الصور

تقليص

لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

لعبة الصمت...

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • هيثم سعد زيان
    كاتب مسجل
    • Aug 2007
    • 69

    لعبة الصمت...

    لعبة الصمت...!

    نـفِـدَ الـكـلامُ و،بـِي،تـعــثـَّرَ مَـعْـبَــرُهْ
    الجـرحُ جُـرحِـــــيَ إنـَّمَا لا أشـعُــرُهْ
    إنْ كـانَ جُـرحيَ قـد تـَبـَرّأ مِــنْ دمِي
    أأجـِـيـــرُهُ فـي خـافِـقِـي أمْ أعْـصُرُهْ؟
    سـيـصيـرُ لُغـْمًا ما تـأخَّـرَ فِـي فـَمِــي
    مِنْ أحرُفٍ . فـَبـِصَمْتِ مَنْ سَأفجـِِّرُهْ؟
    كــلُّ الـحـكـايـةِ ،يا رفــيــقيَ ،مُــرَّة ٌ
    عُــــنـوانـُـها حـتـَّى الـبـهـائمُ تـُنكـِرُهْ
    أأديــنـُـنِـي و أدُسُّـنِـي فـي حُــرقـَـتـِي
    ولــقــدْ أذابَ الـمـســـتـحـيـلَ تــأثـُّـرُهْ
    إســتــفـردتْ زُمَـرُ الـخـرابِ بـعِـزِّهَا
    و صـمـودُهَـا ما مِنْ جَريءٍ يَنـصُـرُهْ
    صَـدِئـَتْ سـيـوفُ الـذلِ فـي أغْمـادِهَا
    مـاذا يـُـفـيـدُكَ سـيـفـُهُـمْ لوْ تـُشْـهـِرُهْ؟
    و تـسـاءلـُوا و النـومُ يُرهِـقُ ظـُهْرَهُمْ
    هـذا أنـينٌ ناشِــزٌ!... مَـنْ يـُـصْــدِرُهْ؟
    الـجـُـبـْـنُ يُـوهِــمُــهُ المآثِــرَ جَــمَّــة ً
    ويـَــلـُـفـُّـهُ فــي لـَعــنَـةٍ إذ ْيـُــظـْهـِـرُهْ
    فـي يـَـومِ صِـدقٍ قــدْ تـعـاظـمَ شَـأنـُهُ
    و أثـارَ حَـدْسَ الـمُـسـتـبـاحـَةِ مَنـظرُهْ
    الشَّـمـسُ بَـاحـتْ لـلمَـدى بـشُـجــونِها
    و الدفءُ صـــادرَهُ الأذى و تـَجـَبُّـرُهْ
    نَـزحَ السـحابُ و صُـبـحُهُـمْ مُـتـشـنّجٌ
    لـكَـأنَّ أمـرًا فــي الـسَّــمـــاءِ يـُـبـرِّرُهْ
    يـتـقاســـمـونَ الـوعــدَ ذاك مُـرادُهـُمْ
    الـطـفـلُ يـُصْـغــي و الـوَلـِيُّ يُـكَـرِّرُهْ
    لِرضـيعِـهـِمْ،كُـلُّ الـبـُيـوتِ أمــومَــة ٌ
    البـابُ حِـصــنٌ و النـوافِـــذ ُمُـخـْبـِرُهْ
    البيـتُ يـُشـبـهُ وَشْـوَشـَاتِ صَغـيـرِهِمْ
    فـي أُذ ْنِ مَنْ يَـحـنـو عـلـيهِ و يَعْـذرُهْ
    تـبــدو تــفـاصـيـلُ البـسـاطـةِ سَــيِّـدًا
    بالــصـدقِ يـَـخــدِمُ عَـبـدَهُ و يُـعَــزِّرُهْ
    ذاك الإطـارُ يَــضـــمُّ صـورَة َوالـِـــدٍ
    مـَهْـمَا نَـأى فـالـدارُ،دومًــا،تـَـذكُـــرُهْ
    فـي غُــرفــةٍ بَـكْـمَـاءَ يَحضنُ رُكـنَهَا
    و عيونُ مَنْ في الدارِ،جَهْرًا،تبْصِرُهْ
    لا غـَــيـَّـبـُـوهُ و لا تـَشَــتـَّــتَ ذِكـْــرُهُ
