تنامي الحدث في سرداب التاجوري
تنامي الحدث وتنوعه في مجموعة الضاني
اللحظة التي تتفجرفيها فكرة القصة ويسطع فيها الزمن ...ويتجلى المكان ...هي الحدث
وهي اللحظة التي تشد انتباه القارىء ...وتتمحور القصة كلها في تداعياتها .
وفي مجموعة الضاني
تنوعت الأحداث بين صادم ومفاجىء ..ومفرح وحزين ...ومتوقع وغيرمتوقع ...وتلونت الشخصيات وحالاتها النفسية ..تبعا لحركة الحدث في القصة .
فبينما كان الحدث الرئيسي في
(أسبرين) (هو اليوم الأول من أيام تقاعد البطلة )
وهي الحالة التي يشعر الفرد فيها بالفراغ الشديد ..وعدم الحاجة إليه وكأنه أصبح باتظار الموت ، في تلك اللحظة ترتد بطلة القصة إلى نفسها وتعود لتشريح علاقتها الزوجية التي صرخ بها حدث سابق وهو زواج الزوج من زوجة أخرى ..
وبين تنهدات الأآآآآآآه الطويلة الحزينة يتنامى الحدث في نفس البطلة موجعا حزينا .
ولعل أحداثا صغيرة هنا لها تأثيرها الحاسم فلحظة شعورها بنظرة الود لتلفون سحر أسدلت الستارة و انتابها إحساس ثقيل بالضيق ،فاستندت للجدار وتنهدت تنهداتها الحزينة .
ألا ترون كيف يسلسل الحدث المشاهد ويحدد المواقف تبعا لعمقه وتأثيره ...!!
(وعدم الإنجاب)
هو الحدث الرئيسي في ( ثلاث على طريق ) وهو الذي جعلها تتأمل مشاهد متعددة من النافذة
وجعلها تتابع الطفلات اللواتي فوجئن بها بين حين وآخر تقترب منهن فيجفلن ويبتعدن ..وتظل صورتهن في أعماقها .
( واحتلال فلسطين)
هو الحدث البعيد بينما الحدث الآني القريب ..
( هو سماع الرجل نبأ الغارة على غزة) ...
وهذا الحدث شكل حركة الزمن وتناميه ..وسلسل المشاهد في القصة ومحوَرها حول رغبته في الإطمئنان على قريته وأهله .ولا تخلو القصة من أحداث جانبية ( مثل اكتشافة لعدم شحن التلفون ، وأحداث صاخبة وغريبة لعدم انتباه أولاده له
كما ( في قصة طرب وحرب وبرتقال ) .
أما في
(مارد)
فظل الحدث الرئيسي فيها ينطبع على مشاهد القصة
(وهو خلع زوجها السابق لعدم إنجابه ..رغم حبها له ..)
وتزوجها بعده ..لكن علاقتهما السابقة وشعورها بالندم ظل جدارا سميكا بينها وبين زوجها الحالي ، وظلت صورة الزوج السابق تتراءى لها حتى في لحظات حميمية مع زوجها الثاني .
وفي
(ضوء)
اختلف نوع الحدث من خاص وذاتي إلى عام وروحاني
(وهو التهكم على الرسول الكريم )
وما شكل ذلك من تداعيات وإحساس بالعجز عند بطل القصة..عن فعل شيء مؤثر مما دفعه ليترقب الفرج والأمل في ضوء تراءى له في عيني طفل صغير .
وفي سرداب التاجوري ....
سيطر الحدث على كل مشاعر البطلة وهز كيانها تماما وشكل كل تحركاتها وتصرفاتها اللاحقة ..فلحظة تنبهت إلى صوت أبيها ا( لذي عزم على العودة إلى قريته الأم في فلسطين)
( وهو الحدث الإفتراضي )
القابع في لاوعي البطلة ، هربت إلى طفولتها وتنامت عندها فكرة الإنتماء وعانت صراعا نفسيا مريرا بين العودة والبقاء في مدينة تعتبرها وطنها الحقيقي .
ونعود للحدث العام الذي يتحول إلى حدث ذاتي عند كل فتاة وهو ( ليلة عرسها )
وخوفها الشديد من تقاليد تتعلق بإثبات عذريتها .في
(صباح الدم)
(لكن وجود الأم ذاته بعد زواج ابنتها ومرضها )
هو الحدث العام فيما زواجها هو الحدث الأهم الذي شكل لها تناقضا حادا بين رفض البقاء مع أمها في المستشفى ..وبقائها مكرهة ..في
( مثل ما أحب أمي)
(واكتشاف عصفور )
على نافذة بطلة
( عصفور على النافذة )
هو الحدث المحور الذي دارت حوله القصة فأسقطت عليه بمناجاته ..شعورها بالوحدة والروتين والإحساس العارم بالغربة .ولم تخلُ هذه القصة على حزنها من فسحة أمل في النهاية .
