الصور

تقليص

لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

رسالة لقارئة السطور / تضامنا مع صاحب الحذاء

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • أحمد حسين أحمد
    كاتب مسجل
    • Oct 2008
    • 14

    رسالة لقارئة السطور / تضامنا مع صاحب الحذاء

    رسالة لقارئة السطور


    "تضامنا مع صاحب الحذاء: منتظر الزيدي"



    تهدّل الفجرُ على أقبيتي ،


    يبتاع خيط النور..


    وكنت ما أزال أرتمي في لجّة الظلام ،


    أستحم بالبخور


    أكتبُ أبجديتي فوق خطوط الشفق الوردي والغيوم


    تلك التي تنام عند ساحل الأفقِ،


    على مشارف الوجوم


    أكتب دون ريشةٍ عامرةٍ بالحبرِ،


    أو مسّودةٍ من ورقٍ محموم


    خلاصة الهموم


    فالليلُ في الغاباتِ يستلقي على أريكة السحاب


    ويبعث الرهبة والوجوم،


    يجرّني من ياقتي لعالمٍ مهجور..


    أنا وعازف الناي على مقربةٍ من شاطئ الفرات


    من ألفِ عصرٍ جاء يرتدي خمارهُ المسحور


    عيناهُ نجمتان تلمعان،


    تحكمان عالمَ الموات


    رأيتهُ ، وكانت المدائن الكبيرة


    تغطُّ في النومِ إذا ما لاحها الديجور..


    فتحتسي أنوارها الأخيرة


    والموت والجذام..


    وعندما تصحو،


    يكون قدّ مرَّ على بوابةِ الظلام،


    سيلٌ من العصور..


    *


    أكتب من خلف حدود الشمس ،


    رسالة تحملها الطيور


    إلى التي ستقرأ السطور:


    "عشتارُ " والسماءُ والصحراءُ والنجماتْ،


    أسرنني ، ونخلةٌ وحيدةٌ في آخرِ الواحاتْ..


    أبرقن حلمي حمرةً حطّتْ على خدِّ الشطوطِ،


    وناعسِ النايات..


    ما بينَ " دجلةَ" والمها وتنفّس الآهات..


    والدرّة الأم التي أودعتها معشوقتي،


    وبوادر المأساة..


    تلك التي ما همها عشقي ،


    ولم تعترِها النوبات..


    في هذهِ الليلةِ أسترجعُ دربَ النفي والحمّى،


    وأستصرخُ ربَّ الجند..


    من قاع بئر الموت في معمورة الأطلال


    فما الذي كانت ولادةَ موتهِ نفياً،


    بلا أهزوجةٍ يمشي ولا موّال؟


    لو علمتْ قارئة السطور..


    كيف تسفُّ هاجسي بواطن القبور


    وكيف تنبثُّ خيوط الشمس من رأسي،


    إلى مدائن الخوف التي حاصرها المحظور


    تخترق الحرّاس والجنود بعد حاجز المنطقة الخضراء


    هناك حيث هبَّ صاحب الحذاء،


    منتفضاً بوجهِ أفعى الحقد والشرور


    فترعد السماء


    من بعد رميتين رعدة القتال


    فينهضُ القتلى عرايا دون ما أكفان


    يستجلبون القطر للمكان


    *


    حاصرني جنود " بانيبال"


    ذاك الذي قيّدَ قرص الشمس في قرطاسهِ ،


    والقمر العرجون


    في قاعة العرش معلقين رأس الملكِ المكسور


    على أريكة الجلوس ، ثمَّ أحكموا الأقفال


    قالوا، ولم يهدأْ نزيف الدمِ من شريانهِ المطعون:


    الرأسُ بالرأسِ،


    ونصف جثّةِ المأسور


    تأكلها الغربان والنسور..