    عـَبَـقُ الشـهــادةِ كُـلَّ حِـيـنٍ يَـجْـهَـرُهْ
    أمِـيـَّة ٌنـَطـَـقَ الـــبــيــانُ بـِحَــرْفِــهَــا
    تـَتـلـو الكـتـابَ بـحـكـمـةٍ و تـُفـَـسِّـرُهْ
    أمٌّ أطـالَ الــــلـّــهُ عُــمْــرَ ثــَبـَـاتـِــهَا
    فـأشـَــعَّ فـــيــها حـُـكْــمُــهُ و تـَدبُّــرُهْ
    بـَيـْـنَ الصُمـودِ و بيـن طــولِ دُعائِهَا
    يـَنْـسَـــلُّ حُــلـْـمٌ و الـرَّجــاءُ يُـقـَـرِّرُهْ
    بـِنْـتٌ تـَنـزَّهَ فـي الحــيــاةِ جَــمــالـُـها
    فالإســمُ " غـَـزَّة ُ" كُـلُّ حـَيٍّ يَـذكُـرُهْ
    كانـتْ لـهـا أختٌ تـُشاطـرها الـرِّضـَا
    و أخٌ ودودٌ فــي الـــنـَّـبـاهـَةِ تـَكْـبُـرُهْ
    رَضعوا البراءَة َو اسْتـشـفـُّوا طعـمَهَا
    و أتـَى الذي يُـفـْنِـي البريءَ و يُقـبـِرُهْ
    ذكـرى تُخـلـِّدُ فـي المـكـانِ رحـيـلـَهُمْ
    هـَـلْ مُــمْـكِنٌ أنْ يـسـتـريحَ مُـدَبـِّـرُهْ؟
    ذهـبـُوا و لا تـَـدري لـمـاذا لـَــمْ يَـعُـدْ
    مِـنْ صِـيـتهـم قـَلـَمُ الصَّغـيـرِ ودفـترُهْ
    إذ ْتـكـتـبُ الأشـواقَ مِنْ حِـبْـرِ الـوَفـَا
    و تـضـمُّ مَعـنى خُـلـدِهـِـمْ و تـُعَـطـِّرُهْ
    خـَرَجَـتْ كـعـادتـِـها تـَجـُسُّ نـهـارَهَا
    و جَــبـيـنـُها ، بـالـزَّعـفـرانِ تـُعَـفـِّرُهْ
    هِـيْ " غزة ٌ"، الكُـلُّ يـَرقـُبُ وقـْعَـهَا
    وسَـطَ النـَّوائـبِ،كـَمْ تـَعاظـَمَ مَـشْعَـرُهْ
    تـَزْهُــو بخـطوتِـها،تـَحـِـيـكُ مُـرَبـَّعـًا
    عَـبْـرَ الـزّقـاقِ تـقـيـسُــهُ و تـُسَـطـِّرُهْ
    مَـنـَحـَتْ لـِـدُمـْـيَـــتِـهَا مَـلامـحَ حُــرّةٍ
    و الشعرُ مِنْ سِحْرِ الأصابعِ تـَضْفـُرُهْ
    و أمـامَــها ظــلُّ يُــداعِـــبُ حِــسَّــهَا
    يـضـعُ الرَّغــيـفَ بـجـيـبـِهِ ويُــدثــِّرُهْ
    غـَـــنـَّـتْ بـِـمــفـردِها طـويـلا رُبـَّـمَا
    لـَمْ تـَسـتــسـِـغْ لـحـنـًا تـَغـيـَّرَ مِـنـْبـَرُهْ
    فـَـدَعـَـتْ لـلـُعْــبَــتـِهَا رفـيـقـاتٍ لـَهـَـا
    و بـَدا المُـربـَّعُ حَـقـْـــلَ فـُـلٍّ تـَعـْـبُـرُهْ
    غَمرَ الحنانُ جبـينَ " غزة َ" فانْحنتْ
    صَـوْبَ المُـرَبـَّعِ بالــصُمـودِ تـُؤطـِّرُهْ
    و تـساءلـَتْ و هيَ التـقـيـَّة ُفـي السَّمَا
    أأخـَـيـِّرُ الــمَعـْـنـَى بـِـنـَـا،أمْ أجْـبـِرُهْ؟
    حَـلـُمـَــتْ بـِـطـائــرةٍ لـَـهـَـا ورقـِـيـَّـةٍ
    و الحُـلـْمُ يـَـسـرُدُه ُالـهَــوا و يـُحَـرِّرُهْ