أما ( الخيانة الزوجية)
فشكلت محور الحدث في
( أخرج يا سعيد )
والذي تصورته الزوجة على صيغة رؤيا تحققت في الواقع وهذا هاجس كان يتمدد في نفسيتها على الدوام .
أما في
( مفكرة )
فاختلف الحدث تماما
فقد تشابه الحدث من حيث كونه
( موتا في البداية والنهاية )
، لكنه كان عاديا لا يتذكره الآخرون وتلهيهم الدنيا وشواغلها عن الإعداد له والإتعاظ به ، أما في الموت الثاني فقد كان
حدثا مفاجئا صاعقا ..
كأنما هو من
صتع البطلة
لتجعل الناس يتذكرون ....ولعلي أقول
أن الحدث الأول طبيعي والثاني مصنوع بمهارة .
وتخيم لحظات التحول الإجتماعي السلبي وتأثيرات الحضارة واتساع المدينة والكبت وسقف الحرية المتدني ومجمل عادات وتقاليد تضيق الخناق على المرأة ..تسيطر على فكرة الحدث في صناديق البكاء ..
الذي اشتعل الحدث القريب بها عند
( تقاعد حارس الدار )
الذي أمضى ثلثي عمره بها .
ودعك من أحداث فرعية لكن الإشارة اللافتة على التحول الإجتماعي السلبي هي استقبال طفل في البداية ثم تكاثر الأطفال في الصناديق في النهاية وهو الحدث العام الذي دارت حوله القصة .
وبينما شكل
(انقطاع راتب المعونة الحدث الصاعق على نفسية العجوز) ...وأشار إلى طبقات اجتماعية فقيرة في بلد نفطي ...أشار الصاعق التالي في بائع الشراريب إلى نفس الحالة من تناقض الوضع الإقتصادي ووجود أطفال متسولين بالشوارع في بلد نفطي أيضا وهذه مفارقات حادة
وشكل
موت الطفل
وهو
حدث مأساوي ..
إشارة لافتة جدا على مسؤولية الدولة هروبه السريع إثر حصوله على ممائة ريال من محسنة عجوز ، كان بفعل ملاحقة سيارة البلدية له ولأمثاله من باعة الشوارع المتجولين
وهنا اٌقول أن معظم بلدياتنا في الوطن العربي تقوم بنفس الإجراء وهو ملاحقة أصحاب البسطات والباعة المتجولين في الشوارع وعلى إشارات المرور ولعل الحل الأمثل بدلا من ملاحقتهم وهم المحتاجون أن تفكر البلديات بإيجاد الحلول لهم ودراسة أسباب لجوئهم إلى تلك الممارسات كإيجاد فرص عمل أو أسواق ثابتة تحتويهم ...إلخ
لكننا نلاحق
حدثا نفسيا
من نوع عميق يغور في سراديب النفس ويشكل بعد ذلك ردود الأفعال المتنوعة بل ويحدد
عبارات الفضفضة والبوح
بما تراكم في النفس من تأثيراته
( كما هو الحدث في صديقتي التي )
الذي تفجر في نفس الصديقة لحظة سماعها تعليقا يوم زفافها ( عريس أعمى القلب ..ألم يرها قبل أن يخطبها ...قصيرة وعرجاء ........!!!
إذن قصيرة وعرجاء هو الحدث الدائم المستقر
في أعماق النفس والتعليق الذي نبشه وأشار إليه هو
الحدث الآني المباشر
وما بين تأثيرات الحدثين في أغوار النفس دار البوح من جديد ولكنه مختنقا بعبرات كادت تسيل من عين الصديقة وهي تقول عن صديقتها
( أن زوجها لا يبالي بمشاعرها )
وهي لا تدري أنها فجّرت في نفس صديقتها التي اختلقت شخصيات عديدة لتتوارى خلفهن وخصوصا عندما قالت لها
( أن زوجها لا يبالي بمشاعرها على الإطلاق )
وبذلك
( فتحت أبواب السراديب المعتمة المغلقة في نفس محدثتها ( والتي تضج بالألم)
وتبقى الإشارة إلى ظاهرة الفقر لافتة في اضطرار طفل لبيع الشراريب لشراء الدواء لأمه المريضة
في تناقض هذا الإطار الإجتماعي دارت أحداث قصة
بائع الشراريب ..
وتنوعت من
حدث عام جدا
وهو التحول الإجتماعي وبروز الفقر في بلد نفطي ..إلى فرحة الطفل وصاعقة الحدث على نفسيته إثر
حصوله على مائة ريال ...
وصخب المدينة وتهور سائقيها إثر
بروز سيارة
( مسرعة ) في قلب السوق التجاري الرئيسي لتنهي حياة الطفل وتقضي على آمال أمه بالشفاء .
