الصور

تقليص

لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

وَجْهٌ عَزِيزٌ

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • بنت الشهباء
    كاتب مسجل
    • May 2006
    • 2150
    • أمينة أحمد خشفة

    #16
    رد: هُدُوءٌ

    وإن ما قرأته هنا يا أستاذنا الفاضل أبو شامة المغربي
    قد أوحى لنا بأن هذا الشاب الذي عانى من صروف الدنيا وآلامها وهمومها لم يكن له من بد إلا أن يستلقي بجسده المنهك النحيف على الكرسي لعلّه يرى نور الأمل من جديد على قلبه الجريح ..
    ومجرد أن نظر إلى أشعة الشمس وخيوطها المنسابة إلى قلبه رواده إحساس بالأمل لينهض ويداوي جراحاته المهيضة بالعزيمة والإيمان والإرادة التي تصنع المعجزات ...

    تعليق

    • أبو شامة المغربي
      السندباد
      • Feb 2006
      • 16639


      #17
      إشْتبَاكٌ





      إشْتبَاكٌ
      ... وما هي إلا دقائق معدودة من السير الحثيث على الأقدام، وتنقل خاطف من زقاق إلى زقاق بهتافات منثورة مسلية، وبشعارات منظومة مدوية، وتوزيع لأوراق مطبوعة من مختلف الأحجام، وطرق عنيف للأبواب بالأيادي الباطشة، وطبل مقروع ومزمار منفوخ ورقص بأرجل طائشة، حتى التقى الجمعان، وارتفعت الأصوات بالشتم المتبادل وبالهجاء الذي يحار في بلاغته كل بيان، وإذا بالصفير قد احتد من هذه الفئة ومن تلك الفئة فصم الآذان، فتراشقوا بالحجارة والبصاق وبديوان سفاهة مجرد من الغلاف وليس له أي عنوان، وغدوا فرجة كريهة لأهل الحي ولعابري السبيل بالمجان، ثم حمي الوطيس، وصار الحشد مشهداً موسوماً ببئس المنظر البئيس، ومتبوعاً بقول: سحقاً لمن كان لهؤلاء خير جليس، واللعنة على ما يحتويه هذا الكيسُ ...
      التحق بهم ركضاً من كل حدب وصوب جمع كبير، ولم ينأ بنفسه عنهم في الحين إلا رهط يسير، فتلاطمت الأجساد بالأجساد، وغاصت النفوس في وحل البغضاء والشحناء وفي مستنقع الأحقاد، ثم اصطدمت العصي الغليظة بالعصي مائلة مرعدة، وتطاير الشرر من ارتطام السكاكين بالسكاكين لامعة مبرقة، فهوى إلى الأرض كثيرون، وداستهم الأقدام والغبار علاهم وهم يستغيثون، حتى خيل لمن حضر الوقيعة أنها معركة ضروس، وكادوا يجمعون على أنها تكملة لحرب البسوس، وأوشكوا على الجزم بأن صوتاً قد نادى قبيل اندلاعها واشتداد أوارها: حي على الجهاد، وأن صوتاً آخر رد عليه دون تأخير: لكم اليوم منا الموت الزؤام يا أوغاد ...