    حَـلـمـتْ بـِكـُـلِّ الأمـنـيـاتِ و عَـيْـنـُهَا
    صَـوْبَ الـتـُّرابِ تـَجـوبـُهُ و تـُقــَـدِّرُهْ
    أتـُراكَ تـُصـْـبـِحُ فـِي اليـقـيـنِ مُـؤبـَّدًا
    و تـَفوحُ فـَجـْرًا في السَّـريـرَةِ أبْذرُهْ؟
    أتـُراهُ يَـنـْسَـحِـبُ الـحِـدادُ و يَـنـْجـَلـِي
    و أراكَ رَأيَ الـعَـيـنِ عِـيـدًا أفـْخَـرُهْ؟
    مـَا إنْ تـَلـَتْ خَـيْـط َالحَـريـرِ بـِسِـرِّهَا
    حـتـَّى أتـَى مَـنْ يـَعـْـتـَلـِيـهِ و يَـبْــتـُرُهْ
    كلاَّ! أجـابَ الـوَحـشُ مِـنْ عَـلـْـيـَـائـِهِ
    لـَنْ تـَهْـنـَئـُوا و صَـفـَاؤُكمْ سَأعَــكـِّرُهْ
    سـأضيـقـُكمْ مِنْ سَطوَتي مَـا لَمْ تـَرَوا
    و أذلـُّـكـُـمْ و دمَــــارُكـُـــمْ سَـأدمِّـــرُهْ
    وَرَق ٌعـَفِــيــفٌ مـَسـَّهُ غَـدْرُ الـعِــدى
    فـيـَطـالـُـهُ سَـهـْــمُ الـرَّدى و يُـخـَـدِّرُهْ
    و تــَهـيمُ طـائـِــرَة ُالـــبـَــراءةِ آلـَـــة ً
    للـمـوتِ تـَمْـتهـِنُ الخَـرابَ و تـَنشُـرُهْ
    شَـردَتْ عَـقـاربُ وقتِهـمْ مِـنْ وقـتـِهمْ
    زَحـَفَ الظـّلامُ علىَ الضِّـياءِ يُـنـَفـِّرُهْ
    صَمـَتَ الـزّقـاقُ و زَغـْردَتْ أفـْكـَارُهُ
    لـَمَّا عَـلا صَـوتُ النـَّزيـفِ و أبـْحُـرُهْ
    لا تـُخـْبـِروا عَنها العـَيـَانَ. تـريـثـوا!
    فعسَى ذرَى الأشلاءِ،هِيْ،مَنْ تـُخبـِرُهْ
    لا تـسـألـُوا عَـنـهَا الرَّضيعَ أوِ اسْألوا
    فوقَ الضّريحِ...حَليبُهُ، مَـنْ يَحْظـُرُهْ؟
    قِـمَـمُ الـنـَّيـاشــيـنِ المُـزيـَّفـَةِ اكـْتـَفـَتْ
    بسُؤالِها:" فسْفورُهمْ مَنْ يُحْضِرُه ْ؟ "
    " أولمرتُ" لمَّعَ بالـ:" فلاشةِ" غدْرَهُ
    " باراكُ " أهْدتهُ الجماجمَ " خَيبَرُه ْ"
    و تـوَدُّ لـوْ يُصْغِي " الخَليلُ " لِفكرِهَا
    و يـَعُـودُ " إسماعـيـلُ " حَـيًا يَـنـْحَرُهْ
    " ليفني " البريئة.ُ.. يا لهَا مِـنْ حُـرَّةٍ
    تــَئـِـدُ الـنِـظـامَ العَـالــمِـيَ و تـَكـْـفـُرُهْ
    يـا غــزَّة َالأطـفــالِ مَــا لِــي لا أرَى
    فِـي طِفلِكِ المَذعـورِ جـِسْمًا يَسْـتـُرُهْ؟
    يـا غـــزة َالأطـــفــالِ إنَّ حَــلـيـــبَـهَا
    فـي الصَّـدرِ يـَصْـنـَعُ مَجدَناَ و يُكرِّرُهْ
    يــا غــزة َالأبــطـالِ إن َّصُـمــودَهُــمْ
    يـَـلِـدُ التـَّحَـرُّرَ في الـحَـشـَا و يُـكـَبـِّرُهْ
    كـُلُّ الـكـلامِ أسِـيــرُ حَــرْفٍ قـَـاصِـرٍ
    و صُمُـودُ جُرْحِـكِ وَحْـدَهُ سَـيـُحـَرِّرُهْ