اللحظة التي تتفجرفيها فكرة القصة ويسطع فيها الزمن ...ويتجلى المكان ...هي الحدث
وهي اللحظة التي تشد انتباه القارىء ...وتتمحور القصة كلها في تداعياتها .
وفي مجموعة الضاني
تنوعت الأحداث بين صادم ومفاجىء ..ومفرح وحزين ...ومتوقع وغيرمتوقع ...وتلونت الشخصيات وحالاتها النفسية ..تبعا لحركة الحدث في القصة .
فبينما كان الحدث الرئيسي في
(أسبرين) (هو اليوم الأول من أيام تقاعد البطلة )
وهي الحالة التي يشعر الفرد فيها بالفراغ الشديد ..وعدم الحاجة إليه وكأنه أصبح باتظار الموت ، في تلك اللحظة ترتد بطلة القصة إلى نفسها وتعود لتشريح علاقتها الزوجية التي صرخ بها حدث سابق وهو زواج الزوج من زوجة أخرى ..
وبين تنهدات الأآآآآآآه الطويلة الحزينة يتنامى الحدث في نفس البطلة موجعا حزينا .
ولعل أحداثا صغيرة هنا لها تأثيرها الحاسم فلحظة شعورها بنظرة الود لتلفون سحر أسدلت الستارة و انتابها إحساس ثقيل بالضيق ،فاستندت للجدار وتنهدت تنهداتها الحزينة .
ألا ترون كيف يسلسل الحدث المشاهد ويحدد المواقف تبعا لعمقه وتأثيره ...!!
(وعدم الإنجاب)
هو الحدث الرئيسي في ( ثلاث على طريق ) وهو الذي جعلها تتأمل مشاهد متعددة من النافذة
وجعلها تتابع الطفلات اللواتي فوجئن بها بين حين وآخر تقترب منهن فيجفلن ويبتعدن ..وتظل صورتهن في أعماقها .
( واحتلال فلسطين)
هو الحدث البعيد بينما الحدث الآني القريب ..
( هو سماع الرجل نبأ الغارة على غزة) ...
وهذا الحدث شكل حركة الزمن وتناميه ..وسلسل المشاهد في القصة ومحوَرها حول رغبته في الإطمئنان على قريته وأهله .ولا تخلو القصة من أحداث جانبية ( مثل اكتشافة لعدم شحن التلفون ، وأحداث صاخبة وغريبة لعدم انتباه أولاده له
كما ( في قصة طرب وحرب وبرتقال ) .
أما في
(مارد)
فظل الحدث الرئيسي فيها ينطبع على مشاهد القصة
(وهو خلع زوجها السابق لعدم إنجابه ..رغم حبها له ..)
وتزوجها بعده ..لكن علاقتهما السابقة وشعورها بالندم ظل جدارا سميكا بينها وبين زوجها الحالي ، وظلت صورة الزوج السابق تتراءى لها حتى في لحظات حميمية مع زوجها الثاني .
وفي
(ضوء)
اختلف نوع الحدث من خاص وذاتي إلى عام وروحاني
(وهو التهكم على الرسول الكريم )
وما شكل ذلك من تداعيات وإحساس بالعجز عند بطل القصة..عن فعل شيء مؤثر مما دفعه ليترقب الفرج والأمل في ضوء تراءى له في عيني طفل صغير .
وفي سرداب التاجوري ....
سيطر الحدث على كل مشاعر البطلة وهز كيانها تماما وشكل كل تحركاتها وتصرفاتها اللاحقة ..فلحظة تنبهت إلى صوت أبيها ا( لذي عزم على العودة إلى قريته الأم في فلسطين)
( وهو الحدث الإفتراضي )
القابع في لاوعي البطلة ، هربت إلى طفولتها وتنامت عندها فكرة الإنتماء وعانت صراعا نفسيا مريرا بين العودة والبقاء في مدينة تعتبرها وطنها الحقيقي .
ونعود للحدث العام الذي يتحول إلى حدث ذاتي عند كل فتاة وهو ( ليلة عرسها )
وخوفها الشديد من تقاليد تتعلق بإثبات عذريتها .في
(صباح الدم)
(لكن وجود الأم ذاته بعد زواج ابنتها ومرضها )
هو الحدث العام فيما زواجها هو الحدث الأهم الذي شكل لها تناقضا حادا بين رفض البقاء مع أمها في المستشفى ..وبقائها مكرهة ..في
( مثل ما أحب أمي)
(واكتشاف عصفور )
على نافذة بطلة
( عصفور على النافذة )
هو الحدث المحور الذي دارت حوله القصة فأسقطت عليه بمناجاته ..شعورها بالوحدة والروتين والإحساس العارم بالغربة .ولم تخلُ هذه القصة على حزنها من فسحة أمل في النهاية .