      د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي

      aghanime@hotmail.com

      تعليق

      • محمد ابراهيم سلطان
        كاتب مسجل
        • Feb 2009
        • 21

        #18
        رد: إشْتبَاكٌ

        المشاركة الأصلية بواسطة أبو شامة المغربي





        إشْتبَاكٌ
        ... وما هي إلا دقائق معدودة من السير الحثيث على الأقدام، وتنقل خاطف من زقاق إلى زقاق بالهتافات المدوية وبأوراق مطبوعة موزعة من مختلف الأحجام، وطرق عنيف للأبواب بالأيادي الباطشة، وطبل مقروع ومزمار منفوخ ورقص بارجل طائشة، حتى التقى الجمعان، وارتفعت الأصوات بالشتم المتبادل وبالهجاء الذي يحار في بلاغته كل بيان، وإذا بالصفير قد احتد من هذه الفئة ومن تلك الفئة فصم الآذان، فتراشقوا بالحجارة والبصاق وبديوان سفاهة مجرد من الغلاف وليس له أي عنوان، وغدوا فرجة كريهة لأهل الحي ولعابري السبيل بالمجان، ثم حمي الوطيس، وصار الحشد مشهداً موسوماً ببئس المنظر وسحقاً لما يحتويه الكيسُ ...
        التحق بهم ركضاً من كل حدب وصوب جمع كبير، ولم ينأى بنفسه عنهم في الحين إلا رهط يسير، فتلاطمت الأجساد بالأجساد، وغاصت النفوس في وحل البغضاء والشحناء وفي مستنقع الأحقاد، ثم اصطدمت العصي الغليظة بالعصي مائلة مرعدة، وتطاير الشرر من ارتطام السكاكين بالسكاكين لامعة مبرقة، فهوى إلى الأرض كثيرون، وداستهم الأقدام والغبار علاهم وهم يستغيثون، حتى خيل لمن حضر الوقيعة أنها معركة ضروس، وكادوا يجمعون على أنها تكملة لحرب البسوس، وأوشكوا على الجزم بأن صوتاً قد نادى قبيل اندلاعها واشتداد أوارها: حي على الجهاد، وأن صوتاً آخر رد عليه دون تأخير: لكم اليوم منا الموت الزؤام يا أوغاد ...

        د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي


        aghanime@hotmail.com



        سرد شعرى متناغم للأذن استطاع ان يوصل الفكرة ببراعة .
        أشكرك كل الشكر على هذه اللقطة الرائعة

        معذرةً :
        لم ينأى/لم ينأ

        تعليق

        • أبو شامة المغربي
          السندباد
          • Feb 2006
          • 16639


          #19
          شكر وتقدير ...

          تعليق

          • أبو شامة المغربي
            السندباد
            • Feb 2006
            • 16639


            #20
            شكر وتقدير ...

            تعليق

            • أبو شامة المغربي
              السندباد
              • Feb 2006
              • 16639


              #21
              رَجْعُ أقدَام





              رَجْعُ أقدَام
              ... إذ لم يكن بالنسبة إليه كنزاً ثميناً يطمع أن يظفر به بعد سفر قاصد وحفر غير عميق، أو يداً ممدودة إليه على وشك أن يصافح صاحبها في لقاء قريب وسير نحوه حثيث، بل كان حلماً شق عليه تحقيقه في اليقظة والمنام، وأفقاً يراه بعيداً صعب المنال ...
              قبل أعوام جلس مرهفاً السمع في مكان عزيز عليه، وقد لاحت منه سمة الوقار، وكسى الهدوء وجهه، والدمع أضاء عينيه بعد عصر يوم اثار لديه بما حفل به من أحداث ولقاءات ذكريات ذات شجون، وبعثه كل ما كان يجري حوله يومها على تذكر أناس قضوا يعرفهم حق المعرفة، كثيراً ما جالسهم وجالسوه، وألفهم مستأنساً بهم وألفوه ...
              أرسل نظرة أولى من مكانه إلى دار عتيقة هناك، فتمثل أهلها واحداً واحداً، وهم مجتمعون في فنائها الواسع يتحدثون بما لذ وطاب من الكلام، ويقصون ما أورق وأزهر من الحكايات النادرة ...
              بعث العائد من جديد بنظرة ثانية إلى شجرة معمرة هنالك، فذكره ظلها الوارف بأحاديث طريفة كان يتقاسمها مع شيخ ظريف جليل، ثم امتد بنظرة ثالثة إلى مسجد صغير، فعادت صومعته القصيرة بسمعه إلى صوت أذان شجي، كان يسحر قلبه، ويأسر لُبه، وظل يشرق كل يوم في أعماقه خمس مرات، فلازمه صداه منذ أن استقبلته أذناه، ولم يفارقه قط حتى بعد هجرته إلى تلك البلاد القصية، التي انفق فيها أعواماً طويلة ...
              عرج بنظرة رابعة على بئر ماء قديمة عميقة، ودلو أسود مائل قد وضع على حافتها، وشد وثاقه بإحكام إلى حبل غليظ، فاستيقظت في ذهنه ذكريات له مع تلك البئر، ومع من كانوا يترددون عليها مرات كل يوم يستسقون ماءها العذب الزلال، ثم إنه لم يبخل بنظرات أخر على أطلال لها في قلبه نبض متفرد ومعزة خاصة، فما كاد يفرغ من سياحته الخاطفة ببصره فيها، حتى تقاطرت العبرات صامتة من عينيه، وتدفق في سمعه رجع أقدام على الطريق الماثلة أمامه لأحباء عز عليه فراقهم ورحيلهم منذ زمن بعيد ...