    هيثم سعد زيان
    الجزائر/ جانفي 2009
  • الباشق محمد بلغيث
    كاتب مسجل
    • Nov 2008
    • 34

    #2
    رد: لعبة الصمت...

    *****************
    قصيدة رائعة مفعمة بالعروبة بكل ما تحمله الكلمة من معـنى
    شكرا يا - هيثم - ولابد من الظلمة لكــي نرى النور ... فهنيئا لنا
    بهذه القصيدة ، وهنيئا لـ غـــزّة الحرة بهــذا النصر .

    تعليق

    • هيثم سعد زيان
      كاتب مسجل
      • Aug 2007
      • 69

      #3
      رد: لعبة الصمت...

      ما على الحرف إلا أن يؤدي واجبه تجاه من هم في أمس الحاجة إلى جرة قلم صادقة في غياب هبة نخوة رسمية...

      هذا ما يجب أيها الباشق السامق...

      تعليق

      • سكينة جوهر
        أديبه وشاعره
        • Nov 2008
        • 244

        #4
        رد: لعبة الصمت...

        ذهـبـُوا و لا تـَـدري لـمـاذا لـَــمْ يَـعُـدْ
        مِـنْ صِـيـتهـم قـَلـَمُ الصَّغـيـرِ ودفـترُهْ
        إذ ْتـكـتـبُ الأشـواقَ مِنْ حِـبْـرِ الـوَفـَا
        و تـضـمُّ مَعـنى خُـلـدِهـِـمْ و تـُعَـطـِّرُهْ


        الشاعر المبدع هيثم سعد زيان


        تحياتى لك على رائعتك تلك


        التى تكاملت لغة رصينة وتصويرا جميلا



        وعبرت أدق تعبير عن مأساة أهلنا


        وأطفالهم بغزة الحرة الأبية



        دعواتنا لهم بالرحمة وأن يزيدهم الله صمودا



        مع خالص تحياتى وتقديرى لك



        سكينة جوهر


        تعليق

        • هيثم سعد زيان
          كاتب مسجل
          • Aug 2007
          • 69

          #5
          رد: لعبة الصمت...

          لنا البحر و ليس لنا مداده ...

          ولنا البر و ليس لنا جواده...

          ربما سينجلي ماء الوجه الأسن و سيكون للحرف إلياذة مغايرة...


          إني لأرى العبور قريبا يا سيدتي ...

          تعليق

          • عماد ابو رياض
            مشرف
            • Mar 2008
            • 1308
            • حياة المرء ثوب مستعار

            #6
            رد: لعبة الصمت...

            تعبير رائع ووصف محزن ..
            تحياتي وامنياتي لك أخي الكريم هيثم ..
            غزة عنوان الشموخ والأمل ..
            أملنا بالله كبير أن تستفيق الأمة من سباتها العميق
            وحسبنا الله ونعم الوكيل

            تعليق

            • هيثم سعد زيان
              كاتب مسجل
              • Aug 2007
              • 69

              #7
              رد: لعبة الصمت...

              سيثور الهزار حتما و تستحيل أناشيده إلى عناقيد غضب قاصم...

              أما أكلة الجيف، حسبهم النتانة و لا شيء غير النتانة تجثم على صدورهم الصدئة..

              تعليق

              • الناصري
                شاعر عباسي،،،،
                • May 2008
                • 504
                • إذا ترحلتَ عن قومٍ وقد قدروا.....ألا تغادرهم فالراحلون هُمُ

                #8
                رد: لعبة الصمت...

                .
                .
                .
                .
                تكفيك عن سَنَة ....
                .
                .
                بل عن سنين...
                .
                .
                تعبتُ في منتصفها......ربما أعود....!
                .
                .
                ما أروع قولك :
                .
                و تـسـاءلـُوا و النـومُ يُرهِـقُ ظـُهْرَهُمْ
                هـذا أنـينٌ ناشِــزٌ!... مَـنْ يـُـصْــدِرُهْ؟
                .
                .
                كم أنا فرح بحصولي على هذا الكنز والنهب منه !
                .
                .
                .

                تعليق

                • هيثم سعد زيان
                  كاتب مسجل
                  • Aug 2007
                  • 69

                  #9
                  رد: لعبة الصمت...

                  قد لا نجد ما يشفي غليل البراءة في غزة ، إنما نقول : لله درك يا براءة غزة...النصر آت إن شاء الله...

                  تعليق

                  يعمل...