أما ( الخيانة الزوجية)
فشكلت محور الحدث في
( أخرج يا سعيد )
والذي تصورته الزوجة على صيغة رؤيا تحققت في الواقع وهذا هاجس كان يتمدد في نفسيتها على الدوام .
أما في
( مفكرة )
فاختلف الحدث تماما
فقد تشابه الحدث من حيث كونه
( موتا في البداية والنهاية )
، لكنه كان عاديا لا يتذكره الآخرون وتلهيهم الدنيا وشواغلها عن الإعداد له والإتعاظ به ، أما في الموت الثاني فقد كان
حدثا مفاجئا صاعقا ..
كأنما هو من
صتع البطلة
لتجعل الناس يتذكرون ....ولعلي أقول
أن الحدث الأول طبيعي والثاني مصنوع بمهارة .
وتخيم لحظات التحول الإجتماعي السلبي وتأثيرات الحضارة واتساع المدينة والكبت وسقف الحرية المتدني ومجمل عادات وتقاليد تضيق الخناق على المرأة ..تسيطر على فكرة الحدث في صناديق البكاء ..
الذي اشتعل الحدث القريب بها عند
( تقاعد حارس الدار )
الذي أمضى ثلثي عمره بها .
ودعك من أحداث فرعية لكن الإشارة اللافتة على التحول الإجتماعي السلبي هي استقبال طفل في البداية ثم تكاثر الأطفال في الصناديق في النهاية وهو الحدث العام الذي دارت حوله القصة .
وبينما شكل
(انقطاع راتب المعونة الحدث الصاعق على نفسية العجوز) ...وأشار إلى طبقات اجتماعية فقيرة في بلد نفطي ...أشار الصاعق التالي في بائع الشراريب إلى نفس الحالة من تناقض الوضع الإقتصادي ووجود أطفال متسولين بالشوارع في بلد نفطي أيضا وهذه مفارقات حادة
وشكل
موت الطفل
وهو
حدث مأساوي ..
إشارة لافتة جدا على مسؤولية الدولة هروبه السريع إثر حصوله على ممائة ريال من محسنة عجوز ، كان بفعل ملاحقة سيارة البلدية له ولأمثاله من باعة الشوارع المتجولين
وهنا اٌقول أن معظم بلدياتنا في الوطن العربي تقوم بنفس الإجراء وهو ملاحقة أصحاب البسطات والباعة المتجولين في الشوارع وعلى إشارات المرور ولعل الحل الأمثل بدلا من ملاحقتهم وهم المحتاجون أن تفكر البلديات بإيجاد الحلول لهم ودراسة أسباب لجوئهم إلى تلك الممارسات كإيجاد فرص عمل أو أسواق ثابتة تحتويهم ...إلخ
لكننا نلاحق
حدثا نفسيا
من نوع عميق يغور في سراديب النفس ويشكل بعد ذلك ردود الأفعال المتنوعة بل ويحدد
عبارات الفضفضة والبوح
بما تراكم في النفس من تأثيراته
( كما هو الحدث في صديقتي التي )
الذي تفجر في نفس الصديقة لحظة سماعها تعليقا يوم زفافها ( عريس أعمى القلب ..ألم يرها قبل أن يخطبها ...قصيرة وعرجاء ........!!!
إذن قصيرة وعرجاء هو الحدث الدائم المستقر
في أعماق النفس والتعليق الذي نبشه وأشار إليه هو
الحدث الآني المباشر
وما بين تأثيرات الحدثين في أغوار النفس دار البوح من جديد ولكنه مختنقا بعبرات كادت تسيل من عين الصديقة وهي تقول عن صديقتها
( أن زوجها لا يبالي بمشاعرها )
وهي لا تدري أنها فجّرت في نفس صديقتها التي اختلقت شخصيات عديدة لتتوارى خلفهن وخصوصا عندما قالت لها
( أن زوجها لا يبالي بمشاعرها على الإطلاق )
وبذلك
( فتحت أبواب السراديب المعتمة المغلقة في نفس محدثتها ( والتي تضج بالألم)
وتبقى الإشارة إلى ظاهرة الفقر لافتة في اضطرار طفل لبيع الشراريب لشراء الدواء لأمه المريضة
في تناقض هذا الإطار الإجتماعي دارت أحداث قصة
بائع الشراريب ..
وتنوعت من
حدث عام جدا
وهو التحول الإجتماعي وبروز الفقر في بلد نفطي ..إلى فرحة الطفل وصاعقة الحدث على نفسيته إثر
حصوله على مائة ريال ...
وصخب المدينة وتهور سائقيها إثر
بروز سيارة
( مسرعة ) في قلب السوق التجاري الرئيسي لتنهي حياة الطفل وتقضي على آمال أمه بالشفاء .
تعليق