              د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي

              aghanime@hotmail.com

              تعليق

              • أبو شامة المغربي
                السندباد
                • Feb 2006
                • 16639


                #22
                قصة حَيَاة





                قصة حَيَاة
                ... فبدل من أجل انتقاء كلماتها كل جهده، ولم يستبق من خلاصة حنكته الأدبية وعصارة خبراته البيانية شيئاً في سبيل الفراغ من كتابتها وقد صارت مخطوطة نفيسة فصيحة، ثم أنفق من المال كثيراً قصد إخراجها مطبوعة في أبهى حلة، ورؤيتها بين أيدي القراء مقروءة في أجمل صورة ...
                كان قد فكر كثيراً، قبل أن يبلغ الغاية المرجوة، في صياغتها بأسلوب يليق بها وتليق به، وكان قد أطال التأمل في النهج الذي سيعتمده، قبل أن يحقق هدفه المنشود، طلباً للتوفيق في كيفية عرضها دالة موحية، فاستقر الرأي به على التحدث عن نفسه بضمير الغائب، إذ تبادر الموت إلى ذهنه أثناء تأمله، وخيل إليه وكأن جمعاً من الناس قد ساروا في جنازته، وشيعوه إلى مثواه الأخير في الحياة الدنيا منذ زمن بعيد، وأن أحدهم أمهم ونادى فيهم: الصلاة على الجنازة .. جنازة رجل ...
                ثم هداه إعمال النظر إلى نسج خيوطها الدقيقة، وربط أجزائها المتكاملة بوحي من فصول العام الأربعة، فارتأى أن يقرن الشتاء بطفولته وصباه، والربيع بفتوته وشبابه، والصيف بأشده وكهولته، والخريف بشيخوخته وهرمه، فقطع للقراء وعداً على نفسه أن يصدقهم الحديث عن ذاته في كل كلمة يخطها بيمينه، وأن يتحرى الحقيقة في ما يسرد عليهم، وينأى بنفسه وبهم عن كل ما من شأنه أن يخدش الحياء، أو يزيغ به وبهم عن المروءة والعفة والخلق الرفيع ...
                أخذت الأيام تطلب الأيام حثيثاً، واقتفت الشهور أثر الشهور فلحقت بها سريعاً، ومر عام ثم عام آخر بعد مضي عام، فختم ما كان بدأ بأن سأل الله حسن العاقبة وخير الجزاء في الدار الآخرة ...

                د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي

                aghanime@hotmail.com

                تعليق

                • خليد خريبش
                  قاص مربدي
                  • Oct 2006
                  • 1113

                  #23
                  رد: قصة حَيَاة

                  أخي الكريم أبو شامة ،هذه القصة أوجزت الحياة في سطور فلا هي من المختصر الشديد و لا من المسهب غير المفيد،أدام الله صحتك وجعلك نبراسا ينير هذا المنبر .

                  تعليق

                  • أبو شامة المغربي
                    السندباد
                    • Feb 2006
                    • 16639


                    #24
                    شكر وتقدير ...

                    تعليق

                    • أبو شامة المغربي
                      السندباد
                      • Feb 2006
                      • 16639


                      #25
                      رد: قصة حَيَاة

                      تعليق

                      • أبو شامة المغربي
                        السندباد
                        • Feb 2006
                        • 16639


                        #26
                        رد: رَجْعُ أقدَام

                        تعليق

                        • أبو شامة المغربي
                          السندباد
                          • Feb 2006
                          • 16639


                          #27
                          رد: هُدُوءٌ

                          تعليق

                          • أبو شامة المغربي
                            السندباد
                            • Feb 2006
                            • 16639


                            #28
                            رد: إشْتبَاكٌ

                            تعليق

                            • أبو شامة المغربي
                              السندباد
                              • Feb 2006
                              • 16639


                              #29
                              رد: شَرَاسَةٌ

                              تعليق

                              • أبو شامة المغربي
                                السندباد
                                • Feb 2006
                                • 16639


                                #30
                                رد: مَقَالَةٌ

                                تعليق

                                يعمل...