنه عرف الغريب بقوله : " هو ما ينفرد بروايته شخص واحد في أي موضع وقع التفرد به من السند " أي ولو وقع التفرد في موضع الصحابي ، لأن الصحابي حلقة من حلقات السند .. والعلم عند الله تعالي ) ا . هـ .
                    التعديل الأخير تم بواسطة عبد المنعم جبر عيسي; 12-21-2008, 09:39 PM.

                    تعليق

                    • عبد المنعم جبر عيسي
                      كاتب
                      • Aug 2008
                      • 811
                      • moneim

                      #11
                      أقسام خبر الآحاد بالنسبة الى قوته وضعفه

                      ينقسم خبر الآحاد بأقسامه ( المشهور والعزيز والغريب ) بالنسبة إلي قوته وضعفه إلي قسمين :
                      ( أ ) مقبول :
                      وهو ما ترجح صدق المخبر به ، وحكمه : وجوب الإحتجاج والعمل به .
                      ( ب ) مردود :
                      وهو ما لم يترجح صدق المخبر به ، وحكمه : أنه لا يحتج به ولا يجب العمل بمقتضاه .
                      أقسام المقبول :
                      يقسم ( المقبول ) بالنسبة إلي تفاوت مراتبه إلي قسمين رئيسيين هما : صحيح وحسن ، وكل منهما يقسم إلي قسمين هما : لذاته ولغيره .. فتئول أقسام المقبول في النهاية إلي أربعة أقسام ، هي :
                      ( ١ ) صحيح لذاته .
                      ( ٢ ) حسن لذاته .
                      ( ٣ ) صحيح لغيره .
                      ( ٤ ) حسن لغيره .
                      أقسام ( المردود ) :
                      لقد قسم العلماء الخبر المردود إلي أقسام كثيرة ، بلغ بعضهم نيفا وأربعين قسما ، وأطلقوا علي كثير من تلك التقسيمات أسماء خاصة بهم ، ومنها ما لم يطلقوا عليها اسما خاصا بها ، بل سموها باسم عام هو ( الضعيف ) .. أما أسباب رد الحديث فكثيرة ، ترجع بالجملة إلي أحد سببين رئيسيين ، هما :
                      ( أ ) سقط في الإسناد .
                      ( ب ) طعن في الراوي .
                      وتحت كل من هذين السببين أنواع متعددة .
                      وسوف نتناول كل تلك الأقسام - بإذن الله تعالي - بشئ من التفصيل ؛ في قراءاتنا التالية .
                      التعديل الأخير تم بواسطة عبد المنعم جبر عيسي; 12-26-2008, 11:08 PM.

                      تعليق

                      • عبد المنعم جبر عيسي
                        كاتب
                        • Aug 2008
                        • 811
                        • moneim

                        #12
                        الصحيح

                        الصحيح
                        تعريفه اللغوي : الصحيح مضاد السقيم ، وهو حقيقي في الأجسام ، مجاز في الحديث وسائر المعاني .. والإصطلاحي : ما اتصل سنده بنقل العدل الضابط عن مثله إلي منتهاه من غير شذوذ ولا علة .

                        شروطه :
                        هناك أمور يجب توافرها في الحديث حتي يكون صحيحا ، لو اختل شرط منها فلا يسمي الحديث صحيحا عندئذ .. وهذه الأمور هي :
                        ( أ ) اتصال السند : أي أن يكون كل راو قد أخذه مباشرة عمن فوقه من أول السند وحتي منتهاه .
                        ( ب ) عدالة الرواة : أي أن كل راو من رواته اتصف بكونه مسلما بالغا عاقلا غير فاسق وغير متهم في مروءته .
                        ( ج ) ضبط الرواة : أي أن كل راو من رواته كان تام الضبط ، اما ضبط صدر أو ضبط كتاب .
                        ( د ) عدم الشذوذ : أي أن لا يكون حديثا شاذا ، والشذوذ هو : مخالفة الثقة لمن هو أوثق منه .
                        ( هـ ) عدم العلة : أي أن لا يكون الحديث معلولا ، والعلة سبب غامض خفي يقدح في صحة الحديث ، مع أن ظاهره السلامة منه .