    وما تبقى حصة الوحوش في الجبال


    لكنني انسلخت كالأفعى من الجلد،


    إلى خميلةِ النخلات


    يصحبني "شاماش" صوب "بابل" المسوّرة 1


    لأكتب الأشعار فوق جثّة الفرات


    والعسكر الجديد والطاعون ،


    حولي يقهقهون..


    جاءوا من الغربِ،


    ومن غياهب السجون


    من قلب إعصارٍ من البحرِ ،


    من الأدغال


    تتبعهم كلابهم وشرّ جند الخلق


    والعاهرات والخمور والأغلال


    جاءوا محررين..


    للأرضِ من سكّانها،


    والزيتِ من قمقمهِ ،


    و الماءِ من نافذة ِالغربال..


    *


    أسقطُ كالنيازك المهشمة


    فوق سطوح الحي في "بغداد"..


    مغطياً جرحي بملح الأرض والرماد


    بحثتُ عن جاري ،


    وعن حديقة الزهور


    في آخر الحي ، فقالوا : غادر البلاد


    وزوجهِ صاحبة الخمسين قدْ جنّدها " الموساد"


    أما زهور الحي في الحديقة الغنّاء،


    يقول شيخ الجامع الكبير:


    مكانها حوائط الأسمنتِ والصخور


    أكتبُ ما زلتُ إلى قارئة السطور


    رسالتي المحمومة


    لعلها تقرأ ما سطّرتْ ،


    بدون أن يدهمها عساكر الحكومة،


    أو قبل أن تباغت الأجواء زمرةً بحجّةِ التفتيش


    فترجع الطيور،


    إلىَّ دون ريش..


    *


    ألمانيا 14/12/2008



    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


    1. شاماش: هو شاماش شوموكن الأخ التوأم لآشور بانيبال ملك نينوى وكان حاكما لبابل القديمة 669 ق.م.حيث أنقلب على حكم أخيه وحاربه لأربع سنوات قبل أن يختطفه الموت.
  • محمدذيب علي بكار
    أديب وقاص
    • Jul 2008
    • 844
    • sigpic

    #2
    رد: رسالة لقارئة السطور / تضامنا مع صاحب الح

    شكرا لك
    على هذه الوقفة
    مع هذا البطل العربي في زمن
    اصبحت فيه البطولة حماقة
    دام يراعك
    ودمت مبدعا ومدافعا
    محمد

    تعليق

    • سكينة جوهر
      أديبه وشاعره
      • Nov 2008
      • 244

      #3
      رد: رسالة لقارئة السطور / تضامنا مع صاحب الح


      لو علمتْ قارئة السطور
      كيف تسفُّ هاجسي بواطن القبور



      وكيف تنبثُّ خيوط الشمس من رأسي،


      إلى مدائن الخوف التي حاصرها المحظور


      تخترق الحرّاس والجنود بعد حاجز المنطقة الخضراء


      هناك حيث هبَّ صاحب الحذاء،


      منتفضاً بوجهِ أفعى الحقد والشرور


      فترعد السماء

      *************

      الأخ الفاضل أحمد

      ذلك قدر الأبطال 00فلا تأسَ 000

      وإن غدا لناظره قريبُ

      أتمنى أن أقرأ إبداعك المتجدد دوما

      والذى لا يزيدنا إلا حماسا 00وتطلعا ليوم النصر الكبير

      مع خالص تقديرى واحترامى

      تعليق

      • ثروت سليم
        شاعر وأديب مصري
        • Jul 2005
        • 2448
        • sigpic

        #4
        رد: رسالة لقارئة السطور / تضامنا مع صاحب الح

        هناك حيث هبَّ صاحب الحذاء،
        منتفضاً بوجهِ أفعى الحقد والشرور

        فترعد السماء
        من بعد رميتين رعدة القتال
        فينهضُ القتلى عرايا دون ما أكفان
        أحمد حسن

        ما أروعك أخي أحمد وأنت تكتب عن الحدث من بلادٍ بعيدة
        تعرف معنى هذا الحدث وكيف تُضربُ الهيمنةُ والغطرسة بحذاء الدمار الشامل
        تحيتي وتقديري