                        ومن أمثلة الحديث الصحيح :
                        ما أخرجه البخاري في صحيحه ، قال : ( حدثنا عبد الله بن يوسف ، قال : حدثنا مالك عن ابن شهاب ، عن محمد بن جبير بن مطعم ، عن أبيه قال : سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم قرأ في المغرب بالطور ) .

                        فهذا الحديث صحيح لأن :
                        ( ١ ) سنده متصل : إذ أن كل راو من رواته سمعه من شيخه ، وأما عنعنة مالك وابن شهاب وابن جبير فمحمولة علي الإتصال لأنهم غير مدلسين .. ( العنعنة : رواية الحديث عن الشيخ بلفظ " عن " ، وسيأتي تفصيل حكمها بإذن الله تعالي ) .

                        ( ٢ ) و ( ٣ ) ولأن رواته عدول ضابطون ، وهذه أوصافهم عند علماء الجرح والتعديل :
                        ( أ ) عبد الله بن يوسف : ثقة متقن .
                        ( ب ) مالك بن أنس : امام حافظ .
                        ( ج ) ابن شهاب الزهري : فقيه حافظ متفق علي جلالته واتقانه .
                        ( د ) محمد بن جبير : ثقة .
                        ( هـ ) جبير بن مطعم : صحابي .

                        ( ٤ ) ولأنه غير شاذ : إذ لم يعارضه ما هو أقوي منه .
                        ( ٥ ) ولأنه ليس فيه علة من العلل .

                        حكمه :
                        وجوب العمل به بإجماع أهل الحديث ومن يعتد بهم من الأصوليين والفقهاء ، فهو حجة من حجج الشرع لا يسع المسلم ترك العمل به .
                        التعديل الأخير تم بواسطة عبد المنعم جبر عيسي; 01-02-2009, 10:40 PM.

                        تعليق

                        • وردة أسماعيل أبوالحسن
                          كاتب مسجل
                          • Dec 2008
                          • 17
                          • أميرة نهر الحب

                            أبحث بين طيات الزمن

                            عن بريق من نور لقلب

                            صادق حنون فتهت

                            بين النجوم ابحث عن جنية

                            البحر السابحة بين النجوم

                            فاخبرتنى اننى روح الحب اصادق

                          #13
                          رد: فهم مصطلح الحديث

                          الاستاذ الكبير عبدالمنعم جبر

                          بداية احييك على هذا العمل الرائع

                          والشرح الوافى بعلم الحديث

                          وبرغم دراستى لهذا العلم وفقه السنة

                          الا اننى زادت معرفتى اكثر من خلال موضوعك الجميل

                          اعانك الله وأثابك على عملك

                          وتقبل منك ومنا خير العمل

                          تعليق

                          • عبد المنعم جبر عيسي
                            كاتب
                            • Aug 2008
                            • 811
                            • moneim

                            #14
                            رد: فهم مصطلح الحديث

                            المشاركة الأصلية بواسطة وردة أسماعيل أبوالحسن
                            الاستاذ الكبير عبدالمنعم جبر

                            بداية احييك على هذا العمل الرائع

                            والشرح الوافى بعلم الحديث

                            وبرغم دراستى لهذا العلم وفقه السنة

                            الا اننى زادت معرفتى اكثر من خلال موضوعك الجميل

                            اعانك الله وأثابك على عملك

                            وتقبل منك ومنا خير العمل
                            آمين ..
                            أرحب بك بمربدك استاذة وردة ..
                            وشكرا لمرورك الكريم ..
                            و ..