        تعليق

        • فارس الهيتي
          كاتب مسجل
          • Nov 2006
          • 751

          #5
          رد: رسالة لقارئة السطور / تضامنا مع صاحب الح


          قصيدة متميزة واسلوب مختلف عن القصائد
          التي عالجت قضية الحدث ...
          صور متميزة واسلوب راقي وبناء متين


          تثبت

          تعليق

          • محمد جميل الخشرمي
            كاتب مسجل
            • Nov 2008
            • 12

            #6
            رد: رسالة لقارئة السطور / تضامنا مع صاحب الح

            المشاركة الأصلية بواسطة أحمد حسين أحمد
            رسالة لقارئة السطور



            "تضامنا مع صاحب الحذاء: منتظر الزيدي"



            تهدّل الفجرُ على أقبيتي ،


            يبتاع خيط النور..


            وكنت ما أزال أرتمي في لجّة الظلام ،


            أستحم بالبخور


            أكتبُ أبجديتي فوق خطوط الشفق الوردي والغيوم


            تلك التي تنام عند ساحل الأفقِ،


            على مشارف الوجوم


            أكتب دون ريشةٍ عامرةٍ بالحبرِ،


            أو مسّودةٍ من ورقٍ محموم


            خلاصة الهموم


            فالليلُ في الغاباتِ يستلقي على أريكة السحاب


            ويبعث الرهبة والوجوم،


            يجرّني من ياقتي لعالمٍ مهجور..


            أنا وعازف الناي على مقربةٍ من شاطئ الفرات


            من ألفِ عصرٍ جاء يرتدي خمارهُ المسحور


            عيناهُ نجمتان تلمعان،


            تحكمان عالمَ الموات


            رأيتهُ ، وكانت المدائن الكبيرة


            تغطُّ في النومِ إذا ما لاحها الديجور..


            فتحتسي أنوارها الأخيرة


            والموت والجذام..


            وعندما تصحو،


            يكون قدّ مرَّ على بوابةِ الظلام،


            سيلٌ من العصور..


            *


            أكتب من خلف حدود الشمس ،


            رسالة تحملها الطيور


            إلى التي ستقرأ السطور:


            "عشتارُ " والسماءُ والصحراءُ والنجماتْ،


            أسرنني ، ونخلةٌ وحيدةٌ في آخرِ الواحاتْ..


            أبرقن حلمي حمرةً حطّتْ على خدِّ الشطوطِ،


            وناعسِ النايات..


            ما بينَ " دجلةَ" والمها وتنفّس الآهات..


            والدرّة الأم التي أودعتها معشوقتي،


            وبوادر المأساة..


            تلك التي ما همها عشقي ،


            ولم تعترِها النوبات..


            في هذهِ الليلةِ أسترجعُ دربَ النفي والحمّى،


            وأستصرخُ ربَّ الجند..


            من قاع بئر الموت في معمورة الأطلال


            فما الذي كانت ولادةَ موتهِ نفياً،


            بلا أهزوجةٍ يمشي ولا موّال؟


            لو علمتْ قارئة السطور..


            كيف تسفُّ هاجسي بواطن القبور


            وكيف تنبثُّ خيوط الشمس من رأسي،


            إلى مدائن الخوف التي حاصرها المحظور


            تخترق الحرّاس والجنود بعد حاجز المنطقة الخضراء


            هناك حيث هبَّ صاحب الحذاء،


            منتفضاً بوجهِ أفعى الحقد والشرور


            فترعد السماء


            من بعد رميتين رعدة القتال


            فينهضُ القتلى عرايا دون ما أكفان


            يستجلبون القطر للمكان


            *


            حاصرني جنود " بانيبال"


            ذاك الذي قيّدَ قرص الشمس في قرطاسهِ ،


            والقمر العرجون


            في قاعة العرش معلقين رأس الملكِ المكسور


            على أريكة الجلوس ، ثمَّ أحكموا الأقفال


            قالوا، ولم يهدأْ نزيف الدمِ من شريانهِ المطعون:


            الرأسُ بالرأسِ،


            ونصف جثّةِ المأسور


            تأكلها الغربان والنسور..


            وما تبقى حصة الوحوش في الجبال


            لكنني انسلخت كالأفعى من الجلد،


            إلى خميلةِ النخلات


            يصحبني "شاماش" صوب "بابل" المسوّرة 1


            لأكتب الأشعار فوق جثّة الفرات


            والعسكر الجديد والطاعون ،


            حولي يقهقهون..


            جاءوا من الغربِ،


            ومن غياهب السجون


            من قلب إعصارٍ من البحرِ ،


            من الأدغال


            تتبعهم كلابهم وشرّ جند الخلق


            والعاهرات والخمور والأغلال


            جاءوا محررين..


            للأرضِ من سكّانها،


            والزيتِ من قمقمهِ ،


            و الماءِ من نافذة ِالغربال..


            *


            أسقطُ كالنيازك المهشمة


            فوق سطوح الحي في "بغداد"..


            مغطياً جرحي بملح الأرض والرماد


            بحثتُ عن جاري ،


            وعن حديقة الزهور


            في آخر الحي ، فقالوا : غادر البلاد


            وزوجهِ صاحبة الخمسين قدْ جنّدها " الموساد"


            أما زهور الحي في الحديقة الغنّاء،


            يقول شيخ الجامع الكبير:


            مكانها حوائط الأسمنتِ والصخور


            أكتبُ ما زلتُ إلى قارئة السطور


            رسالتي المحمومة


            لعلها تقرأ ما سطّرتْ ،


            بدون أن يدهمها عساكر الحكومة،


            أو قبل أن تباغت الأجواء زمرةً بحجّةِ التفتيش


            فترجع الطيور،


            إلىَّ دون ريش..


            *


            ألمانيا 14/12/2008



            ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ



            1. شاماش: هو شاماش شوموكن الأخ التوأم لآشور بانيبال ملك نينوى وكان حاكما لبابل القديمة 669 ق.م.حيث أنقلب على حكم أخيه وحاربه لأربع سنوات قبل أن يختطفه الموت.
            ------------------------------------------------------------------------------------------------------
            الاخ الشاعر الغيور احمد حسين احمد
            حداثه في المضمون واسلوب الطرح تميزت بها
            ارتقيت بالحرف الى سماء ارحب وفضاء اوسع
            شكرا لك

            تعليق

            • محمد الكبيسي
              كاتب مسجل
              • Feb 2008
              • 805
              • إنزع ثياب الأسى عن مجدك الغاد
                يامن تميزت بين الناس بالضاد

              #7
              رد: رسالة لقارئة السطور / تضامنا مع صاحب الح

              لا فض فوك
              قصيدة جميلة وبأسلوب راقي
              أسجل أعجابي بهذه القصيدة الجميلة
              وأتمنى لك الموفقية
              تحيتي وتقديري
              دمت بخير

              تعليق

              • أحمد حسين أحمد
                كاتب مسجل
                • Oct 2008
                • 14

                #8
                رد: رسالة لقارئة السطور / تضامنا مع صاحب الح

                المشاركة الأصلية بواسطة محمدذيب علي بكار
                شكرا لك

                على هذه الوقفة
                مع هذا البطل العربي في زمن
                اصبحت فيه البطولة حماقة
                دام يراعك
                ودمت مبدعا ومدافعا

                محمد
                الشاعر الجميل محمد ذيب

                أشكرك أخي الغالي على التفاعل مع نصي المتواضع الذي جاء لنصرة بطل الأمة الجديد
                ويا ليت لو كان بأيدينا غير القل نعبر به

                تحياتي ومودتي

                تعليق

                يعمل...