                            تعليق

                            • عبد المنعم جبر عيسي
                              كاتب
                              • Aug 2008
                              • 811
                              • moneim

                              #15
                              تابع ( الصحيح )

                              ماذا يعني قولهم ( هذا حديث صحيح ) .. و ( هذا حديث غير صحيح ) .. ؟

                              ١ - المراد بقولهم ( هذا حديث صحيح ) : أي أن الشروط الخمسة السابقة قد تحققت فيه ، لا أنه مقطوع بصحته في نفس الأمر ، لجواز النسيان والخطأ علي الثقة .
                              ٢ - المراد بقولهم ( هذا حديث غير صحيح ) : أنه لم تتوفر فيه شروط الصحة الخمسة السابقة كلها أو بعضها ، لا أنه كذب في نفس الأمر ، لجواز اصابة من هو كثير الخطأ .

                              هل يمكن الجزم في اسناد ؛ أنه أصح الأسانيد مطلقا ؟

                              المختار أنه لا يجزم في اسناد أنه أصح الأسانيد مطلقا ، لأن تفاوت مراتب الصحة مبني علي تمكن الإسناد من شروط الصحة ، ويندر تحقق أعلي الدرجات في جميع شروط الصحة ، فالأولي الإمساك عن الحكم لإسناد أنه أصح الأسانيد مطلقا ، ومع ذلك فقد نقل عن بعض الأئمة قولهم في أصح الأسانيد ، والظاهر أن كل امام رجح ما قوي عنده .. ( أورد الدكتور محمود الطحان بعضا منها كنماذج ) .

                              أول مصنف في الصحيح المجرد :

                              أول مصنف في الصحيح المجرد صحيح البخاري ، ثم صحيح مسلم ، وهما أصح الكتب بعد القرآن ، وقد أجمعت الأمة علي تلقي كتابيهما بالقبول .

                              أيهما أصح ؟

                              البخاري أصحهما ، وأكثرهما فوائد ، لأن أحاديث البخاري أشد اتصالا وأوثق رجالا ، ولأن فيه من الإستنباطات الفقهية والنكت الحكمية ما ليس في صحيح مسلم .. وكون صحيح البخاري أصح من صحيح مسلم انما هو باعتبار المجموع ، وإلا فقد يوجد في بعض أحاديث مسلم ما هو أقوي من بعض الأحاديث في البخاري .. وقيل : صحيح مسلم أصح .. والصواب هو القول الأول .

                              هل استوعب المصنفان الصحيح ، كل الصحيح ؟

                              لا .. لم يستوعباه .. قال البخاري : " ما أدخلت في كتابي الجامع إلا ما صح وتركت من الصحاح لحال الطول " .. وقيل في بعض الروايات " لملال الطول " .. والمعني ( أنه ترك رواية كثير من الأحاديث الصحيحة في كتابه خشية أن يطول الكتاب فيمله الناس ) .
                              وقال مسلم : " ليس كل شئ عندي صحيح وضعته هاهنا ، إنما وضعت ما أجمعوا عليه " .

                              هل فاتهما - البخاري ومسلم - الكثير من الصحيح في مصنفيهما ؟

                              قال الحافظ ابن الأخرم : لم يفتهما إلا القليل .. وأنكر هذا القول عليه .
                              والصحيح أنهما فاتهما من الحديث الصحيح الشئ الكثير ، فقد نقل عن البخاري أنه قال : " ما تركت من الصحاح أكثر .. " وقال : " أحفظ مائة ألف حديث صحيح ، ومائتي ألف حديث غير صحيح " .

                              أين نجد بقية الأحاديث الصحيحة التي فاتت البخاري ومسلما ؟

                              نجدها في الكتب المعتمدة المشهورة كصحيح ابن خزيمة وصحيح ابن حبان ومستدرك الحاكم والسنن الأربعة وسنن الدارقطني والبيهقي وغيرها .
                              يقول الدكتور محمود الطحان : " ولا يكفي وجود الحديث في هذه الكتب ، بل لابد من التنصيص علي صحته ، إلا في كتاب من شرط الإقتصار علي اخراج الصحيح كصحيح ابن خزيمة " .
                              التعديل الأخير تم بواسطة عبد المنعم جبر عيسي; 01-12-2009, 09:47 PM.

                              تعليق

                              يعمل...